النطفة الفضائية

(تم التحويل من Panspermia)
تقترح نظرية النطفة الفضائية أن العضيات مثل البكتريا، مع حمضها النووي، قد تنتقل عبر الفضاء، بوسائل مثل المذنبات ، الكواكب بما في ذلك الأرض.

النطفة الفضائية أو التبذر الشامل (Panspermia، من يونانية قديمة πᾶν (الشاملة)، وتعني "all", و σπέρμα (sperma)، وتعني "النطفة")، هي فرضية تقول أن الحياة الموجودة في جميع أنحاء الكون، قد انتشرت بواسطة الغبار الفضائي،[1] النيازك،[2] الكويكبات، المذنبات،[3] والأجرام الصغيرة،[4] وكذلك عن طريق المركبات الفضائية التي تحمل التلوث غير المقصود بواسطة الأحياء الدقيقة،[5][6][7] فيما يُعرف بالنطفة الفضائية الموجهة. وتزعم هذه النظرية أن الحياة لم تنشأ على الأرض، بل تطورت في مكان آخر وأثمرت الحياة كما نعرفها.

تأتي ظاهرة النطفة الفضائية بأشكال متعددة، مثل النطفة الفضائية الإشعاعية، النطفة الفضائية الحجرية، النطفة الفضائية الموجهة. وبغض النظر عن شكلها، تقترح النظريات شبكل عام أن الميكروبات القادرة على البقاء في الفضاء الخارجي (مثل أنواع معينة من البكتيريا أو الأبواغ النباتية[8]) قد تصبح محاصرة في الحطام المقذوف إلى الفضاء بعد الاصطدامات بين الكواكب والأجرام الصغيرة في المجموعة الشمسية التي تؤوي الحياة.[9]

ثم ينتقل هذا الحطام الذي يحتوي على أشكال الحياة بواسطة النيازك بين الأجرام في المجموعة الشمسية، أو حتى عبر المجموعات الشمسية داخل مجرة ما. وبهذه الطريقة، لا تركز دراسات النطفة الفضائية على كيفية نشوء الحياة، بل على طرق توزيعها داخل الكون.[10][11][12] وغالباً ما تُستخدم هذه النقطة كنقد للنظرية.

النطفة الفضائية هي نظرية هامشية لا تحظى بدعم كبير بين المجتمع العلمي.[13] يجادل منتقدوا بأنها لا تجيب على التساؤل عن أصل الحياة، بل تثبته فقط على جرم سماوي آخر. كما تُنتقد لعدم إمكانية اختبارها تجريبياً. تاريخياً، تركزت الخلافات حول جدوى هذه النظرية على ما إذا كانت الحياة انتشرت في كل مكان أم أنها نشأت في جميع أنحاء الكون.[14] "ولا تزال هذه النظرية تلقى تأييدًا حتى اليوم، حيث تُجرى أبحاث تهدف إلى تطوير نماذج رياضية توضّح كيف يمكن للحياة أن تنتقل بشكل طبيعي عبر الكون".[15][16] إن تاريخها الطويل المتد يفسح المجال لتكهنات وخدع واسعة، نشأت نتيجة لأحداث مرتبطة بالنيازك".

على العكس من ذلك، تُعد فرضية النطفة الفضائية الزائفة من الفرضيات المدعومة بقوة، إذ تفترض أن العديد من الجزيئات العضوية الصغيرة التي تدخل في تكوين الحياة نشأت في الفضاء، ثم انتشرت لتستقر على أسطح الكواكب.

تاريخ الفرضية

تعود جذور نظرية النطفة الفضائية إلى زمن بعيد، وتحديداً إلى القرن الخامس ق.م، مع الفيلسوف الطبيعي أنكساگوراس.[17] أجمع علماء الكلاسيكيات على أن أنكساگوراس كان يرى أن الكون ممتلئ بالحياة، وأن نشأة الحياة على الأرض تعود إلى نطف جاءت من خارجها وسقطت عليها.[18] ومع ذلك، فإن نظرية النطفة الفضائية كما تُفهم في العصر الحديث تختلف عن صيغتها الأصلية. وقد أطلق هذا المصطلح لأول مرة العالم السويدي سڤانت أرنيوس عام 1908.[14][19] "قبل ذلك، منذ ع. 1860 تقريباً، لاقت هذه النظرية اهتماماً لدى عدد من العلماء البارزين. ومن أبرز المؤيدين المعاصرين لها: السير فريد هويل وتشاندرا ويكراماسنگ.[20][21]

وفي ع. 1860، أدّت ثلاثة تطورات علمية إلى إثارة اهتمام المجتمع العلمي بمسألة أصل الحياة.[14] أولاً، بدأت الفرضية السديمية لكانط-لاپلاس حول نشأة النظام الشمسي وتكوّن الكواكب تكتسب رواجاً، وكانت تُشير إلى أن الأرض، عند تشكّلها في بداياتها، لم تكن تملك ظروفاً سطحية ملائمة لنشأة الحياة كما نعرفها اليوم. وهذا يعني أن الحياة لم يكن بإمكانها أن تتطور بالتوازي مع تشكّل الأرض، بل لا بد أنها نشأت في وقت لاحق، دون أن يكون لها أسلاف بيولوجيون سابقون. ثانياً، كانت نظرية تشارلز داروين الشهيرة حول التطور تتضمّن غموضاً فيما يتعلق بالبدايات؛ إذ إن أي عملية تطور تتطلّب نقطة انطلاق. وفي كتابه أصل الأنواع، لم يتناول داروين هذه المسألة بشكل مباشر، أو ربما فضّل عدم الخوض فيها.[22] ثالثاً وأخيراً، تمكن كل من لويس پاستير وجون تيندال من دحض نظرية التولد التلقائي ــ التي تم التخلي عنها لاحقاً ــ من خلال تجارب علمية. وكانت هذه النظرية تفترض أن الحياة تنشأ باستمرار من المادة غير الحية، دون حاجة إلى سلف مشترك، على عكس ما تقترحه نظرية التطور التي طرحها داروين.

