العملية شبكة العنكبوت Operation Spider's Web

العملية شبكة العنكبوت
جزء من هجمات في روسيا أثناء الغزو الروسي لأوكرانيا
قاعدة أولنيا الجوية قاعدة إيڤانوڤو الجوية قاعدة بلايا الجوية قاعدة دياگيليڤو الجوية قاعدة أوكراينكا الجوية مواقع القواعد الجوية المستهدفة داخل روسيا.
الموقع	قواعد أولنيا، دياگيليڤو، إيڤانوڤو، بلايا، وأوكراينكا الجوية، روسيا
هدف	القوات الجوية الروسية
التاريخ	1 يونيو 2025
التنفيذ	جهاز الأمن الأوكراني
النتائج	تدمير 41 طائرة عسكرية روسية (بحسب ج.أ.أ.) تدمير ما لا يقل عن 13 طائرة عسكرية روسية (بحسب OSINT)

العملية شبكة العنكبوت (أوكرانية: Операція «Павутина», romanized: Operatsija "Pavutyna"، إنگليزية: Operation Spider's Web)، هو هجوم بمسيرات شنه جهاز الأمن الأوكراني في عمق الأراضي الروسية، في 1 يونيو 2025، أثناء الحرب الأوكرانية الروسية. استهدفت الضربات المنسقة أصول الطيران بعيد المدى التابع للقوات الجوية الروسية في خمس قواعد جوية — بلايا، دياگيلڤو، إيڤانوڤو، بلايا، وأوكراينكا — باستخدام مسيرات مخفية في شاحنات على الأراضي الروسية أو تم إطلاقها منها.

كان هذا أكبر هجوم بمسيرات على قواعد جوية روسية حتى تلك المرحلة من الحرب، حيث استُخدمت 117 مسيرة، وألحقت أضراراً بأكثر من 40 طائرة، وفقاً لمسؤولين أوكرانيين. وأكدت روسيا وقوع الهجوم. تميزت العملية بنطاقها الجغرافي غير المسبوق، حيث امتدت إلى خمس أوبلاستات عبر خمس مناطق توقيت روسية—خاصة الهجوم على قاعدة بلايا الجوية في شرق سيبيريا، على بعد أكثر من 4.300 كم من أوكرانيا. وفقاً لمحللي المخابرات مفتوحة المصدر (OSINT)، أصيبت ما لا يقل عن 13 طائرة عسكرية في اثنتين من القواعد بالهجوم استناداً إلى الصور الساتلية ومقاطع الڤيديو.

 التحضير للهجوم

رئيس جهاز الأمن الأوكراني ڤاسيل ماليوك يشاهد الصور الساتلية للمطارات العسكرية الروسية (باتجاه عقارب الساعة: أولنيا، إيڤانوڤو سڤرني، أوكراينكا، بلايا، ودياگيلڤو) وصور القاذفات الاستراتيجية طراز تو-95 إم إس (يسار) وتو-22 إم 3 (يمين).

صرح الرئيس الأوكراني ڤولوديمير زلنسكي إن الأمر استغرق 18 شهراً و9 أيام من بداية التخطيط حتى تنفيذ العملية. وتقول مصادر أمريكية وأوكرانية إن الولايات المتحدة لم تكن على علم مسبق بالهجمات. وبحسب مصادر أوكرانية، فإن خطة العملية "معقدة للغاية" ونفذها رئيس جهاز الأمن الأوكراني ڤاسيل ماليوك وطاقمه، وأشرف الرئيس زلنسكي شخصياً على تقدم العملية. كانت المسيرات عن مروحيات رباعية بسيطة ذات حمولات ثقيلة. تم نقلها إلى روسيا، ونُقل ما يقرب من 36 منها إلى أسقف قابلة للإزالة من حاويات خشبية بُنيت لتشبه الكبائن الخشبية المتنقلة العادية، والتي تُنقل بشكل روتيني على شاحنات مسطحة بدون قماش مشمع وهو تفصيلٌ بالغ الأهمية لعملية الإطلاق. في بداية الهجوم، فُتحت أسقف هذه الحاويات عن بُعد، ووُجهت المسيرات نحو أهدافها. وقال زلنسكي إن كل مسيرة كان لها طيارها الخاص لإطلاقها والتحكم فيها عن بعد، ويعتقد أن ذلك تم عبر السواتل أو الإنترنت. وقالت مصادر أوكرانية إن العملاء الذين أعدوا العملية على الأراضي الروسية تم إجلاؤهم قبل بدء الهجمات.

