أظهر موهبة موسيقية منذ نعومة أظفاره، فدرس العزف والتأليف الموسيقي على يد والده. وفي عام 1738 صار عازف كلافسان في الفرقة الموسيقية التابعة لأمير پروسيا، وظل في خدمته حتى عام 1767. كان كارل يقدم خمس حفلات أسبوعياً، كما كان عليه أن يرافق الملك (وهو عازف فلوت flute بالعزف على الكلافسان. وصار مديراً للموسيقى في هامبورگ خلفاً للموسيقي الألماني تلمان Teleman على أثر وفاته عام 1767. وهناك، كتب عدداً كبيراً من المؤلفات في الموسيقى الدينية وفي موسيقى الآلات.
حياته وأعماله
Flötenkonzert Friedrichs des Großen in Sanssouci ("كونشرتو الفلوت مع فردريك الأكبر في سانسوسي") بريشة أدولف فون منتسل، 1852، تصور فردريك الأكبر يعزف الفلوت بينما ك.ف.إ. باخ يصاحبه على الكلاڤسان، في قصر سانسوسي. ضم الجمهور زملاء باخ وكذلك عدد من النبلاء.
كان كارل فيليب خبيراً، مثل أبيه، في تقانة العزف على الآلات من ذوات الملامس ومنها البيانو piano الذي كان حديث العهد آنذاك. ويعد كتابه «بحث في الطريقة الصحيحة للعزف على الآلات من ذوات الملامس» من الكتب التعليمية القيمة، وهو أساس لمعرفة أسلوب العزف لموسيقى القرن الثامن عشر. ويعد كارل فيليب كذلك أحد واضعي حجر الأساس لموسيقى الآلات الحديثة، وأحد المسهمين في تثبيت دعائم «الأسلوب الأنيق» الذي جعله نقياً من أي تأنق حسي. وتعمق أيضاً في السوناتا ذات الموضوع المضاعف في معنى شعري معبر جاعلاً منها مثالاً للصيغة الاتباعية classical form. وكان له أثر كبير في موسيقى هايدن Haydn، وبتهوفن Beethoven (في أوائل أعماله).
ميراثه وأسلوبه الموسيقى
كان كارل فيليب إيمانويل غزير الإنتاج في التأليف الموسيقي، فقد كتب نحو سبعمئة قطعة في الموسيقى الغنائية الدينية المختلفة مثل: الأوراتوريو والمغناة وآلام المسيح passion ، وفي الأغاني الدنيوية، وفي الموسيقى الآلية مثل: السمفونية symphony والحوارية والسوناتا، وفي موسيقى الحجرة المختلفة، وفي موسيقى الآلات من ذوات الملامس. وكتب أيضاً بعض الأعمال الأدبية وسير ذاتية. وقد استشعر كارل فيليب الإبداعية قبل أوانها، ولهذا، عدّ أول موسيقي إبداعي.