دي‌إف-3أيه

(تم التحويل من دي‌إف-3أ)
دي‌إف-3يه/سي-2(يوإس)
DF-3-3.jpg
الصاروخ دونگ‌فنگ 3
النوعأي‌أربي‌إم
مكان الأصلالصين
تاريخ الخدمة
في الخدمة1971-الآن
يستخدمهالسعودية
المواصفات
الرأس الحربي1 نووية @ 3.3 إم‌تي

المحركبالوقود السائل
المدى
العملياتي
2.810 كم[1]
السرعة?

دونگ‌فنگ 3 (الصينية المبسطة: 东风 3; الصينية التقليدية: 東風 3; lit. 'ريح الشرق 3') أو دي‌إف-3أيه DF-3A، هو صاروخ باليستي نووي صيني، متوسط المدى، ذو مرحلة واحدة، يعمل بالوقود السائل، دخل الخدمة عام 1971. دي‌إف-3أيه هو أول صاروخ باليستي صيني متوسط المدى في الخدمة وأحيل للتقاعد بعد عقود من عمله.[2]

هو حالياً في مرحلة الإعداد للتقعد وخرج بشكل غير متوقع من ترسانة الصواريخ الصينية في 2002.[بحاجة لمصدر] عام 1987 باعت الصين للسعودية عشرات (ما بين 36 و60) من صواريخ دي‌إف-3 القديمة، بدون رؤوسها النووية.[3]

التاريخ

دونگ‌فنگ 3

بدأ تطوير DF-3 مطلع الستينيات بالتوازي مع الصاروخ DF-2، وكان الهدف إنشاء صاروخ يعمل بالوقود السائل ويُخزن بدرجة حرارة الغرفة، باستخدام مؤكسد AK-20 (حمض النيتريك الأحمر بنسبة 20%) والوقود TG-02 (خليط من ثنائي ميثيل الأنيلين وثلاثي إيثيل أمين) لكن توتر العلاقات مع الاتحاد السوفيتي حال دون حصول الصين على تقنيات الصاروخ السوفيتي R-12، مما اضطرها للاعتماد على قدراتها الذاتية.

في أبريل 1964، أعادت الصين تعريف متطلبات المشروع، حيث تم رفع المدى الأقصى من 2000 كم إلى 2500 كم لتغطية القواعد الأمريكية في الفلبين، كما رُفع وزن الرأس الحربي من 1500 كجم إلى 2000 كجم لاستيعاب قنبلة هيدروجينية قيد التطوير. لتحقيق ذلك، زيد الدفع المخطط للمحرك من 64 طنًا إلى 96 طنًا واستُبدل المؤكسد من AK-20 إلى AK-27 (تركيبة أكثر قوة)، بينما تحول الوقود من TG-02 إلى وقود أكثر استقرارًا يُعرف بـ UDMH (الهيدرازين غير المتماثل).

و في 12 سبتمبر 1964، أقرّت اللجنة العسكرية المركزية رسميًا تسمية الصاروخ الجديد باسم DF-3 (Dong Feng3)، وفي مايو 1971، بدأ جيش التحرير الشعبي الصيني نشر النسخة الأساسية من DF-3 ضمن قوات المدفعية الثانية. ومع مطلع الثمانينات، تم تطوير النسخة المحسنة DF-3A بمدى أبعد ودقة أكبر، ودخلت هذه النسخة مرحلة الاختبارات عام 1986م.

بدأ نشر الصاروخ عام 1971 ليصل ععدهم إلى 110 صاروخ في 1984، ثم نقصت إلى 50 صاروخ في 1993.[بحاجة لمصدر] حسب تقديرات وزارة الدفاع الأمريكية هناك 17 صاروخ و10 قاذفات صواريخ في الخدمة، عام 2010 تحت لواء واحد.[2] الصاروخ دي‌إف-21 سيحل محل هذه الصواريخ عند خروجها من الخدمة.

في ستينيات القرن الماضي، ومع تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، واجهت جمهورية الصين الشعبية تحديات جيوسياسية معقّدة دفعتها إلى تبني سياسة تطوير مستقلة لمنظومات الردع النووي والصواريخ الباليستية. وكان على رأس هذه التحديات تدهور العلاقات مع الاتحاد السوفيتي وتصاعد التواجد العسكري الأمريكي في منطقة المحيط الهادئ.

كانت الصين قد وقّعت معاهدة صداقة وتحالف مع الاتحاد السوفيتي عام 1950، ما مكّنها من الحصول على مساعدات تقنية لتطوير صواريخها الأولى مثل DF-1 وDF-2. لكن ابتداءً من أواخر الخمسينيات، توترت العلاقات بين الجانبين بسبب الخلافات الأيديولوجية بين ماو تسي تونغ ونيكيتا خروتشوف، وصولًا إلى الانقسام الصيني-السوفيتي الرسمي عام 1960، وما تبعه من انسحاب الخبراء السوفييت وقطع الدعم التقني.

هذا التحول جعل موسكو نفسها تُصنّف كهدف استراتيجي محتمل، فتم تصميم الصاروخ DF-3 ليكون قادرًا على الوصول إلى العمق السوفيتي واستهداف مدن رئيسية مثل موسكو، بمدى يتراوح بين 2,500 و3,000 كيلومتر، مما منح الصين قدرة ردع نووي حقيقية ضد القوة العسكرية الأكبر في جوارها الشمالي، خصوصًا في ظل التوترات الحدودية مثل نزاع جزيرة أوسوري عام 1969.

