الحاكم بأمر الله

(تم التحويل من الحاكم بأمرالله)
الحاكم بأمر الله
Gold dinar of al-Hakim bi-Amr Allah, AH 391.jpg
دينار ذهبي سُك في عهد الحاكم بأمر الله عام 391 هـ (1000/1001 م).
الإمامخليفة الدولة الفاطمية
العهد14 أكتوبر 996 – 13 فبراير 1021
سبقهالعزيز بالله
تبعهعلي الظاهر لإعزاز دين الله
وُلِدالمنصور
13 أغسطس 985
القاهرة، مصر الفاطمية
اختفى13 فبراير 1021 (aged 35)
المقطم، القاهرة، مصر الفاطمية
الأنجال
  • الظاهر
  • ست مصر
الاسم الكامل
أبو علي المنصور الحاكم بأمر الله
الأسرةالفاطمية
الأبالعزيز بالله
الأمالسيدة العزيزية
الديانةالطائفة الإسماعيلية الشيعية

أبو علي المنصور، وشهرته الحاكم بأمر الله (13 أغسطس 983 - 13 فبراير 1021)، هو سادس الخلفاء الفاطميين، والإمام السادس عشر للطائفة الإسماعيلية الشيعية (996-1021). يعتبر الحاكم من الشخصيات الهامة لدى عدد من الطوائف الإسماعيلية الشيعية، التي تضم 15 مليون من النزاريين و1-2 مليون من المستعليين، بالإضافة إلى 2 مليون من الدروز حول العالم.[1][2][3][4][5]

تعتبر قصة الحاكم بأمر من القصص المثيرة للجدل، وذلك لوجود وجهات نظر مختلفة حول حياته وإرثه.[6][7] يكتب المؤرخ پول ووكر "في نهاية المطاف، استمرت النظرتان إليه، الطاغية المجنون والمستبد (مثل الطغاة الجرمانيين والرومانيين) الذي يميل بشكل غير عقلاني إلى قتل من حوله على هواه، والحاكم الأعلى المثالي، الذي اختاره الله وأمر بتنصيبه، والذي كان جميع تصرفاته عادلة وصالحة، واحدة بين أعدائه وأولئك الذين تمردوا ضده، والأخرى في قلوب المؤمنين الحقيقيين، الذين، على الرغم من أنهم ربما حيروا بسبب الأحداث، إلا أنهم ظلوا مخلصين له بشغف حتى النهاية".[8] وبسبب الروايات الأكثر إثارة للجدل[9] حول حياته وحكمه، اكتسب الحاكم بأمر الله ألقاباً مثل "نيرون مصر"،[10] و"الخليفة المجنون".[11][12][13]

السنوات المبكرة

هو المنصور بن العزيز بالله بن المعز لدين الله معد الفاطمي، أبو علي، الحاكم بأمر الله، سادس خلفاء الدولة الفاطمية. وُلد بالقاهرة من أم مسيحية يونانية الأصل وبويع بالخلافة بعد موت أبيه سنة 386 هـ وعمره إحدى عشرة سنة، وخطب له على منابر مصر والشام وإفريقيا.

كان الخليفه الفاطمى العزيز بالله يستعد لإستئناف القتال ضد البيزنطيين في مدينه بلبيس حتى توفى وهو في الحمام – فخلفه الولد الوحيد الذى أنجبه من زوجته المسيحية اليونانية الأصل. تربى إبن الخليفة وكان إسمه المنصور تربية شيعية فاطمية.


حكمه

أصبح المنصور خليفة وهو يبلغ من العمر 11 سنة، ولقب عند إعتلائه عرش الخلافه بإسم "الحاكم بأمر الله" وسمى أيضاً الإمام المنصور. وقال المقريزي المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني (ص: 70-167): " وقام من بعده ابنه‏:‏ الحاكم بأمر الله أبو علي منصور وكانت مدة خلافته إلى أن فـُقِد خمساً وعشرين سنة وشهراً وفـُقِد وعمره ست وثلاثون سنة وسبعة أشهر في ليلة 26 شوال سنة 411 هـ وقد بسطت خبر العزيز والحاكم عند ذكر الجوامع من هذا الكتاب‏.

ولما كان إبن العزيز قاصراً قام بالوصايه عليه وزيره برجوان تنفيذا لوصيه أبيه وكان برجوان عبداً خصياً سلافونياً [14] تربى في قصر العزيز وكان ماهراً في القيام بالأعمال الموكلة إليه فإكتسب ثقه الخليفه وظل يترقى في المناصب حتى وصل إلى منصب الوزارة ثم أصبح وصيا على إبنه القاصر بناء على وصيه الخليفه قبل موته إلا أنه كان هناك صراع على السلطه بين الوصى برجوان وبين قائد جيش الخليفه إبن عمار فعمت الفوضى البلاد لشده هذه الخلافات .

وكان (أبو محمد الحسن بن عمار) قائد جيش الخليفه وزعيم الكتاميين الذين يعتبرون عصب الخلافة الفاطمية. وكان الكتاميين تظلموا وتقدموا بطلب بعزل عيسى بن نسطور من الوزاره وإنتهى الأمر بتولى ابن عمار شئون إدارة الدولة، ولكن لمكانه ابن نسطور لدى الخليفة أسند إليه رئاسة ديوانه الخاص، ولكنه لم يتمتع بهذا المنصب مدة طويلة، فقد كان هدفا لدسائس أبي عمار الذى اتهمه بالإختلاس فقبض عليه وقتله [15] ولم يلبث ابن عمار أن قـُتِل أيضا بعد أن هزمت القوات التركيه قواته المكونه من قبائل شمال أفرقيا المغاربة.

أما الحاكم بامر الله عندما وصل سنه 15 سنة وهو سن الخلافه في الشريعة الإسلامية ويقول ابن القلانسي [16]: "ولم يكن هناك ما ينذر بوقوع أحداث دموية مفجعة التى أخضبت عهده بالدماء، وأدخلت الذعر في نفوس النصارى والمسلمين على السواء، والواقع أنه حينما بلغ سن الرشد، سارع إلى اطمئنان كل الموظفين النصارى على مراكزهم واهتدى بنصائح أخته "ست الملك" التى كانت تعطف على النصارى عطفاً شديداً".

كان أشدّ خصوم الحاكم وأكثرهم ثباتاً هي الدولة العباسية في بغداد، التي سعت إلى كبح نفوذ الإسماعيلية. وقد أدّى هذا التنافس إلى صدور بيان بغداد عام 1011، الذي ادّعى فيه العباسيون أن الأسرة التي مثّلها الحاكم لا تنحدر شرعياً من علي بن أبي طالب. وكانت وسيلته الدبلوماسية والتبشيرية هي "الدعوة" الإسماعيلية، ومركز قوتها التنظيمية في القاهرة. عام 1004م أسس الحاكم بأمر الله دار الحكمة بالقاهرة، التي نافست بيت الحكمة في بغداد، وتفوقت عليه في النهاية، فأصبحت الأولى في العالم.

إدعاء الألوهية

نادى بألوهيته وفد من دعاة الطائفة الإسماعيلية قدم إلى مصر وعلى رأسهم محمد بن إسماعيل الدرزي وحمزة بن علي الفارسي، فراقت للحاكم فكرة التأليه واعتقد تجسد الإله في شخصه، واُعلِنت الدعوة بتأليهه سنة 408 هـ واتخذ بيتاً في جبل المقطم، وفتح سجلاً تكتب فيه أسماء المؤمنين به، فاكتتب فيه من أهل القاهرة 17.000 جميعهم يخشون بطشه، وتحول لقبه، في هذه الفترة على الأرجح، من الحاكم بأمر الله إلى الحاكم بأمره، وصار قوم من الجهال إذا رأوه قالوا: يا واحدنا يا واحدنا، يا محيي ويا مميت.

عارض المصريون - وهم من أهل السنة - فكرة حلول الله في الحاكم وتأليهه ونقموا على الدعاة الفرس الذين أخذوا يبشرون بدعوتهم الإلحادية الجريئة، فقتلوا محمد بن إسماعيل الدرزي واختفى حمزة الفارسي ثم ظهر مع أتباعه في بلاد الشام ونقم الحاكم على المصريين لقتلهم داعيته فأحرق مدينة الفسطاط.

قتل أعوانه والأوامر الغريبة

قال عنه ساويرس بن المقفع [17] أنه نمى وكبر وصار كالأسد يزأر ويطلب فريسة وأصبح محباً لسفك الدماء وفاق الأسد الضارى، وقد أحصى من قتل بأوامره فكانوا 18.000 شخص وإبتدأ من أكابر وأعيان الدولة وكتبته وقطع أيادى كثير من الناس وأول من قتل هو أستاذه برجوان الذى رباه وسبب غدره على معلمه أنه كان يسميه في صغره (الوزغة)، أي السحلية وقال الأنبا يوساب أنه سماه الوزعة لأنه كان دميم الخلقة[18] فأرسل في طلب معلمه قائلاً: "الوزغة الصغيرة قد صار تنيناً عظيماً وهو يدعوك"، فقام برجوان وذهب إليه وهو يرتعد وعندما حضر إليه أمر بقطع رأسه، وكان ذلك في عام 390هـ 1000م ويقول جاك تاجر في تعليقه على هذه الوحشية: "ولما أمر الخليفة الشاب بقتل برجوان الوصي، أقلق الشعب وأضجره وحمله على التوجه إلى مقر الخلافة"، والقايد فضل كان هذا بمثابه استلامه الحكم الفعلى للبلاد بإزاحه كليهما عن طريقه لما كان لهما من نفوذ ولكن هذه الأحداث أقلقت الشعب لمدى القسوة التى إتبعها في تنفيذ مخططه فثاروا وتوجهوا الى مقر الخلافه، إلا أنه كان ذكيا فإحتوى غضبهم وقام بتهدئتهم وأقام الحجج والأسانيد الباطله قائلاً: " أن برجوان كان يسعى للإستئثار بالسلطة ويمنعه من الإتصال برجال دولته فلم أستطع كخليفة أن أقوم بالحكم الفعلى وأننى أفتقر الى الحكمه بسبب شبابى وصغر سني وعدم درايتي بإسلوب الحكم" وبكى وناح نادماً على ما فعله فرأف الشعب لحاله وتمكن من الإفلات من ثورة الشعب وغضبه ولكنه أضمر الشر في قلبه صابراً للإنتقام من الشعب في وقت آخر.

وتذكر ساويرس بن المقفع بالتفصيل فظائع كثيرة عن الحاكم بأمر الله.[19]

ذكر المقريزي في المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار (ج3، ص: 103-167):

Cquote2.png خط قصر ابن عمار هذا الخط من جملة حارة كتامة وهو اليوم درب يعرف بالقماحين وفيه حمام كرائي ودار خوند شقرا يُسلك إليه من خط مدرسة الوزير كريم الدين بن غنام ويُسلك منه إلى درب المنصوري وابن عمار هذا هو أبو محمد الحسن بن عمار بن عليّ بن أبي الحسن الكلبي من بني أبي الحسب أحد أمراء صقيلة وأحد شيوخ كتامة وصاه العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله لما احتضر هو والقاضي محمد بن النعمان على ولده أبي علي منصور فلما مات العزيز بالله واستخلف من بعده ابنه الحاكم بأمر الله اشترط الكتاميون وهم يومئذ أهل الدولة أن لا ينظر في أمورهم غير أبي محمد بن عمار بعدما تجمعوا وخرج منهم طائفة نحو المصلى وسألوا صرف عيسى بن مشطروس وأن تكون الوساطة لابن عمار فندب لذلك وخلع عليه في ثالث شوّال سنة خمس وسبعين وثلاثمائة واصطنع أحداث المغاربة فكثر عتيهم وامتدّت أيديهم إلى الحرام في الطرقات وشلحوا الناس ثيابهم فضج الناس منهم واستغاثوا إليه بشكايتهم فلم يبد منه كبير نكير فأفرط الأمر حتى تعرّض جماعة منهم للغلمان الأتراك وأرادوا أخذ ثيابهم فثار بسبب ذلك شرٌّ قُتِلَ فيه غلام من الترك وحَدَثٌ من المغاربة فتجمع شيوخ الفريقين واقتتلوا يومين آخرهما يوم الأربعاء تاسع شعبان سنة سبع وثمانين وثلاثمائة فلما كان يوم الخميس ركب ابن عمار لابسًا آلة الحرب وحوله المغاربة فاجتمع الأتراك واشتدّت الحرب وقتل جماعة وجرح كثير فعاد إلى داره وقام برجوان بنصرة الأتراك فامتدّت الأيدي إلى دار ابن عمار واصطبلاته ودار رشا غلامه فنهبوا منها ما لا يحصى كثرة فصار إلى داره بمصر في ليلة الجمعة لثلاث بقين من شعبان واعتـُزل عن الأمر فكانت مدّة نظره أحد عشر شهراً إلاَّ خمسة أيام.

فأقام بداره في مصر سبة وعشرين يوماً ثم خرج إليه الأمر بعوده إلى القاهرة فعاد إلى قصره هذا ليلة الجمعة الخامس والعشرين من رمضان فأقام به لا يركب ولا يدخل إليه أحد إلاَّ أتباعه وخدمه وأطلقت له رسومه وجراياته التي كانت في أيام العزيز بالله ومبلغها عن اللحم والتوابل والفواكه خمسمائة دينار في كل شهر وفي اليوم سلة فاكهة بدينار وعشرة أرطال شمع ونصف حمل ثلج فلم يزل بداره إلى يوم السبت الخامس من شوّال سنة تسعين وثلثمائة فأذن له الحاكم في الركوب إلى القصر وأن ينزل موضع نزول الناس فواصل الركوب إلى يوم الاثنين رابع عشرة فحضر عشية إلى القصر وجلس مع من حضر فخرج إلى الأمر بالانصراف فلما انصرف ابتدره جماعة من الأتراك وقفوا له فقتلوه واحتزوا رأسه ودفنوه مكانه وحُمل الرأس إلى الحاكم ثم نقل إلى تربته بالقرافة فدفن فيها وكانت مدّة حياته بعد عزله إلى أن قُتل ثلاث سنين وشهرًا واحدًا وثمانية وعشرين يومًا وهو من جملة وزراء الدولة المصرية وولى بعده برجوان وقد مرّ ذكره‏.‏

Cquote1.png

ظهرت من الحاكم تصرفات غريبة فيها تناقض عجيب، فكان يأمر بالشيء ثم يعاقب عليه، وكان يُعلي مرتبة وزير ثم يقتله. وقال عنه السيوطي: قال في كتاب حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة (لم يأتي مصر بعد فرعون أشر من الخليفة .الحاكم بأمر الله). ومن ذلك أنه أعلى مرتبة وزيره (برجوان) ثم قتله، وقلَّما مات وزير أو كبير في عهده حتف أنفه، فقد قتل مؤدبه أبا تميم سعيد الفارقي وهو يسامره في مجلسه، وفعل مثل ذلك في كثير غيره. أمر أهل الذمة بالدخول في الإسلام أو الانتقال إلى بلاد الروم، ومن أراد منهم البقاء في مصر فعليه أن يعلق صليباً من الذهب والفضة إن كان نصرانيا ويجب أن يعلق تمثال عجل على صدره إن كان يهودياً. ثم أمر أن تستبدل الصلبان من الفضة والذهب بصلبان من الخشب، كما أمر أن تستبدل رءوس العجول بمثلها خشباً، ومنع أهل الذمة من ركوب الخيل، ومنعهم من دخول الحمامات إلا إذا وضعوا في أعناقهم جرساً ليتميزوا عن المسلمين، وأمر بهدم الكنائس والبيع، ومنها كنيسة القيامة في بيت المقدس ثم أذن في إعادة بنائها، وقتل من أسلم ثم ارتد إلى دينه، ثم أذن لمن أسلم أن يعود إلى دينه، ومنع خروج النساء وأمر بالتزام بيوتهن ليلاً ونهاراً، ومنع الرجال من ارتياد المقاهي وأمر بقتل الكلاب كما أمر بمنع بيع بعض الخضر والمأكولات مثل الملوخية والسمك الذي لا قشر له. وإلى جانب هذه التصرفات العجيبة، كان يهتم بنشر العلم، فأنشأ دار الحكمة ودعا إليها خيرة العلماء في مختلف العلوم والفنون وأجرى عليهم المرتبات الكبيرة، وهيأ الوسائل لهم ليتفرغوا للبحث والدراسة والتأليف، وأقام في دار الحكمة مكتبة عظيمة حوت ما لم يجتمع مثله في مكتبة من مكتبات ذلك العهد.