 الضربات

طائرات تو-95 محترقة في إحدى القواعد الجوية المستهدفة.

قامت ما يصل إلى 117 مسيرة روسية باستهداف خمس قواعد جوية روسية: بلايا، دياگيليڤو، إيڤانوڤو، أولنيا، وأوكراينكا. يزعم جهاز الأمن الأوكراني أنه ضرب أكثر من 40 طائرة عسكرية روسية، بما في ذلك قاذفات استراتيجية من طراز تو-160 وتو-95 وتو-22إم وطائرة إنذار مبكر ومراقبة محمولة جواً من طراز إيه-50. A-50. وفي أعقاب الهجمات، أعلن المسؤولون الروس حالة الطوارئ فيما يتعلق بقاعدتي إنگلز وموروزوڤسك الجويتين لوجود تهديد جوي محتمل في هاتين القاعدتين.

وصرح الرئيس زلنسكي إن "مكتباً" للعملية يقع بالقرب من |مصلحة الأمن الاتحادية الروسية قد تعرض للقصف، بالإضافة إلى 34% من حاملات الصواريخ الاستراتيجية الروسية المتمركزة في القواعد الجوية.

صمم مهندسون أوكرانيون نظاماً ذكياً لإطلاق المسيرات المتخفية على شكل كبائن خشبية عادية مثبتة على ظهر شاحنات البضائع. بدت هذه الحاويات المتنقلة وكأنها حظائر ريفية بسيطة، لكنها كانت تحتوي على هياكل معززة، ومنصات إطلاق مخفية، ومحطات شحن بطاريات، وآليات سقف يتم التحكم فيها عن بعد. يسمح التصميم بإطلاق المسيرات إما عمودياً أو بزاوية، اعتماداً على نوعها، في حين ساعدت الحماية المدمجة للإشارة في تجنب الكشف المبكر عنها بواسطة أنظمة المراقبة الروسية. بمجرد أن أصبحت هذه الصوامع المتنقلة جاهزة، قام عملاء المخبرات الأوكرانية ــ ربما بمساعدة من العملاء المحليين ــ بنقلها إلى عمق الأراضي الروسية. نُقلت الشاحنات بهدوء إلى مواقع مختارة مسبقاً بالقرب من القواعد الجوية الرئيسية، وتم ركنها في أماكن مثل الغابات أو المزارع أو المناطق الصناعية حيث امتزجت بالمناظر الطبيعية. وظلت هذه الشاحنات خاملة لأيام أو حتى أسابيع، حيث كانت المسيرات محملة مسبقاً، ومشحونة، وتنتظر الأمر بالضربة. وعندما حان الوقت، أُرسلت إشارات التنشيط المشفرة عن بعد. انفتحت أسقف الحاويات، وانطلقت المسيرات - بعضها عمودياً، والبعض الآخر باستخدام المنحدرات أو أنظمة إطلاق الهواء المضغوط للانطلاق بصمت.

