پلوتارخ

(تم التحويل من بلوتارخ)
Plutarch
Portrait of a philosopher, maybe Plutarch, 2nd century BC, AM Delphi, 0135.jpg
2nd-century bust from Delphi sometimes identified as Plutarch
وُلِدَAD 40ح. AD 40
توفيح. 120s
العمل البارز
Parallel Lives
Moralia
العصرAncient Roman philosophy
المنطقةAncient philosophy
المدرسةMiddle Platonism
الاهتمامات الرئيسية
Epistemology, ethics, history, metaphysics

لوقيوس مستريوس پلوتارخوس Lucius Mestrius Plutarchus[1] (باليونانية: Μέστριος Πλούταρχος), ح. 46 م - 120 م — ويـُعرف في الإنگليزية باسم پلوتارخ Plutarch — كان Roman مؤرخاً رومانياً (من أصل يونانيكاتب سير، كاتب مقالات، وافلاطوني وسيط.[2] ولد پلوتارخ لعائلة مرموقة في خيرونيا، بوئتيا، وهي بلدة تبعد نحو عشرين ميلاً شرق دلفي. أعماله المعروفة تتكون من حيوات متوازية وموراليا.


نشأته

Ruins of the Temple of Apollo at Delphi, where Plutarch served as one of the priests responsible for interpreting the predictions of the oracle.
"The soul, being eternal, after death is like a caged bird that has been released. If it has been a long time in the body, and has become tame by many affairs and long habit, the soul will immediately take another body and once again become involved in the troubles of the world. The worst thing about old age is that the soul's memory of the other world grows dim, while at the same time its attachment to things of this world becomes so strong that the soul tends to retain the form that it had in the body. But that soul which remains only a short time within a body, until liberated by the higher powers, quickly recovers its fire and goes on to higher things."
Plutarch (The Consolation, Moralia)

قصة الحضارة

بذلت روما جهدها لكي تكون كريمة في معاملتها لبلاد اليونان، ولت تخفق في هذا الإخفاق كله؛ فهي لم تضع حاميات من الجند في ولاية آخية الجديدة، وكان ما فرضته عليها من الخراج أقل مما كان ينتزعه جباتها من أهلها قبل مجيء الرومان إليها، وتركت روما دول المُدن تحكم نفسها حسب دساتيرها وقوانينها القديمة، وجعلت لكثيرٍ منها: كأثينة، وإسبارطة، وبلاتية، ودلفي وغيرها "مدناً حرّة"، تتمتّع بحقوقها القديمة كلها عدا حقّها في أن تشنّ الحرب الخارجية أو حرب الطبقات. لكن بلاد اليونان كانت تتحرق شوقاً إلى حرّيتها، كما أن القواد الرومان، والمرابين، ورجال الأعمال الذين حذقوا أساليب شراء غلاّت البلاد بأبخس الأثمان وبيعها بأغلاها، هؤلاء كلّهم قد استنزفوا خيرات البلاد، ومن أجل هذا انضمّت إلى ثورة مثرداتس وعوقبت على انضمامها إليها أشد العقاب، فحوصرت أثينة حصاراً أهلك فيها الحرث والنسل، ونُهبت كنوز هياكل دلفي، وإليس، وإيدورس.

وبعد جيل من ذلك الوقت تقاتل قيصر وبمبي، ثم أنطونيوس وبروتس، على أرض اليونان، وجنّدوا أهلها في جيوشهم، واستولوا على محصولات البلاد وذهبها، وجبوا في عامين ضرائب عشرين عاماً، وتركوا الدائن خاوية على عروشها. وانتعشت آسية اليونانية تحت حكم أغسطس، ولكن بلاد اليونان نفسها ظلّت فقيرة، ولم يكن سبب فقرها هو الفتح الروماني بل كان هو الاستبداد الذي خنق أرواح الأهلين في إسبارطة، والحرية التي انحطّت حتى أصبحت فوضى في أثينة، وما جرّه على البلاد عقم الرجال وجدب التربة من وبال. ذلك أن أكثر أبنائها جرأة ومغامرة قد هجروها إلى الأراضي التي كانت أغنى منها وأحدث استقلالاً. وأدّى قيام دول جديدة في مصر، وقرطاجنة، وروما، وقيام الصناعة في بلاد الشرق الهلنستي إلى ترك مواطن الروح اليونانية القديمة خاوية مهجورة. وكانت روما تثقل اليونان بمديحها وتنهب روائع فنها: قد أخذ منها اسكورس Sckourus ثلاثة آلاف تمثال ليزين بها ملهاه، وأرسل كلجيولا زوج عشيقته ليُنقّب في بلاد اليونان عن التماثيل، ونهب نيرون وحده نصف ما في دلفي من روائع النحت، ولم يبسم الحظ لأثينة مرة أخرى إلا حين تولّى هدريان الملك.

