أسبوع تساقط الفانتوم

(تم التحويل من أسبوع اسقاط الفانتوم)
حطام طائرة فانتوم.

أسبوع تساقط الفانتوم، هو أسبوع بدأ من 30 يونيو حتى 7 يوليو 1970، قامت فيه قوات الدفاع الجوي المصرية باسقاط 12 طائرة فانتوم إسرائيلية أثناء حرب الاستنزاف. خلال الاسبوع الأول من شهر يوليو تمكن تجمع الدفاع الجوي من اسقاط 24 طائرات فانتوم وسكاي هوك وأسر 3 طيارين إسرائيليين. وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم.[1]

خلفية

الصفحة الأولى من جريدة الأهرام 19 فبراير 1973.

بدأت حرب الاستنزاف في أوائل 1969 وشمل الصراع المدفعية والمشاة وسلاح المهندسين وكثف الإسرائيليون غارتهم على معاقل قوات الدفاع الجوي فكانت حرب الاستنزاف، حرب بين الدفاع الجوي المصري والسلاح الجوي الإسرئيلي واشتبكت قوات الدفاع الجوي مع الطيران الإسرائيلي في محاولات للتصدي لصلف الطيران الإسرائيلي بتدبير الكمائن له في أماكن متعددة واقتناص طائراته. وخلال عام 1969 اشتد وطأة القصف الإسرائيلي المصحوب بأعمال الأعاقة الرادارية وعلى كتائب الصواريخ.

منصة صواريخ سام-3.

في أواخر 1969 زودت إسرائيل بطائرةأمريكية حديثة، وكانت أول طائرة تستخدم أنظمة الحرب الإلكترونية، وكانت مزودة بتجهيزات الكترونية حديثه جداً، من حواسيب ورادارات لأغراض متعدده وأجهزة استشعار للصواريخ المعادية المنطلقة بتجاهه الطائرة مما يسمح للطيار بأخذ مناورة حادة مما يفجر الصاروخ وهو يطارد الطائرة لأنه من المعروف ان الصاروخ لا يستطيع عمل مناورة تكتيكية حادة بل سينفجر بالجو. ما زاد اعباء القتال على المصريين وهو جهاز أمريكي ركب على الطائرات الفانتوم كلف بضعة ملايين من الدولارات الأمريكية والتي بسبب هذا الجهاز اطلق عليها الطائرة الأمنة. وكان الدفاع الجوي المصري يحاول مرة عد مرة فتح النسق الأول من كتائب الصواريخ لتغطية الأعمال الحربية فوق قناة السويس. وكان ذلك في 5 ديسمبر 1969، في 25 ديسمبر 1969 بدء الطيران الإسرائيلي بقصف طويل من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة الخامسة مساء، فوق المصريين والروس. وكان القصف متواصل في ذلك اليوم بفواصل زمنية بسيطة من دقيقة إلى دقيقتين بواسطة قنابل تزن الواحد 2000 رطل وأخرى توازي 1000 رطل.[2]

حطام طائرة سكاي هوك.

في بداية عام 1970 كان قرار القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية أنه لابد من منع العدو الجوي الإسرائيلي من السيطرة الجوية علي الجبهة المصرية ولتحقيق ذلك فإنه لابد من تمركز وحدات الصواريخ لتوفير الحماية لقوات البرية المصرية في الجبهة وخلق الظروف المناسبة للإعداد لحرب التحرير، ولتحقيق ذلك كان لابد أن تتمركز وحدات الصواريخ في مواقع محصنة لتوفير الحماية لها من هجمات لها من هجمات العدو الجوية ولذلك صدرت التعليمات للشركات المصرية ببناء المواقع المحصنة في جبهة قناة السويس وطبقا لخطة قوات الدفاع الجوي.[3]

وعندما بدأ بناء هذه المواقع أعلن قادة إسرائيل بأنهم لن يسمحوا بإدخال الصواريخ المصرية المصرية إلي جبهة القتال وصرح الجنرال حاييم بارليف، رئيس الأركان الإسرائيلي في ذلك الوقت، لمجلة التايمز الأمريكي بقوله: إن إقامة هذه الصواريخ سيوفر لمصر قدرات هجومية.... وفي اليوم التالي قال إيجال ألون: إن السيطرة الجوية فوق منطقة القناة ضرورة وإن خطتنا هي الاستمرار في القصف الجوي المنع إقامة شبكة الصواريخ... واستمرت شركات البناء في إقامة مواقع الصواريخ في حماية المدفعية الخفيفة المضادة للطائرات وفي نفس الوقت ركزت الطائرات الإسرائيلية هجماتها ضد العاملين في البناء وقصفتهم بآلاف من القنابل والصواريخ وعلي سبيل المثال في شهر مارس 1970 وجهت إسرائيل96 هجمة جوية ضدهم وفي شهر أبريل وجهت 93 هجمة جوية وفي مايو وجهت إسرائيل43 هجمة جوية ضد العاملين، وقد كانت الهجمات الجوية تستمر لفترات طويلة تتراوح بين ثلاث الي ست ساعات متصلة، إختلطت دماء الشهداء من مدنيين عمال ومهندسين وعسكريين بمواقع الصواريخ والعديد من الشهداء، وكانت هذه الأعمال القتالية تؤكد قرار القيادة الإسرائيلية: لاصواريخ مضادة للطائرات في منطقة الجبهة، وبالتالي فإن معني ذلك بالنسبة للقيادة المصرية (لا عبور... ولا هجوم... ولاتحرير للأرض) وأصبح الصراع العربي الإسرائيلي هو صراع بين قوات الدفاع الجوي والقوات الجوية الإسرائيلية، مما دعا رئيس الجمهورية الي الاجتماع مرتين مع بعض قادة كتائب الصواريخ وقادة لواءات الصواريخ يوم 9 أبريل ويوم 16 أبريل من الساعة السابعة مساء وحتي الثالثة صباحا لمناقشة جميع التفاصيل والمشاكل.

وقد تم التنفيذ خلال ليلة 29/28 يونيو وفي صباح يوم 30 يونيو بدأ الهجوم الإسرائيلي بقوة 24 طائرة فانتوم وسكاي هوك واسقط الدفاع الجوي 2 طائرة فانتوم و2 طائرة سكاي هوك وتم أسر ثلاثة طيارين إسرائيليين وكانت هذه أول مرة يتم فيها إسقاط طائرة فانتوم واستمرت الهجمات في الأيام التالية حتي يوم 5 يوليو، وكانت وسائل الإعلام العالمية تتابع مايحدث علي جبهة القتال واطلقت علي هذا الأسبوع أسبوع تساقط الفانتوم. لقد تم تنفيذ الأعمال القتالية بواسطة أبطال من رجال قوات الدفاع الجوي قدموا أرواحهم ودمائهم في سبيل مصر.

ومرت الأيام ونجحت قوات الدفاع الجوي في توفير الحماية لقواتنا البرية أثناء اقتحام القتال وتحرير سيناء في حرب أكتوبر1973.

أول إسقاط

سام-3 في مصر

واجهت إسرائيل صواريخ سام 2 خلال حرب يونيو 1967، وفقدت ثلاث طائرات اسقطتها تلك الصواريخ، لكن هذه البطاريات كانت قليلة العدد، وكان من السهل على الطائرات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة تدميرها، ولكن خلال حرب الاستنزاف زاد عدد هذه البطاريات، وكانت كل منصة إطلاق تضم مجموعة من ستة صواريخ، كما تم تعزيزها بصواريخ سام 3 الاكثر فعالية والأكثر صعوبة في تفاديها.

وفي يوليو 1970م اختبر سلاح الجو الاسرائيلي نظاماً ابتكره الأمريكان لمواجهة صواريخ سام 2 فوق فيتنام الشمالية. وكان هذا النظام يقوم على أساس جيوب إلكترونية تبعث بإشارات تضلل رادارات الصواريخ إلا أن الطائرات المجهزة بمثل هذه الجيوب يتعين أن تحافظ على تشكيل على ارتفاع محدد حتى لو أطلقت الصواريخ عليها، والمشكلة هي أن الاميركيين أنفسهم لم يعرفوا مدى فعالية هذا النظام في العمل ضد صواريخ سام 3، ومع ذلك أصر القادة الإسرائيليون على تجربته.