في المجمل، أوجدت هذه التطورات العلمية الثلاثة حالة من التناقض داخل المجتمع العلمي فيما يخص أصل الحياة؛ إذ بدا من الضروري أن تكون الحياة قد نشأت من مواد غير بيولوجية بعد تكوُّن الأرض، ومع ذلك، كانت نظرية التولد التلقائي قد رُفضت تجريبياً. ومن هنا، تفرّعت دراسة أصل الحياة إلى مسارات متعددة. فبدأ من تبنّوا رفض پاستير لفكرة التولد التلقائي في تطوير نظرية جديدة مفادها أن الحياة نشأت تدريجياً من مادة عضوية، في ظروف بدائية (لا تزال غير معروفة) على سطح الأرض. وقد عُرفت هذه الفرضية أيضاً باسم نشأة الكون، وهي النظرية السائدة اليوم. من جهة أخرى، كان هناك من العلماء في ذلك الوقت من رفضوا نتائج پاستير، ومالوا إلى الاعتقاد بأن الحياة على الأرض نشأت من حياة سابقة الوجود. ويقتضي هذا الرأي أن تكون الحياة موجودة دائماً في مكان ما من الكون، وأن لها وسيلة للانتقال بين الكواكب. ومن هنا، انطلق البحث العلمي الحديث في نظرية النطفة الفضائية بشكل جاد. اقترح اللورد كلڤن، في عرض قدمه أمام الجمعية البريطانية لتقدم العلوم عام 1871، فكرة مفادها أنه على نحو مماثل لكيفية انتقال النطف عبر الهواء عن طريق الرياح، يمكن أيضاً جلب الحياة إلى الأرض عن طريق سقوط نيزك يحمل الحياة.[14] كما اقترح اللورد كلڤن أن الحياة لا يمكن أن تنشأ إلا من حياة سابقة، معتبراً أن هذا المبدأ ثابت ضمن إطار قانون الوتيرة الواحدة الفلسفي، على نحو يشبه لمبدأ أن المادة ولا تُفنى ولا تُستحدث من العدم.[23] قوبلت هذه الحجة بانتقادات واسعة لما اتسمت به من جرأة، إلى جانب اعتراضات تقنية من المجتمع العلمي الأوسع. وقد كان من أبرز المنتقدين يوهان زولنر من ألمانيا، الذي جادل بأن العضيات التي قد تحملها النيازك إلى الأرض لن تكون قادرة على النجاة من عبور الغلاف الجوي، نظراً للحرارة الشديدة الناتجة عن الاحتكاك.[14][24] تعددت الآراء والافتراضات حتى جاء سڤانت أرنيوس ليمنح النظرية تسميتها وصياغتها الحديثة. فقد عارض أرنيوس نظرية نشأة الكون لافتقارها، في ذلك الوقت، إلى أي دعم تجريبي، وكان يعتقد بأن الحياة وُجدت منذ الأزل في كان ما من أرجاء الكون.[19] وجه أرنيوس جهوده نحو البحث في الآلية أو الآليات التي قد تسمح بانتقال الحياة المنتشرة في الكون. وفي ظل الاكتشاف الحديث آنذاك بأن الإشعاع الشمسي قادر على توليد ضغط يؤثر في المادة، توصّل إلى أنه من الممكن أن تنتقل كائنات دقيقة للغاية، مثل أبواغ البكتيريا، عبر الفضاء مدفوعة بهذا الضغط الإشعاعي.[19]

في هذه المرحلة، أصبحت نظرية النطفة الفضائية تتمتع بآلية نقل فعالة، تتيح انتقال الحياة من كوكب إلى آخر. ومع ذلك، لا تزال النظرية تواجه انتقادات، تعود في الأساس إلى الشكوك حول قدرة الأحياء الدقيقة على البقاء حية طوال رحلة انتقالها عبر الفضاء في ظل الظروف القاسية.[25] وعلى الرغم من الجهود المكثفة لإضفاء الشرعية العلمية على هذه النظرية، فإنها لا تزال تفتقر إلى قابلية الاختبار، وهو ما شكّل — ولا يزال يشكّل — عقبة جوهرية لم تنجح النظرية في تجاوزها حتى الآن.

ومع ذلك، استمر التأييد لنظرية النطفة الفضائية، إذ قدّم كل من فريد هويل وتشاندرا ويكراماسنگ سببين يدعمان فرضية نشوء الحياة خارج كوكب الأرض. أولاً، أن الظروف الملائمة لنشأة الحياة قد تكون توافرت في أماكن أخرى من الكون أكثر مما توافرت على الأرض. وثانياً، أن خصائص الحياة على الأرض تتضمّن جوانب يصعب تفسيرها إذا افترضنا أن نشأتها داخلية.[14][20] قام فريد هويل بدراسة أطياف الغبار بين النجوم، وتوصّل إلى أن الفضاء يحتوي على كميات وفيرة من المواد العضوية، واقترح أن هذه المواد تمثّل اللبنات الأولية التي يمكن أن تتكوَّن منها البُنى الكيميائية الأكثر تعقيداً.[26] وعلى نحو نقدي، ذهب هويل إلى أن هذا التطور الكيميائي معقّد للغاية، ومن غير المرجح أن يكون قد حدث على الأرض قبل نشوء الحياة. وبدلاً من ذلك، اعتبر أن المذنبات تمثّل البيئة الأكثر ترجيحاً لحدوث هذا التطور.[14] بالإضافة ذلك، توصّل كل من هويل]] وويكراماسنگ إلى أن تطور الحياة يستلزم زيادة هائلة في المعلومات الجينية والتنوع الحيوي، وهو ما قد يكون ناتجًا عن تدفّق مستمر للمواد الفيروسية من الفضاء، حملتها المذنبات إلى الأرض.[20] "أشار هويل، في محاضرة ألقاها بجامعة أكسفورد في 16 يناير 1978، إلى وجود نمط من التزامن بين ظهور الأوبئة الكبرى وحدوث اقترابات قريبة من المذنبات. وقد دفعه هذا الترابط إلى اقتراح فرضية تربط بين تلك الظواهر الفلكية وانتشار الأمراض على الأرض[27]، قد دفعه هذا الترابط إلى اقتراح فرضية مفادها أن الأوبئة كانت نتيجة مباشرة لتساقط مواد بيولوجية من تلك المذنبات إلى الأرض.[14] وقد قوبل هذا الادعاء بانتقادات خاصة من قِبل علماء الأحياء، الذين شككوا في صحته ومصداقيته العلمية.

منذ السبعينيات، فتح عصر استكشاف الكواكب آفاقاً جديدة أمام اختبار نظرية النطفة الفضائية، من خلال الاعتماد على البيانات، مما منحها فرصة للانتقال من نطاق التخمين إلى إطار قابل للاختبار. وعلى الرغم من أنها لم تخضع لاختبار حاسم بعد، فإن هذه النظرية لا تزال تُناقش حتى اليوم ضمن بعض النماذج والمعالجات الرياضية،[28][16][15] "ومثلما يكشف تاريخها الطويل، فقد احتفظت النظرية بجاذبيتها، وظلّت صامدة أمام تقلبات الزمن واختباراته.

نظرة عامة

المتطلبات الأساسية

تتطلب النطفة الفضائية ما يلي:

  1. "أن الجزيئات العضوية قد تكوّنت في الفضاء، وربما نُقلت لاحقاً إلى الأرض لتُسهم في نشأة الحياة،[14]
  2. أن الحياة نشأت من هذه الجزيئات، خارج كوكب الأرض،[8]
  3. أن هذه الحياة خارج كوكب الأرض قد نُقلت إلى الأرض.[19]

بات من المُسلَّم به اليوم أن تكوُّن الجزيئات العضوية وتوزيعها من الفضاء أمر مؤكد، ويُشار إليه بمصطلح النطفة الفضائية الزائفة. أما الانتقال من هذه المواد العضوية إلى نشأة الحياة في الفضاء، فلا يزال افتراضاً نظرياً يفتقر في الوقت الراهن إلى إمكانية التحقق التجريبي.

