النظارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا

النظارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا (روسية: Центральное духовное управление мусульман России، إنگليزية: The Central Spiritual Administration of Muslims of Russia)، هي أقدم منظمة دينية إسلامية نشطة في عموم روسيا. يقع المقر الرئيسي لها في أوفا، بشكورتوستان، ويترأسها شيخ الإسلام طلعت تاج الدين.

علم النظارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا وأوروپا.

المقر الرئيسي للإدارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا في أوفا.

التاريخ

مرور 100 عام على تأسيس النظارة الروحية لمسلمي بشكرتوستان نوفمبر 1917.^[1]

علم الادارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا.

مسجد أوفا القديم.

طلعت تاج الدين رئيس الإدارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا والرئيس الروسي دميتري مدڤييدڤ، سبتمبر 2011.

يرتبط تاريخ الإدارة الروحية المركزية لمسلمي روسيا بأول جمعية مسجلة رسمياً للمسلمين في الإمبراطورية الروسية - الجمعية الروحية للشريعة الإسلامية في أوفا، التي تأسست بموجب مرسوم من الامبراطورة يكاترينا الثانية في 22 سبتمبر 1788، وأُفتحت رسمياً في 4 ديسمبر 1789 في أوفا. ومنذ عام 1917 كان اسمها الرسمي هو النظارة الروحية المركزية للمسلمين في روسيا الداخلية وسيبيريا (حتى عام 1918 كقسم ديني كانت جزءاً من المجلس الإسلامي الوطني، الذي كان يمثل الهيئة التنفيذية المركزية للجمعية الوطنية للمسلمين من أصل توركي وتتاري من المناطق الداخلية من روسيا وسيبيريا).^[2] منذ عام 1948، أُعيد تسميتها إلى النظارة الروحية لمسلمي أوروپا في الاتحاد السوڤيتي وسيبيريا. وفي عام 1992، أُعيدت تسميتها إلى النظارة الروحية المركزية للمسلمين في روسيا والاتحاد الأوروپي ورابطة الدول المستقلة. وفي عام 2000، حصلت المؤسسة على اسمها الحديث. الجامعة الإسلامية الروسية هي مؤسسة تابعة للإدارة الروحية المركزية للمسلمين، وتنشر التقويم الإسلامي وصحيفة "بلگار-ڤستينك" (الرسول).

الجمعية الروحية الإسلامية في أورينبورگ

تأسست الجمعية الروحية الإسلامية في أورينبورگ بناءً على طلب حاكم أوفا، كمؤسسة حكومية "لاختبار" رجال الدين واختيار "الجديرين بالثقة" من بينهم؛ وقد مورست صلاحياتها على أراضي نيابة أوفا ومقاطعة أورينبورگ (لاحقًا على كامل أراضي روسيا، باستثناء نيابة توريد).

وزارة الإيمان

كانت وزارة الإيمان (بالتتارية: Диния нәзараты)، هي خليفة الجمعية الرومية الإسلامية في أورينبورگ. تأسست وزارة الإيمان في المؤتمر الإسلامي الثاني لعموم روسيا، الذي عُقد في قازان في 22 يوليو 1917، برئاسة المفتي غالي‌مجان بارودي. كانت وزارة الإيمان بمثابة وزارة للشئون الدينية تابعة للحكومة (ملي إدارة) التابعة للحكم الذاتي الوطني والثقافي لمسلمي التتار التورك في روسيا الداخلية وسيبيريا. في 12 أبريل 1918، صدر قرارٌ بحل "ملي إدارة"، وقّعه مفوض الشعب للقوميات في جمهورية روسيا الاشتراكية الاتحادية السوڤيتية إ. ڤ. ستالين، ورئيس مفوضية المسلمين التابعة للمفوضية الشعبية للقوميات م. م. ڤاخيت. أشار القرار بشكل خاص إلى الحفاظ على وزارة الإيمان كإدارة روحية للمسلمين، لكن "بشرط عدم التدخل في الشؤون السياسية". رداً على ذلك، في 25 أبريل 1918، وقّع ج. بارودي والقضاة نيابة عن وزارة الإيمان بياناً ساخطاً، حذّروا فيه واضعي هذا القرار من المسؤولية أمام عقاب الله وحساب الأمة والتاريخ. في يونيو 1918، وقّع بارودي والقضاة نيابةً عن وزارة الإيمان رسالة تهنئة بمناسبة تحرير أوفا من قبضة البلاشڤة. في أغسطس 1918، غادر بارودي إلى پتروپاڤلوڤسك، وانضم لاحقاً إلى أعضاء ملي إدارة في المنفى. لم يغادر نائب المفتي رضا الدين فخر الدين، أوفا، واستمرت وزارة الإيمان قائمة.

