هلوسة شمية
الهلوسة الشمية (Phantosmia، olfactory hallucination)،[1] هي شم رائحة غير موجودة في الواقع. هذه الهلوسة مثيرة للريبة بطبيعتها، إذ يُعد التقييم الرسمي واكتشاف مستويات منخفضة نسبياً من جزيئات الرائحة مهمة شائكة للغاية في نظرية معرفة الهواء. يمكن أن يحدث في فتحة أنف واحدة أو في كلا الفتحتين.[2] يعتبر شم الرائحة الكريهة هي الأكثر شيوعاً في حالات الهلوسة الشمية، وغالباً ما يصف المريض أنه يشم رائحة شيء محترق أو رائحة كريهة أو عفنة، أو رائحة طعام فاسد.[3] إن الشعور برائحة غير موجودة من حين لآخر أمر طبيعي وعادة ما يختفي من تلقاء نفسه بمرور الوقت.[4] عندما لا يبدو أن الهلاوس من هذا النوع قد اختفت أو عندما تستمر في العودة، فقد يكون الأمر مزعجاً للغاية وقد يعطل جودة حياة الفرد.[2]
قد تنجم الهلوسة الشمية عن حالات طبية شائعة مثل التهابات الأنف، السلائل الأنفية، أو مشكلات الأسنان. كما يمكن أن تنتج عن حالات عصبية مثل الصداع النصفي، إصابات الرأس، السكتات، مرض پاركنسون، النوبات، أو أورام المخ.[4] وقد تكون أيضاً أحد أعراض بعض الاضطرابات العقلية مثل الاكتئاب، الاضطراب ثنائي القطب، التسمم أو الأعراض الانسحابية للمخدرات والكحول، أو الاضطرابات الذهانية.[3] قد تكون العوامل البيئية هي السبب أيضاً في بعض الأحيان، مثل التدخين، أو التعرض لأنواع معينة من المواد الكيميائية (مثل المبيدات الحشرية أو المذيبات)، أو العلاج الإشعاعي لسرطان الرأس أو العنق.[4]
يمكن للطبيب تحديد ما إذا كانت المشكلة في حاسة الشم (جهاز الشم) أو التذوق (جهاز التذوق)، أو ما إذا كانت ناجمة عن اضطراب عصبي أو نفسي. عادة ما تزول الهلوسة الشمية من تلقاء نفسها، مع أنها قد تحدث تدريجياً في بعض الأحيان وتستمر لعدة سنوات.[2] عندما يكون سببها مرض (مثل التهاب الجيوب الأنفية)، فيجب أن تختفي عندما يختفي المرض.[4] إذا استمرت المشكلة أو تسببت في إزعاج كبير، فقد يوصي الطبيب بقطرات محلول ملحي للأنف، أو أدوية مضادة للاكتئاب أو مضادة للاختلاج، أو تخدير أجزاء من الأنف، أو في حالات نادرة جداً، إجراءات جراحية لإزالة الأعصاب أو البصيلات الشمية.[2][3]
الأعراض
وُجد أن اضطرابات الشم الأخرى، مثل ضعف حاسة الشم وفقدانها، تُعد من أعراض اضطرابات المزاج (الاكتئاب). ومع ذلك، لا يُعرف ما هي اضطرابات الشم وما إذا كانت تُعد بالفعل من أعراض اضطراب الاكتئاب.[5] وقد اقترح أن الهلوسة الشمية قد تكون علامة مبكرة لمرض پاركنسون العصبي التنكسي.[6] وقد يكون أيضاً علامة على وجود نزيف داخل الجمجمة[7] (أورام المخ أو الصرع).[8] وقد وجدت دراسات أخرى أيضاً أن أعراض الهلوسة الشمية قد خفت بعد علاج المريض من الاكتئاب.[9][10]
في حالة أخرى، ذكر رجل يبلغ من العمر 70 عاماً أن أولى أعراضه غير الطبيعية كانت حركة الأمعاء الغير منتظمة. بعد ذلك، أصيب المريض بحركات عين غير منتظمة واضطراب في النوم والسلوك. ثم أصيب بحالة الهلوسة الشمية، حيث وُصفت رائحته بأنها "كريهة الرائحة وغير مستساغة". لم يُظهر المريض أيًا من الأعراض التالية: فقدان الوعي؛ الارتباك؛ التلقائية؛ النوبات التشنجية؛ الهلوسة السمعية/البصرية.[3]
التزامن مع حالات أخرى
وُجد أن الهلوسة الشمية تنتشر بين المرضى الذين يعانون من اضطرابات أخرى مثل الفصام، الصرع، الذهان الكحولي، والاكتئاب. كما وُجد أن العديد من المرضى قد يبدأون بمعاناة الاكتئاب بعد ظهور الهلوسة الشمية، وقد يُفكرون في الانتحار. نتج ظهور الاكتئاب عن الأعراض الشديدة للهلوسة الشمية، حيث كانت رائحة كل شيء، حتى الطعام، كريهة وفاسدة ومحترقة بالنسبة لهؤلاء المرضى.[3] بحلول سن الثمانين، يُصاب 80% من الأشخاص باضطراب في حاسة الشم. كما يُعاني 50% منهم أيضاً من فقدان حاسة الشم.[11]
الصداع النصفي
عام 2011، أجرى كولمان وگروسبرگ وروبنز دراسة حالة على مرضى يعانون من هلاوس شمية واضطرابات صداع أولية أخرى. في دراستهم التي استمرت 30 شهراً، تبين أن معدلات انتشار الهلوسة الشمية منخفضة جداً، حيث بلغت 0.66%
في نتائجهم، لوحظ أن فترة الهلوسة النموذجية تتراوح بين 5 و60 دقيقة، وتحدث إما قبل أو مع بداية ألم الرأس، وتتألف عادةً من رائحة كريهة. كما لوحظ أن الهلوسة الشمية أكثر شيوعاً بين النساء اللواتي يعانين من الصداع النصفي.[12] في دراستهم، ساعد العلاج الوقائي للصداع في علاج ظاهرة الهلوسة الشمية لدى معظم المرضى.
يتوافق هذا الاكتشاف مع نتائج شرايبر وكالڤرت عام 1986 والتي ذكرت أيضاً الهلوسة الشمية قبل حدوث نوبة الصداع النصفي لدى أربعة من الأشخاص الذين أجريت عليهم الدراسة.[13]
الأسباب
يمكن أن يكون سبب الهلوسة الشمية إما محيطياً أو مركزياً، أو مزيجاً من الاثنين. التفسير المحيطي لهذا الاضطراب هو خلل في العصبونات المارقة ونقل إشارات غير صحيحة إلى المخ، أو قد يكون بسبب خلل في العصبونات الشمية.[14] التفسير الرئيسي هو أن خلايا المخ النشطة أو التي لا تعمل بشكل صحيح تُسبب الشعور بالرائحة المزعجة. سبب رئيسي آخر هو أن الشعور بالرائحة الوهمية عادةً ما يتبع حدوث النوبات. عادةً ما تستمر الأعراض لبضع ثواني.[15]
أظهرت دراسات أخرى أُجريت على مرضى الهلوسة الشمية أن إدراك الرائحة يبدأ بالعطس، ما يُجنّبهم أي نشاط أنفي. كما وُجد أن إدراك الرائحة يكون أسوأ في فتحة الأنف ذات حاسة الشم الأضعف. ولوحظ أيضاً أن حوالي ربع مرضى الهلوسة الشمية في إحدى فتحتي الأنف عادة ما يُصابون به في الأخرى أيضاً على مدى بضعة أشهر أو سنوات.[3]
أفاد العديد من المرضى الذين خضعوا لعلاج جراحي بأن لديهم شعوراً أو حدساً بأن الهلوسة الشمية على وشك الحدوث، إلا أن ذلك لم يحدث. وقد دعم التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني هذا الإحساس، ووُجد أن هؤلاء المرضى لديهم مستوى عالي من النشاط في مناطقهم الجبهية والجزيرة والصدغية المقابلة. إن أهمية النشاط في هذه المناطق ليست قاطعة، حيث لم تُجرى دراسة على عدد كبير من المرضى لاستنتاج أي علاقة بين هذا النشاط والأعراض. ومع ذلك، فقد تم تقليل شدة النشاط في هذه المناطق عن طريق استئصال الظهارة الشمية من التجويف الأنفي المرتبط بها.[15]
هناك بضعة أسباب للهلوسة الشمية، لكن أحد أكثرها شيوعاً ووثوقاً يتضمن إصابة دماغية أو نوبات في الفص الصدغي. خلال نوبة الفص الصدغي، نادراً ما يُغمى على المريض، لكنه عادة ما يُغمى عليه ولا يتذكر أي شيءٍ حدث أثناء النوبة. مع ذلك، يتذكر العديد من الأشخاص الذين أُصيبوا بهذه النوبات أنهم عانوا من الهلوسة الشمية قبل فقدان الوعي مباشرة. الصرع هو مرض يتميز بحدوث نوبات. في حالة الهلوسة الشمية، إذا ارتبط الشم بشيء آخر ارتباطاً وثيقاً، فإن حدوث "شيء آخر" يمكن أن يُحفّز تنشيط البصلة الشمية حتى في غياب أي مُحفّز لها. هذا مثال على اختلال في اللدونة. يُعاني أيضاً من يعانون من آفات في الفص الصدغي، غالباً ما تكون ناجمة عن سكتة دماغية، لكن أيضاً عن صدمة في الرأس، من هذه الهلوسة الشمية.