لم تكن موسكو التهديد الوحيد، إذ شكل الوجود العسكري الأمريكي في آسيا تهديدًا مباشرًا للصين، خاصة القواعد المنتشرة في غوام، اليابان، كوريا الجنوبية، والفلبين. لذلك، سعت الصين إلى تطوير صاروخ قادر على تهديد هذه القواعد من عمق أراضيها، وكان DF-3 الوسيلة المناسبة لذلك، ما أتاح لبكين تحسين ميزان الردع ضد واشنطن وحلفائها.

4523654424256476.png

بعد نجاح الصين في إجراء أول تجربة نووية عام 1964، برزت الحاجة إلى وسيلة توصيل استراتيجية فعّالة. مثّل DF-3 أول صاروخ صيني قادر على حمل رأس نووي حراري بقوة تقارب ميغاطن واحد، ما عزّز مكانة الصين كقوة نووية ذات مصداقية.

مع انقطاع الدعم السوفيتي، أصبحت الصين مجبرة على تطوير بنيتها التحتية الصاروخية بشكل مستقل. ورغم أن تصميم DF-3 استند جزئيًا إلى الصاروخ السوفيتي R-14 "Chusovaya"، فقد تم تطويره محليًا بالكامل بقيادة علماء صينيين بارزين مثل تو شو إي وسون جيادونغ، وهو ما رسخ مبدأ الاعتماد الذاتي في البرنامج الصاروخي الصيني.

بحلول الثمانينيات، وجدت الصين نفسها بحاجة إلى تعزيز قدرات DF-3، من حيث المدى والدقة والحمولة. فجاءت النسخة المحسنة DF-3A، التي دخلت الخدمة عام 1987، بمدى أطول يصل إلى 4,000 كم، لم تكن هذه النسخة موجهة فقط للاستخدام المحلي، بل صُممت أيضًا لتكون قابلة للتصدير، ما أدى لاحقًا إلى صفقة تصديرها إلى المملكة العربية السعودية، في واحدة من أكبر صفقات الصواريخ الباليستية التي عقدتها الصين حتى ذلك الحين.

البرنامج الصاروخي السعودي

اول عرض رسمي لصواريخ في خدمة الجيش السعودي عام 2018 في عرض مناورات رعد الشمال التي جرت شمال السعودي والتي تعتبر اضخم مناورات عسكرية في تاريخ المنطقة

بعد أن طورت إسرائيل برنامجًا صاروخيًا محليًا، بادرت السعودية بتمويل برنامج صاروخي سري محلي وآخر بالتعاون مع باكستان[4]. إلا أن القدرات الإسرائيلية تفوقت في فترة قياسية، وتمكنت من امتلاك صواريخ بعيدة المدى. ونتيجة لذلك، أصبحت جميع القواعد العسكرية والاستراتيجية السعودية في مرمى الأهداف الصاروخية الإسرائيلية.

احد الصور النادرة للامير بندر بن سلطان وعدد من القيادات العسكريين السعوديين امامهم صاروخ بالستي دي‌إف-3أيه في الصين في ذاك الوقت

ومما فاقم الوضع هو برنامج إيران الصاروخي، مما دفع السعودية إلى التعاون مع الصين وخداع الاستخبارات الأمريكية التي كانت تحاول منعها من الحصول على برنامج صاروخي. في هذا السياق، جرت رحلات سرية بين الجانبين، وبعد اختبار عدة أنواع من الصواريخ الصينية، قررت السعودية شراء عدة نماذج وبناء قواعد سرية على أراضيها لنقل الصواريخ إليها سرًا[5].

اشترت الحكومة السعودية هذه الصواريخ من الصين الشعبية عام 1987[6]، وذلك بعد زيارة الأمير بندر بن سلطان آل سعود إلى جمهورية الصين الشعبية[7]، على الرغم من أن العلاقات بين البلدين كانت مقطوعة في ذلك الوقت. كانت الزيارة تهدف رسميًا إلى شراء كميات كبيرة من الأرز، ولكنها كانت في الواقع لإبرام صفقة شراء صواريخ استراتيجية[8]، والتي سُميت لاحقًا صفقة "رياح الشرق"[9]. ويجري حاليًا تطوير البرنامج السعودي لشراء صواريخ صينية أكثر حداثة ذات سرعة تفوق سرعة الصوت.

المستخدمون

المصادر

  1. ^ http://www.sinodefence.com/space/missile/df3.asp
  2. ^ أ ب Chinese nuclear forces, 2010. Bulletin of Atomic Scientists.
  3. ^ IMINT & Analysis: Saudi Arabia's Ballistic Missile Force
  4. ^ الجيش الباكستاني يختبر بنجاح صاروخ «شاهين» النووي - جريدة الرياض نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ Kemp, Geoffrey. The East Moves West: India, China, and Asia's Growing Presence in the Middle East. Washington DC: Brookings Institution Press, 2010. Print.
  6. ^ السعودية تشتري صواريخ صينية تحمل رؤوساً نووية ، صحيفة السياسة الكويتية بتاريخ 22/04/2011
  7. ^ Mark Urban (6 نوفمبر 2013). "Saudi nuclear weapons 'on order' from Pakistan" . BBC. مؤرشف من الأصل في 2019-04-22. اطلع عليه بتاريخ 2013-11-07.
  8. ^ Jefrey Lewis - Arms Control Wonk. "Saudi Arabia’s Strategic Dyad"  Arms Control Wonk , 15 July 2013.  نسخة محفوظة  6 أكتوبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ Ala Alrababah, Jeffrey Lewis (15 ديسمبر 2014). "Saudi Rattles Its Saber" . Nuclear Threat Initiative. مؤرشف من الأصل  في 2018-11-04. اطلع عليه بتاريخ 2014-12-23.
سبقه
دي‌إف-3
دي‌إف-3أيه تبعه
دي‌إف-4
الكلمات الدالة: