أخبار:وفاة ماريو بارگاس يوسا (٨٩)، الروائي البيروفي
- وفاة الروائي الپيروڤي ماريو بارگاس يوسا عن 89 عاماً.
في 14 أبريل 2025 توفي الروائي الإسپاني-الپيروڤي وحائز نوبل ماريو بارگاس يوسا عن 89 عاماً، في العاصمة الپيروڤية ليما، حيث كان يعيش منذ أشهر قليلة بعيداً عن الحياة العامة، على ما ذكرت عائلته في رسالة عبر إكس. وجاء في رسالة كتبها نجله البكر ألڤارو ووقعها شقيقه گونزالو وشقيقته مورگانا: "بحزن عميق نعلن وفاة والدنا ماريو فارگاس يوسا في ليما بهدوء محاطاً بعائلته". وسرت في الأشهر الأخيرة شائعات كثيرة بشأن تدهور وضع الكاتب الصحي. وقال نجله ألڤارو في أكتوبر 2024: "شارف على التسعين وهو عمر ينبغي فيه التحفيف من نشاطاته" من دون أن يوضح وضع والده الصحي.[1] وتمثل وفاته نهاية حقبة الجيل الذهبي للأدب في أمريكا اللاتينية، حيث كان آخر ممثليه الكبار.
آخر أدباء الجيل الذهبي
فقد كان بارگاس يوسا، الذي نالت أعماله إعجاباً كبيراً حول العالم بفضل طريقة تجسيده للحقائق الاجتماعية، أحد أبرز الكتاب في فترة الطفرة الأدبية في هذه المنطقة، إلى جانب الكولومبي گابرييل گارسيا ماركيز والأرجنتيني خوليو كورتازار والمكسيكيين كارلوس فوينتس وخوان رولفو.
وواجه بارگاس يوسا الذي انتخب عضواً في الأكاديمية الفرنسية عام 2021، انتقادات من الدوائر الفكرية في أمريكا الجنوبية بسبب مواقفه المحافظة. وقال الأديب الراحل قبيل تسلمه جائزة نوبل عام 2010: "نحن في أمريكا اللاتينية حالمون بطبيعتنا، ونواجه صعوبة في التمييز بين الواقع والخيال. ولهذا السبب لدينا موسيقيون وشعراء ورسامون وكتاب بارعون، وكثير من القادة السيئين".
وتُرجمت روايات بارگاس يوسا المحب للغة الفرنسية، إلى حوالي ثلاثين لغة، وكان أول كاتب أجنبي يدخل مجموعة بلياد المرموقة خلال حياته في 2016، وهو العام الذي بلغ فيه الثمانين من عمره. وكان بارگاس الذي حصل على الجنسية الإسپانية عام 1993، قد قدم قبل بضع سنوات أحدث أعماله بعنوان "النظرة الهادئة (لپيريز پالدوس)"، وهي مقالة أدبية عن الكاتب الإسپاني بنيتو پريز گالدوس (1843-1920).
الانتقال إلى پاريس
ولد بارگاس يوسا في أريكيبا جنوب پيرو في 28 مارس 1936 لعائلة من الطبقة المتوسطة، ونشأ على يد والدته وعائلتها في بوليفڤا ثم في پيرو. بعد دراسته في الأكاديمية العسكرية في ليما، حصل على شهادة في الأدب واتخذ خطواته الأولى في الصحافة. عام 1959 انتقل إلى پاريس حيث أمضى سنوات حاسمة، كما كتب في مقدمة أعماله المنشورة في مجموعة بلياد. وفي العاصمة الفرنسية كتب بارگاس يوسا أولى رواياته. وكان يقول أنه "بفضل الأديب الفرنسي گوستاڤ فلوبير تعلم أسلوب العمل الذي يناسبه وكيفية أن يصبح الكاتب الذي أراد أن يكون". وفي پاريس أيضاً، حيث كان بارگاس يوسا مترجماً ومعلماً للغة الإسپانية وصحفياً في وكالة الأنباء الفرنسية، تزوج خوليا أوركيدي، التي كانت تكبره بعشر سنوات، والتي ألهمت المؤلف لاحقاً لكتابة "العمة خوليا والكاتب". وبعد سنوات قليلة انفصل عنها وتزوج من قريبته باتريشيا يوسا، وأنجب منها ثلاثة أبناء وظل معها 50 عاماً.
أشهر أعماله
بدأت مسيرته الأدبية الطويلة عام 1959 مع مجموعته القصصية الأولى القادة/الزعماء (Les caids/Los jefes). ثم حقق النجاح مع المدينة والكلاب (La ciudad y los perros) عام 1963، ثم مع البيت الأخضر (La Casa Verde) عام 1966، ورسّخ حضوره في الساحة الأدبية مع حوار في الكاتدرائية (Conversacion en La Catedral) عام 1969.
تبع ذلك پانتاليون والزوار (Pantaleon y las visitadoras)، وحرب نهاية العالم (La Guerra del fin del mundo)، والسمكة في الماء (El pez en el agua)، وهي مذكرات تستعيد على وجه الخصوص حملته للانتخابات الرئاسية الپيروڤية 1990. وقد أعلن المؤلف حينها عن عزمه مواصلة الكتابة حتى أيامه الأخيرة.
الشعبوية مرض الديمقراطية
في البداية انجذب بارگاس يوسا إلى أب الثورة الكوبية فيدل كاسترو، لكنه ابتعد عن النظام الشيوعي عام 1971 عندما أجبرت كوبا الشاعر هبرتو پاديا على القيام بـ"نقد ذاتي". وكان بارگاس يوسا مرشحاً لرئاسة پيرو في 1990، وبدا فوزه مؤكدا حتى ظهر مهندس زراعي غير معروف، ألبرتو فوگموري، وجرى انتخابه على نحو فاجأ الجميع. ثم تخلى حائز جائزة نوبل عن السياسة الپيروڤية. إلا أنه لم يتوقف أبداً عن متابعة الأخبار الدولية عن كثب، وكان يندد بانتظام بالشعبوية باعتبارها "مرض الديمقراطية"، بما يشمل سياسات تشاڤيز وكاسترو في أمريكا اللاتينية واليمين المتطرف واليسار الراديكالي في أوروپا.[2]
كما كان بارگاس يوسا صديقاً مقرباً من الكاتب الكولومبي الشهير گابرييل گارسيا ماركيز، قبل أن تنتهي علاقتهما بسبب جدال غامض. وتعهد بارگاس يوسا بالتكتم إلى الأبد عن الأسباب التي أدت إلى خلافهما. عقب انفصاله عن زوجته الثانية، تصدر الكاتب عناوين الصحف المتخصصة بالمشاهير في 2015 بسبب علاقته بالمرأة الإسپانية من أصل فلپيني إيزابيل پريسلر، الزوجة السابقة للمغني خوليو إگلسياس. وأعلنا انفصالهما في نهاية 2022.
المصادر
- ^ "وفاة الكاتب البيروفي ماريو فارغاس.. صاحب نوبل للآداب". سكاي نيوز عربية. 2025-04-14. Retrieved 2025-04-19.
- ^ "من هو الراحل ماريو فارغاس يوسا صاحب نوبل للآداب وآخر ممثلي الجيل الذهبي لأدباء أمريكا الجنوبية؟". فرانس 24. 2025-04-14. Retrieved 2025-04-19.