الوسائط الناقلة

تُعتبر أبواغ البكتيريا وبذور النباتات من الوسائط الناقلة المحتملة الشائعة في فرضية النطفة الفضائية. ووفقاً لهذه النظرية، يمكن أن تُغلَّف هذه الوسائط البيولوجية داخل نيزك، يُنقَل من كوكب نشأت عليه الحياة إلى كوكب آخر، حيث يخترق غلافه الجوي ويزرع سطحه بالحياة (انظر النطفة الحجرية أدناه). يتطلب هذا بطبيعة الحال أن تكون هذه الأبواغ والبذور قد تشكلت في مكان آخر، ربما حتى في الفضاء كما هو الحال في كيفية تعامل النطفة السماوية مع البكتيريا. ويتطلب هذا بطبيعة الحال أن تكون تلك الأبواغ والبذور قد تكوّنت في مكان آخر، وربما حتى في الفضاء، على نحو مماثل للطريقة التي تتعامل بها فرضية النطفة الفضائية مع نشأة البكتيريا. وقد أسهم التقدّم في فهم نظريات تشكل الكواكب والنيازك في ظهور فكرة مفادها أن بعض الأجرام المساوية الصخرية المنبثقة من كتل أم غير متمايزة، قد تتمكن من توفير ظروف محلية مؤاتية لنشأة الحياة.[15] من الناحية النظرية، قد يؤدي التسخين الداخلي الناتج عن النظائر إشعاعية النشأة إلى إذابة الجليد، مما يوفر الماء والطاقة الضروريين للحياة. وفي الواقع، كشفت تحاليل بعض النيازك عن دلائل على حدوث تغير مائي، وهو ما قد يُعد مؤشراً على وقوع هذه العملية بالفعل.[15] وبالنظر إلى العدد الكبير من هذه الأجرام السماوية داخل المجموعة الشمسية، يمكن اعتبار كلٍ منها موقعاً محتملاً لنشأة الحياة. وقد يؤدي تصادم في حزام الكويكبات إلى تغيير مدار أحد هذه الأجرام، فيُفضي به المسار في نهاية المطاف إلى الوصول إلى الأرض.

قد تُشكّل بذور النباتات وعاء بديل لنقل الحياة، إذ أن بعض النباتات تُنتج بذوراً قادرة على مقاومة ظروف الفضاء القاسية،[8] "وقد ثبت أن هذه البذور تظل في حالة خمول تحت درجات البرودة الشديدة وفي الفراغ، كما تتمتع بقدرة على مقاومة الأشعة فوق البنفسجية ذات الأطوال الموجية القصيرة.[8] لا يُفترض عادةً أن أصلها من الفضاء، بل من كوكب آخر. نظريًاً، حتى لو تضررت نبتة جزئياً أثناء رحلتها في الفضاء، فإن أجزائها قد تُنبت الحياة في بيئة معقمة.[8] يُعد عقم البيئة عاملاً حاسماً، إذ ليس من المؤكد ما إذا كان النبات الجديد سيتمكن من التفوق على العضيات الموجودة مسبقاً. وتعتمد هذه الفرضية على دلائل سابقة تشير إلى أن إعادة تشكيل الخلايا يمكن أن تنشأ من السيتوپلازم المنبعث من الطحالب التالفة.[8] بالإضافة إلى ذلك، فإن الخلايا النباتية المتعايشة داخلياً، قد تكون قادرة على الانطلاق إلى بيئة جديدة عند انتقال الخلية.

رغم اقتراح بذور النباتات وأبواغ البكتيريا كوسائط محتملة لنقل الحياة، إلا أن مدى قدرتها على البقاء، سواء خلال فترات الإقامة الطويلة في الفضاء أو أثناء عبورها للغلاف الجوي والوصول إلى سطح كوكب آخر، لا يزال محل نقاش. قد تُشكّل مسابر الفضاء وسيلة فعّلة لنقل الحياة بين الكواكب داخل المجموعة الشمسية، مما يفتح باباً لاحتمالية التلقيح المتبادل. ولهذا السبب، اعتمدت وكالات الفضاء تدابير لحماية الكواكب، تهدف إلى تقليل احتمالات حدوث تلوث كوكبي،[29][30] "غير أن بعض الأحياء الدقيقة، مثل مكورة فينكس، قد تُظهر مقاومة لإجراءات التعقيم المتبعة في غرف التجميع النظيفة الخاصة بالمركبات الفضائية.[5][6]

تنويعات النظرية

تشير الأدلة إلى أن بعض الميكروبات قد تتمكن من النجاة رغم إجراءات الحماية الكوكبية المُتبعة في الغرف النظيفة، التي تهدف إلى منع حدوث تلوث كوكبي غير مقصود.[5][6]

بصفة عامة، تنقسم فرضية النطفة الفضائية إلى فئتين رئيسيتين: انتقال الحياة بين كواكب المجموعة الشمسية نفسها (بين الكواكب)، أو انتقالها بين مجموعات نجمية مختلفة (بين النجوم). وتوجد تصنيفات أخرى تعتمد على آليات النقل المقترحة، كما هو موضح أدناه.

النطفة الفضائية الإشعاعية

عام 1903، طرح سڤانت أرنيوس نظرية النطفة الفضائية الإشعاعية، والتي تفترض أن الأحياء الدقيقة المنفردة يمكن أن تنتقل عبر الفضاء مدفوعةً بضغط الإشعاع الصادر عن النجوم.[31] تُعدّ هذه الآلية هي الطريقة التي يُمكن للضوء من خلالها أن يؤثر بقوة على المادة. وقد جادل أرنيوس بأن الجسيمات التي يقل حجمها الحرج عن 1.5 ميكرومتر يمكن دفعها بسرعة عالية نتيجة لضغط الإشعاع النجمي.[19] لكن نظراً لتراجع فعاليتها كلما ازداد حجم الجسيم، فإن هذه الآلية تقتصر على الجسيمات بالغة الصغر، كالأبواغ البكتيرية المفردة.