وكانت إبيروس هي التي انصبّ عليها غضب روما أول الأمر في الحروب المقدونية، وأباحها مجلس الشيوخ إلى الجند ينهبونها ويعيثون فيها فساداً، وبيع من أهلها خمسة عشر ألفاً في سوق الرقيق، وبنى أغسطس عاصمة جديد لإبيروس فينيقوبوليس ليخلّد ببنائها انتصاره في أكتيوم القريبة منها. وما من شك في أن الحضارة قد وجدت فيها ملجأً ومعتصماً لأن "مدينة النصر" آوت إبكنتس، واستمعت إلى تعاليمه. وكان حظ مقدونية خيراً من حظ جارتها الوفية، فقد كانت هذه البلاد غنية بالمعادن والخشب، وزادت حياتها التجارية نشاطاً بفضل طريق اجناشيا Egnatie الذي كان يصلها هي وتراقة من ابلونيا ودير هكيوم إلى بيزنطية. وعلى هذا الطريق الرئيسي الذي لا يزال بعضه باقياً حتى الآن كانت تقوم أهم مُدن الولاية: إدسا، وبلا، وتسالونيكا. وكانت هذه المدينة الأخيرة التي كان اليونان يعرفونها باسمها القديم "نصر تساليا" عاصمة الولاية، ومركز مجالسها، وإحدى الثغور التجارية الهامة بين بلاد البلقان وآسية. أما تراقية الواقعة في شرقها فقد اختصّت نفسها بالزراعة، والرعي، والتعدين، ولكنها كانت تشتمل على مُدن كبيرة أهمّها سرديكا Serdica (صوفيا Sofia)، وفلبوبوليس Philippopolis عاصمتها، وأدريانوبل (أدرنة)، وبرنثس Perinthus، وبيزنطية (اسطنبول الحالية). وهنا على القرن الذهبي، كان التجار وصائدوا السمك يجمعون ثروة طائلة بينما كان اليونان الذين يقطنون من ورائها في الداخل يتقهقرون أمام البرابرة المعتدين. وكانت الحبوب الواردة من داخل البلاد تجيء إلى أرصفتها، كما كانت جميع تجارة سكوذيا والبحر الأسود تؤدي المكوس وهي مارة بها، ويكاد السمك لكثرته أن يقفز في الشباك وهو يجتاز مضيق البسفور. ولم يمضِ إلا قليل من الوقت حتى أدرك قسطنطين قيمة هذا الموقع العظيم وعرف أنه مفتاح العالم اليوناني - الروماني القديم.

