أخبار:الصين تنشئ أول كوكبة فضائية ثلاثية الأقمار في العالم
- الصين تنجح في إنشاء أول كوكبة فضائية ثلاثية السواتل في العالم، تعتمد على المدار الرجعي البعيد، في منطقة الأرض-القمر الفضائية، مما أرسى أسساً لاستكشاف الفضاء واستخدامه، ولاستكشاف الفضاء العميق المأهول في المستقبل. يُعد المدار الرجعي البعيد نوعاً فريداً من المدارات، ويشير مصطلح "فضاء الأرض-القمر" إلى المنطقة الممتدة من مدارات قريبة من الأرض وأخرى قريبة من القمر، لتصل إلى مسافة تصل إلى مليوني كيلومتر من الأرض.
في 11 فبراير 2020، نجحت الصين في إنشاء أول كوكبة من ثلاثة سواتل في العالم تعتمد على المدار الرجعي البعيد (DRO) في منطقة الأرض-القمر الفضائية، مما أرسى أسساً لاستكشاف الفضاء واستخدامه، ولاستكشاف الفضاء العميق المأهول في المستقبل.[1]
أقام الساتلان DRO-A وDRO-B، اللذان طورتهما الأكاديمية الصينية للعلوم ونُشرا في المدار الرجعي البعيد، روابط قياس واتصالات بين الساتلين DRO-A وDRO-B والساتل DRO-L، وهو ساتل أُطلق سابقاً في المدار القريب من الأرض. وقد كُشف عن هذا الإنجاز خلال ندوة حول استكشاف المرصد الفضائي الصيني بين الأرض والقمر، عُقدت في في 15 أبريل 2025. يُعد المدار الرجعي البعيد نوعاً فريداً من المدارات، ويشير مصطلح "فضاء الأرض-القمر" إلى المنطقة الممتدة من مدارات قريبة من الأرض وأخرى قريبة من القمر، لتصل إلى مسافة تصل إلى مليوني كيلومتر من الأرض. وفي منطقة الأرض-القمر الفضائية، يتميز المدار الرجعي البعيد بحركة تقدمية حول الأرض وحركة تراجعية حول القمر. وبما أن المدار الرجعي البعيد يوفر مداراً مستقراً للغاية حيث تتطلب المركبات الفضائية القليل من الوقود للدخول والبقاء، فهو بمثابة مركز فضائي طبيعي يربط بين الأرض والقمر والفضاء العميق، مما يوفر الدعم لاستكشاف علوم الفضاء ونشر البنية التحتية الفضائية والمهام المأهولة في الفضاء العميق.
الكوكبة ثلاثية السواتل

في 3 فبراير 2024، أُطلق الساتل التجريبي DRO-L إلى المدار المتزامن مع الشمس وبدأ بإجراء التجارب وفقاً للخطة. أُطلق الساتل المزدوج DRO-A/B من مركز شيتشانگ للإطلاق الساتلي في مقاطعة سيچوان جنوب غرب الصين في 13 مارس 2024، لكنه لم يدخل مداره المحدد بسبب خلل في المرحلة العليا من الصاروخ الحامل. وفي مواجهة هذا التحدي، قام فريق السواتل بتنفيذ عملية إنقاذ "حياة أو موت" في ظل ظروف قاسية، حيث نفذ على الفور العديد من مناورات المدار الطارئة لتصحيح مسار الساتلين. وبعد رحلة بلغت 8.5 مليون كيلومتر، وصلت المركبة الفضائية ثنائية السواتل DRO-A/B في النهاية إلى مدارها المحدد، وفقاً لما ذكره ژانگ هاو، الباحث في جامعة وسط الجنوب الصينية والذي شارك في عملية الإنقاذ. في 28 أغسطس 2024، تم فصل الساتلين بنجاح. لاحقًا، أنشأ الساتلان DRO-A وDRO-B روابط قياس واتصالات بين السواتل بتقنية الموجات المكروية في النطاق-K مع تخصيص لي الساتل DRO-L، لاختبار آلية الشبكة للكوكبة ثلاثية السواتل.