تشمل الأسباب الرئيسية الأخرى للهلوسة الشمية اضطرابات عصبية مثل الفصام ومرض ألزايمر. لكلا الاضطرابين حالات موثقة جيدا من الهلوسة، وأكثرها شيوعاً الهلوسة البصرية والسمعية. ومع ذلك، فإن كلاهما يعاني أيضاً من الهلوسة الشمية، وإن لم تكن بنفس الوتيرة. في كلتا الحالتين، تكون حالات الهلوسة الشمية أكثر شيوعاً، وخاصة في مرض ألزايمر، حيث يصعب للغاية إقناع المريض بأنها في الواقع هلوسات وليست حقيقية. في مرض ألزايمر تحديداً، من المعروف حدوث ضمور في الفص الصدغي. كما هو واضح في الصدمات والنوبات، يرتبط شم الوهم ارتباطاً وثيقاً بهذه المنطقة؛ مما يؤدي إلى ظهوره لدى بعض مرضى ألزايمر. يمكن لمرضى پاركنسون أيضاً أن يعانوا من الهلوسة الشمية، بالإضافة إلى خطل الشم، إلا أن ظهورها أقل شيوعاً من ارتعاش العضلات الذي يعاني منه المرضى.[16]
ورم الخلايا البدائية العصبية
ورم الخلايا البدائية العصبية هو شكل نادر من الشرطان الخبيث، يبدأ في العصب الشمي، المسؤول عن حاسة الشم. يمكن أن يصبح هذا السرطان عدوانياً ويتطور إلى الجيوب المصفوية، تجويف المخ، ويحيط بالصفيحة الغربالية. يمكن فحص الورم بإجراء خزعة جراحية، وتشمل خيارات العلاج الممكنة الاستئصال الجراحي للورم، العلاج الإشعاعي، العلاج الكيميائي، مما قد يُلحق الضرر بجهاز الشم، وهذا قد قد يؤدي بدوره إلى الهلوسة الشمية.[17]
تطور الحالة
تشمل شكاوى الهلوسة الشمية، التي تتضمن إدراك الروائح الكريهة، في أغلب الأحيان روائح "محروقة"، أو "كريهة"، أو "متعفنة"، أو "مياه صرف صحي"، أو "معدنية"، أو "كيميائية". أحياناً تُوصف الرائحة بأنها رائحة عوادم. قد تُحفز هذه الروائح روائح قوية، أو تغيرات في تدفق الهواء الأنفي، أو حتى أصوات عالية. أحياناً تحدث تلقائياً. قد يُقر المرضى الذين يشكون من الهلوسة الشمية بتدني جودة حياتهم، حيث تحمل كل وجبة رائحة كريهة أيضاً. أعراض بداية الاضطراب، والتي عادة ما تكون عفوية، قد لا تستمر سوى بضع دقائق. وقد تزداد التكرارات تدريجياً من شهر إلى أسبوع، ثم يومياً على مدى ستة أشهر إلى سنة. كما قد تطول مدة الشعور بالرائحة خلال الفترة نفسها، وغالباً ما تستمر معظم اليوم بعد سنة.[18] ويذكر بعض المرضى أيضاً أن الرائحة التي يشمونها تختلف عن أي رائحة معروفة.
التشخيص
إن المهمة الأكثر تحدياً للطبيب هي تحديد الأعراض الصحيحة والحصول والتوصل إليها وربطها بأحد اضطرابات الشم، حيث أن هناك العديد منها وهي مرتبطة ببعضها البعض. الخطوة الأولى التي يتخذها الفاحص عادةً هي التحقق مما إذا كانت المشكلة متعلقة بحاسة الشم أم التذوق. فقد يكون سبب هذا الشعور هو روائح جسم المريض.[19]
إذا استطاع الطبيب تأكيد أن المشكلة متعلقة بحاسة الشم، فإن الخطوة التالية هي تحديد اضطراب الشم الذي يعاني منه المريض. فيما يلي قائمة باضطرابات الشم المحتملة:
- فقد حاسة الشم
- ضعف حاسة الشم
- فرط حاسة الشم
- خلل حاسة الشم
- خطل الشم
- الهلوسة الشمية
الخطوة الثانية صعبة على كل من الطبيب والمريض، إذ يجد المريض صعوبةً في وصف إدراكه للرائحة الوهمية. إضافة إلى ذلك، يكون المريض في حالةٍ من التوتر والقلق، لذا من الضروري أن يتحلى الطبيب بالصبر.
بعد تحديد طبيعة الاضطراب، وتأكيد وجود هلوسة شمية، يطلب الطبيب من المريض وصف إدراكه للرائحة الوهمية. في كثير من الحالات، وصف المرضى الرائحة بأنها رائحة شيء محترق وعفن، ووصفوها بأنها كريهة وتشبه الطعام الفاسد.
الخطوة الثالثة للطبيب هي تحديد التاريخ الصحي للمريض لتدوين ملاحظة صدمات الرأس، والحوادث، وعدوى الجهاز التنفسي العلوي، والتهاب الأنف التحسسي أو التهاب الأنف المزمن.[14] على الرغم من أن هذه قد تكون أحداثاً أدت إلى ظهور الهلوسة الشمية، إلا أن الدراسات التي أجراها زيلستروف وجدت أن غالبية مرضى الهلوسة الشمية ليس لديهم تاريخ سابق من إصابات الرأس وعدوى الجهاز التنفسي العلوي.[20]
العلاج
نظراً لندرة هذا الاضطراب، لا يوجد علاج محدد له. أحياناً يُطلب من المرضى التعايش مع الاضطراب، أو ينتهي بهم الأمر إلى اتباع "أساليب نمطية" قد تساعد في تخفيف حدة الرائحة. قد يشمل ذلك البكاء القسري، والانحناء مع حبس الأنفاس، وشطف الأنف بمحلول ملحي، والتقيؤ. جميع هذه السلوكيات تفشل في النهاية في علاج الهلوسة. اقتُرحت علاجات مختلفة مثل الطب الوقائي، لكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيدها. أيضاً، نظراً لكونه اضطراباً غير مفهوم جيداً، ووجود تشابهات مع بعض الحالات النفسية، يُقال لبعض المرضى أنهم يعانون من مرض نفسي.
أحد العلاجات الجراحية المقترحة تضمن استئصال البصلة الشمية من خلال نهج حج القحف الجبهي الثنائي.[21][22] لكن رأياً مضاداً طرح ليوپولد ولويرل وشوب (2002) أشار إلى أن عملية الحج القحفي هذه تؤدي إلى فقدان دائم لحاسة الشم في كلا الفتحتين، وتتضمن مخاطر مرتبطة بفتح القحف. ووفقاً لهم، يُعد استخدام الكشف بالمنظار الأنفي للسلية الشمية علاجاً آمناً وفعالاً للمرضى الذين يعانون من فقدان حاسة الشم المستمر، مع احتمال الحفاظ على وظيفة الشم. كما يُحذر من أن الجراحة عملية صعبة ومرتبطة بمخاطر كبيرة، ويجب أن تقتصر على المراكز الخبيرة.[18]
من جهة أخرى، أفادت العديد من الحالات بانخفاض شدة أعراضها مع مرور الوقت. (دنكان وسيدان، 1995). عُولجت إحدى حالات الهلوسة الشمية المزمنة باستخدام دواء مضاد للاكتئاب يُعرف باسم ڤنلافاكسين (إفيسور). العلاقة بين اضطرابات المزاج والهلوسة الشمية غير معروفة، وهي مجال بحثي واسع. في كثيرٍ من الحالات، قلت أعراض الهلوسة الشوية باستخدام مضادات الاختلاج ومضادات الاكتئاب التي تؤثر على الخلايا العصبية المركزية والطرفية.