وتخصصت تساليا الواقعة جنوب مقدونية في إنتاج القمح وتربية الجياد الجميلة. وقد وصف ديوكريسستم(1) جزيرة عوبية العظيمة التي أطلق عليها هذا الاسم (كما أطلق اسم يؤوشيا على الجزيرة المسماة بهذا الاسم) لما فيها من الماشية الحسنة الشكل، وصفها بأنها تعود إلى البربرية في القرن الثاني الميلادي. وقد تجمّعت في هذا الأقليم عدة عوامل كادت تمحو من الوجود الذين كانوا في يوم من الأيام شعباً زراعياً مطرد النماء والرخاء. وأهم هذه العوامل هي ما لاقاه الفقراء من عنت لتركز الأرض الزراعية والثروة في أيدي عدد قليل من الأسر، وما لاقاه الأغنياء من عنت لثقل الضرائب والفروض الدينية المطردة الزيادة، وقلّة النسل لأنانية الرجال وحبّهم الثراء أو لفقرهم المتقع. وكانت نتيجة هذا كله أن تُركت الأرض مراعي للماشية في داخل أسوار خلقيس وإرنريا نفسهما ولم تكن بؤوشيا قد فاقت مما حل بها من موت وما فُرض عليها من الضرائب الباهضة أيام حروب سلا. ويقول استرابون "إن طيبة ليست إلا قرية صغيرة"، قد انكمشت حتى لم تعد تشغل أكثر من الموضع الذي لم يكن قبل إلا قلعتها. على أن مائة عام من السلم قد أعادت بعض الرخاء إلى بلاتية، واحتفظت قيرونية التي كسب فليب سلا على سهولها إمبراطوريّتين عظيمتين ما يكفي من الروعة لاستبقاء أشهر رجل من أبنائها فيها. ويقول عنها هذا الابن - أفلوطرخس - إنها بلغت من الصغر حداً لا يجب أن تصغر عنه بتركه إيّاها. وإنّا لَنَجد في حياته الهادئة وتفكيره السار اللطيف ناحية مشرقة مبهجة من منظر نكد كئيب، كما نجد فيه هو نفسه رجلاً مهذباً من رجال الطبقة الوسطى مستمسكاً بفضائل العهد القديم، ينطوي قلبه على الإخلاص لبلده، والوفاء لأصدقائه، والحب لأبنائه.

وقصارى القول أنه ليس في قصتنا كلها شخصية أظرف من شخصية أفلوطرخس القيرونيائي. وكان مولده في تلك البلدة حوالي عام 46م ووفاته فيها حوالي عام 126م. وكان يطلب العلم في أثينة حين كان نيرون يوالي انتصاراته في بلاد اليونان. وما من شك في أنه رحل إلى مصر وآسيا الصغرى، وطاف مرّتين بإيطاليا. وقد ألقى محاضرات باللغة اليونانية في روما، ويبدو أنّه خدم بلده في بعض الشؤون الدبلوماسية. وكان يحب العاصمة العظيمة، وآداب أشرافها الجدد، وحياتهم الرقيقة ويعجب بقانونها الصارم، ويقول مع انيوس إن روما قامت على دعائم من الأخلاق الطيبة العالية. وبينما هو يفكّر في أمر هؤلاء النبلاء الأحياء والموتى خطر له أن يوازن بين أبطال روما وأبطال اليونان. ولم يكن يقصد أن يكتب تاريخاً أو سيراً فحسب، بل كان يعتزم فوق هذا أن يعلّم الناس الفضيلة والبطولة بضرب الأمثلة من التاريخ، وحتى سيره المتماثلة Parallel Lives كانت في ذهنه دروساً في الأخلاق، ولهذا تراه على الدوام معلّماً لا يترك فرصة تمر دون أن يستخلص مغزى خلقياً من كل قصة، وما من أحد قد قام بمثل هذا العمل أجمل مما قام به هو. وهو يحذرنا في سيرة الاسكندر بقوله إنه يهتم بالأخلاق أكثر من اهتمامه بالتاريخ، ويأمل أنه حين يجمع بين عظماء الرومان وعظماء اليونان ويوازن بينهم يستطيع أن يبعث في نفوس قرائه دوافع للخلق الطيّب وللبطولة. وهو يعترف اعترافاً صريحاً لا يسعنا نعه إلا أن نعفو عن زلاته بأنه قد صلُحَ حاله لطول صحبته لأولئك الرجال الممتازين(3).

وليس من حقنا أن نتوقّع في كتاباته دقة المؤرخ الحق ونزاهته، فكتابه مليء بالأغلاط في أسماء الناس، والأمكنة، والتواريخ، وتراه أحياناً (إذا جاز لنا أن نصدر حكماً عليه) يُخطئ في فهم الحوادث، بل إنه لَيُقصّر في واجبين كبيرين من واجبات كل كاتب سِيسَر - وهما أن يبين أن أي شيء في أخلاق المترجم له وأعماله يرجع إلى الوراثة أو البيئة أو الظروف، وأن يتتبّع تطور أخلاقه خلال نموّه، وما يلقى عليه من التبعات وما يقع فيه من أزمات. بل إنّا لنخرج من كتاب أفلوطرخس كما نخرج من كتاب هرقليطس بأن خُلُق الإنسان مقدرٌ له. ومع هذا فما من إنسان قرأ كتاب "السير" ثم أحس بعد قراءته بما فيه من عيوب، ذلك بأن هذه العيوب تخفي كلها في روايته الواضحة، وحوادثه المثيرة، وقصصه الفاتنة الساحرة، وتعليقاته الحكيمة، وأسلوبه الجزل. وليس في صفحاته البالغ عددها ألفاً خمسمائة سحر واحد يحس القارئ أنه حشو لا ضرورة له، بل إن كل جملة من جمله لها شأنها معناها. وقد شهد بفضل الكتاب مائة من عظماء الرجال - منهم قواد عسكريون، ومنهم شعراء وفلاسفة، فقالت عنه السيدة رولان Roland "إنه مَرْبع النفوس العظيمة"(4). وكتب عنه منتاني يقول:

"إني لا أستطيع الاستغناء عن أفلوطرخس فهو كتاب صلواتي"(5). وقد استمدّ منه شكسبير كثيراً من قصصه، وإن رأيه في بروتس لَمُستمد عن طريق أفلوطرخس من أخلاق الأشراف الرومان الأقدمين. وكان نابليون يحمل كتاب "السير" أينما ذهب لا يكاد يفارقه أبداً. ولمّا قرأ هين Heine هذه التراجم لم يسعه إلا أن يقفز على ظهر جواد ويعدو به إلى فتح فرنسا. وقصارى القول أن بلاد اليونان لم تترك لنا كتاباً أثمن من هذا الكتاب. وبعد أن شاهد أفلوطرخس علم البحر الأبيض المتوسط عاد إلى قيرونية ورزق فيها بثلاثة أبناء وبنت واحدة، وألقى محاضرات، وألفَ كتباً وسافر إلى أثينة من حين إلى حين، ولكنه قضى معظم وقته في مسقط رأسه وعاش فيه عيشة أهله البسيطة وكان برى أن من الواجبات المفروضة عليه لبلده أن يجمع بين المنصب الرسمي والحياة العلمية حياة الدرس والتحصيل، واختاره مواطنوه مفتّشاً للمباني، ثم كبير حكّامها ثم بؤوتاركا Boeotarch أي عضواً في المجلس الوطني. وكان يرأس المواكب والاحتفالات البلدية، وأصبح في أوقات فراغه كاهنا في مهبط الوحي في دلفي، وكان هذا المنصب قد عاد إلى الوجود. وكان يرى أنه ليس من الحكمة أن يرفض الدين القديم لما فيه من عقائد لا يقبلها العقل، لأن أهم الأشياء في رأيه ليست العقيدة، بل هو التأييد الذي تستمدّه منها أخلاق الإنسان الضعيفة، وما توجده أعضاء الأسرة الأموات بين الأجيال المتعاقبة في الأسرة والدولة من روابط تبعث فيهما المزيد من القوة، وكان يعتقد أن نشوة العاطفة الدينية هي أعمق تجارب الحياة. ولقد كان بفضل تسامحه الديني وتقواه مجتمعين أن يضع أسس دراسة الدين المقارن في رسالته التي كتبها عن العبادات الرومانية والمصرية(6). ومما قالته هذه الرسالة أن الأرباب كلها مظاهر لكائن واحد أعلى، لا يحدّه زمان يجلّ عن كل وصف، بعيد عن الشؤون الدنيوية والزمنية بعدا يترك للأرواح الوسطى Daimones أن تخلق العالم وتنظم شؤونه. وكان يقول أيضاً بوجود أرواح خبيثة، يسيطر عليها ويرأسها شيطان هو مصر الفوضى جميعها وروحها، وأصل كل الخبائث وجميع ما لا ينطبق على العقل في الطبيعة وفي بني الإنسان.