الحجج المضادة

تلقّت نظرية النطفة الفضائية الإشعاعية انتقاداً أساسياً من يوزف شكلوڤسكي وكارل ساگان، اللذين أشارا إلى أدلة تُظهر التأثير القاتل للإشعاع الفضائي (الأشعة فوق البنفسجية والأشعة السينية) المنتشرة في الكون.[32] إذا طُرد عدد كافي من هذه الأحياء الدقيقة إلى الفضاء، فقد ينتهي المطاف ببعضها بالوصول إلى كوكب في مجموعة نجمية أخرى بعد مرور 106 سنوات من التجوال بين النجوم.[بحاجة لمصدر] رغم أن الإشعاع وظروف الفضاء المعادية عموماً ستتسبب في معدلات وفيات هائلة للعضيات، إلا أن بعض العلماء لا يزالون يعتبرون هذه النظرية قابلة للتطبيق.[بحاجة لمصدر]

أظهرت البيانات التي جُمعت من تجارب مدارية مثل ERA وبيوپان وإكسوستاك وإكسپوز أن الأبواغ المعزولة، بما في ذلك العصوية الرقيقة، تفنى بسرعة عند تعرّضها الكامل لبيئة الفضاء لبضع ثواني فقط، لكن عند حمايتها من الأشعة فوق البنفسجية الشمسية، يمكنها البقاء في الفضاء لما يصل إلى ست سنوات، إذا كانت مدفونة في الطين أو مسحوق يشبه النيازك.[33] "لذا، فإن الأبواغ تحتاج إلى حماية قوية من الأشعة فوق البنفسجية، إذ إن تعرّض الحمض النووي غير المحمي لأشعة الشمس فوق البنفسجية والإشعاع الكوني المؤين يؤدي إلى تحلله إلى قواعده الأساسية.[34] إن الصخور التي يبلغ قطرها متر واحد على الأقل مطلوبة لحماية الكائنات الحية الدقيقة المقاومة، مثل الأبواغ البكتيرية، ضد الإشعاع الكوني المجري.[35] بالإضافة إلى ذلك، فإن تعرّض الحمض النووي للفراغ العميق في الفضاء كفيل وحده بإحداث ضرر كبير فيه، مما يجعل احتمال نقل الحمض النووي أو الحمض النووي الريبوزي دون حماية، بالاعتماد فقط على الضغط الإشعاعي أثناء الرحلات بين الكواكب، احتمالاً ضعيفاً للغاية.[36]

لا تزال إمكانية استخدام وسائل نقل أخرى لنقل الأبواغ المحمية الأكبر حجماً إلى المجموعة الشمسية الخارجية - على سبيل المثال، من خلال التقاطها بواسطة المذنبات بفعل الجاذبية - غير معروفة. ولا يوجد سوى القليل من الأدلة التي تدعم فرضية النطفة الفضائية الإشعاعية بشكل كامل.

النطفة الفضائية الحجرية

ظهرت آلية النقل هذه بشكل عام في أعقاب تطور علم الكواكب، مع اكتشاف الكواكب الخارجية والتوفر المفاجئ للبيانات.[18] تفترض النطفة الفضائية الحجرية انتقال العضيات من كوكب إلى آخر عبر الأجرام الكوكبية، كما هو الحال في المذنبات أو الكويكبات، هو افتراض قائم. ومن الاحتمالات الأخرى انتقال العضيات بين المجموعات النجمية على كواكب خارجية متنقلة أو أقمار خارجية.[37]

على الرغم من عدم وجود دليل ملموس على حدوث ظاهرة النطفة الفضائية الحجرية داخل المجموعة الشمسية، فإن المراحل المختلفة لهذه الفرضية أصبحت الآن قابلة للاختبار التجريبي.[38]

  • القذف الكوكبي – لكي تحدث النطفة الفضائية الحجرية، يجب أن تنجو الأحياء الدقيقة أولاً من عملية القذف من سطح كوكبي (على افتراض أنها لم تتشكل أصلاً على النيازك، كما هو مقترح في بعض الفرضيات)،[15] التي تتضمن قوى تسارع وصدمة شديدة، مصحوبة بارتفاعات في درجات الحرارة. وقد استُخرجت قيم افتراضية لضغوط الصدمة التي تتعرض لها الصخور المقذوفة من النيازك المريخية، وتشير إلى ضغوط تتراوح بين 5 و55 گ.پ. تقريباً، وتسارع قدره 3 مم/ثانية مربعة، ونفضة قدرها 6 جم/ث²، وارتفاعات في درجات الحرارة بعد الصدمة تتراوح بين 1 ك و1000 ك. تقريباً. ورغم أن هذه الظروف قاسية، إلا أن بعض العضيات تبدو قادرة على الصمود فيها.[39]
  • البقاء أثناء النقل – الآن في الفضاء، يجب على الأحياء الدقيقة الوصول إلى وجهتها التالية لنجاح النطفة الفضائية الحجرية. وقد دُرست بقاء الأحياء الدقيقة على نطاق واسع باستخدام كل من مرافق المحاكاة، وفي المدار الأرضي المنخفض. [40] تُمكن هذه البيئات من إعادة إنتاج بعض الظروف القاسية للفضاء الخارجي، مثل الإشعاع الكوني، والفراغ، والتغيرات الحرارية الحادة، بهدف تقييم مدى قدرة هذه الأحياء الدقيقة على البقاء خلال الرحلة بين الكواكب وقدرتها على التأقلم مع تلك الظروف القاسية (عامل هام لتحديد المتطلبات الفسيولوجية للبقاء في الفضاء).[38] يمكن للبكتيريا، على وجه الخصوص، أن تُظهر آليةً للبقاء، تتمثل في قدرة المستعمرة على تكوين غشاء حيوي يُعزِّز من حمايتها ضد الأشعة فوق البنفسجية.[41]
  • دخول الغلاف الجوي – المرحلة الأخيرة من عملية النطفة الفضائية الحجرية هي العودة إلى كوكب صالح للحياة عبر غلافه الجوي. يتطلب هذا أن تكون العضيات قادرة على النجاة من الانحلال الجوي المحتمل.[42] قد تستخدم اختبارات هذه المرحلة صواريخ استطلاع ومركبات مدارية.[38] تعرّضت أبواغ العصوية الرقيقة المُلقّحة على قباب جرانيتية لعبور جوي فائق السرعة مرتين، وذلك بإطلاقها إلى ارتفاع حوالي 120 كم على متن صاروخ أوريون ثنائي المرحلة. نجت الأبواغ على جوانب الصخرة، لكنها لم تصمد على السطح الأمامي الذي وصلت درجة حرارته إلى 145°س.[43] نظراً لضرورة وجود العضيات القائمة على البناء الضوئي بالقرب من سطح الصخر لتلقي الطاقة الضوئية، فإن عملية العبور الجوي قد تُشكل حاجزاً أمام بقائها، من خلال تفتيت الطبقات السطحية. وعلى الرغم من أن البكتيريا الزرقاء أثبتت قدرتها على الصمود في بيئات الفضاء الجافة والباردة، فإن نتائج تجربة ستون بيّنت عجزها عن تحمل مرحلة دخول الغلاف الجوي.[44] قد تنجو العضيات الصغيرة التي لا تعتمد على البناء الضوئي الموجودة في أعماق الصخور من عملية الخروج والدخول، بما في ذلك البقاء بعد الاصطدام.[45]

قد تحدث فرضية النطفة الفضائية الحجرية، كما في الآلية الموصوفة أعلاه، على نطاق بين كوكبي أو بين نجمي. ويمكن تحديد نماذج النطفة الفضائية بشكل كمي، واعتبارها نظريات رياضية قابلة للتطبيق. فعلى سبيل المثال، تقدم دراسة حديثة عن كواكب النظام الكوكبي تراپيست-1 نموذجاً لتقدير احتمالية حدوث النطفة الفضائية بين كواكبه، على نحو مشابه للدراسات السابقة التي تناولت انتقال الحياة بين الأرض والمريخ.[16] وجدت هذه الدراسة أن احتمالية حدوث النطفة الفضائية الحجريةخطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ أسماء غير صحيحة، على سبيل المثال كثيرة جدا

"لا تقتصر فرضية النطفة الفضائية الحجرية بين النجوم على وجود الحياة على الأجرام المنقولة فحسب، بل تشترط أيضًاً نجاتها من الرحلة عبر الفضاء بين النجمي. ولذلك، تعتمد هذه الظاهرة داخل المجرة بشكل كبير على مدة بقاء العضيات، فضلاً عن سرعة الجرم الناقل. ومرة أخرى، لا يوجد حتى الآن دليل مباشر على حدوث مثل هذه العملية أو إمكانية تحققها.

