أخبار:مصر بصدد شراء ٢-٤ طائرات إنذار مبكر ساب-٢٠٠٠ السويدية

- مصر بصدد شراء 2-4 طائرات إنذار مبكر من طراز ساب 2000 السويدية.
في إطار سعيها إلى تعزيز بنية الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل، أُعلن في نهاية سبتمبر 2025 عن محادثات بين مصر وشركة ساب سويدية لشراء 2-4 طائرات إنذار مبكر من طراز ساب 2000 إريآي السويدية. تمثل ساب 2000، وهي منصة مراقبة متعددة المجالات أثبتت فعاليتها، حلاً فعالاً من حيث التكلفة، لكنه عالي الأداء مصمم خصيصاً لتلبية الاحتياجات التشغيلية لمصر. إريآي ساب 2000، الطائرة الإقليمية ذات المحركات التوربينية الموثوقة، تدمج نظام الإنذار المبكر والتحكم الجوي المتقدم (AEW&C) هذا مع رادار إريآي النشط الممسوح إلكترونياً (AESA) المتطور، والمثبت على ظهر الطائرة، لتغطية 360 درجة دون نقاط عمياء. [1]
بمدى كشف يتجاوز 450 كيلومتر لأهداف بحجم المقاتلات، حتى في الظروف الجوية الصعبة، توفر المنصة وعياً لحظياً بالوضع، وقيادة وتحكماً للعمليات الجوية، وتوافقاً تشغيلياً مع أسطول مصر الحالي من مقاتلات رافال الفرنسية وإف-16 الأمريكية. وتؤكد هذه المحادثات، التي بدأت في منتصف عام 2025، التزام مصر بتحديث دفاعها الجوي، مع مواجهة القيود المالية التي تفرضها المؤسسات المالية الدولية، مثل صندوق النقد الدولي، والتي لطالما حدّت من عمليات الاستحواذ العسكرية واسعة النطاق.
تكمن البراعة التقنية لطائرة ساب 2000 إريآي في تصميمها المتوازن، مما يجعلها مثالية لمختلف مهام مصر، من الدوريات البحرية في البحر المتوسط والبحر الأحمر إلى مراقبة الحدود على طول شبه جزيرة سيناء. تعمل الطائرة بمحركين توربينيين من طراز رولس-رويس إيه إي 2100، وتصل سرعتها إلى 665 كم/ساعة، وتصل مدة طيرانها إلى تسع ساعات، مما يسمح لها بالتحليق لفترات أطول فوق المناطق الحرجة دون استهلاك الوقود الذي تعاني منه البدائل القائمة على الطائرات النفاثة.
يتميز رادار إريآي، الذي يعمل على تردد النطاق S، بقدرته على رفض التشويش والتتبع على ارتفاعات منخفضة، مما يوفر للمشغلين بيانات مدمجة من تدابير الدعم الإلكتروني (ESM) وأنظمة تحديد الصديق أو العدو (IFF) ووصلات البيانات للتكامل السلس في بيئات الحرب الشبكية. ويركز تصميم ساب الهندسي على الوحدات النمطية، مما يتيح ترقيات مستقبلية مثل تحسين معالجة الإشارات للكشف عن الطائرات بدون طيار أو التوافق مع مجموعة مصر المتنامية من صواريخ أرض-جو مثل إس-300ڤيإم. وفي سياق استراتيجية الدفاع المصرية، من شأن هذه المشتريات أن تعالج الثغرات في المراقبة الجوية المستمرة، حيث أن الأصول الحالية مثل متغيرات إي-2 هوكآي قديمة وغير كافية من حيث العدد. ومن خلال اختيار ساب 2000 إريآي ، تهدف مصر إلى تحقيق تأثير مضاعف للقوة، مما يعزز فعالية قواتها الجوية في العمليات المشتركة وسيناريوهات الاستجابة السريعة، كل ذلك مع الحفاظ على السيادة التشغيلية من خلال برامج الصيانة والتدريب المحلية.
من الناحيتين الاقتصادية والجيوسياسية، تُبرز محادثات الشراء هذه النهجَ العمليَّ لمصر في تنويع مواردها الدفاعية، مُقلِّلةً الاعتمادَ المُفرط على المُورِّدين التقليديين كالولايات المتحدة وروسيا. إن سجل شركة ساب في المنطقة، بما في ذلك عمليات التسليم الناجحة للإمارات وپاكستان، يُؤهِّل الشركة السويدية كشريك موثوق قادرٍ على تقديم حلولٍ جاهزة دون قيود سياسيةٍ تُذكر. تشمل قيمة الصفقة المُقدَّرة، والتي قد تتجاوز 500 مليون دولار أمريكي لدفعةٍ أوليةٍ من طائرتين إلى أربع طائرات، حزمَ دعمٍ شاملةٍ تشمل قطع الغيار، وأجهزة المُحاكيات، وتدريبَ الأفراد في منشآت ساب في لنشوپنگ، السويد.
يتماشى هذا مع التحديث العسكري الأوسع نطاقاً في مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي شهد بالفعل استثمارات في أكثر من 200 طائرة مقاتلة وشبكات رادار متطورة. ومع ذلك، لا تزال هناك عقبات، بما في ذلك عقبات التمويل المرتبطة ببرنامج التعافي الاقتصادي المصري، والحاجة إلى بنود نقل التكنولوجيا لبناء قدرات محلية من خلال الهيئة العربية للتصنيع. على الرغم من هذه التحديات، فإن الضرورة الاستراتيجية واضحة: في عصر التهديدات الهجينة، ستعزز طائرة الإنذار المبكر والمراقبة ساب 2000 إريآي دور مصر كقوة استقرار في شمال أفريقيا وشرق المتوسط، لردع أي عدوان وحماية الممرات الاقتصادية الحيوية مثل قناة السويس.
بالنظر إلى المستقبل، يمكن أن يُشكّل تتويج محادثات مصر بشأن نظام الإنذار المبكر والتحكم ساب 2000 سابقة لمبادرات الدفاع التعاونية في العالم العربي، مما يُلهم ترقياتٍ مماثلة بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي الذين يواجهون معضلات أمنية مماثلة. ومع تقدم المفاوضات نحو عقد رسمي بحلول أواخر عام 2025 أو أوائل عام 2026، فإن دمج هذا النظام من أنظمة الإنذار المبكر والتحكم يعد برفع مستوى التفوق التكتيكي لمصر، مما يضمن إنذاراً مبكراً قوياً ضد الصواريخ البالستية والمتسللين الذين يحلقون على ارتفاعات منخفضة والهجمات غير المتكافئة. في نهاية المطاف، لا تُعزز هذه الخطوة الجاهزية التشغيلية فحسب، بل تُشير أيضًا إلى موقف مصر الاستباقي في ظل مشهد جيوسياسي متقلب، حيث لا تزال أنظمة الإنذار المبكر والتحكم المحمولة جوًا مثل ساب 2000 إريآي لا غنى عنها للحفاظ على التفوق الجوي والمرونة الوطنية.
انظر أيضاً
المصادر
- ^ "Egypt Negotiates Saab 2000 Erieye AEW&C to Boost Air Defense Capabilities". aeronewsjournal.com. 2025-09-24. Retrieved 2025-10-01.