أخبار:فوز اليميني نصري عصفورة برئاسة هندوراس

نصري عصفورة في إحدى التجمعات الانتخابية، نوفمبر 2025.

• فوز اليميني نصري عصفورة، برئاسة هندوراس. عصفورة من أصول فلسطينية، ويحظى بدعم ترمپ.

في 25 ديسمبر 2025، أعلنت السلطات الانتخابية فوز نصري عصفورة، في الانتخابات الرئاسية بعد تأخير دام أسابيع في فرز الأصوات تخللته اتهامات بالتزوير، متغلباً على المذيع التلفزيوني السابق سلڤادور نصر الله اليميني أيضاً، والذي طالب بإعادة فرز كامل الأصوات بسبب مزاعم بوجود مخالفات.

 النشأة

وُلد نصري خوان عصفورة زبلح في 8 يونيو 1958 في تگوسيگالپا عاصمة هندوراس، لأبوين مسيحيين فلسطينيين هاجرا إلى أمريكا الوسطى في الأربعينيات. لُقب "بتيتو عصفورة"، وتزوج من ليسيت دل سيد، ولديه منها 3 بنات هن ستيفاني ومونيك وألكسندرا. درس عصفورة المرحلة الابتدائية والثانوية في تگوسيگالپا، ثم التحق بالمعهد سان فرانسسكو الكاثوليكي في مدينة كوماياگوا، ودرس لاحقاً الهندسة المدنية، لكنه ترك التخصص قبل التخرج ليتفرغ للعمل في مجال البناء.

 مسيرته السياسية

قبل انخراطه في الحياة السياسية، برز عصفورة رجل أعمال متمكن في قطاع البناء، إذ أسس شركات عدة في هذا المجال، واكتسب فيه خبرة تجاوزت 3 عقود. دخل الحياة العامة عام 1990 مشاركاً في مشاريع اجتماعية ومبادرات بنية تحتية، وكانت علاقته بالحزب الوطني الهندوراسي هي التي وجهت طموحاته السياسية. بين عامي 1990 و1994 شغل عصفورة منصبي مساعد المدعي العام البلدي في العاصمة ومساعد رئيسة البلدية آنذاك نورا گويرا دي ميلگار. وبين 1994 و1998 تولى إدارة الخدمات العامة بالعاصمة.

وكان عصفورة جزءاً من فريق حكومة عمدة العاصمة سيزار كاستيلانوس مدريد عام 1998، وبعد وفاته تعاون مع خليفته فيلما رييس. وفي فبراير 2005 شارك في الانتخابات الداخلية للحزب الوطني مرشحاً لرئاسة بلدية المقاطعة المركزية، لكنه خسر أمام ريكاردو ألفاريز. وفي تلك الحملة استخدم التعبير "أبي في خدمتكهم" شعاراً دعائياً، والذي أصبح لاحقاً لقباً له. وفي عام 2010 انتُخب عضوا في المؤتمر الوطني عن إدارة فرانسيسكو مورازان، وفي فترة عضويته التي استمرت حتى 2014 شارك عصفورة في لجان مرتبطة بالبنية التحتية والتطوير البلدي. كما تولى في الوقت نفسه إدارة صندوق هندوراس للاستثمار الاجتماعي حتى 2011. وبرز عصفورة بشكل أكبر عند انتخابه عمدة للمقاطعة المركزية (تگوسيگالپا وكوماياگوا) للفترة بين 2014 و2018، ثم أعيد انتخابه لولاية ثانية حتى 2022.

وعلى مدار 8 سنوات من ولايته، أشرف عصفورة على تنفيذ مشاريع بارزة شملت إنشاء جسور وأنفاق وتقاطعات مرورية محسنة، إضافة إلى توسعة الشوارع وإعادة تأهيل الحدائق وتركيب أنظمة كاميرات أمنية للمراقبة المجتمعية. وفي عام 2020 واجه عصفورة اتهامات من السلطات الهندوراسية تتعلق باختلاس الأموال العامة وغسل الأموال، شملت مزاعم بتحويل أموال لمصلحته الشخصية، وأدت إلى حجز بعض ممتلكاته وأعماله التجارية، لكن أُلغيت الإجراءات القضائية ضده لاحقاً.

