سعيد بن سليمان الكرامي السملالي

سعيد بن سليمان الكرامي السملالي
توفي1477
المهنةمقرئ ونحوي

سعيد بن سليمان الكرامي السملالي (ت. 1477)، هو الفقيه العالم، المتفنّن، صاحب التآليف العديدة، والتصانيف الشهيرة، أبو عثمان سعيد بن سليمان الكرامي السملالي، نسبة إلى أسرة الكرَّاميين بسوس، وهم الشرفاء أو الصلحاء، رأس أسرة علمية عاشت في القرن الهجري التاسع وصدر القرن العاشر ينتسبون إلى ابن العربي المعافري، ومساكن الكراميين بتازموت من سملالة بالأطلس الصغير، وما تزال قبور مشاهيرهم هنالك معروفة.[1]


نشأته

ولد في بيت علم ودين، ولم تلمح المصادر إلى تاريخ ولادته ولا مكانها، إلا أنه عاش فيما يبدو بين أكناف أسرته المعروفة بجبال جزولة: (إداوْلْتِيتْ) بسوس بجنوب المغرب، وتعرَفُ تاريخيا بالأسرة الكرامية، وتعرف مَحليا بـ(إكْرُّوما).

استوطنت هذه الأسرة قرية (تَازْمُوتْ) بقبيلة إيدا أو سملال، جبال جزولة سوس، وحسب التقسيم الإداري الحالي: «مدشر (تازموت) بجبال الأطلس الصغير، فرقة أزورْ اليلي، جماعة تيزغران، قيادة إداكوكمار، دائرة أَنْزي، إقليم تِيزْنِيتْ، المملكة المغربية»،ويرتقي نسبها إلى الشيخ القاضي أبي بكر محمد بن العربي المالكي المعافري ـ كما أسلفنا ـ. ويبدو أن المترجم تلقى تعليمه الأولّي على يد والده أو أعمامه كما هي عادة أهل المغرب قديما وحديثا، وجاء عند المختار السوسي أنه درس بالأندلس وبالضبط بغرناطة على علمائها ولم يذكر اسم واحد من مشايخه، ثم عاد بعدها إلى قريته، وحمل لواء العلم في جبال جزولة.

سيرته

تَصَدَّرَ ـ رحمه الله ـ للتعليم والإرشاد والتأليف والإفتاء في مدرسة تازموت السملالية، وكانت مشارطته جلّ حياته بقرية الأحدونيني إزاء سوق الثلاثاء الأكمارية المشهورة ببعقيلة، وقد تخرّج على يديه جمع من العلماء أبرزهم أبناؤه: يحيى، وإبراهيم، ومحمد، وأحفاده، وغيرهم ممن يصعب حصرهم.

وكانت للفقيه سعيد مكانة عالية بين أهله وأصحابه وأقرانه إذ يصفه كل من ترجم له بأنه «العالم المتفنن المتبرك به حيا وميّتا، فقيه زمانه وزاهده وورعه»، وحكى عنه صاحب بشارة الزائرين كرامات غريبة لا تكاد تدرك بالعقل، وعلّق عليها المختار السوسي ـ بعد أن ساقها ـ فقال: «ولا يعزبنّ عن عاقل ما يقوله الأصوليون في أمثال هذه الأخبار، من أن الذي روى آحاداً وهو لو وقع لا يروى إلا متواترا، كسقوط الخطيب من المنبر أثناء الخطبة يوم الجمعة مدفوع لا يقبل، وذلك أمر ظاهر غير خفي، فسامح الله مؤلف (بشارة الزائرين)».


تراثه

ترك الإمام سعيد بن سليمان آثارًا علمية غزيرة في مجالات متعددة مثل الفقه، الحديث، القراءات، اللغة، والفلك. ويظهر على كثير من هذه المؤلفات الطابعُ التعليمي، وهو ما يعكس انشغاله بالتدريس لفترة طويلة من حياته. ومن أبرز مؤلفاته:

  • مرشد المبتدئين إلى معرفة معاني ألفاظ الرسالة
  • إعانة المبتدئين على ألفاظ مورد الظمآن
  • تعريف معاني الضبط في شرح رسم الخط
  • شرح البردة
  • تقريب الفلاح من اختصار الشراح على ابن الحاجب
  • شرح على أرجوزة الولدان في الفرض والمسنون
  • إعانة الصبيان على عمدة البيان
  • اختصار شرح ابن البنا على منظومة ابن مقرع
  • هداية السالك إلى فهم ألفاظ ألفية ابن مالك

وفاته

توفي الإمام سعيد بن سليمان بعد عمر مديد وحياة اتسمت بالاستقامة والفضل، وذلك يوم السادس عشر من شعبان سنة (882هـ). وقد قام ابن القاضي بتأريخ وفاته في سنة (899هـ)، مما يدل على الاهتمام الذي حظيت به سيرته.

ودُفن الإمام سعيد في مسجد تازمورت بسملالة، حيث وُري الثرى إلى جانب أولاده الثلاثة المعروفين بسمعتهم ومكانتهم، إضافةً إلى زوجته، وقد جُمعوا جميعًا في مكان واحد داخل فناء المسجد.

المصادر

  1. ^ "سعيد بن سليمان الكرَّامي: تـ882هـ". arrabita. Retrieved 2025-08-28.