الحجج المضادة

إن التعقيد في الشروط اللازمة لفرضية النطفة الفضائية الحجرية، بالإضافة إلى الأدلة التي تُعارض إمكانية بقائها على قيد الحياة في مثل هذه الظروف،[25] يُصعّب من إمكانية دعم فرضية النطفة الفضائية الصخرية. ومع ذلك، فقد شهدت المجموعة الشمسية في بداياتها، ولا تزال تشهد حتى الآن، حوادث اصطدام متكررة، خصوصاً داخل حزام الكويكبات.[46]

Directed panspermia

First proposed in 1972 by Nobel prize winner Francis Crick along with Leslie Orgel, directed panspermia is the theory that life was deliberately brought to Earth by a higher intelligent being from another planet.[47] In light of the evidence at the time that it seems unlikely for an organism to have been delivered to Earth via radiopanspermia or lithopanspermia, Crick and Orgel proposed this as an alternative theory, though it is worth noting that Orgel was less serious about the claim.[48] They do acknowledge that the scientific evidence is lacking, but discuss what kinds of evidence would be needed to support the theory. In a similar vein, Thomas Gold suggested that life on Earth might have originated accidentally from a pile of 'Cosmic Garbage' dumped on Earth long ago by extraterrestrial beings.[49] These theories are often considered more science fiction, however, Crick and Orgel use the principle of cosmic reversibility to argue for it.

This principle is based on the fact that if our species is capable of infecting a sterile planet, then what is preventing another technological society from having done that to Earth in the past?[47] They concluded that it would be possible to deliberately infect another planet in the foreseeable future. As far as evidence goes, Crick and Orgel argued that given the universality of the genetic code, it follows that an infective theory for life is viable.[47]

Directed panspermia could, in theory, be demonstrated by finding a distinctive 'signature' message had been deliberately implanted into either the genome or the genetic code of the first microorganisms by our hypothetical progenitor, some 4 billion years ago.[50] However, there is no known mechanism that could prevent mutation and natural selection from removing such a message over long periods of time.[51]

Counterarguments

In 1972, both abiogenesis and panspermia were seen as viable theories by different experts.[18] Given this, Crick and Orgel argued that experimental evidence required to validate one theory over the other was lacking.[47] That being said, evidence strongly in favor of abiogenesis over panspermia exists today[بحاجة لمصدر], whereas evidence for panspermia, particularly directed panspermia, is decidedly lacking.

Origination and distribution of organic molecules: Pseudo-panspermia

Pseudo-panspermia is the well-supported hypothesis that many of the small organic molecules used for life originated in space, and were distributed to planetary surfaces. Life then emerged on Earth, and perhaps on other planets, by the processes of abiogenesis.[52][53] Evidence for pseudo-panspermia includes the discovery of organic compounds such as sugars, amino acids, and nucleobases in meteorites and other extraterrestrial bodies,[54][55][56][57][58] and the formation of similar compounds in the laboratory under outer space conditions.[59][60][61][62] A prebiotic polyester system has been explored as an example.[63][64]

Hoaxes and speculations

Orgueil meteorite

On May 14, 1864, twenty fragments from a meteorite crashed into the French city of Orgueil. A separate fragment of the Orgueil meteorite (kept in a sealed glass jar since its discovery) was found in 1965 to have a seed capsule embedded in it, while the original glassy layer on the outside remained undisturbed. Despite great initial excitement, the seed was found to be that of a European Juncaceae or rush plant that had been glued into the fragment and camouflaged using coal dust.[8] The outer "fusion layer" was in fact glue. While the perpetrator of this hoax is unknown, it is thought that they sought to influence the 19th-century debate on spontaneous generation—rather than panspermia—by demonstrating the transformation of inorganic to biological matter.[65]

Oumuamua

In 2017, the Pan-STARRS telescope in Hawaii detected a reddish object with significant, periodic fluctiations in albedo, strongly suggestive of a slender, rotating object. Analysis of its orbit provided evidence that it was an interstellar object, originating from outside the Solar System, accelerating away from the Sun with the absence of the visible outgassing that usually explains the acceleration of asteroids.[66] Astronomer Avi Loeb argues that there are no satisfying natural explanations for this acceleration, and proposes that Oumuamua may be a solar sail, which would be partial evidence for the feasibility of directed panspermia.[67] This claim has been considered unlikely by other authors.[68]

