المنقذ من الضلال

(تم التحويل من كتاب المنقذ من الضلال)
المنقذ من الضلال
غلاف كتاب المنقذ من الضلال.jpg
غلاف كتاب المنقذ من الضلال.
المؤلفأبي حامد الغزالي
اللغةاللغة العربية
الموضوععلوم إسلامية
الصنفسيرة ذاتية
يدور فيطوس (إيران حالياً)
الناشردار الكتب الحديثة
تاريخ النشر
2020
الصفحات508

المنقذ من الضلال والمفصح عن الأحوال، هو كتاب من تأليف الإمام أبي حامد الغزالي، وهو كتاب سيرة ذاتية يستعرض فيه الإمام الغزالي تجربته الروحية والفكرية مع الفلاسفة والباطنية والصوفية وأهل الكلام.

عن الكتاب

في كتابه المنقذ من الضلال، يطرح الإمام الغزالي فكرة تشبيه الحياة بالحلم في سياق مسيرته الفكرية والروحية، حيث وصل إلى قناعة أن ما كان يظنه حقًا لم يكن كذلك، والعكس صحيح. فهو يستخدم هذا التشبيه لوصف تحولاته من الشك إلى اليقين، مبيناً كيف أن العالم الخارجي قد يتبين أنه وهمي أو زائف كما في الحلم، ليوقظنا على حقيقة أكبر وأسمى.

فهرس الكتاب

  • المقدمة: بسم الله الرحمن الرحيم[1]
  • مدخل السفسطة وجحد العلوم
  • الفلسفة
  • علم الكلام مقصوده وحاصله
  • أصناف الفلاسفة وشمول وصمة الكفر كافتهم

- الدهريون
- الطبيعيون
- الإلهيون
- الصنف الأول
- والصنف الثاني
- والصنف الثالث

  • أقسام علومهم
  • مذهب التعليم وغائلته
  • طرق الصوفية
  • حقيقة النبوة واضطرار كافة الخلق إليها
  • سبب نشر العلم بعد الإعراض عنه

موضوعات الكتاب

الحياة مثل الحلم

يشرح الغزالي كيف أنه في فترة من حياته دخل في مرحلة من الشك العميق في كل العلوم والمعارف، حتى أدت به إلى ما يُشبه مذهب السفسطة وجحد العلوم، ليبدأ في الحلم بأن الحقيقة التي يعيشها قد تكون مجرد وهم كبير.

Cquote2.png ربما تظن أنك مستيقظ الآن، أي أنك لست نائماً تحلم، ولكن كيف لك أن تعلم قطعاً أنك لست في حلم؟ Cquote1.png

قام الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت بطرح سؤال مشابه لهذا السؤال في بداية كتابه تأملات في الفلسفة الأولى. وقد كانت إجابته أنه لا يعلم ما إذا كان يحلم أم لا، لأنه لم يكن بمقدوره التيقن من أنه ليس في حلم؛ وعلى هذا، فإن جميع معتقداته التي تحصّل عليها عن طريق الحواس لا يمكن أن ترقى لمستوى المعرفة الموثوقة. إن لاستخدام حجة الحلم للسؤال عما إذا كان بإمكاننا التوصل للمعرفة أو لإثارة الشكوكية تاريخاً أكثر ثراءً، مقارنة بما يُقر به الفلاسفة المعاصرون عادةً. فقد وظّف الإمام أبو حامد الغزالي حجة الحلم لإثارة الشكوك حول المعرفة قبل أكثر من 500 سنة من قيام ديكارت بذلك.

يجيب الغزالي في كتابه المنقذ من الضلال على مراسل مجهول الاسم، قام بسؤاله عن مسيرته من الشك إلى اليقين. بدأ الغزالي مسيرته الفكرية بالقول إنه كان موقناً في شبابه بكثير من المعتقدات الدينية والثقافية المتحصلة من خلفيته الإسلامية. ثم إنه بعد ذلك شك فيها حين أدرك أن ما يعتقده يختلف عما يعتقد به من نشأ عن بيئة يهودية أو مسيحية. وقد أراد أن يتيقن ما إذا كانت توجد أي حقائق في المعتقدات السائدة في مجتمعه، وإذا وُجدت فكيف له التيقن بها؟ وهنا ما وضحه عن كيفية استعادته لليقين.

يقترح الغزالي في خطوته الأولى معياراً يساعده على معرفة ما إذا كان يمكنه الجزم بما يعتقد استنادًا على الحواس والعقل، فيقول: "فظهر لي أن العلم اليقيني هو الذي ينكشف فيه المعلوم انكشافاً لا يبقى معه ريب، ولا يقارنه إمكان الغلط والوهم، ولا يتسع القلب لتقدير ذلك".