قال المقريزي المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار (ج 3، ص: 100-167):

Cquote2.png حارة الحسينية عرفت بطائفة من عبيد الشراء يقال لهم الحسينية‏:‏ قال المسبحي في حوادث سنة خمس وتسعين وثلثمائة‏:‏ وأمر بعمل شُونة ممّا يلي الجبال ملئت بالسنط والبوص والحلفاء فابتدىء بعملها في ذي الحجة سنة اربع وتسعين وثلثمائة إلى شهر ربيع الأول سنة خمس وتسعين فخامر قلوب الناس من ذلك جزع شديد وظن كلّ من يتعلق بخدمة أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله أنّ هذه الشونة عُملت لهم‏.‏

ثمّ قويت الإشاعات وتحدّث العوام في الطرقات أنها للكتّاب وأصحاب الدواوين وأسبابهم فاجتمع سائر الكتّاب وخرجوا بأجمعهم في خامس ربيع الأول ومعهم سائر المتصرفين في الدواوين من المسلمين والنصارى إلى الرماحين بالقاهرة ولميزالوا يقبّلون الأرض حتّى وصلوا إلى القصر فوقفوا على بابه يدعون ويتضرّعون ويضجّون ويسألون العفو عنهم ومعهم رقعة قد كتبت عن جميعهم إلى أن دخلوا باب القصر الكبير وسألوا أن يُعفى عنهم ولا يُسمع فيهم قول ساعٍ يسعى بهم وسلّموا رقعتهم إلى قائد القوّاد الحسين بن جوهر فأوصلها إلى أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله فأجيبوا إلى ما سألوا وخرج إليهم قائد القوّاد فأمرهم بالانصراف والبكور لقراءة سجل بالعفو عنهم فانصرفوا بعد العصر وقرىء من الغد سجل كتب منه نسخة للمسلمين ونسخة للنصارى ونسخة لليهود بأمان لهم والعفو عنهم‏.

Cquote1.png

وقال‏:‏

Cquote2.png في ربيع الآخر واشتدّ خوف الناس من أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله فكتب ما شاء الله من الأمانات للغلمان الأتراك الخاصة وزمامهم وأمرائهم من الحمدانية والكجورية والغلمان العرفان والمماليك وصبيان الدار وأصحاب الإقطاعات والمرتزقة والغلمان الحاكمية القدم على اختلاف أصنافهم وكُتب أمان الجماعة من خدم القصر الموسومين بخدمة الحضرة بعدما تجمّعوا وصاروا إلى تربة للعزيز بالله وضجوا بالبكاء وكشفوا رؤوسهم وكتبت سجلاّت عدّة بأمانات للديلم والجبل والغلمان الشرابية والغلمان الريحانية والغلمان البشارية والغلمان المفرّقة العجم وغيرهم والنقباء والروم المرتزقة وكتبت عدّة أمانات للزويليين والبنادين والطبّالين والبرقيين والعطوفيين وللعرافة الجوانية والجودرية وللمظفرّية وللصنهاجيين ولعبيد الشراء الحسينية وللميمونية وللفرحية وأمان لمؤذني أبواب القصر وأمانات لسائر البيارزة والفهّدين والحجّالين وأمانات أخر لعدّة أقوام كلّ ذلك بعد سؤالهم وتضرّعهم‏.‏ Cquote1.png

وقال‏:‏

Cquote2.png في جمادى الآخرة وخرج أهل الأسواق على طبقاتهم كلّ يلتمس كتب أمان يكون لهم فكتب فوق المائة سجل بأمان لأهل الأسواق على طبقاتهم نسخة واحدة وكان يقرأ جميعها في القصر أبو عليّ أحمد بن عبد السميع العباسيّ وتسلم أهل كل سوق ما كتب لهم وهذه نسخة إحداها‏.‏ Cquote1.png
Cquote2.png بعد البسملة‏:‏ هذا كتاب من عبد الله ووليه المنصور أبي عليّ الإمام الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين لأهل مسجد عبد الله أنكم من الآمنين بأمان الله الملك الحق المبين وأمان جدّنا محمد خاتم النبيين وأبينا علي خير الوصيين وآبائنا الذريّة النبويّة المهديين صلى الله على الرسول ووصيه وعليهم أجمعين وأمان أمير المؤمنين على النفس والحال والدم والمال لاخوف عليكم ولا تمتدّ يد بسوء إليكم إلاّ في حدّ يقام بواجبه وحق يُؤخذ بمستوجبه فليوثق بذلك وليعول عليه إن شاء الله تعالى‏.‏

وكتب في جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.

Cquote1.png

ويقول المقريزي في المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار (ج 4، ص: 144-167):

Cquote2.png جامع المقس هذا الجامع أنشأه الحاكم بأمر الله على شاطئ النيل بالمقس في لآن المقس كان خطة كبيرة وهي بلد قديم من قبل الفتح كما تقدم ذكر ذلك في هذا الكتاب‏.‏

وقال في الكتاب الذي تضمن وقف الحاكم بأمر الله الأماكن بمصر على الجوامع كما ذكر في خبر الجامع الأزهر ما نصه‏:‏ ويكون جميع ما بقي مما تصدق به على هذه المواضع يصرف في جميع ما يحتاج إليه في جامع المقس المذكور من عمارته ومن تمن الحصر العبدانية والمظفورة وثمن العود للبخور وغيره على ما شرح من الوظائف في الذي تقدم وكان لهذا الجامع نخل كثير في الدولة الفاطمية ويركب الخليفة إلى منظرة كانت بجانبه عند عرض الأسطول فيجلس بها لمشاهدة ذلك كما ذكر في موضعه من هذا الكتاب عند ذكر المناظر وفي سنة سبع وثمانين وخمسمائة انشقت زريبة من هذا الجامع السقوط فأمر بعمارتها‏.‏
ولما بنى السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب هذا السور الذي على القاهرة وأراد أن يوصله بسور مصر من خارج باب البحر إلى الكوم الأحمر حيث منشأه المهراني اليوم وكان المتولي لعمارة ذلك الأمير بهاء الدين قراقوش الأسدي أنشأ بجوار جامع المقس برجًا كبيرًا عرف بقلعة المقس في مكان المنظرة التي كانت للخلفاء فلما كان في سنة سبعين وسبعمائة جدد بناء هذا الجامع الوزير الصاحب شمس الدين عبد الله المقسي وهدم القلعة وجعل مكانها جنينة واتهمه الناس بأنه وجد هنالك مالاً كثيرًا وأنه عمر منه الجامع المذكور فصار العامة اليوم يقولون جامع المقسي ويظن من لاعلم عنده أن هذا الجامع من إنشائه وليس كذلك بل إنما جدده وبيضه وقد انحسر ماء النيل عن تجاه هذا الجامع كما ذكر في خبر بولاق في غاية العمارة وقد تلاشت المساكن التي هناك وبها إلى اليوم بقية يسيرة ونظر هذا الجامع اليوم بيد أولاد الوزير المقسي فإنه جدده وجعل عليه أوقافًا لمدرس وخطيب وقومة ومؤذنين وغير ذلك‏.‏

Cquote1.png

كما بنى عدة مساجد. وجد في إحدى الليالي من سنة 411 هـ مقتولاً في ناحية من جبل المقطم وقيل إنه لم يعثر على جثته وإنما وجدت ملابسه ملوثة بالدم، ويقال إن أخته ست الملك كلفت القائد حسين بن دواس زعيم قبيلة كتامة بقتله فقتله ثم قتلت ابن دواس وقتلت معه من اطلع على سر القتل، ثم أبدت الحزن على أخيها وجلست للعزاء.