الفترة السوڤيتية

بعد انتصار الجيش الأحمر في المنطقة التي كانت تحت السلطة الفعلية لوزارة الإيمان، انعقد المؤتمر الأول لرجال الدين المسلمين لعموم روسيا في أوفا في الفترة 16-25 سبتمبر 1920، برئاسة المفتي ج. بارودي، حيث تأسستالإدارة الروحية المركزية للمسلمين في روسيا الداخلية وسيبيريا، والتي تولت فعلياً مهام وزارة الإيمان. كان هيكل المنظمة الجديدة ثلاثي المستويات: الأعلى (دينيا نظراتا - تتكون من الرئيس - المفتي - وستة أعضاء - قضاة)؛ والوسطى (مختصبات) - تتكون من ثلاثة أشخاص يرأسهم مختبِت؛ والسفلى (متوليات) - تتكون من ملا ومؤذن وأمين صندوق في كل مسجد. في الفترة 10-25 يونيو 1923، عُقد المؤتمر الثاني لرجال الدين المسلمين لعموم روسيا في أوفا، بحضور 285 مندوباً ومفتياً من قوقند وطشقند والقرم. وانتُخب ر. فخر الدين مفتياً ورئيساً لدار إفتاء أوفا. في ذلك الوقت، كانت دار إفتاء أوفا هي الإدارة الروحية للمسلمين لمعظم المسلمين في الاتحاد السوڤيتي. في 30 نوفمبر 1923، أقرت المفوضية الشعبية السوڤيتية للشؤون الداخلية ميثاق الإدارة الروحية المركزية للمسلمين في جمهورية روسيا الاشتراكية الاتحادية السوڤيتية (باستثناء القرم والقوقاز وتركستان)، والذي بموجبه امتدت صلاحيات مفتي أوفا إلى جمهوريات التتار والباشكير والقرغيز (القزخية) والأوكرانية، ومناطق الحكم الذاتي في تشوڤاشيا وڤوتسك وكالميك، بالإضافة إلى مقاطعات روسيا الداخلية وسيبيريا.

عام 1943، تأسست ثلاثة مراكز روحية مستقلة أخرى لإدارة شؤون المسلمين في الاتحاد السوڤيتي: الإدارة الروحية لمسلمي آسيا الوسطى وقزخستان (مركزها في طشقند)، والإدارة الروحية لمسلمي القوقاز (باكو)، والإدارة الروحية لمسلمي شمال القوقاز (بويناكسك). نتيجة لذلك، فقدت الإدارة الروحية المركزية لمسلمي آسيا الوسطى وقزخستان وظائفها المركزية. وانتقلت أراضي جمهورية قزخستان الاشتراكية السوڤيتية إلى الإدارة الروحية لمسلمي آسيا الوسطى وقزخستان؛ وفي مدينة بخارى الأوزبكية، التي كانت خاضعةً لولايتها، افتُتحت عام 1946 مدرسة مير عرب، المدرسة الدينية الوحيدة في الاتحاد السوڤيتي. عام 1948، عُقد مؤتمر لعلماء الدين المسلمين والمؤمنين في الجزء الأوروپي من الاتحاد السوڤيتي وسيبيريا في أوفا، حيث أُعيدت تسمية المديرية الروحية المركزية للمسلمين إلى المديرية الروحية لمسلمي الجزء الأوروبي من الاتحاد السوفيتي وسيبيريا (DUMES)، واعتمد ميثاقًا جديدًا، نُزعت بموجبه صلاحياتٌ مثل إنشاء المدارس والمكاتب، وتنظيم دوراتٍ لتدريب رجال الدين، وتكوين المحتسبات، وحفظ سجلات المواليد. واحتفظت المنظمة بوظائفها الدينية البحتة، وبسيطرتها على تعيين رجال الدين، وتسجيل المساجد ودور العبادة.

عام 1968، تأسست في طشقند المجلة الوحيدة للمسلمين في الاتحاد السوڤيتي، مسلمو الشرق السوڤيتي، وفي عام 1971، أُفتتح معهد الإمام البخاري الإسلامي في هذه المدينة السوڤيتية، وأصبحت طشقند أخيراً محل أوفا كمركز رئيسي للمسلمين السوڤييت. عام 1989، بناءً على قرار مجلس الشؤون الدينية التابع لمجلس وزراء الاتحاد السوڤيتي، أُفتتحت مدرسة رضا الدين فخر الدين في أوفا تحت إشراف الدومس في مباني مسجد الكاتدرائية الأول.