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ Berera, Arjun (6 November 2017). "Space dust collisions as a planetary escape mechanism". Astrobiology. 17 (12): 1274–1282. arXiv:1711.01895. Bibcode:2017AsBio..17.1274B. doi:10.1089/ast.2017.1662. PMID 29148823. S2CID 126012488.
  2. ^ Chan, Queenie H. S.; et al. (10 January 2018). "Organic matter in extraterrestrial water-bearing salt crystals". Science Advances. 4 (1): eaao3521. Bibcode:2018SciA....4.3521C. doi:10.1126/sciadv.aao3521. PMC 5770164. PMID 29349297.
  3. ^ Wickramasinghe, Chandra (2011). "Bacterial morphologies supporting cometary panspermia: a reappraisal". International Journal of Astrobiology. 10 (1): 25–30. Bibcode:2011IJAsB..10...25W. CiteSeerX 10.1.1.368.4449. doi:10.1017/S1473550410000157. S2CID 7262449.
  4. ^ Rampelotto, P. H. (2010). "Panspermia: A promising field of research" (PDF). Astrobiology Science Conference. 1538: 5224. Bibcode:2010LPICo1538.5224R.
  5. ^ أ ب ت Forward planetary contamination like Tersicoccus phoenicis, that has shown resistance to methods usually used in spacecraft assembly clean rooms: Madhusoodanan, Jyoti (May 19, 2014). "Microbial stowaways to Mars identified". Nature. doi:10.1038/nature.2014.15249. S2CID 87409424.
  6. ^ أ ب ت Webster, Guy (November 6, 2013). "Rare New Microbe Found in Two Distant Clean Rooms". NASA.gov. Retrieved November 6, 2013.
  7. ^ Staff – Purdue University (27 February 2018). "Tesla in space could carry bacteria from Earth". Phys.org. Retrieved 28 February 2018.
  8. ^ أ ب ت ث ج ح خ Tepfer, David (December 2008). "The origin of life, panspermia and a proposal to seed the Universe". Plant Science. 175 (6): 756–760. Bibcode:2008PlnSc.175..756T. doi:10.1016/j.plantsci.2008.08.007. ISSN 0168-9452.
  9. ^ Chotiner, Isaac (8 July 2019). "What If Life Did Not Originate on Earth?". The New Yorker. Retrieved 10 July 2019.
  10. ^ A variation of the panspermia hypothesis is necropanspermia which astronomer Paul Wesson describes as follows: "The vast majority of organisms reach a new home in the Milky Way in a technically dead state … Resurrection may, however, be possible." Grossman, Lisa (2010-11-10). "All Life on Earth Could Have Come From Alien Zombies". Wired. Retrieved 10 November 2010.
  11. ^ Hoyle, F. and Wickramasinghe, N.C. (1981). Evolution from Space. Simon & Schuster, New York, and J.M. Dent and Son, London (1981), ch. 3 pp. 35–49.
  12. ^ Wickramasinghe, J., Wickramasinghe, C. and Napier, W. (2010). Comets and the Origin of Life. World Scientific, Singapore. ch. 6 pp. 137–154. ISBN 978-9812566355
  13. ^ May, Andrew (2019). Astrobiology: The Search for Life Elsewhere in the Universe. London: Icon Books. ISBN 978-1785783425. OCLC 999440041. Although they were part of the scientific establishment—Hoyle at Cambridge and Wickramasinghe at the University of Wales—their views on the topic were far from mainstream, and panspermia remains a fringe theory
  14. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Kamminga, Harmke (January 1982). "Life from space — A history of panspermia". Vistas in Astronomy. 26 (2): 67–86. Bibcode:1982VA.....26...67K. doi:10.1016/0083-6656(82)90001-0. ISSN 0083-6656.
  15. ^ أ ب ت ث ج Burchell, M.J. (April 2004). "Panspermia today". International Journal of Astrobiology. 3 (2): 73–80. Bibcode:2004IJAsB...3...73B. doi:10.1017/s1473550404002113. ISSN 1473-5504. S2CID 232248983.
  16. ^ أ ب ت Lingam, Manasvi; Loeb, Abraham (2017-06-13). "Enhanced interplanetary panspermia in the TRAPPIST-1 system". Proceedings of the National Academy of Sciences. 114 (26): 6689–6693. arXiv:1703.00878. Bibcode:2017PNAS..114.6689L. doi:10.1073/pnas.1703517114. ISSN 0027-8424. PMC 5495259. PMID 28611223.
  17. ^ Hollinger, Maik (2016). "Life from Elsewhere – Early History of the Maverick Theory of Panspermia". Sudhoffs Archiv (in الألمانية). 100 (2): 188–205. doi:10.25162/sudhoff-2016-0009. ISSN 0039-4564. PMID 29668166. S2CID 4942706.
  18. ^ أ ب ت Mitton, Simon (2022-12-01). "A Short History of Panspermia from Antiquity Through the Mid-1970s". Astrobiology. 22 (12): 1379–1391. Bibcode:2022AsBio..22.1379M. doi:10.1089/ast.2022.0032. ISSN 1531-1074. PMID 36475958. S2CID 254444999.
  19. ^ أ ب ت ث ج Arrhenius, Svante; Borns, H. (1909). "Worlds in the Making. The Evolution of the Universe". Bulletin of the American Geographical Society. 41 (2): 123. doi:10.2307/200804. hdl:2027/hvd.hnu57r. ISSN 0190-5929. JSTOR 200804.
  20. ^ أ ب ت Napier, W.M. (2007-04-16). "Pollination of exoplanets by nebulae". International Journal of Astrobiology. 6 (3): 223–228. Bibcode:2007IJAsB...6..223N. doi:10.1017/s1473550407003710. ISSN 1473-5504. S2CID 122742509.
  21. ^ Line, M.A. (July 2007). "Panspermia in the context of the timing of the origin of life and microbial phylogeny". International Journal of Astrobiology. 6 (3): 249–254. Bibcode:2007IJAsB...6..249L. doi:10.1017/s1473550407003813. ISSN 1473-5504. S2CID 86569201.
  22. ^ Darwin, Charles (1883). The variation of animals and plants under domestication /. New York: D. Appleton and company. doi:10.5962/bhl.title.87899.
  23. ^ Thompson, W. (1871-10-01). "Inaugural address before the British Association at Edinburgh, August 2d". American Journal of Science. s3-2 (10): 269–294. doi:10.2475/ajs.s3-2.10.269. ISSN 0002-9599. S2CID 131738509.
  24. ^ Hollinger, Maik (2016). "Life from Elsewhere – Early History of the Maverick Theory of Panspermia". Sudhoffs Archiv. 100 (2): 188–205. doi:10.25162/sudhoff-2016-0009. ISSN 0039-4564. PMID 29668166. S2CID 4942706.
  25. ^ أ ب Sagan, Carl (August 1961). "On the Origin and Planetary Distribution of Life". Radiation Research. 15 (2): 174–192. Bibcode:1961RadR...15..174S. doi:10.2307/3571249. ISSN 0033-7587. JSTOR 3571249. PMID 13745360.