ويرى أفلوطرخس أن من الخير أن يؤمن الإنسان بخلود الأشخاص - بجنة ينعم فيها الأخيار، ومطهر، وجحيم يعذّب فيه الأشرار. وكان من أسباب سلواه أن الإقامة في المطهر قد تطهّر أي إنسان مهما خبُث حتى نيرون نفسه، وأنه قلما يوجد في الناس من يعذبون عذاباً سرمدياً(7). وكان يندد بالخرافات ويرى أن أهولها شرٌ من الكفر نفسه، ولكنه يقبل العرافة والنبوءات واستحضار الأرواح ويؤمن بأن الأحلام تُنبئ عن المستقبل. ولم يكن يدعى أنه فيلسوف مبتدع، بل كان يقول عن نفسه، كما يقول أبوليوس وكثيرون غيره من فلاسفة ذلك العصر عن أنفسهم، إنه يأخذ آراءه عن أفلاطون ويوفّق بينها وبين زمانه. وكان يعيب على الأبيقوريين أنهم يستبدلون هول الفناء بالخوف من الجحيم، وينتقد عيوب الرواقية، ولكنه يرى ما يراه الرواقي من أن العمل بأوامر الله وإطاعة العقل شيء واحد (8).

وقد عني المتأخرون بجمع محاضراته ومقالاته وأسموها الآداب (Moralia) لأن معظمها مواعظ بسيطة لطيفة تبين ما تنطوي عليه الحياة من حكمة. وهي تبحث في كل شيء، من الحث على استبقاء كبار السن في المناصب العامة إلى البحث في أيهما أسبق الكتكوت أو البيضة. وأفلوطرخس مغرم بمكتبته، ولكنه يقرّ بأن الصحة الجيدة خيرٌ من الكتب القيّمة:

"من الناس من يدفعهم الشره فيهرعون إلى الحانات يلتهمون ما فيها كأنهم يستعدون لحصار... إن أقل الأطعمة ثمناً هي على الدوام أكثرها نفعاً... ولما عجز أردشير ممنون في أثناء تقهقره السريع عن أن يجد ما يأكله غير خبز الشعير والتين صاح قائلاً: "ما ألذ هذا الذي لم يكن لي من قبل!"... والنبيذ أفيد المشروبات على شريطة أن يكون في مناسبة سعيدة وأن يمزج بالماء... وأكثر ما يجب أن يخشاه الإنسان هو سوء الهضم الناشئ من أكل اللحوم لأنها تخمد العزيمة في أول الأمر، وتترك بعدئذ رواسب ضارة بالجسم. وخير ما يفعل الإنسان أن يعوّد جسمه عدم الحاجة إلى اللحم بالإضافة إلى غيره من الطعام، ذلك بأن الأرض تخرج كميات موفورة من أشياء كثيرة لا تفيد في التغذية فحسب، بل تفيد كذلك راحة ومتعة. أما وقد أصبحت العادة طبيعة ثانية طبيعية، فإن تعاطي اللحوم يجب أن يكون... دعامة وسنداً لغذائنا؛ وينبغي لنا أن نأكل غيرها من الأطعمة... التي هي أكثر منها موافقة للطبيعة، وأقلّ منها كلالة على شعلة التفكير التي توقد من مواد سهلة خفيفة إذا صحّ هذا التعبير(9".