بتأليه الحاكم وقبوله فكرة حلول الإله في شخصه وهي الفكرة التي أوحاها إليه محمد بن إسماعيل الدرزي وحمزة بن علي الفارسي تألفت طائفة الدروز وانشقت عن الإسماعيلية وظهرت في بلاد الشام بعد انتقال حمزة إليها مع أشياعه. ولما بلغ حمزة موت الحاكم أعلن أنه لم يمت وإنما احتجب وأنه سيعود لنشر الإيمان بعد غيبته . كان عمر الحاكم لما قتل سبعا وثلاثين سنة وكانت مدة ولايته خمسا وعشرين سنة. خلفه ابنه الظاهر أبو الحسن علي فأزال المظاهر التي أحدثها أبوه وأعلن في السجل الذي أصدره براءته من المزاعم التي قيلت في أبيه وأسلافه .[20]

وكان لبرجوان مساعداً كاتباً قبطياً إسمه فهد بن إبراهيم عرفه الحاكم من كثرة تردده على القصر يحمل الرسائل إلى الخليفة والأوامر منه، ومن الظاهر أنه كان ذو شأن كبير غنياً ومن أعيان القبط وكبرائهم إذ قال عنه المقريزي[21] "لأنه في غطاس سنة 288ه جريه ضربت المضارب والأسرة في عدة مواضع على شاطئ النيل، ونصبت أسرة للرئيس فهد بن إبراهيم النصراني كاتب الأستاذ برجوان، وأوقدت له الشموع والمشاعل وحضر المغنون والملهون، وجلس مع أهله ألى أن كان وقت الغطاس فغطس وإنصرف".

وكان الحاكم محتاجاً لرجل يحل محل برجوان الذى قتله ليدير الحكومه ففكر في فهد القبطى، الذى رأى رأس برجوان تدحرج على الأرض أمامه فإمتلأ فزعاً واصفر وجهه من هول المفاجأة، وبخبث ودهاء شديدين أنعم عليه العطايا والهبات وهدأ من روعه، وخلع عليه لقب "الرئيس أبى العلاء". ولما كان فهد لا يطمع في شيء من دنياه فعمل جاهداً ليرضى الله وأولياء الأمر في عمله فترقى في المناصب العليا حتى وصل إلى أن يكون كاتم سر الخليفة وفى ذات يوم دخل إلى الخليفة وكان الخليفة قد قرر إسناد منصب الوزاره إليه ويقص علينا ابن القلانسي[22] الحديث الذى دار في قصر الخليفة وإنتهى بإعتلاء القبطى فهد أعلى سلطة في مصر فقال: "جلس الحاكم وقت العشاء الأخير وإستدعى الحسين بن جوهر وأبي العلاء فهد بن إبراهيم الوزير، وتقدم إليه بإحضار سائر كتاب الدواوين والأعمال، ففعل، وحضروا وأوصلهم إليه. فقال لهم الحاكم: "إن هذا فهدا، كان بالأمس كاتب برجوان عبدى، وهو اليوم وزيري فإسمعوا له وأطيعوا، ووفوه شروطه في التقدم عليكم، وتوفروا على مراعاه الأعمال وحراسه الأموال". وقبل فهد الأرض وقبلوها، وقالوا: "السمع والطاعه لمولانا". ثم إلتفت إلى فهد وقال: "أنا حامد لك وراض عنك وهؤلاء الكتاب خدمي، فإعرف حقوقهم وأجمل معاملتهم واحفظ حرمتهم وزد في واجب من يستحق الزيادة بكفايته وأمانته".[23]

وبدأ الشر يحيك الدسائس والمؤامرات فأرسل جنوده الحاسدون عندما بدأت شهرته في فعل الخير للمسلمين والمسيحين على السواء، وخشى الحاسدون إزدياد نفوذ النصارى في البلاد، فلا ولايه لذمى على مسلم، فأوعزوا على الوشاية به عند مولاه ليضعفوا ثقته به، فكانت التهمة القديمة التى إستعملها ابو عمار هي خطتهم، فإتهمه إثنين من الحاقدين عليه هما أبو طاهر وإبن العداس بإختلاس الأموال، ولم يحسن الحاكم إستقبالهم كما انه لم يستمع إلى وشايتهما إلا أنهم إستمرا على خطتهما الدنيئة وحرضا آخرين على تقديم شكاوى مماثلة وكان الحاكم يفهم مغزى هذه الشكاوى المقدمة إليه، فإستغلها للضغط على عامله الأمين القبطى فهد ومساومته بطريقه خبيثة فأرسل إليه فمثل بين يديه وقال له: "أنت تعلم أننى قد إصطفيتك وقدمتك على كل من في دولتي فإسمع مني وكن معي في ديني فأرفعك أكثر مما أنت فيه وتكون لي مثل أخ". فإذا كان فهد سارقاً فلماذا إذا ساومه؟ وأراد الحاكم أن يستغل الشكاوى ويحوله عن ديانته فرفض فهد الوزارة وتمسك بديانته، فأمر الخليفة بقطع رقبة فهد القبطي، وحرق جسده. ولمعرفة أين دفن أبو العلا فهد يقول أبو المكارم في مخطوطة [24]: "أنه كانت هناك حارة من حوارى القاهرة يطلق عليها إسم حارة برجوان الخادم الأسود[25] وكان برجوان هذا استاذاً للحاكم بأمر الله وكان ينظر في امور الخلافة وكاتبه الرئيس أبو العلا فهد بن إبراهيم النصرانى في الخلافة الحاكمية أمر الحاكم بقتل برجوان والرئيس أبو العلا وأحرقه بالنار وقبره وذويه تحت كنيسة أبو مرقورة بدير الخندق في طوفس[26]" وقد أخذ الأروام هذه الكنيسة للصلاة فيها بعد أن أمر أمير الجيوش بدر الدين الجمالي الأقباط بإعطائها لهم وبها جسد هذا الشهيد.

"الحاكم بأمر الله وأسرار الدعوة الفاطمية" بقلم محمد عبد الله عنان. انقر الصورة لمطالعة الكتاب كاملاً.

قال كاتب عنه[27]: "لقد نشأ مطلق الأمر في آراءه وتصوراته وتعلم علوم الشيعة فغلا فيها، كما تعلم الفلسفة والنجوم فكان له بها ولع شديد، وكان على طرفى الغلو في كل أعماله – فإذا عاقب أفرط وسفك الدماء وقتل الأعوان والأقارب والعلماء، وإذا ثاب أو أحب بذل ما لم يبذله ملك، وكانت أعماله متناقضة، يفعل اليوم ما ينقضه غداً".

إن إصداره لتعليمات ومراسيم متضاربة أمراً يثير الدهشة والأسى والضحك في وقت واحد، كما أنه لا يمكن التكهن بما يمكن أن يفعله أو يأمر به عند عرض عليه أي قضية أو مشكلة، فمثلاً في حالة قتله لفهد أراد أن يغطى فشله في جذب فهد الى دينه أرسل الحاكم في طلب أولاد فهد فهد وخلع عليهم الخلع وأمر بألا يمسهم أحد بسؤ وألا ينهب منزلهم، أما جاك تاجر فله رأي آخر[28]: قد أراد الحاكم بذلك أن يتحدى أبا طاهر وإبن العداس اللذين أوعزا بهذه الجريمة واللذين توصلا إلى أعلى المناصب لتنفيذ خطتهما". إلا أنه لا يمكن غسل يدي الحاكم من هذه الجرائم التي لا يستطيع أحداً أن يجد لها تفسيراً إلا أنها حاذت على هوى نفسه لهذا قدم على تنفيذها بدون أي شعور بالندم وكان من تقليد الفاطميين الإستعانه بالنصارى إلا أن الحاكم بأمر الله أبطل هذه العاده بعد أن إضطهد الذميين كما هو مكتوب في جميع كتب المؤرخين بلا إستثناء ولكنه لم يكن في إستطاعته أن يستغنى أبداً عن جميع الموظفين النصارى.