قد اكتشف الغزالي أن كثيراً من معتقداته لا يمكنها أن تنجح في هذا الاختبار. بالإضافة إلى أنه قام بالتشكيك في معتقداته المعتمدة على التجارب الحسية لأنها قابلة للتخطئة والتصحيح من قبل المعتقدات المنطقية:

Cquote2.png أقوى الحواس هي حاسة البصر، وهي تنظر إلى الظل فتراه واقفًا غير متحرك، وتحكم بنفي الحركة. ثم بالتجربة والمشاهدة بعد ساعة تعرف أنه متحرك. وتنظر إلى الكوكب فتراه صغيرًا في مقدار دينار، ثم الأدلة الهندسية تدل على أنه أكبر من الأرض في المقدار. هذا وأمثاله من المحسوسات يحكم فيها حاكم الحس بأحكامه، ويكذبه حاكم العقل ويخونه تكذيبًا لا سبيل إلى مدافعته. Cquote1.png

لذا فإن الغزالي يشكك في اليقين الذي كان يمتلكه سابقاً من تجاربه الحسية؛ إذ لدينا أسباب لكي نشك بأن التجارب الحسية تمثل الواقع فعلًا، لأنه في كثير من الأحيان تعارض تجربة حسية ما تجربة حسية سابقة -كما حدث عندما راقب الظل بعد ساعة. أو استخدامنا للإثباتات الرياضية، أو أي منهج علمي-كما هو حال الغزالي مع النجم- يقدم سببًا للشك في توافق التجارب الحسية مع الواقع.


من الشك إلى اليقين

كتاب المنقذ من الضلال. لقراءة وتنزيل الكتاب، اضغط على الصورة.

يتابع الغزالي في كتابه كيف أن هذه الفترة الشكية لم تكن النهاية، بل كانت مرحلة عبور نحو اليقين. فقد هداه الله وشفاه من هذا الشك، وعادت العلوم العقلية موثوقة له، ولكنه تجاوزها إلى يقين أعمق. بعد هذه الخطوة، يقوم الغزالي بطرح المعتقدات المبنية على العقل- ما يسميه "المبادئ الضرورية" مثل أن تعتقد أن العدد 10 أكبر من العدد 3 أو أن النفي والإثبات لا يجتمعان في الشيء الواحد. هذه المعتقدات ليست أكثر صحةً من معتقدات التجارب الحسية. ولكي يجعل قراءه يفهمون السبب وراء ذلك، يجسد الغزالي حواسه لمناقشته. تقول الحواس طالما أن العقل -الذي يعتبره الغزالي قدرةً أعلى من التجارب الحسية- يمكن استخدامه للتشكيك في التجارب الحسية، فإنه يمكن أيضا لقدرة أخرى أعلى أن تشكك في المعتقدات المبنية على العقل.[2]

وفي هذه المناظرة المتخيَلة، تقوم حواس الغزالي بتقوية حجتها ضد العقل عن طريق التشبيه بالأحلام. فإننا عندما نحلم، نعتقد يقينًا أن ما نحلم به حقيقة، ولكننا نستيقظ بعد ذلك فندرك أنه مجرد حلم وليس حقيقة. وعلى هذا، فإنه لو كان هناك نوع ثالث من الخبرات -ليست أحلاما ولا يقظة-، فعندئذ يصير بالإمكان التشكيك في معتقداتنا التي نؤمن بها فطريًا في حال اليقظة. ويشبه هذا النوع الثالث من الخبرات تجربة الاستيقاظ من الحلم، حيث أننا سوف نستيقظ على واقع أعلى.

بعد هذا، يعود الغزالي في كتابه المنقذ من الضلال إلى مناقشة إمكانية وجود مثل هذا النوع الثالث من الخبرات. ويقترح أن الجميع لديه القدرة لتجاوز العقل -كإمكانية النبوة مثلا-، إلا أن معظمنا لا يدرك هذه التجارب مثل ما يريد الغزالي. فالمتصوفة وكذلك الأنبياء "هم سادة هذه الحالة" من خلال ممارساتهم التعبدية. ويطلق الغزالي على مثل هذه الخبرات اسم "الخبرات المثمرة" ومن خلالها تربطنا علاقة عميقة مع الله. نظراً لكمال الله، خصوصاً أنه هو العليم الكريم، فإن الخبرات المثمرة مع الله تقدم اليقين للكثير من المعتقدات الحسية والعقلية. أي أنه وفقاً للغزالي، فالمرء لا يَعرِف إلا عندما تكون لديه خبرات مثمرة مع الله.

ولو أن أحداً لم يسلم بوجود الله أو الخبرات المثمرة، فإنه لا يزال بإمكانه طرح الشكوك حول اليقين المرتبط بالعقل والحقائق البدهية، لأنه بالإمكان التفكير بإمكانية وجود “قدرة أعلى”، من خلال القياسات التي تقدمها حواس الغزالي المجسِدة للقارئ.


دور الصوفية

يبيّن الغزالي في كتابه "المنقذ من الضلال" أن هذا اليقين لم يجده في اللاهوت أو الفلسفة، بل وجده في طريق الصوفية، وهي الطريقة التي حققت له اليقين الذي كان يبحث عنه.

هدف الكتاب

يهدف الغزالي بكتابه إلى أن ينقذ الناس من الضلال، ويكشف الأسرار الإيمانية، ويبين لهم مسار حياته الفكرية والروحية، وكيف توصل إلى خلاصه من الشك والوصول إلى نور اليقين عن طريق التصوف.


مخطوطات

من المخطوطات المعتمدة في طبعة دار المنهاج بجدة مخطوطة كتبت سنة 509 هـ، وهي من مقتنيات مكتبة شهيد علي التابعة للمكتبة السليمانية بإسطنبول.


المصادر

  1. ^ "كتاب المنقذ من الضلال". المكتبة الشاملة. Retrieved 2025-09-13.
  2. ^ "حجة الحلم للغزالي". أثارة. 2021-05-31. Retrieved 2025-09-13.