الطريقة العلاجية الأكثر شيوعاً هي إزالة السليلة أو البصلة الشمية جراحياً لتخفيف الأعراض عن المريض. تشمل الطرق التقليدية الأخرى استخدام التخدير الموضعي (زيلستورف-پدرسون، 1995) واستخدام المهدئات.[3]
بخاخات الأنف
سعى العديد من المرضى إلى تخفيف الأعراض بسرعة، وحصلوا على ذلك عن طريق غسل الأنف بمحلول ملحي. هذا العلاج متوفر بسهولة، ويمكن تكراره عدة مرات خلال اليوم للحصول على الراحة. ومن الأمثلة على بخاخات الأنف التي يمكن استخدامها لتخفيف الأعراض بخاخ أوكسي ميتازولين هيدروكلوريد، والذي يبدو أنه يوفر راحة لفترة أطول. ويبدو أن الراحة التي يحققها استخدام بخاخات الأنف تعود إلى انسداد فتحة الأنف، مما يمنع دخول الهواء إلى الشق الشمي.[3]
الحلول الموضعية
هناك خيار علاجي آخر هو محلول هيدروكلوريد الكوكايين الموضعي، والذي يُخفف الألم لفترة قصيرة من خلال عمله كمخدر موضعي، ويُزيل حساسية الخلايا العصبية الأنفية. يُوضع المحلول الموضعي على فتحة الأنف. قد يُسبب هذا المحلول الموضعي العديد من الآثار الجانبية، حيث وُجد أن بعض مرضى خطل الشم بدأوا يُظهرون أعراض الهلوسة الشمية بعد استخدامه. كما فقد مرضى آخرون وظيفة فتحة الأنف التي استخدم فيها الدواء.[3]
الڤنلافاكسين
الڤنلافاكسين هو دواء مضاد للاكتئاب، يثبط استرجاع السروتونين-النورإپينفرين (SNRI). في دراسة حالة لامرأة تبلغ من العمر 52 عاماً تعاني من الهلوسة الشمية لمدة 27 عاماً، خففت جرعة 75 ملگ يومياً من أعراضها وأزالتها. وُصف الدواء في البداية لعلاجها من الاكتئاب.[5]
الإصابة
يُرجَّح أن تحدث حالة الهلوسة لاشمية لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و30 عاماً. تتراوح مدة الهلوسة الأولى على الأرجح بين خمس وعشرين دقيقة. كما وُجِد أن الهلوسة الثانية غالباً ما تحدث بعد شهر تقريباً بنفس طريقة الأولى. مع مرور الوقت، قد تبدأ مدة الهلوسة (أو الهلوسات) في الازدياد.[15]
الحمل
وجدت دراسة طولية أجريت على النساء الحوامل أن 76% منهن عانين من تغيرات ملحوظة في حاسة التذوق والشم. وقد وُجد أن هذا ناتج ومرتبط بالحمل. وخلصت الدراسة إلى أن 67% منهن أبلغن عن مستوى أعلى من حساسية الشم، وأن 17% لديهن اضطراب في حاسة الشم، وأن 14% لديهن هلوسة شمية؛ وكانت هذه الاضطرابات ضئيلة للغاية في المراحل الأخيرة من الحمل، ولم تكن موجودة في الغالب بعد الولادة. علاوة على ذلك، ادعت 26% من هؤلاء المشاركات أيضاً أنهن عانين أيضاً من حساسية متزايدة للأطعمة المرة وانخفاض في تذوق الملح. تشير هذه النتائج إلى أن النساء الحوامل يعانين من اضطراب في إدراك الشم والتذوق أثناء الحمل.[23] وُجد أيضاً أن 75% من النساء يُغيّرن أنظمتهن الغذائية أثناء الحمل. وتُجرى أبحاث إضافية لتحديد الآلية الكامنة وراء الرغبة الشديدة في تناول الطعام أثناء الحمل.[24]
دراسات الحالة
العلاج الجراحي مع الحفاظ على القدرة الشمية