كان عطوف خادماً أسود، غلام الطويلة وكان قد خدم ست الملك أخت الحاكم، قتله الحاكم بجماعة من الأتراك وقفوا له في دهليز القصر واحتزّوا رأسه في يوم الأحد لإحدى عشرة خلت من صفر سنة 401 هـ قاله المسبِحي‏.‏

قال المقريزى في المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار (ج 3، ص: 99-167):

Cquote2.png فلما قتلَ الحاكمُ الأستاذَ برجوان كما تقدم خلع على القائد حسين لثلاث عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة تسعين وثلثمائة ثوباً أحمر وعمامة زرقاء مذهّبة وقلّده سيفًا محلّى بذهب وحمله على فرس بسرج ولجام من ذهب وقاد بين يديه ثلاثة أفراس بمراكبها وحمل معه خمسين ثوبًا صحاحًا من كلّ نوع وردّ إليه التوقيعات والنظر في أمرو النار وتدبير المملكة كما كان برجوان ولم يطلق عليه اسم وزير فكان يبكّر إلى القصر ومعه خليفته الرئيس أبو العلاء فهد بن إبراهيم النصراني - كاتب برجوان - فينظران في الأمور ثمّ يدخلان وينهيان الحال إلى الخليفة فيكون القائد جالسًا وفهد في خلفه قائمًا‏.‏

فلما كان في سابع عشر جمادى الآخرة قرىء سجل على سائر المنابر بتلقيب القائد حسين بقائد القوّاد وخلع عليه ومازال إلى يوم الجمعة سابع شعبان سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة فاجتمع سائر أهل الدولة في القصر بعدما طلبوا وخرج الأمر إليه أن لا يقام لأحد وخرج خادم من عند الخليفة فأسرّ إلى صاحب الستر كلامًا فصاح‏:‏ صالح بن عليّ فقام صالح بن عليّ الرودباذي متقلّد ديوان الشام فأخذ صاحب الستر بيده وهو لا يعلم هو ولا أحد ما يراد به فأدخل إلى بيت المال وأخرج وعليه درّعة مصمتة وعمامة مذهّبةً ومعه مسعود فأجلسه بحضرة قائد القوّاد وأخرج سجلًا قرأه ابن عبد السميع الخطيب فإذا فيه ردّ سائر الأمور التي نظر فيها قائد القواد حسين بن جوهر إلي‏.‏ فعندما سمع من السجل ذكره قام وقبّل الأرض‏.‏

فلما انتهت قراءة السجلّ قام قائد القوّاد وقبّل خدّ صالح وهنأه‏.‏ وانصرف فكان يركب إلى القصر ويحضر الأسمِطة إلى اليوم الثالث من شوّال أمره الحاكم أن يلزم داره هو وصهره قاضي القضاة عبد العزيز بن النعمان وأن لا يركباهما وسائر أولادهما فلبسا الصوف ومُنع الناس من الاجتماع بهما وصاروا يجلسون على حُصْر‏.‏

فلمّا كان في تاسع عشر ذي القعدة عفا عنهما الحاكم وأذن لهما في الركوب فركبا إلى القصر بزيّهما من غير حلق شعر ولا تغيير حال الحزن فلمّا كان في حادي عشر جمادة الآخرة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة قبض على عبد العزيز بن النعمان وطلب القاهرة وأسواقها فأفرج عنه ونودي أن لا يغلق أحد فرّدَّ حسين بعد ثلاثة أيام بابنيه وتمثلوا بحضرة الحاكم فعفا عنهم وأمرهم بالمسير إلى دورهم بعد أن خلع على حسين وعلى صهره عبد العزيز وعلى أولادهما وكُتب لهما أمانان ثمّ أعيد عبد العزيز في شهر رمضان إلى ما كان يتقلّده من النظر في المظالم ثم رَدّ الحاكم في شهر ربيع الأوّل سنة أربعمائة على حسين بن جوهر وأولاده وصهره عبد العديز ما كان لهم من الإقطاعات وقرىء لهم سجل بذلك‏.‏

فلما كان ليلة التاسع من ذي القعدة فرّ حسين بأولاده وصهره وجميع أموالهم وسلاحهم فسير الحاكم الخيل في طلبهم نحو دجوة فلم يدركهم وأوقع الحوطة على سائر دورهم وجعلت للديوان المفرد وهو ديوان أحدثه الحاكم يتعلّق بما يقبض من أموال من يسخط عليه وحمل سائر ما وجد لهم بعدما ضبط وخرجت العساكر في طلب حسين ومن معه وأشيع أنّه قد صار إلى بني قرّة بالبحيرة فأنفدت إليه الكتب بتأمينه واستدعائه إلى الحضور فأعاد الجواب بأنه لا يخل ما دام أبو نصر بن عبدون النصرانيّ الملقّب بالكافي ينظر في الوساطة ويوقّع عن الخليفة فإنّي أحسنت إليه أيام نظري فسعى بين إلى المحرّم سنة إحدى وأربعمائة وقدم حسين بن جوهر ومعه عبد العزيز بن النعمان وسائر من خرج معهما فخرج جميع أهل الدولة إلى لقائ وتلقّته الخلع فأُفيضت عليه وعلى أولاده وصهره وقيّد بين أيديهم الدواب فلمّا وصلوا إلى باب القاهرة ترجّلوا ومشرواومشى الناس بأسرهم إلى القصر فصاروا بحضرة الحاكم ثمّ خرجوا وقد عفا عنهم وأذن لحسين أن يكاتّب بقائد القوّاد ويكون اسمه تاليًا للقبه وأني خاطب بذلك‏.‏

وانصرف إلى داره فكان يوما عظيمًا وحمل إليه جميع ما قبض له من مال وعقار وغيره وأنعم عليه وواصل الركوب هو وعبد العزيز بن النعمان إلى القصر ثم قبض عليه وعلى عبد العزيز واعتقلا ثلاثة أيام ثمّ حلفا أنّهما لا يغيبان عن الحضرة وأشهدا على أنفسهما بذلك وأفرج عنهما وحلف لهما الحاكم في أمان كتبه لهما‏.‏

فلما كان في ثاني عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعمائة ركب حسين وعبد العزيز على رسمهما إلى القصر فلمّا خر للسلام على الناس قيل للحسين وعبد العزيز وأبي علي أخي الفضل‏:‏ أجلسوا لأمر تريده الحضرة منكم فجلس الثلاثة وأنصرف الناس فقبض عليهم وقتلوا في وقت واحد وأحيد بأموالهم وضياعهم ودورهم وأخذت الأمانات والسجلات التي كتبت لهم‏.‏

واستدعي أولاد عبد العزيز بن النعمان وأولاد حسين بن جوهر ووُعدوا بالجميل وخلع عليهم وجملوا والله يفعل ما يشاء‏.‏

Cquote1.png

دار الحكمة

وفي مجال التعليم والتعلم، كان من أهم إسهامات الحاكم بأمر الله تأسيس دار الحكمة في القاهرة عام 1005.[29] كانت دار الحكمة، التي زُوِّدت بمكتبة ضخمة، تُدرَّس فيها مجموعة واسعة من العلوم، من القرآن والحديث إلى الفلسفة والفلك. وفي عهد الحاكم بأمر الله، كان الورق والحبر والأقلام والمحبرات مجاناً لجميع الدارسين فيها.[30]

أصبح التعليم متاحاً للعامة، وتلقى العديد من الدعاة الفاطميين جزءاً على الأقل من تدريبهم في هذه المؤسسة التعليمية الكبرى التي خدمت الدعوة الإسماعيلية حتى سقوط الأسرة الفاطمية.[31] لأكثر من مائة عام، تميزت دار الحكمة كمركز للعلم، حيث أجرى علماء الفلك والرياضيات والنحويون والمنطقيون والأطباء واللغويون والفقهاء وغيرهم أبحاثاً وألقوا محاضرات وتعاونوا في ما بينهم. وقد لاقى الجميع ترحيباً حاراً، وظلت دار الحكمة بمنأى عن الضغوط السياسية أو النفوذ الحزبي.[32]

مجالس الحكمة

أولى الحاكم بأمر الله اهتماماً بالغاً بتعليم الإسماعيليين ودعاة الدولة الفاطمية، فأُنشئت في عهده مجالس علم مختلفة في القاهرة، وقدّم دعماً مالياً وأوقافاً لهذه الأنشطة التعليمية. أما مجالس الحكمة الخاصة، المخصصة لمذاهب الإسماعيلية الباطنية والمخصصة للمبتدئين فقط، فقد نُظمت لتكون في متناول مختلف فئات المشاركين. وكان الحاكم بأمر يحضر هذه المجالس بنفسه في كثير من الأحيان، وكانت تُعقد في القصور الفاطمية.[31] ولا يزال اسم مجالس الحكمة مستخدماً من قبل الإسماعيليين الدروز والنزاريين والطيبيين كاسم للمبنى الذي يقام فيه اجتماعهم الديني وعبادتهم، وغالباً ما يُختصر إلى المجلس.