 أولنيا

بعد التقارير الإعلامية السابقة حول النشر الجماعي للطائرات الاستراتيجية للطيران في قاعدة أولنيا الجوية، جنوب مورمانسك، تعرضت القاعدة الجوية لهجوم بالمسيرات، مما أدى إلى تدمير أو إتلاف العديد من الطائرات الاستراتيجية.^{[بحاجة لمصدر]} وأفادت وسائل إعلام روسية بوقوع الهجوم على أولنيا لكنها قالت إن الدفاعات الجوية كانت تعمل. أبلغ سكان أولنگورسك عن وقوع انفجارات وحريق، ونُشر مقطع ڤيديو للحادث لاحقا. نُفِّذ الهجوم على أولنيا من شاحنة بمحطة وقود. ووقع ما لا يقل عن عشرة انفجارات. منعت السلطات السكان من دخول أولنگورسك أو مغادرتها. وكانت قاذفات تو-95 النووية من بين الطائرات المتمركزة في القاعدة الجوية. وفقًا لمشروع AviVector التابع للمخابرات مفتوحة المصدر، اعتباراً من 26 مايو، كانت هناك طائرتان من طراز تو-95إم إس، وثلاث طائرات من طراز تو-160، وطائرتان من طراز سو-34 متمركزتان في القاعدة الجوية.

 بلايا

شُنّ هجوم على قاعدة بلايا الجوية في أوبلاست إركوتسك، وأكده سكان محليون وحاكم الأوبلاست إيگور كوبزف، الذي صرح بسقوط "طائرة على مبنى قديم" في نوڤومالتينسك. وكما حدث في أولنيا، أُطلقت المسيرات من شاحنات. كانت هذه أول ضربة أوكرانية في سيبيريا. ويتمركز في القاعدة الجوية فوج برست الأحمر للطيران الثقيل رقم 200، والمسلح بقاذفات استراتيجية من طراز تو-22إم3. وأظهر الحاكم لقطات لعمود من الدخان. وفقاً للمخابرات مفتوحة المصدر، في اليوم السابق للهجوم كان في القاعدة 52 قاذفة استراتيجية (35 قاذفة من طراز تو-22 إم3، وست قاذفات من طراز تو-95 إم إس، وسبع قاذفات من طراز تو-160)، و30 مقاتلة من طراز ميگ-31، وثماني طائرات مساعدة ونقل.

في 2 يونيو، أكد تحليل المخابرات مفتوحة المصدر للصور الساتلية التجارية تدمير ثلاث قاذفات من طراز تو-95، ومن المحتمل أن تكون واحدة من طراز تو-95 معطبة، وقاذفة من طراز تو-22إم3 مدمرة، وثلاث قاذفات مدمرة محتملة من طراز تو-22إم3.

 دياگيليڤو

وأفادت التقارير بوقوع هجمات على قاعدة دياگيليڤو الجوية بالقرب من ريازان. وأكد حاكم الأوبلاست وقوع الهجوم، وذكر أن شظية من مسيرة تم إسقاطها تسببت في إتلاف سقف مبنى سكني، دون وقوع إصابات. كما تواردت أنباء عن وقوع ما لا يقل عن سبعة انفجارات. تتمركز في القاعدة قاذفات طراز تو-22إم3.

 إيڤانوڤو سڤرني

أفيد بوقوع هجوم على قاعدة إيڤانوڤو سڤرني الجوية بالقرب من إيڤانوڤو، لكن السلطات المحلية لم تُعلن عن الهجوم. كانت قاعدة إيڤانوڤو قد تعرضت لهجوم في 23 مايو 2025. بحسب موسكو تايمز، من المرجح أن طائرة طراز إيه-50 قد ضُربت هناك.

 أوكراينكا

كان هناك محاولة هجوم على قاعدة أوكراينكا الجوية بالقرب من سريشڤو في أبلاست آمور، لكنها فشلت عندما انفجرت الشاحنة التي المسيرات.

