أستانة فردوس
أستانة فردوس Astaneh-e Ferdaws أو باب النعيم هى نظارة مرصعة بالجواهر من هند المغل، يعود تاريخها إلى حوالي 1630-1660م. وقد صُنِعت في عهد جهانگير (ح.1605-27), شهاه جهان (ح.1628-58)، أو أورنگزيب (ح.1658-1707). وتُعد مثالاً استثنائياً على الحرفية الفاخرة والبراعة العلمية في أوج ازدهار سلطنة المغل.[1]
تتميز هذه النظارة الرائعة بعدسات مقطوعة من زمرد واحد يزن 300 قيراط، مُستخرج من مناجم الزمرد الغنية في كولومبيا، والتي كانت جزءًا من شبكات التجارة العالمية الواسعة التي سيطر عليها المغول خلال القرن السابع عشر.
لم تكن هذه النظارة مجرد إكسسوارات أزياء، بل كانت رمزًا للثروة الطائلة والمكانة الاجتماعية المرموقة والأهمية الروحية. في التقاليد الإسلامية والهندية، كان يُعتقد أن الزمرد يتمتع بخصائص وقائية وشفائية، بالإضافة إلى قدرته على تعزيز الصفاء الروحي ودرء الشرور. يعكس اسم "بوابة الجنة" ارتباط العدسات بالرؤية الإلهية والتنوير.
صُنع الزمرد بدقة متناهية، وحُوّل إلى عدسات رقيقة خالية من العيوب - وهو إنجاز استثنائي في مجال قطع الأحجار الكريمة وعلم البصريات، بالنظر إلى تكنولوجيا تلك الفترة. الإطارات، المصنوعة غالبًا من الذهب أو المعدن المطلي بالمينا، تُكمّل اللون الأخضر النادر والنابض بالحياة للزمرد، مما يُشكّل تحفة فنية تجمع بين الفخامة والابتكار.
واليوم، تُعدّ نظارات "بوابة الجنة" شاهدًا على البراعة التقنية والفنية والانتشار العالمي لبلاط المغول، مُجسّدةً مزيج الإمبراطورية من الفضول العلمي والفخامة والرمزية الروحية خلال إحدى أكثر عصور التاريخ الهندي حيوية.[2]
المصادر
- ^ "A pair of Mughal spectacles set with emerald lenses". sothebys. 2021.
- ^ "The "Gate of Paradise"". archeohistories. 2025-08-03. Retrieved 2025-09-05.