شُخِّصت امرأة تبلغ من العمر 26 عاماً بمرض كثرة الوحيدات العدوائية وهي في سن الثامنة عشرة. بعد هذا التشخيص، بدأت تعاني من صداع في الجانب الأيمن من رأسها، ورائحة كريهة في فتحة أنفها اليسرى، وكانا يحدثان معاً في كثير من الأحيان. كانت الهلوسة الشمية التي أبلغت عنها المرأة عبارة عن خليط كريه من رائحة الخل والبراز والبيض الفاسد. كان هذا يحدث كل يوم بدءاً من الصباح، وكانت الأعراض تتفاقم خلال الأيام القليلة التي تسبق دورتها الشهرية. إذا لم تظهر الأعراض في الصباح، فقد تُثار بمحفزات شمية قوية أو أصوات عالية. أحياناً، كانت تستطيع تجنب أعراض شم الرائحة الكريهة بإجبار نفسها على العطس.[بحاجة لمصدر]
استشارت المرأة العديد من الأطباء لكنها لم تحصل على تشخيص موثوق. وُصفت لها أدوية، بما في ذلك بخاخات الستيرويد الأنفية وأدوية أخرى، لكنها لم تُخفف من صداعها وأعراض الهلوسة الشمية. ومن خلال التقييم الكيميائي الحسي، وُجد أن حاستي الشم والتذوق لديها تعملان بشكل طبيعي. ونظراً لوجود بعض حالات الهلوسة الشمية التي يُعتقد أنها ناجمة عن انسداد يمنع جزيئات الرائحة من الوصول إلى مستقبلات الشم، قام الأطباء بتوسيع الشق الشمي جراحياً. وللأسف، ظلت أعراض الهلوسة الشمية قائمة. وتضمن العلاج غير الناجح أيضاً تعطيلاً طويل الأمد للامتدادات المحورية من العصبونات الحسية الشمية الأولية إلى البصلة الشمية. وقد تم ذلك عن طريق الري الأنفي بكبريتات الزنك.[بحاجة لمصدر]
عولجت المريضة بنجاح بإجراء جراحي تضمن تمزيقاً دائماً للسليلة الشمية. تم ذلك من خلال استئصال جراحي "لسدادة" من السليلة الشمية من منطقة الصفيحة الغربالية. كان الهدف من هذا الاستئصال قطع جميع خيوط الشم التي تدخل الجهاز العصبي المركزي من فتحة أنفها اليسرى. بعد خمسة أسابيع من الجراحة، أفادت المريضة باختفاء تام لأعراض الهلوسة الشمية، وظلت حاسة الشم لديها سليمة (هورنونگ وزملائه، 1991).[3]
العلاج الدوائي
في حالة امرأة تبلغ من العمر 52 عاماً، عانت من حالة هلوسة شمية على شكل نوبات متناوبة لمدة 27 عاماً، ولم يكن هناك سبب واضح لظهور الأعراض. استطاعت تخفيف الأعراض بغسل أنفها بمحلول ملحي، والنوم. كانت الروائح التي كانت تشمها في كثير من الأحيان كريهة للغاية، تشبه رائحة الفواكه المحترقة والعفنة. عندما وصف لها طبيب عائلتها مضاد الاكتئاب ڤنلافاكسين، لاحظت أن الدواء أدى إلى زوال أعراض الهلوسة الشمية لديها تماماً. دفع هذا الاكتشاف العلماء والأطباء إلى البحث في وجود صلة بين الهلوسة الشمية واضطرابات الاكتئاب الخفيفة، ويدعم هذه الفكرة التحسن المبلغ عنه في شم الوهم بعد تكرار التحفيز القحفي المُستخدم لعلاج الاكتئاب.[25]
علاقته بمرض پاركنسون
في حالة امرأة تبلغ من العمر 57 عاماً، أُبلغ عن أحاسيس شمية قوية، تراوحت بين روائح العطور وروائح كريهة قليلاً وصفتها المرأة أنها كرائحة "كلب مبلل". استمرت النوبات التي عانت منها المريضة ما بين ثواني وساعات، وتكررت عدة مرات يومياً. أبلغت المريضة عن أعراض هلوسة شمية، لكنها حددت الروائح المعروفة بدقة، وادّعت عدم معاناتها من أعراض فقدان الشم. لم يكن لديها تاريخ من الصرع، وكانت نتائج تخطيط كهربية الدماغ طبيعية. لاحقًا، وبينما كانت أعراض شم الوهم تتراجع، ظهرت عليها أعراض حادة لمرض باركنسون. وبينما عولجت المريضة من ارتعاشها باستخدام الپراميپكسول، هيدروكلوريد الأمانتادين، اللڤودوپا، الكاربيدوپا، والإنتاكاپون، اختفت أعراض الهلوسة الشمية تماماً.