كان يسمح للنساء بحضور بيت الحكمة للدراسة حتى يتمكنّ من تعليم النساء الأخريات وأطفالهن، وتعلم مجموعة واسعة من الموضوعات من الإسلام إلى الفلسفة.[بحاجة لمصدر]

الحاكم بأمر الله والأديان

آل البيت

محاولة الحاكم بأمر الله الأولى. أراد نقل أجسادهم إلى مصر، وكلف بذلك أبا الفتوح الحسن بن جعفر، فلم يـُوَفـَّق بعد أن جاءت ريح شديدة تدرحجت من قوتها الإبل والخيل، وهلك معها خلق من الناس، فكانت رادعاً لأبي الفتوح عن نبش القبور وانشرح صدره لذلك، واعتذر للحاكم بأمر الله بالريح. انظر تفصيلها في: وفاء الوفاء للسمهودي (2/653). المحاولة الثانية للحاكم بأمر الله، فقد أرسل من ينبش قبر النبي فسكن داراً بجوار المسجد وحفر تحت الأرض فرأى الناس أنواراً وسُمع صائح يقول: أيها الناس إن نبيكم يُنبش ففتش الناس فوجدوهم وقتلوهم. المصدر السابق.

المسيحيون

لما انتهي الحاكم بأمر الله من إفناء خواصه ومقدمي جيشه، عاد إلى مقدمي الأراخنة ورؤساء الكتاب فأخذ منهم عشرة وعرض عليهم الإسلام وكان أولهم يوحنا أبو نجاح رئيس المقدمين، ثم الرئيس فهد بن إبراهيم. فأحضرهم إليه الواحد تلو الآخر وقال له " أريد أن تترك دينك وتعود إلى ديني وأجعلك وزيري فتقوم بتدبير أمور مملكتي". فرفض كل واحد منهم العرض على حدة. ويذكر كل من ساويرس بن المقفع (في تاريخ البطاركة) والمقريزي (في خططه) تفاصيل العرض ثم التعذيب الذي أفضى لقتل كل منهم.

الطائفة الإسماعيلية

أولى الحاكم بأمر الله اهتماماً كبيراً لتنظيم الدعوة الإسماعيلية الفاطمية التي تركزت في القاهرة. وفي عهده، تكثفت الدعوة بشكل ممنهج خارج نطاق سيطرة الفاطميين، وخاصة في العراق وفارس. في العراق، ركز الدعاة جهودهم في ذلك الوقت على عدد من الأمراء المحليين وزعماء القبائل المؤثرين الذين سعوا بدعمهم إلى اقتلاع العباسيين من جذورهم. وكان من أبرز الدعاة الفاطميين في هذه الفترة العاملين في المقاطعات الشرقية حميد الدين الكرماني، وهو أبرز عالم دين وفيلسوف إسماعيلي في العصر الفاطمي بأكمله. وسرعان ما أدت أنشطة الكرماني ودعاة آخرين إلى نتائج ملموسة في العراق: ففي عام 1010، اعترف حاكم الموصل والكوفة ومدن أخرى سيادة الحاكم. أمر الإمام الفاطمي السادس عشر، الخليفة الحاكم بأمر الله (996-1021)، داعيه هارون بن محمد في اليمن، بإصدار الأحكام في ضوء دعاة الإسلام فقط.[31]

عام 1013، أكمل بناء جامع الأنوار الذي بدأه والده. يُعرف باسم "مسجد الحاكم بأمر الله"، ومع مرور الوقت، تدهور حاله. في السبعينيات، قام البهرة الداودية، وهم طائفة شيعية إسماعيلية، بقيادة محمد برهان الدين، بترميم المسجد المتداعي آنذاك، مستخدمين أساليب ومواد بناء جديدة مع الحفاظ على أكبر قدر ممكن من سماته المعمارية والفنية.[33] وقد لاقت محاولاتهم انتقادات شديدة من بعض الأكاديميين والمحافظين ومؤرخي الفن الذين اعتبروا هذه الجهود بمثابة بناء "مبنى جديد" وليس ترميماً.[34]

العلاقات بين الأديان

وبحسب الباحث الديني نسيم دانا، يمكن تقسيم علاقة الحاكم بأمر الله بالديانات التوحيدية الأخرى إلى ثلاث مراحل منفصلة.[35]

المرحلة الأولى

من عام 996 حتى 1006، عندما كان مستشارو الخليفة يؤدون معظم الوظائف التنفيذية، كان الحاكم بأمر الله الشيعي "يتصرف مثل الخلفاء الشيعة الذين خلفهم، حيث أظهر موقفاً عدائياً تجاه المسلمين السنة، في حين كان موقفه تجاه 'أهل الكتاب' - اليهود والمسيحيين - متسامحاً نسبياً، في مقابل الجزية".[35]

عام 1005، أمر الحاكم بأمر الله بنشر اللعنات علناً على الخلفاء الثلاثة الأوائل (أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان) وعلى السيدة عائشة، زوجة النبي محمد، لحرمانها ابن عم النبي محمد وصهره علي من الخلافة، الذي كان وفقاً للمعتقدات الشيعية، الخليفة النبوي الشرعي.

وبحسب المؤرخ نسيم دانا، أمر الحاكم بأمر الله "بصب اللعنات على المحارب معاوية بن أبي سفيان، مؤسس الدولة الأموية، وعلى آخرين من الصحابة".[35] وكان هذا متوافقاً مع ممارسات الشيعة، كما وضعها العالم الإسلامي آية الله الحيدري: "إن أتباع أهل البيت [الشيعة] يقولون: اللهم العن بني أمية أجمعين".[36]

يزعم الشيعة أن معاوية، كراهيةً لعلي، أمر بمنع التلبية (كما روّج لها علي) وأمر الناس بلعنه (رفض سعد بن أبي وقاص ذلك). ويرى الشيعة أن معاوية وجميع الخلفاء الأمويين (باستثناء عمر بن عبد العزيز ربما) كانوا ناصبيين، وهم "المنافقون الذين دينهم بغض علي... فهم لا يكرهون علياً فحسب، بل يعبدون الله ويتقربون إليه ببغض علي".[36]

وبعد عامين فقط من نشر اللعنات، أنهى الحاكم بأمر الله هذه الممارسة.[35] في هذا العصر، أمر الحاكم بأمر الله بإيقاف عبارة "الصلاة خير من النوم" التي تلي صلاة الفجر، واعتبرها إضافة سنية. وأمر بدلاً منها بقول "حي على خير العمل" بعد الأذان. كما نهى عن إقامة صلاتين: صلاة التراويح وصلاة الضحى، إذ يُعتقد أنهما من وضع علماء السنة.[35]

الأقليات الدينية

عام 1004 أصدر الحاكم بأمر الله مرسوماً يقضي بمنع المسيحيين من الاحتفال بعيد الغطاس أو عيد الفصح.[37] كما حرم شرب الخمر (النبيذ) وحتى المشروبات المسكرة الأخرى غير المصنوعة من العنب (الفقع) للمسلمين وغير المسلمين على حد سواء.[35] وقد أدى هذا إلى مشقة لكل من المسيحيين (الذين يستخدمونه النبيذ في طقوسهم الدينية) واليهود (الذين يستخدمونه في أعيادهم الدينية).

عام 1005، أمر الحاكم بأمر الله اليهود والمسيحيين باتباع الغيار - وهو في هذه الحالة المنطاق أو الزنار (باليونانية ζωνάριον) والعمامة، وكلاهما أسود اللون. بالإضافة إلى ذلك، كان على اليهود ارتداء قلادة خشبية على شكل عجل، وعلى المسيحيين ارتداء صليب حديدي ثقيل. في الحمامات العامة، كان على اليهود استبدال العجل بجرس. بالإضافة إلى ذلك، كان على نساء أهل الكتاب ارتداء حذاءين بلونين مختلفين، أحدهما أحمر والآخر أسود. وظل هذان الحذاءان قائمين حتى عام 1014[38] وقد تناولها واحتج عليها الشاعر العربي المسيحي سليمان الغزي في ديوانه.[39][40]

متبعًا الفكر الشيعي المعاصر، أصدر الحاكم بأمر الله خلال هذه الفترة أيضاً العديد من السجلات التقييدية الأخرى. وشملت هذه السجلات تحريم دخول الحمامات العامة بصدر مكشوف، ومنع النساء من الظهور في الأماكن العامة بوجوه مكشوفة، وإغلاق العديد من النوادي وأماكن الترفيه.[35][41]

الفترة الثانية

من عام 1007 حتى 1012، "ساد تسامح ملحوظ تجاه السنة، وتراجع الحماس تجاه الشيعة، بينما اتسم الموقف تجاه أهل الكتاب بالعدائية".[35] في 18 أكتوبر 1009، أمر الحاكم بأمر الله بهدم كنيسة القيامة والمباني الملحقة بها، على ما يبدو غضباً مما اعتبره احتيالاً مارسه الرهبان في "معجزة" خروج النور المقدس، الذي يُحتفى به سنوياً في الكنيسة خلال ليلة عيد الفصح. أشار المؤرخ يحيى إلى أنه "لم ينجُ إلا ما كان يصعب هدمه". مُنعت المواكب، وبعد بضع سنوات، قيل إن جميع الأديرة والكنائس في فلسطين قد هُدمت أو صودرت.[37] لم يقم الإمبراطور البيزنطي قسطنطين التاسع بإعادة بناء كنيسة القيامة إلا عام 1042 بإذن من الخليفة الظاهر، خليفة الحاكم بأمر الله.