  26. ^ Hoyle, Fred; Wickramasinghe, Chandra (1981), Comets - A Vehicle for Panspermia, Dordrecht: Springer Netherlands, pp. 227–239, doi:10.1007/978-94-009-8528-5_15, ISBN 978-94-009-8530-8, http://dx.doi.org/10.1007/978-94-009-8528-5_15, retrieved on 2023-12-08 
  27. ^ Hoyle, [Sir] Fred (1980). "COMETS—A MATTER OF LIFE AND DEATH". Vistas in Astronomy. 24 (2): 123–139. Bibcode:1980VA.....24..123H. doi:10.1016/0083-6656(80)90027-6. [...] a lecture in the spirit of those wild old sessions at the R.A.S., a lecture with which most of you in this audience will quite likely disagree.
  28. ^ Ginsburg, Idan; Lingam, Manasvi; Loeb, Abraham (2018-11-19). "Galactic Panspermia". The Astrophysical Journal. 868 (1): L12. arXiv:1810.04307. Bibcode:2018ApJ...868L..12G. doi:10.3847/2041-8213/aaef2d. ISSN 2041-8213.
  29. ^ "Studies Focus On Spacecraft Sterilization". The Aerospace Corporation. July 30, 2000. Archived from the original on 2006-05-02.
  30. ^ "Dry heat sterilisation process to high temperatures". European Space Agency. 22 May 2006. Archived from the original on 2012-02-01.
  31. ^ V. Die Verbreitung des organischen Lebens auf der Erde, De Gruyter, 1885-12-31, pp. 101–133, doi:10.1515/9783112690987-006, ISBN 978-3-11-269098-7, http://dx.doi.org/10.1515/9783112690987-006, retrieved on 2023-11-28 
  32. ^ The Intelligent Universe, Cambridge University Press, 2020-09-24, pp. 318–334, doi:10.1017/9781108873154.026, ISBN 978-1-108-87315-4, http://dx.doi.org/10.1017/9781108873154.026, retrieved on 2023-11-28 
  33. ^ Horneck, Gerda; Rettberg, Petra; Reitz, Günther; Wehner, Jörg; Eschweiler, Ute; Strauch, Karsten; Panitz, Corinna; Starke, Verena; Baumstark-Khan, Christa (2001). "Protection of bacterial spores in space, a contribution to the discussion on Panspermia". Origins of Life and Evolution of the Biosphere. 31 (6): 527–547. Bibcode:2001OLEB...31..527H. doi:10.1023/A:1012746130771. PMID 11770260. S2CID 24304433.
  34. ^ Patrick, Michael H.; Gray, Donald M. (December 1976). "INDEPENDENCE OF PHOTOPRODUCT FORMATION ON DNA CONFORMATION*". Photochemistry and Photobiology. 24 (6): 507–513. doi:10.1111/j.1751-1097.1976.tb06867.x. ISSN 0031-8655. PMID 1019243. S2CID 12711656.
  35. ^ Mileikowsky, C (June 2000). "Natural Transfer of Viable Microbes in Space 1. From Mars to Earth and Earth to Mars". Icarus. 145 (2): 391–427. Bibcode:2000Icar..145..391M. doi:10.1006/icar.1999.6317. ISSN 0019-1035. PMID 11543506.
  36. ^ Nicholson, Wayne L.; Schuerger, Andrew C.; Setlow, Peter (2005-04-01). "The solar UV environment and bacterial spore UV resistance: considerations for Earth-to-Mars transport by natural processes and human spaceflight". Mutation Research/Fundamental and Molecular Mechanisms of Mutagenesis (in الإنجليزية). 571 (1–2): 249–264. Bibcode:2005MRFMM.571..249N. doi:10.1016/j.mrfmmm.2004.10.012. PMID 15748651.
  37. ^ Sadlok, Grzegorz (2020-06-01). "On A Hypothetical Mechanism of Interstellar Life Transfer Trough Nomadic Objects". Origins of Life and Evolution of Biospheres (in الإنجليزية). 50 (1): 87–96. Bibcode:2020OLEB...50...87S. doi:10.1007/s11084-020-09591-z. hdl:20.500.12128/14868. ISSN 1573-0875. PMID 32034615. S2CID 211054399.
  38. ^ أ ب ت Olsson-Francis, Karen; Cockell, Charles S. (January 2010). "Experimental methods for studying microbial survival in extraterrestrial environments". Journal of Microbiological Methods. 80 (1): 1–13. doi:10.1016/j.mimet.2009.10.004. ISSN 0167-7012. PMID 19854226.
  39. ^ Horneck, Gerda; Stöffler, Dieter; Ott, Sieglinde; Hornemann, Ulrich; Cockell, Charles S.; Moeller, Ralf; Meyer, Cornelia; de Vera, Jean-Pierre; Fritz, Jörg; Schade, Sara; Artemieva, Natalia A. (February 2008). "Microbial rock inhabitants survive hypervelocity impacts on Mars-like host planets: first phase of lithopanspermia experimentally tested". Astrobiology. 8 (1): 17–44. Bibcode:2008AsBio...8...17H. doi:10.1089/ast.2007.0134. ISSN 1531-1074. PMID 18237257.
  40. ^ Rothschild, Lynn (2007-12-06), Extremophiles: defining the envelope for the search for life in the universe, Cambridge University Press, pp. 113–134, doi:10.1017/cbo9780511536120.007, ISBN 9780521875486, http://dx.doi.org/10.1017/cbo9780511536120.007, retrieved on 2023-12-08 
  41. ^ Frösler, Jan; Panitz, Corinna; Wingender, Jost; Flemming, Hans-Curt; Rettberg, Petra (May 2017). "Survival ofDeinococcus geothermalisin Biofilms under Desiccation and Simulated Space and Martian Conditions". Astrobiology. 17 (5): 431–447. Bibcode:2017AsBio..17..431F. doi:10.1089/ast.2015.1431. ISSN 1531-1074. PMID 28520474.
  42. ^ Cockell, Charles S. (2007-09-29). "The Interplanetary Exchange of Photosynthesis". Origins of Life and Evolution of Biospheres. 38 (1): 87–104. doi:10.1007/s11084-007-9112-3. ISSN 0169-6149. PMID 17906941. S2CID 5720456.
  43. ^ Fajardo-Cavazos, Patricia; Link, Lindsey; Melosh, H. Jay; Nicholson, Wayne L. (December 2005). "Bacillus subtilisSpores on Artificial Meteorites Survive Hypervelocity Atmospheric Entry: Implications for Lithopanspermia". Astrobiology. 5 (6): 726–736. Bibcode:2005AsBio...5..726F. doi:10.1089/ast.2005.5.726. ISSN 1531-1074. PMID 16379527.
  44. ^ Cockell, Charles S.; Brack, André; Wynn-Williams, David D.; Baglioni, Pietro; Brandstätter, Franz; Demets, René; Edwards, Howell G.M.; Gronstal, Aaron L.; Kurat, Gero; Lee, Pascal; Osinski, Gordon R.; Pearce, David A.; Pillinger, Judith M.; Roten, Claude-Alain; Sancisi-Frey, Suzy (February 2007). "Interplanetary Transfer of Photosynthesis: An Experimental Demonstration of A Selective Dispersal Filter in Planetary Island Biogeography". Astrobiology. 7 (1): 1–9. Bibcode:2007AsBio...7....1C. doi:10.1089/ast.2006.0038. ISSN 1531-1074. PMID 17407400.
  45. ^ Ball, Philip (2004-09-02). "Alien microbes could survive crash-landing". Nature. doi:10.1038/news040830-10. ISSN 0028-0836.