في حالة امرأة تبلغ من العمر 52 عاماً، بدت الأعراض الأولى للهلوسة الشمية المبلغ عنها على شكل زيادة في حاسة الشم. كانت تعتقد أن لديها القدرة على تمييز الروائح قبل الآخرين، وبدقة أعلى. لاحقاً، بدأت تعاني من الأعراض النموذجية للهلوسة الشمية، وكانت تشمّ أشياء يمكنها تمييزها في غياب أي جزيئات منتجة للرائحة. كانت الروائح المُبلغ عنها هي رائحة العطور والشموع والفواكه، إلا أنها لم تستطع تحديد نوع العطر أو الفاكهة التي تشمها بدقة. كانت نوبات الهلوسة الشمية لديها تحدث فجأة وتستمر من دقائق إلى نصف ساعة. جاءت نتائج فحص الأنف طبيعية. عندما بدأت أعراض الهلوسة الشمية بالزوال، بدأت تشكو من خلل في الحركة وبطء في الحركة ومشاكل في يدها اليسرى تتناوب بين الرعشة والتصلب. كشف الفحص العصبي عن أعراض مرض پاركنسون.[6]
انظر أيضاً
اضطرابات متعلقة
أخرى
- الپروتين المرتبط بالرائحة
- مستقبل الرائحة
- الخلية المترالية للبصلة الشمية
- عصبون المستقبل الشمي
- الحديبة الشمية
المصادر
- ^ "That stinks! 1 in 15 Americans smell odors that aren't there". National Institutes of Health (NIH) (in الإنجليزية الأمريكية). National Institute on Deafness and Other Communication Disorders. National Institute on Deafness and Other Communication Disorders. August 16, 2018. Retrieved 23 August 2018.قالب:Include-NIH
- ^ أ ب ت ث "Distorted Olfactory Perception: A Systematic Review", Acta Oto-Laryngologica Supplementum 132 (S1): S27–31, 2012, doi: , PMID 22582778
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر Leopold DA (2002a), "Distortion of Olfactory Perception: Diagnosis and Treatment", Chemical Senses 27 (7): 611–615, doi: , PMID 12200340
- ^ أ ب ت ث HealthUnlocked (2014), Phantosmia (Smelling Odours That Aren't There), http://www.nhs.uk/conditions/phantosmia/Pages/Introduction.aspx, retrieved on 6 August 2016
- ^ أ ب Landis BN, Croy I, Haehner A (2012). "Long lasting phantosmia treated withvenlafaxine". Neurocase. 18 (2): 112–114. doi:10.1080/13554794.2011.568497. PMID 21942993. S2CID 205774933.
- ^ أ ب Landis BN, Burkhard PR (2008). "Phantosmias and parkinson disease". Archives of Neurology. 65 (9): 1237–1239. doi:10.1001/archneur.65.9.1237. PMID 18779429.
- ^ Nye E, Arendts G (2002). "Intracerebral haemorrhage presenting as olfactory hallucinations". Emergency Medicine. 14 (4): 447–449. doi:10.1046/j.1442-2026.2002.00385.x. PMID 12534490.
- ^ Paskind HA (1935). "Parosmia in tumorous involvement of olfactory bulbs and nerves". Archives of Neurology and Psychiatry. 33 (4): 835–838. doi:10.1001/archneurpsyc.1935.02250160150012.
- ^ Muffatti R, Scarone S, Gambini O (2008). "An olfactory reference syndrome successfully treated by aripiprazole augmentation of antidepressant therapy". Cognitive and Behavioral Neurology. 21 (4): 258–260. doi:10.1097/wnn.0b013e318185e6bd. PMID 19057178. S2CID 206127878.
- ^ Prazeres AM, Fontenelle LF, Mendlowicz MV, de Mathis MA, Ferrao YA, de Brito NF, Diniz JB, Gonzalez CH, Quarantini LC, Marrocos RP, Miguel EC (2010). "Olfactory reference syndrome as a subtype of body dysmorphic disorder". Journal of Clinical Psychiatry. 71 (1): 87–89. doi:10.4088/jcp.09l05040. PMID 20129009.