 رئيس هندوراس

عام 2021 خاض عصفورة أولى تجاربه في السباق الرئاسي، وفاز بالانتخابات التمهيدية للحزب الوطني في فترة صعبة، أعقبت تسليم رئيس الحزب السابق، خوان أورلاندو هرنانديز إلى الولايات المتحدة في أبريل 2022، إذ صدر بحقه حكم بالسجن مدة 45 عاماً بتهم تتعلق بتجارة المخدرات. وعلى الرغم من ذلك خسر عصفورة السباق الرئاسي أمام سيومارا كاسترو، مرشحة حزب ليبر اليساري، التي حصلت على دعم السياسي وخبير الانتخابات سلڤادور نصر الله. أعاد الحزب ترشيح عصفورة للانتخابات الرئاسية المقررة في 30 نوفمبر 2025. وبحسب موقعه الرسمي، تركزت رؤيته الوطنية على خلق فرص العمل وتعزيز اللامركزية وتحسين الأمن وتشجيع الاستثمار وتطوير قطاعات الصحة والتعليم. كما يدعم عصفورة تعزيز علاقات إستراتيجية مع الولايات المتحدة، تركز على الاستثمار والتعاون الدولي وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين، مؤكدا التزامه ببناء هندوراس أكثر عدلاً وأماناً وتوفير فرص متساوية للجميع.

وفي 27 نوفمبر 2025، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمپ تأييده عصفورة في الانتخابات الرئاسية، مؤكداً أنهما يمكن أن يعملا معاً ضد من وصفهم "بتجار المخدرات الشيوعيين في المنطقة". وقال ترمپ في منشور على منصته تروث سوشيال إن "الصديق الحقيقي الوحيد للحرية في هندوراس هو تيتو عصفورة"، مضيفاً "يمكنني أنا وتيتو أن نعمل معاً لمحاربة تجار المخدرات وتقديم المساعدات اللازمة لشعب هندوراس". أسفرت الانتخابات الرئاسية في هندوراس عن فوز عصفورة، وفق ما أعلنته السلطات الانتخابية في 24 ديسمبر 2025، وذلك بعد تأخير استمر أسابيع عدة في عملية فرز الأصوات، تخللته اتهامات بوقوع مخالفات وتزوير انتخابي. وتقدم عصفورة على منافسه سلڤادور نصر الله، الذي طعن في النتائج الرسمية ودعا إلى إعادة فرز شامل للأصوات، مشيراً إلى وجود خروقات في سير العملية الانتخابية. وأعلنت رئيسة المجلس الوطني للانتخابات، آنا باولا هول، فوز عصفورة بولاية رئاسية مدتها 4 سنوات، على أن تُعقد مراسم تنصيبه في 27 يناير 2026. ووفقاً للنتائج الرسمية، حصل عصفورة على 40.1% من الأصوات مقابل 39.53% لنصر الله، في حين نالت ريشي مونكادا، مرشحة الرئيسة اليسارية المنتهية ولايتها شيومارا كاسترو، 19.19% من مجموع الأصوات.

وهنأ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، عصفورة على فوزه، قائلاً في منشور على "إكس": "شعب هندوراس قال كلمته… وتتطلع إدارة ترمپ إلى العمل مع حكومته لتعزيز الازدهار والأمن في نصف الكرة الغربي". كما قدم الاتحاد الأوروپي وعدد من القادة اليمينيين في أمريكا اللاتينية، من بينهم الرئيس الأرجنتيني خاڤيير ميلي، تهانيهم لعصفورة.

 فوضى الانتخابات

وشابت الانتخابات حالة من الفوضى غير المتوقعة، بسبب بطء عملية فرز الأصوات، ما غذّى اتهامات إضافية. وظلت البلاد في حالة شلل سياسي لأكثر من 3 أسابيع مع تعثر عمل السلطات الانتخابية، قبل أن يتم اللجوء إلى فرز خاص للأصوات النهائية، الأمر الذي أثار تحذيرات دولية. وقال الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية ألبرت رامبين، في منشور على "إكس"، إن المنظمة "أُحيطت علماً" بالنتائج المعلنة وتتابع التطورات في هندوراس عن كثب، منتقداً في الوقت نفسه إعلان النتائج مع بقاء 0.07% من الأصوات قيد العد، في ظل فارق ضئيل للغاية بين المرشحين.

وبالنسبة للرئيسة التقدمية المنتهية ولايتها شيومارا كاسترو، مثّلت الانتخابات محطة محاسبة سياسية. وكانت قد انتُخبت عام 2021 على وعد بخفض العنف ومحاربة الفساد، لكنها تنضم الآن إلى مجموعة من القادة التقدميين في أمريكا اللاتينية الذين صعدوا قبل نحو 5 سنوات على وعود التغيير، ثم خسروا السلطة لعدم قدرتهم على تحقيق تطلعات ناخبيهم. ورغم اتهامها ترمپ بتنفيذ "انقلاب انتخابي"، قالت كاسترو الأسبوع الماضي أنها ستقبل نتائج الانتخابات. غير أن مراقبين دوليين، من بينهم إريك أولسون من "مؤسسة سياتل الدولية"، أكدوا أن خسارة حزب (LIBRE) كانت واضحة إلى حد لا يترك مجالاً كبيراً للطعن. وقال أولسون: "قليلون جداً، حتى داخل الحزب، يعتقدون أنهم فازوا… من الواضح أنهم لم يفوزوا في الانتخابات".

 انظر أيضاً

• نصري عصفورة
• رئاسة هندوراس