الفترة الثالثة

في نهاية المطاف سمح الحاكم بأمر الله للمسيحيين واليهود الذين اعتنقوا الإسلام كرهاً بالعودة إلى ديانتهم وإعادة بناء دور عبادتهم المهدمة.[42] وبالفعل، من عام 1012 حتة 1021، حكم الحاكم بأمر الله:

بأن يصبح أكثر تسامحاً تجاه اليهود والمسيحيين وعدائياً تجاه السنة. ومن المفارقات أنه اتخذ موقفاً عدائياً بشكل خاص تجاه الشيعة المسلمين. في هذه الفترة، عام 1071، بدأت ديانة الدروز الفريدة في التطور كديانة مستقلة قائمة على وحي الحاكم بأمر الله الإلهي (الكشف.[35]

في حين أنه من الواضح أن حمزة بن علي كان كبير دعاة الخليفة، إلا أن هناك ادعاءات بأن الحاكم بأمر الله كان يؤمن بألوهيته.[43][44][45][46][47] يختلف علماء آخرون مع هذا الادعاء بالألوهية المباشرة، وخاصة الدروز أنفسهم، مشيرين إلى أن صاحبه كان محمد بن إسماعيل الدرزي، الذي أعدمه الحاكم (وفقاً لبعض المصادر) بتهمة الشرك. تُظهر الرسائل أن الدرزي كان يحاول السيطرة على حركة الموحدين، وأن هذا الادعاء كان محاولة لكسب دعم الخليفة، الذي وجده بدعة.[48][49]

قرينته وأنجاله

كانت والدة علي الظاهر، وريث الحاكم بأمر الله، هي أم الولد أمينة رقية، ابنة الأمير الراحل عبد الله بن المعز. ويرى البعض أنها هي المرأة التي وردت في نبوءة الحميدي التي جاء فيها: "أن الحاكم سيختار في عام 390/1000 فتاة يتيمة ذات أصل كريم، رباها والده العزيز، وستكون أماً لخليفته".[بحاجة لمصدر] بينما يزعم المقريزي أن ست الملك، أخت الحاكم غير الشقيقة، كانت معادية لأمينة، تقول مصادر أخرى أنها آوتها هي وطفلها عندما هربا من اضطهاد الحاكم بأمر الله. وتفيد بعض المصادر أن الحاكم بأمر الله تزوج الجارية المعروفة بلقب "السيدة"، لكن المؤرخين غير متأكدين مما إذا كان هذا مجرد اسم آخر لأمينة.[50]

إلى جانب علي الظاهر، كان للحاكم بأمر الله ابنة اسمها ست مصر (ت 455/1063) قيل أنها كانت أميرة كريمة وشخصية نبيلة.[50]

الأدب

الأدب الغربي

In Western literature he has been referred to as the "Mad Caliph".[11][12][13] This title is largely due to his erratic and oppressive behavior concerning religious minorities under his command, as historian Hunt Janin relates: al-Hakim "was known as the 'Mad Caliph' because of his many cruelties and eccentricities";[51] his persecution of Christians is seen as a contributing factor to the Crusades, as he not only forbade pilgrimage to the Holy Land but also ordered the demolition of the Church of the Holy Sepulchre in Jerusalem in 1009. The church was reconstructed by his son and successor al-Zahir, with historian Michael Bonner pointing out that the term is also used due to the dramatic difference between al-Hakim and his predecessors and successors and also points out that such persecution is an extreme rarity in Islam during this era. "In his capital of Cairo, this unbalanced (and, in the view of most, mad) caliph raged against the Christians in particular.... On the whole such episodes remained exceptional, like the episodes of forced conversion to Islam."[52] Historian Michael Foss also notes this contrast: "For more than three hundred and fifty years, from the time when the Caliph Omar made a treaty with the Patriarch Sophronius until 1009, when mad al-Hakim began attacks on Christians and Jews, the city of Jerusalem and the Holy Land were open to the West, with an easy welcome and the way there was no more dangerous than a journey from Paris to Rome.... Soon [after al-Hakim] the panic was over. In 1037 al-Mustansir came to an amicable agreement with Emperor Michael IV."[53]

As one prominent journal has noted, al-Hakim has attracted the interest of modern historians more than any other member of the Fatimid dynasty because:

"His eccentric character, the inconsistencies and radical shifts in his conduct and policies, the extreme austerity of his personal life, the vindictive and sanguinary ruthlessness of his dealing with the highest officials of his government coupled with an obsession to suppress all signs of corruption and immorality in public life, his attempted annihilation of Christians and call for the systematic destruction of all Christian holy places in the middle east culminating in the destruction of the most holy Church of the Resurrection in Jerusalem, his deification by a group of extremist Isma'ili missionaries who became the forerunners and founders of the Druze religion, [which] all combine to contrast his reign sharply with that of any of his predecessors and successors and indeed of any Muslim ruler.... The question is to what extent his conduct can be explained as rationally motivated and conditioned by the circumstances rather than as the inscrutable workings of an insane mind."[54]

The claim that al-Hakim was mad and the version of events around him is disputed as mere propaganda by some scholars, such as Willi Frischaue, who states: "His enemies called him the 'Mad Caliph' but he enhanced Cairo's reputation as a centre of civilization."[1] The writing of historian Heinz Halm attempts to dispel "those distorted and hostile accounts, stating that the anti-Fatimid tradition tried to make a real monster of this caliph",[2] while P.J. Vatikiotis writes that, "[al-Hakim's] persecution of Christians and Jews and the legislation enacted for that purpose between 1004 and 1020 seem to have been a policy with a justifiable purpose."[55]

The story of al-Hakim's life inspired (presumably through Antoine Isaac Silvestre de Sacy) the French author Gérard de Nerval (1808–1855) who recounted his version of it ("Histoire du Calife Hakem": History of the Caliph Hakem) as an appendix to his Voyage to the Orient (1851).

He is a major character in The Prisoner of Al-Hakim by American novelist Bradley Steffens, which recounts the ten-year imprisonment of Ibn al-Haytham under al-Hakim's rule.[56]

A fictional version of al-Hakim is presented in Robert E. Howard's posthumously published short story "Hawks over Egypt".