  46. ^ Ivanov, Boris (2007), Size-Frequency Distribution Of Asteroids And Impact Craters: Estimates Of Impact Rate, Dordrecht: Springer Netherlands, pp. 91–116, doi:10.1007/978-1-4020-6452-4_2, ISBN 978-1-4020-6451-7, http://dx.doi.org/10.1007/978-1-4020-6452-4_2, retrieved on 2023-12-08 
  47. ^ أ ب ت ث Crick, F. H. C.; Orgel, L. E. (1973-07-01). "Directed panspermia". Icarus. 19 (3): 341–346. Bibcode:1973Icar...19..341C. doi:10.1016/0019-1035(73)90110-3. ISSN 0019-1035.
  48. ^ Plaxco, Kevin (2021). Astrobiology. Johns Hopkins University Press. doi:10.56021/9781421441306. ISBN 978-1-4214-4130-6.
  49. ^ Gold, Thomas (1997-07-11). "Reasons for expecting subsurface life on many planetary bodies". In Hoover, Richard B. (ed.). Instruments, Methods, and Missions for the Investigation of Extraterrestrial Microorganisms. SPIE Proceedings. Vol. 3111. SPIE. pp. 7–14. doi:10.1117/12.278775. S2CID 97077011.
  50. ^ Marx, George (1979), Message through time, Elsevier, pp. 221–225, doi:10.1016/b978-0-08-024727-4.50021-4, ISBN 9780080247274, http://dx.doi.org/10.1016/b978-0-08-024727-4.50021-4, retrieved on 2023-12-08 
  51. ^ Yokoo, Hiromitsu; Oshima, Tairo (April 1979). "Is bacteriophage φX174 DNA a message from an extraterrestrial intelligence?". Icarus. 38 (1): 148–153. Bibcode:1979Icar...38..148Y. doi:10.1016/0019-1035(79)90094-0. ISSN 0019-1035.
  52. ^ Klyce, Brig (2001). "Panspermia Asks New Questions". Retrieved 25 July 2013.
  53. ^ Klyce, Brig I (2001). "Panspermia asks new questions". In Kingsley, Stuart A; Bhathal, Ragbir (eds.). The Search for Extraterrestrial Intelligence (SETI) in the Optical Spectrum III. Vol. 4273. pp. 11–14. Bibcode:2001SPIE.4273...11K. doi:10.1117/12.435366. S2CID 122849901.
  54. ^ Steigerwald, Bill; Jones, Nancy; Furukawa, Yoshihiro (18 November 2019). "First Detection of Sugars in Meteorites Gives Clues to Origin of Life". NASA. Retrieved 18 November 2019.
  55. ^ Furukawa, Yoshihiro; et al. (18 November 2019). "Extraterrestrial ribose and other sugars in primitive meteorites". Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America. 116 (49): 24440–24445. Bibcode:2019PNAS..11624440F. doi:10.1073/pnas.1907169116. PMC 6900709. PMID 31740594.
  56. ^ Furukawa, Yoshihiro; Chikaraishi, Yoshito; Ohkouchi, Naohiko; et al. (13 November 2019). "Extraterrestrial ribose and other sugars in primitive meteorites". Proceedings of the National Academy of Sciences. 116 (49): 24440–24445. Bibcode:2019PNAS..11624440F. doi:10.1073/pnas.1907169116. PMC 6900709. PMID 31740594.
  57. ^ Martins, Zita; Botta, Oliver; Fogel, Marilyn L.; et al. (2008). "Extraterrestrial nucleobases in the Murchison meteorite". Earth and Planetary Science Letters. 270 (1–2): 130–136. arXiv:0806.2286. Bibcode:2008E&PSL.270..130M. doi:10.1016/j.epsl.2008.03.026. S2CID 14309508.
  58. ^ Rivilla, Víctor M.; Jiménez-Serra, Izaskun; Martín-Pintado, Jesús; Colzi, Laura; Tercero, Belén; de Vicente, Pablo; Zeng, Shaoshan; Martín, Sergio; García de la Concepción, Juan; Bizzocchi, Luca; Melosso, Mattia (2022). "Molecular Precursors of the RNA-World in Space: New Nitriles in the G+0.693−0.027 Molecular Cloud". Frontiers in Astronomy and Space Sciences. 9: 876870. arXiv:2206.01053. Bibcode:2022FrASS...9.6870R. doi:10.3389/fspas.2022.876870. ISSN 2296-987X.
  59. ^ Marlaire, Ruth (3 March 2015). "NASA Ames Reproduces the Building Blocks of Life in Laboratory". NASA. Archived from the original on 5 March 2015. Retrieved 5 March 2015.
  60. ^ Krasnokutski, S.A.; Chuang, K. J.; Jäger, C.; et al. (2022). "A pathway to peptides in space through the condensation of atomic carbon". Nature Astronomy. 6 (3): 381–386. arXiv:2202.12170. Bibcode:2022NatAs...6..381K. doi:10.1038/s41550-021-01577-9. S2CID 246768607.
  61. ^ Sithamparam, Mahendran; Satthiyasilan, Nirmell; Chen, Chen; Jia, Tony Z.; Chandru, Kuhan (2022-02-11). "A material-based panspermia hypothesis: The potential of polymer gels and membraneless droplets". Biopolymers. 113 (5): e23486. arXiv:2201.06732. doi:10.1002/bip.23486. PMID 35148427. S2CID 246016331.
  62. ^ Comte, Denis; Lavy, Léo; Bertier, Paul; Calvo, Florent; Daniel, Isabelle; Farizon, Bernadette; Farizon, Michel; Märk, Tilmann D. (2023-01-26). "Glycine Peptide Chain Formation in the Gas Phase via Unimolecular Reactions". The Journal of Physical Chemistry A (in الإنجليزية). 127 (3): 775–780. Bibcode:2023JPCA..127..775C. doi:10.1021/acs.jpca.2c08248. ISSN 1089-5639. PMID 36630603. S2CID 255748895.
  63. ^ Chandru; Mamajanov; Cleaves; Jia (2020-01-19). "Polyesters as a Model System for Building Primitive Biologies from Non-Biological Prebiotic Chemistry". Life. 10 (1): 6. Bibcode:2020Life...10....6C. doi:10.3390/life10010006. PMC 7175156. PMID 31963928.
  64. ^ Jia, Tony Z.; Chandru, Kuhan; Hongo, Yayoi; Afrin, Rehana; Usui, Tomohiro; Myojo, Kunihiro; Cleaves, H. James (2019-08-06). "Membraneless polyester microdroplets as primordial compartments at the origins of life". Proceedings of the National Academy of Sciences. 116 (32): 15830–15835. Bibcode:2019PNAS..11615830J. doi:10.1073/pnas.1902336116. PMC 6690027. PMID 31332006.
  65. ^ Anders, Edward; DuFresne, Eugene R.; Hayatsu, Ryoichi; Cavaillé, Albert; DuFresne, Ann; Fitch, Frank W. (1964-11-27). "Contaminated Meteorite". Science (in الإنجليزية). 146 (3648): 1157–1161. Bibcode:1964Sci...146.1157A. doi:10.1126/science.146.3648.1157. ISSN 0036-8075. PMID 17832241. S2CID 38428960.
  66. ^ "'Oumuamua - NASA Science". science.nasa.gov (in الإنجليزية). 29 November 2017. Retrieved 2023-11-28.
  67. ^ Billings, Lee (2021-04-01). "Astronomer Avi Loeb Says Aliens Have Visited, and He's Not Kidding". Scientific American (in الإنجليزية). Retrieved 2023-11-28.
  68. ^ Letzer, Ran (19 August 2020). "Interstellar visitor 'Oumuamua could still be alien technology, new study hints – Aliens? Or a chunk of solid hydrogen? Which idea makes less sense?". Live Science. Archived from the original on 9 January 2021. Retrieved 6 January 2021.

قراءات إضافية

وصلات خارجية