- ^ "Phantosmia". Prospect. Retrieved July 15, 2012.
- ^ Coleman ER, Grosberg BM, Robbins MS (2011). "Olfactory hallucinations in primary headache disorders: Case series and literature review". Cephalalgia. 31 (14): 1477–1489. doi:10.1177/0333102411423315. PMID 21945891. S2CID 24994785.
- ^ Schrieber AO, Calvert PC (1986). "Migrainous olfactory hallucinations". Headache: The Journal of Head and Face Pain. 26 (10): 513–514. doi:10.1111/j.1526-4610.1986.hed2610513.x. PMID 3818266. S2CID 26403632.
- ^ أ ب "Successful treatment of phantosmia with preservation of olfaction", Archives of Otolaryngology–Head & Neck Surgery 117 (12): 1402–1406, 1991, doi: , PMID 1845270
- ^ أ ب ت "Diagnosis and treatment of distorted olfactory perception", Olfaction and Taste XI, Tokyo, Japan: Springer-Verlag, 1994, pp. 618–622
- ^ Hirsch AR (April 2009). "Parkinsonism: The Hyposmia and Phantosmia Connection". Archives of Neurology. 66 (4): 538–9. doi:10.1001/archneurol.2009.38. PMID 19364944.
- ^ "Side effects of radiation for olfactory neuroblastoma". Livestrong.com. Retrieved July 3, 2012.
- ^ أ ب "Long-term follow-up of surgically treated phantosmia", Archives of Otolaryngology–Head & Neck Surgery 128 (6): 642–647, 2002b, doi: , PMID 12049557
- ^ "Fish-odor syndrome presenting as dysosmia", Archives of Otolaryngology–Head & Neck Surgery 116 (3): 345–355, 1990, doi: , PMID 2306356
- ^ Zilstorff K (1966). "Parosmia". The Journal of Laryngology & Otology. 80 (11): 1102–1104. doi:10.1017/s0022215100066457. PMID 5927746. S2CID 221921058.
- ^ Kaufman MD, Lassiter KR, Shenoy BV (1988). "Paroxysmal unilateral dysosmia: a cured patient". Annals of Neurology. 24 (3): 450–451. doi:10.1002/ana.410240315. PMID 3228277. S2CID 36535652.
- ^ Markert JM, Hartshorn DO, Farhat SM (1993). "Paroxysmal bilateral dysosmia treated by resection of the olfactory bulbs" (PDF). Surgical Neurology. 40 (2): 160–163. doi:10.1016/0090-3019(93)90129-o. hdl:2027.42/30650. PMID 8362355.
- ^ Nordin S, et al. (2004). "A Longitudinal Descriptive Study of Self-reported Abnormal Smell and Taste Perception in Pregnant Women;". Chemical Senses. 29 (5): 391–402. doi:10.1093/chemse/bjh040. PMID 15201206.
- ^ Cantoni P, Hudson R, Distel H, Laska M (1999). "Changes in olfactory perception and dietary habits in the course of pregnancy: a questionnaire study". Chemical Senses. 24: 58. doi:10.1093/chemse/24.1.47.
- ^ Landis B, Croy I, Haehner A (2012). "Long lasting phantosmia treated with venlafaxine". Neurocase. 18 (2): 112–114. doi:10.1080/13554794.2011.568497. PMID 21942993. S2CID 205774933.
للاستزادة
- Keller, Andreas & Malaspina, Dolores (2013). "Hidden Consequences of Olfactory Dysfunction", in: BMC Ear Nose Throat Disorders 13:8
- Levitan EB, Kaczmarek LK (2002). The Neuron: Cell and Molecular Biology (3rd ed.). New York: Oxford University Press. ISBN 978-0-19-514523-6.
- Sobol S, Frenkiel S, Mouadeb D (2002). Olfactory dysfunction (PDF). Canada: The Canadian Journal of Diagnosis.
- Andrews JG (2009). "A Pungent Life: The Smells in My Head". The New York Times. New York.
وصلات خارجية
- Mayo Clinic - What causes olfactory hallucinations (phantosmia)?
- Medscape, August 2018 - First Prevalence Data on 'Phantom Odors' Show Women Often Affected
- JAMA Network, September 2018 - Factors Associated With Phantom Odor Perception Among US Adults: Findings From the National Health and Nutrition Examination Survey