وقاد الكولونيل « صامويل هيتز » سرباً يضم 20 طائرة فانتوم إلى منطقة الصواريخ المصرية وقامت الطائرات بتنشيط الجيوب الموجودة تحت الاجنحة، وحلقت على ارتفاع ثابت، ونجحت الطائرات الاسرائيلية في تدمير أربع بطاريات صواريخ مصرية من البطاريات العشر وإصابة ثلاث بطاريات أخرى، الا أنه تم إسقاط خمس طائرات فانتوم، وإصابة عدد مماثل منها طائرة هيتز نفسه ونجح ملاحه في القفز بالمظلة ليقع في الأسر، بينما نجح هيتز بصعوبة في الهبوط بإحدى القواعد في سيناء والخروج من الطائرة قبل احتراقها.

وأدركت إسرائيل أنها لم تعد تتمتع بأي تفوق في السماء، وأن التقنية التي نعمت بتفوقها من قبل على العرب قد انقلبت عليها بين عشية وضحاها، وتفاقمت المشكلة عندما تمكن المصريون من تحريك الصواريخ إلى منطقة القناة ليتسع مداها فوق سيناء. ووسط المحاولات الإسرائيلية لتطوير نظام لتضليل صواريخ سام 3 المنصوبة على الجانبين المصري والسوري، ظهر جيل جديد من هذه المنظومة المضادة للطائرات، وهو الصاروخ «سام 6» ، الأمر الذي شكل تهديداً أكبر للطائرات الإسرائيلية. وكانت التركيبة الإلكترونية للصاروخ الجديد غير معروفة حتى بالنسبة للأميركيين واستنتج سلاح الجو الإسرائيلي أنه من الممكن أن يفقد طائرة أمام كل بطارية سام وفي ظل وجود 87 بطارية صواريخ على الجبهتين المصرية والسورية بالاضافة إلى 95 بطارية أخرى للدفاع عن المناطق الخلفية، فقد أدركت إسرائيل أن الثمن المدفوع من طائراتها سيكون فادحًا، وأن الاعتماد الكبير للقوات الإسرائيلية على السلاح الجوي أصبح موضع شك.

حرب يوم الغفران - المواجهة الملحمية التي حولت الشرق الأوسط إبراهام رابينوفيتش[4]

حائط الصواريخ المصري

حائط الصواريخ المصري هو مجموعة قوات منفصل للدفاع الجوي المصري كانت تضم المدفعية مضادة للطائرات، وحدات صواريخ، أجهزة الرادار والإنذار، مراكز قيادة مشتركة‏، أنشأتها مصر عام 1970 بهدف صد الهجمات الصاروخية الإسرائيلية.[5]

استغرق بناء حائط الصواريخ 40 يوما ً، وكان السبب في تحييد القوات الجوية الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر 1973 مما سهل عملية العبور وإجتياز خط بارليف وإتاحة رؤس الكباري على الضفة الشرقية لقناة السويس لم تكن مجرد تجميع جديد مبتكر للصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، بل كان نقطة تحول للقوات المصرية.[6]

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ الدفاع الجوى المصرى وتساقط طائرات الفانتوم الإسرائيلية، موسوعة تاريخ أقباط مصر
  2. ^ أسبوع تساقط الفانتوم، المنتدى العربي للدفاع والتسليح
  3. ^ ملحمة أبطال الدفاع الجوي، بوابة الأهرام الإلكترونية
  4. ^ Hossam Mohamed. "حرب يوم الغفران - المواجهة الملحمية التي حولت الشرق الأوسط". فيسبوك.
  5. ^ في الذكرى الاربعين لبناء حائط الصواريخ حوار مع قائد الدفاع الجوى المصرى، منتدى الجيش العربي
  6. ^ بناء حائط صواريخ الدفاع الجوي، موقع تاريخ بورسعيد