روسيا الاتحادية

في 80-10 نوفمبر 1992، عُقد المؤتمر الاستثنائي السادس لمسلمي رابطة الدول المستقلة الأوروپية وسيبيريا في مدينة أوفا. ووافق المندوبون المشاركون في المؤتمر على الميثاق الجديد للإدارة الروحية المركزية لمسلمي روسيا ورابطة الدول المستقلة الأوروپية وسيبيريا. وبموجب هذا الميثاق المُعتمد، أُعيدت تسمية الإدارة إلى الإدارة الروحية المركزية لمسلمي روسيا ورابطة الدول المستقلة الأوروپية (CSAM). ولم يدخل هذا الاسم حيز النفاذ رسمياً إلا في 6 مارس 1994، عندما سُجِّل الميثاق الجديد للإدارة لدى وزارة العدل في روسيا الاتحادية (ويُستخدم الاسم الحالي منذ عام 2000).

تحولت المراكز الدينية الإقليمية الكبيرة (المختصبات) إلى إدارات روحية للمسلمين وأُستحدثت درجة المفتي الأكبر، التي مُنحت لطلعت تاج الدين. عام 1994، تأسست في موسكو هيئة دينية روسية أخرى، هي الإدارة الروحية لمسلمي منطقة وسط أوروپا الروسية، برئاسة رئيس المركز الإسلامي في موسكو ومنطقة موسكو، راويل عين الدين، الذي أصبح فعلياً زعيمًاً لمسلمي روسيا الذين يعارضون سياسات طلعت تاج الدين. يتهمهم الشيخ تاج الدين بالوهابية والتطرف ودعم المبعوثين العرب. في 23 مايو 2013، أعلن الرئيس الروسي ڤلاديمير پوتن عن ضرورة إعطاء أهمية وطنية للاحتفال بالذكرى 225 لتأسيس الإدارة الروحية المركزية للمسلمين، والتي جرت في نهاية سبتمبر 2013. في 30 نوفمبر 2016، عُقد في موسكو اجتماع تأسيسي للجمعية الروحية لمسلمي روسيا، وهي جهة أخرى تطالب بوضع مفتي عام روسيا، حيث انتُخب رئيسها المفتي ألبير كرگانوڤ. ويُوصف بأنه مفتي "انشق" عن الإدارة الروحية المركزية لمسلمي روسيا.

التنظيم

رئيس النظارة الروحية الإسلامية المركزية في روسيا منذ عام 1980 هو المفتي الأكبر شيخ الإسلام طلعت تاج الدين. الهيئات الحاكمة للإدارة الروحية المركزية للمسلمين في روسيا هي: المجلس (المؤتمر)، وهيئة الرئاسة، ومجلس المفتين، ومجلس العلماء. أما الهيئة الرقابية للإدارة الروحية المركزية للمسلمين في روسيا فهي لجنة التدقيق المركزية التابعة للإدارة الروحية المركزية للمسلمين في روسيا.

التنظيم الإقليمي

مقالة مفصلة: دار الإفتاء (أوروپا)

في أراضي الكيانات المكونة لروسيا الاتحادية، تعمل الإدارات الروحية الإسلامية الإقليمية كجزء من الإدارة الروحية الإسلامية المركزية. واعتباراً من 1 يناير 2002، بلغ عدد الإدارات الروحية الإسلامية الإقليمية العاملة ضمن الإدارة الروحية الإسلامية المركزية، برئاسة رئيس بدرجة مفتي.

تتكون الإدارات الروحية الإسلامية الإقليمية التابعة للإدارة الروحية الإسلامية المركزية من مجالس إسلامية إقليمية تُعرف باسم "المحتسبات". تتمتع "المحتسبات"، كقاعدة عامة، بمكانة منظمة دينية، وتُؤسس من قِبل منظمة دينية أعلى. رئيس "المحتسبات" هو رئيس مجلس "المحتسبات" بدرجة إمام مختبَر. تؤسس منظمات دينية إسلامية محلية، تُعرف باسم "المحلة"، في أراضي المدن والأحياء والتجمعات السكانية والقرى والنجوع. رئيس المنظمة الدينية الإسلامية المحلية هو الإمام الخطيب. يُعيَّن جميع رجال الدين في مناصبهم لفترة غير محددة.