وهو يحذو حذو أفلاطون في الدعوة إلى تكافؤ الفرص للرجال والنساء على السواء، ويضرب أمثلة كثيرة للنساء المثقفات في الأزمنة القديمة (ولقد كان هناك نساء مثقفات في المحيط الذي يعيش فيه)؛ ولكنه ينظر إلى زنى الرجل بنفس السهولة التي ينظر بها إليه الرجل الوثني فيقول:

"إذا كان الرجل داعراً منهمكاً في ملذّاته وزلّ مع عشيقة أو خادمة، فلا يصحّ لزوجته أن تختاض لذلك أو تغضب، بل يجب أن تعتقد أن احترامه لها هو الذي دفعه إلى أن يشرك في فجوره امرأة غيرها)(10). ولكننا مع هذا إذا فرغنا من قراءة هذه المقالات الممتعة الساحرة أحسسنا بعد قراءتها، بأنا كنا في صحبة رجل رقيق القلب، طيب في جوهره، كامل في رجولته، لا يسوءنا قط أن أفكاره عادية. وإن اعتداله لهو الترياق الشافي من الهوى الفكري الذي يغلب على عصرنا الحاضر، وإن عقله المتزن، وفكاهته اللطيفة، وإيضاحاته الجذّابة لتدفعنا إلى القراءة دفعاً لا نقوى على مقاومته حتى في المواضع المبتذلة منها. وإن الإنسان لترتاح نفسه حين يجد فيلسوفا أوتي من الحكمة ما يكفي لإسعاده، وينصحنا بأن علينا أن نحمد الله على ما في الحياة من بركات ونعم عادية وألا نجعل دوامها سبباً في قلة ابتهاجنا بها:

"يجب علينا ألا ننسى تلك النعم وأسباب الراحة التي نشترك فيها مع الكثيرين من الناس، بل يجب... أن نبتهج لأننا نعيش، وأننا أصحاء الأجسام، وأننا نبصر ضوء الشمس... أليسَ من واجب الرجل الصالح أن يعدُّ كلَّ يومِ عيداً... ذلك بأن العالم هو أجلّ المعابد وأجدرها بسيدها. في هذا المعبد يدخل الإنسان وقت مولده، ولا تستقبله فيه تماثيل ساكنة من صنع الأيدي، بل تستقبله مخلوقات أظهرها العقل الإلهي لحواسنا... من بينها الشمس، والقمر، والنجوم، والأنهار التي لا تنفكّ تصبّ الماء العذب صبّاً، والأرض التي تخرج الطعام... وإذا كانت هذه الحياة هي أكمل إعداد لأسمى العبادات الدينية، فإن علينا أن نكون على الدوام ممتلئين غبطة وبهجة".

حيوات متوازية

A page from the 1470 Ulrich Han printing of Plutarch's Parallel Lives.

حياة الاسكندر

حياة پيـرّوس

نقد حيوات متوازية

"It is not histories I am writing, but lives; and in the most glorious deeds there is not always an indication of virtue or vice, indeed a small thing like a phrase or a jest often makes a greater revelation of a character than battles where thousands die."
Plutarch (Life of Alexander/Life of Julius Caesar, Parallel Lives, [tr. E.L. Bowie])


موراليا

A bust of the early Greek historian Herodotus, whom Plutarch criticized in On the Malice of Herodotus.


پلوتارخ الدجال


تأثير بلوتارخ على الأدب

أثرت كتابات بلوتارخ على الكثير من الكتاب في الأدب الإنجليزي والفرنسي ، ومن أبرز الكتاب الذين تأثروا به هم شكسبير ، الذي أخذ عن كتاباته واعتمد عليها في مسرحياته الرومانية القديمة مثل يوليوس قيصر وكوريولانوس وغيرها وكذلك من الكتاب الأخرين مثل بن جونسون وجون ميلتون من بين كثيرين.

فرضيات تاريخية قامت على أساس كتابات بلوتارخ

  • هناك فرضية اخرى تستند على كتابات المؤرخ اليوناني القديم بلوتارخ وفبها يرجع مصدر تسمية مدينة كركوك إلى بابا كركر حيث يذكرانه عندما قطعت القوات المقدونية البادية في سوريا وعبرت نهر دجلة في 331 قبل الميلاد اتجه الإسكندر الأكبر بعد معركته المشهورة مع داريوش الثالث نحو بابل عن طريق ارابخي او اررابخا ( عرفة ) حيث اصلح قلعتها( اي قلعة كركوك ) واضاف الكاتب اليوناني بلوتارخ ان على ارض ارباخي ( اي كركوك ) تشاهد نيران مشتعلة دائمة وتغطيها انهار من النفط وهذا الكلام ينطبق على موقع بابا كركر الذي اورد بلوتارخ اسمه بصيغة كوركورا. الميديين اضافوا على نهاية الاسم اللاحقة الزاكروسية المحلية اوك فغدت التسمية كوركورك.