 التبعات

صرح مسؤولون أوكرانيون أن الضربات ألحقت أضراراً بثلث حاملات الصواريخ الاستراتيجية الروسية، والتي تقدر قيمتها بنحو 7 بليون دولار. وأشار معهد دراسة الحرب في تحليله الأولي إلى أن قدرة روسيا على إطلاق الصواريخ والمسيرات بعيدة المدى على أوكرانيا ربما تكون مقيدة مؤقتاً على الأقل، وأن بعض الطائرات الاستراتيجية القديمة التي ضُربت لا يمكن استبدالها لأنها لم تعد تُنتج. تشمل هذه الطائرات من طراز توپوليف من قاذفات القنابل النووية الاستراتيجية التي تعود إلى فترة الحرب الباردة، مما يُضعف بشدة أحد أركان قدرات الثالوث النووي الروسي. وأشارت صحيفة وال ستريت جورنال إلى أن فشل المخابرات في منع الهجمات قد يزيد من جنون پوتن ويؤدي إلى عمليات تطهير في أجهزة المخابرات الداخلية الروسية. أطلق بعض المعلقين والمدونين العسكريين الروس على هذا الحدث اسم پيرل هاربر روسيا.

ووصفت وزارة الدفاع الروسية العملية بأنها "هجوم إرهابي"، مشيرة إلى وقوع هجمات على قواعد جوية في خمس أوبلاستات روسية، لكنها زعمت أن الهجمات تم صدها في ثلاث من هذه الأوبلاستات. وأكدت وقوع أضرار بالطائرات في قاعدتي أولنيا وبلايا الجويتين.

أفادت وكالة تاس أن سائق الشاحنة الذي يشتبه بتورطه في الهجوم سيخضع للاستجواب من قبل الشرطة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه لم تقع إصابات في الهجمات التي اعترفت بها، في أوبلاستي مورمانسك وإركوتسك، وتم اعتقال العديد من "المشاركين"، على الرغم من أن زلنسكي قال أن جميع العناصر تم سحبهم بأمان من روسيا. بينما أفادت بي بي سي، نقلاً عن تقارير غير مؤكدة من قناة بازا الروسية على تطبيق تلگرام، والمعروفة بصلاتها بأجهزة الأمن الروسية، أن سائقي الشاحنات التي خُبئت فيها المسيرات رووا قصصاً متشابهة عن تسليمهم ما يُزعم أنه كبائن خشبية، وتلقيهم تعليمات حول أماكن ركن الشاحنات عبر هواتفهم المحمولة. وقال أحد السائقين، الذي أجرت معه وكالة الأنباء الروسية الرسمية ريا نوڤوستي مقابلة، إنه وسائقين آخرين فوجئوا بظهور المسيرات، وحاولوا إسقاطها برشقها بالحجارة.

 تحليل

وفقاً لصحيفة فايننشال تايمز، تُشكل الطائرات المتضررة والمدمرة حوالي 20% من أسطول الطائرات الروسية طويلة المدى العاملة. العديد من أنواع الطائرات المتضررة، مثل تو-95 وتو-22إم3، لم تُنتج منذ حل الاتحاد السوڤيتي عام 1991، مما يجعل استبدالها أمراً بالغ الصعوبة. ووفقاً للخبير العسكري وليام ألبرك، قد يستغرق تعويض هذه الخسائر سنوات أو حتى عقود. وأضاف ألبرك أن الهجمات ستجبر روسيا على توزيع أسطولها من القاذفات على قواعد جوية متعددة، مما يُقلل من قدرتها على تنفيذ ضربات واسعة النطاق تستهدف الدفاعات الجوية الأوكرانية.

قارن برنار-هنري ليڤي، كاتب عمود في صحيفة وال ستريت جورنال، العملية بهجمات إسرائيل على مقاتلي حزب الله، واصفاً إياها بواحدة من أذكى العمليات العسكرية في التاريخ، والتي ستُدرس لأجيال. وأضاف أن العملية وجهت واحدة من أهم الضربات لروسيا خلال غزوها لأوكرانيا، إلى جانب إغراق البارجة الرئيسية موسكڤا، وتدمير جسر القرم، وتراجع أسطول البحر الأسود الروسي إلى نوڤوروسييسك، وهجوم كورسك 2024.

 انظر أيضاً

• انهيارات الجسور الروسية 2025

 مرئيات

ڤيديو يوضح كيفية وقوع هجوم المسيرات الأوكرانية على القواعد الجوية الروسية.

نائل الشافعي: الصورة الكبيرة، الغاز - غزة - وب، 1 يونيو 2025.