في الوقت الحالي، يبقى الساتل DRO-A في المدار الرجعي البعيد، بينما يعمل الساتل DRO-B في مدارات مناورة في منطقة الأرض-القمر. نجحت السواتل في النهاية في دخول مدارها المحدد، مما يُظهر إنجازات الصين في مجال استعادة الأعطال في الفضاء العميق وتقنيات الملاحة الذاتية. وصرح تشانگ جون، كبير المهندسين في أكاديمية الابتكار للسواتل الصغيرة التابعة للأكاديمية الصينية للعلوم، بأن هذا الإنجاز يُبرز مرونة فريق السواتل وقدرته على التكيف في المهام المعقدة، ومهد الطريق لاستكشاف الفضاء العميق بتكلفة منخفضة. وصرح وانگ تشيانگ نائب مدير جامعة وسط الجنوب أنه بعد نجاح ربط الشبكة بالكوكبة، أُجريت سلسلة من التجارب العلمية والتكنولوجية المتطورة، مما دفع الأبحاث في منطقة الأرض-الفضاء.
عام 2017، بدأ فريق البحث في جامعة وسط الجنوب دراسات حول المدار الرجعي البعيد في منطقة الأرض-القمر، وواجه تحديات تكنولوجية رئيسية، مقترحاً مفهوم ميناء فضائي قائم على المدار الرجعي البعيد. في فبراير 2022، أطلقت الأكاديمية الصينية للفضاء خطة لبناء كوكبة من ثلاثة سواتل قائمة على المدار الرجعي البعيد في منطقة الأرض-القمر. حقق المشروع أول دخول لمركبة فضائية في العالم إلى المدار الرجعي البعيد باستهلاك منخفض للطاقة. بفضل تصميم مبتكر، أكمل الفريق عملية النقل إلى القمر ودخول المدار الرجعي البعيد باستخدام خُمس الوقود اللازم عادة. وصرح تشانگ جون بأن هذا الإنجاز قد خفض تكاليف الدخول إلى منطقة الأرض-القمر بشكل كبير، مما مهد الطريق لاستكشافه على نطاق واسع. وبالإضافة إلى ذلك، نجح المشروع في التحقق من صحة روابط القياس والاتصالات الخاصة بالموجات المكروية في النطاق-K بين السواتل والأرض على مسافة 1.17 مليون كيلومتر، وهو ما حقق اختراقاً تكنولوجياً رئيسياً لبناء كوكبة واسعة النطاق في منطقة الأرض-القمر.
وفي مواجهة التحديات مثل عدم كفاية دقة التتبع والتحكم الأرضي، فضلاً عن التكاليف المرتفعة وانخفاض كفاءة مهام استكشاف القمر والفضاء العميق، ابتكر فريق البحث نظاماً رائداً لتحديد المدار من ساتل إلى ساتل في الفضاء. باستخدام ثلاث ساعات من بيانات القياس بين السواتل في المدار، حقق الفريق دقةً في تحديد المدار، وهو ما يتطلب عادةً يومين من التتبع الأرضي. وأضاف تشانغ أن هذا التقدم خفّض تكاليف التشغيل بشكل كبير، وحسّن كفاءة المركبات الفضائية في منطقة الأرض-القمر. في المستقبل، سيواصل فريق البحث دراسة المدارات المعقدة والمتنوعة في فضاء الأرض والقمر، ودراسة قوانين بيئة الفضاء القمري. وبالاستفادة من الاستقرار طويل الأمد للمدار الرجعي البعيد ، سيجري العلماء أبحاثاً علمية أساسية في مجالات مثل ميكانيكا الكم والفيزياء الذرية.
انظر أيضاً
المصادر
- ^ "China builds three-satellite constellation in Earth-moon space". chinadaily.com. 2025-04-16. Retrieved 2025-04-16.