انظر المقال الأصلي : بابا كركر

  • ومن أقدم الاشارات للمنطقة تلك التي وردت في يوميات نيارخوس، أحد قادة جيش الإسكندر الأكبر، عندما مر بها أسطوله، في رحلة عودته من الهند إلى اليونان عبر بحر العرب. وحسب نيارخوس، فقد أراد الإسكندر أن يبذ الملكة سميراميس والملك قورش العظيم، اللذان باءت محاولات جيشيهما لعبور سحراء مكران بالكوارث. وهناك سبب آخر لإختيار الإسكندر لهذا الطريق الجنوبي، يورده بلوتارخ، وهو أن الإسكندر أراد أن يكون قريباً من أسطوله المبحر في بحر العرب. وحسب بلوتارخ، فإن ربع جيش الإسكندر نجح في عبور الصحراء.

أنظر المقال الأصلي : مكران

  • واضاف الكاتب اليوناني بلوتارخ ان على ارض ارباخي ( اي كركوك ) تشاهد نيران مشتعلة دائمة وتغطيها انهار من النفط وهذا الكلام ينطبق على موقع كركوك المعاصر. اما موقع بابا كركر فقد اورد بلوتارخ اسمه بصيغة كوركورا

أنظر المقال الأصلي : كركوك

  • حسب الكاتب الأغريقي بلوتارك, الذي كتب عن هذه الروايات, فأن هذه الأساطير الميثولوجية نسجت للتعظيم والرفع من قدر الملك النوميدي الأمازيغي يوبا الأول الذي اعتبر نفسة ابنا لديودوروس وحفيدا لصوفاكس.

أنظر المقال الأصلي : صوفاكس


انظر أيضاً

Notes

a. ^  Plutarch was probably born during the reign of the Roman Emperor Claudius and between 45 AD and 50 AD. The exact date is debated.[3][بحاجة لمصدر]

b. ^  Plutarch was once believed to have spent 40 years in Rome, but it is currently thought that he traveled to Rome once or twice for a short period.[بحاجة لمصدر]

c. ^  Plutarch died between the years 119 AD and 127 AD.[بحاجة لمصدر]

Citations

  1. ^ الاسم Mestrius أو Lucius Mestrius اتخذه پلوتارخ، حسب التقليد الروماني الشائع، من كفيله للجنسية في الامبراطورية; in this case Lucius Mestrius Florus, a Roman consul.
  2. ^ "Plutarch". Oxford Dictionary of Philosophy.
  3. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Stewart-Long

References

  • Blackburn, Simon (1994). Oxford Dictionary of Philosophy. Oxford: Oxford University Press.
  • Russell, D.A. (2001) [1972]. Plutarch. Duckworth Publishing. ISBN 978-1853996207.
  • Duff, Timothy (2002) [1999]. Plutarch's Lives: Exploring Virtue and Vice. UK: Oxford University Press. ISBN 978-0199252749.
  • Hamilton, Edith. The Echo of Greece. W. W. Norton & Company. pp. p.194. ISBN 0-393-00231-4. {{cite book}}: |pages= has extra text (help)
  • Honigmann, E. A. J. "Shakespeare's Plutarch." Shakespeare Quarterly, 1959: 25-33.
  • Wardman, Alan. Plutarch's "Lives". Elek. pp. p.274. ISBN 0236176226. {{cite book}}: |pages= has extra text (help)

وصلات خارجية

Plutarch's works

Wikiquote-logo.svg اقرأ اقتباسات ذات علاقة بپلوتارخ، في معرفة الاقتباس.

Secondary material

Crystal Clear app Community Help.png هذه بذرة مقالة عن حياة شخصية تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.