The novel "The Sleeper in the Sands" by the English author and popular historian Tom Holland contains another fictional adaptation of the figure of al-Hakim.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ أ ب Willi Frischauer (1970). The Aga Khans. Bodley Head. p. ?. (Which page?)
  2. ^ أ ب Ismail K. Poonawala. "Review – The Fatimids and Their Traditions of Learning". Journal of the American Oriental Society. 119 (3): 542. doi:10.2307/605981. JSTOR 605981.
  3. ^ Brett 2001, p. 470.
  4. ^ Daftary, Ferhad. "ḤĀKEM BE-AMR-ALLĀH". Encyclopædia Iranica. Retrieved 24 April 2016.
  5. ^ Brett 2001, p. 418.
  6. ^ Gamal Nkrumah (10 December 2009). "The crazed caliph". Al-Ahram Weekly Online. Archived from the original on 27 March 2013. Retrieved 2013-03-16.
  7. ^ Sara Elkamel (24 August 2010). "Caliph of Cairo: The rule and mysterious disappearance of al-Hakim bi-Amr Allah". Egypt Independent. Retrieved 2013-03-16.
  8. ^ Walker, Paul (2010). Caliph of Cairo: Al-Hakim bi-Amr Allah, 996–???. The American University in Cairo Press. p. 352. ISBN 978-9774163289.
  9. ^ Jerome Murphy-O'Connor (2012). Keys to Jerusalem: Collected Essays. OUP Oxford. p. 245. ISBN 978-0-19-964202-1.
  10. ^ Ahmed (Sheikh.) (1974). Muslim Architecture: From the Advent of Islam in Arabia to the Rise of the Great Ummayad Khilafat in Spain (in الإنجليزية). Pakistan Institute of Arts and Design of Book-Production. p. 51.
  11. ^ أ ب Britannica
  12. ^ أ ب The First Crusade: A New History, Thomas Asbridge
  13. ^ أ ب Britannica 1810
  14. ^ السلافيون هم القبائل التى جاء منها الروس والبلغار وبولانده وإيلليريا وبوهيميا وبوميرانيا ورومانيا
  15. ^ ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي طبع ليدن عام 1908ص 60 اقباط ومسلمون ص 126
  16. ^ ابن القلانسي ص 60 وراجع أيضاً أقباط ومسلمون منذ الفتح العربى الى عام 1922م إعداد جاك تاجر القاهره 1951ص 126-127
  17. ^ تاريخ البطاركهساويرس بن المقفع نشره سيبولد طبع ببيروت عام 1904م وطبعه ايفتس Evetts طبعه باريس1904 ج2 ص 102
  18. ^ الصغيره تاريخ الآباء البطاركة – للأنبا يوساب أسقف فوةه وهو من آباء القرن الثالث عشر – أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القمص صمؤيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 95
  19. ^ ساويرس بن المقفع: تاريخ الأقباط
  20. ^ بن المقفع, ساويرس. {{cite book}}: Missing or empty |title= (help); Unknown parameter |Title= ignored (|title= suggested) (help)
  21. ^ تاريخ البطاركه – ساويرس بن المقفع نشره سيبولد طبع ببيروت عام 1904م وطبعه ايفتس Evetts طبعه باريس 1904 ج2 ص 102
  22. ^ المواعظ والإعتبار في ذكر الخطط والآثار للمقريزي. طبعة بولاق 1272هجريه
  23. ^ أقباط ومسلمون منذ الفتح العربى الى عام 1922م إعداد جاك تاجر القاهره 1951 ص 127,128 - عن ذيل تاريخ دمشق لأبن القلانسي طبع ليدن عام 1908 ص 56 تاريخ مصر في العصور الوسطى بالإنجليزية ) – ستانلى لين بول ص 128
  24. ^ تاريخ أبو المكارم تاريخ الكنائس والأديره في القرن 12 بالوجه البحرى طبع سنه 1999 ج1 ص 12
  25. ^ برجوان كان خصياً في دار الخليفة العزيز بالله
  26. ^ طوفس تعنى مقبرة
  27. ^ صفحات من تاريخ مصر 2- تاريخ مصر إلى الفتح العثمانى – تأليف عمر الإسكندرى و أ. ج. سَفِدْج – مكتبة مدبولى 1410هـ -1990م أنظر ص 215
  28. ^ أقباط ومسلمون منذ الفتح العربى الى عام 1922م اعداد جاك تاجر, القاهره 1951 ص128
  29. ^ Maqrizi, 1853–54, 1995; Halm, 1997, pp. 71–78
  30. ^ Virani, Shafique N. (2007). The Ismailis in the Middle Ages. Oxford University Press. doi:10.1093/acprof:oso/9780195311730.001.0001. ISBN 978-0-19-531173-0.
  31. ^ أ ب ت خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Daftary
  32. ^ "Cairo's House of Knowledge". www.aramcoworld.com.
  33. ^ Saifiyah (2016). al-Jāmiʻ al-Anwar: The Luminous Masjid. Northolt, Middlesex, UK: Aljamea-tus-Saifiyah. ISBN 978-1-5262-0503-2. OCLC 990015520.
  34. ^ Susanna Myllylä. "Islamic Cairo imagined: from a historical city slum to a time machine for tourism?" (PDF). Building Peace by Intercultural Dialogue: 225. Archived from the original (PDF) on 15 September 2018. Retrieved 3 May 2014.
  35. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Nissim Dana (2003). The Druze in the Middle East: Their Faith, Leadership, Identity and Status. Sussex Academic Press. ISBN 1-903900-36-0.
  36. ^ أ ب Ayatollah Seyyid Kamal Haydari. Muawiya ibn Abi Sufyan's hatred for Imam Ali- Seyyid Kamal Haydari ENG SUBS. Al-Kawthar tv. YouTube. Archived from the original on 2021-12-12.[محل شك]
  37. ^ أ ب Robert Ousterhout, "Rebuilding the Temple: Constantine Monomachus and the Holy Sepulchre" in The Journal of the Society of Architectural Historians, Vol. 48, No. 1 (March, 1989), pp. 66–78
  38. ^ Stillman, Yedida Kalfon (2000). Stillman, Norman A. (ed.). Arab Dress: A Short History - From the Dawn of Islam to Modern Times. Themes in Islamic Studies. Vol. 2. Boston: Brill Publishers. p. 106. ISBN 90-04-11373-8.
  39. ^ Masalha, Nur (2022). Palestine Across Millennia: A History of Literacy, Learning and Educational Revolutions (in الإنجليزية). Bloomsbury Publishing. pp. 122–123. ISBN 978-0-7556-4296-0. Retrieved 16 January 2024.
  40. ^ Noble, Samuel (2010). "Sulayman al-Ghazzi". In Thomas, David; Mallett, Alexander (eds.). Christian-Muslim Relations. A Bibliographical History. Volume 2 (900–1050) (in الإنجليزية). Brill. pp. 618–622. ISBN 978-90-04-21618-1. Retrieved 16 January 2024.
  41. ^ Tillier, Mathieu (2022). "Droit et messianisme chez les Fatimides de l'an 1000". L'Eurasie autour de l'an 1000. Cultures, religions et sociétés d'un monde en développement: 205–236. doi:10.2307/jj.1357315.11.
  42. ^ Sir Thomas Walker Arnold (1896). The preaching of Islam: a history of the propagation of the Muslim faith. A. Constable and co. p. 343. thomas walker arnold preaching.
  43. ^ John Esposito, Islam: the Straight Path, p. 47
  44. ^ Nissim Dana (2003). The Druze in the Middle East: Their Faith, Leadership, Identity and Status. Sussex Academic Press. p. 3. ISBN 9781903900369. Retrieved 2013-03-15.
  45. ^ Mordechai Nisan (2002). Minorities in the Middle East: A History of Struggle and Self-expression. McFarland. p. 95. ISBN 9780786451333. Retrieved 2013-03-16.
  46. ^ Cherine Badawi (2004). Egypt. Footprint. p. 96. ISBN 9781903471777. Retrieved 2013-03-16.
  47. ^ Zeidan Atashi (1997). Druze and Jews in Israel: A Shared Destiny?. Sussex Academic Press. p. 12. ISBN 9781898723387. Retrieved 2013-03-16.
  48. ^ Swayd, Sami (2006). Historical dictionary of the Druzes. Historical dictionaries of peoples and cultures. Vol. 3. Maryland: Scarecrow Press. ISBN 0-8108-5332-9.
  49. ^ Swayd, Samy (1998). The Druzes: an annotated bibliography. Kirkland WA: ISES Publications. ISBN 0-9662932-0-7.
  50. ^ أ ب خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Cortese
  51. ^ Hunt Janin (2005). The Pursuit of Learning in the Islamic World, 610–2003. McFarland & Company Inc. ISBN 0786419547.
  52. ^ Michael Bonner (2006). Jihad in Islamic History: Doctrines and Practice. Princeton University Press. ISBN 0691125740.
  53. ^ Michael Foss (1997). People of the First Crusade: The Truth About the Christian-Muslim War Revealed. Arcade Publishing. ISBN 1559704144.
  54. ^ Wilferd Madelung (2013). Journal of Near Eastern Studies. Vol. 37–3. p. 280.
  55. ^ Vatikiotis 1957, p. 153.
  56. ^ The Prisoner of Al-Hakim. Clifton, NJ: Blue Dome Press, 2017. ISBN 1682060160

المراجع

وصلات خارجية

الحاكم بأمر الله
وُلِد: 13 أغسطس 985 توفي: 12 فبراير 1021
ألقاب ملكية
سبقه
العزيز بأمر الله
الخلافة الفاطمية
14 أكتوبر 996 – 12 فبراير 1021
تبعه
الظاهر لإعزاز دين الله
ألقاب إسلامية شيعية
سبقه
العزيز بالله
إمام الإسماعيلية
14 أكتوبر 996 – 12 فبراير 1021
تبعه
الظاهر لإعزاز دين الله

قالب:Fatimid caliphs