بشارة بحبح
بشارة بحبح (و. 1958)، هو أكاديمي ورجل أعمال وناشط سياسي أمريكي من أصل فلسطيني. تابع دراسته الجامعية في الولايات المتحدة وحصل على الدكتوراة من جامعة هارڤرد. بعد تجربة مهنية قصيرة بالقدس انتقل بشارة بحبح إلى الولايات المتحدة وانخرط في العمل الأكاديمي والسياسي، فكان له دور كبير في حشد أصوات الناخبين العرب لدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترمپ، وأصبح أحد المقربين من دائرته الخاصة. في مايو 2025 لعب بحبح دوراً في محاولة الوصول لاتفاقية وقف إطلاق نار وتبادل أسرى في حرب غزة.
النشأة
وُلد في القدس عام 1958 من أب مقدسي وأم تنحدر من عائلة ثرية في مدينة يافا، داخل الخط الأخضر. كانت عائلته تعيش في القدس لكنها اضطرت عام 1948، في خضم النكبة التي تلت إعلان قيام إسرائيل، للنزوح إلى الأردن. ويرتبط نزوح عائلة بحبح خارج فلسطين بشكل وثيق بحادث تفجير قنبلة في فندق الملك داود في القدس عام 1946، والذي أسفر عن سقوط 71 قتيلاً بينهم 41 فلسطينياً. كان والد بشارة بحبح يملك محلاً للحلاقة في ذلك الفندق الفاخر، وكان في عمله يوم الانفجار ونجا بأعجوبة بعدما اضطر للقفز من الطابق الثاني قبل لحظات من العملية، التي كانت وراءها عناصر من منظمة الأرگون الصهيوينة التي كان يقودها مناحم بيگن. أمضى والدا بشارة بحبح عامين في مخيم للاجئين الفلسطينيين بمدينة الزرقاء وسط الأردن، وهناك وُلدت إحدى أخواته.[1]
يعرّف بشارة بحبح نفسه بأنه لاجئ وابن لاجئين، ويقول إن حياته في القدس اتسمت بالفقر وعدم الاستقرار، لذلك صمّم على أن يجنب أولاده العيش في ظروف مماثلة. وعن ظروف نشأته، قال بشارة بحبح في تصريحات صحفية "كنا تسعة أفراد في غرفة نوم واحدة، بلا ماء أو كهرباء. أتذكر طفولتي وأنا أدرس تحت ضوء فانوس. كما أتذكر عندما كانت مياه الأمطار تتسرب عبر السقف، والغرفة مليئة بالدلاء لجمعها".
كان بشارة بحبح يحمل بطاقة الهوية الزرقاء، التي تمنحها عادة سلطات الاحتلال لسكان القدس المحتلة، وفي عام 2009 سحبها منه الاحتلال بحجة أنه لم يعد مقيماً بشكل دائم في القدس. لا يزال بشارة يحتفظ ببطاقة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والتي تبين حصص الطعام الشهرية التي كانت عائلته تتلقاها بمخيم الزرقاء ثم في البلدة القديمة بالقدس.
تابع بشارة بحبح دراسته في القدس حتى عام 1976 حين سافر إلى الولايات المتحدة بعد حصوله على منحة دراسية من جامعة برگهام يونگ في ولاية يوتا. واصل بشارة بحبح دراسته الجامعية وتخصص في العلوم السياسية والاقتصاد بجامعة هارڤرد، ومنها حصل على الماجستير عام 1981، ثم الدكتوراه عام 1983 في قضايا الأمن الإقليمي.
مسيرته المهنية
عاد بشارة بحبح إلى القدس عام 1983، وفي بداية مشواره المهني عمل بين عامي 1983 و1984 رئيس تحرير الطبعتين العربية والإنگليزية من صحيفة الفجر، التي كانت تصدر في القدس الشرقية بين عامي 1972 و1993 وكانت مقربة من [[منظمة التحرير الفلسطينية]. عاد لاحقاً إلى الولايات المتحدة وبدأ مساراً في العمل الأكاديمي، إذ درّس في جامعة هارڤرد، وكان مديراً مشاركاً لمعهد الشرق الأوسط في جامعة هارڤرد. إلى جانب ذلك كان بشارة بحبح، خبيراً مالياً مختصاً في إدارة الثروات والديون والضرائب.
نشاطه السياسي
يعتبر بشارة بحبح أن بوصلته في حياته هي خدمة القضية الفلسطينية من موقع كونه مواطناً فلسطينياً-أمريكياً، وبما حققه من نجاحات في المجال الأكاديمي والاقتصادي. وكانت أولى تحركاته من خلال العضوية في الوفد الفلسطيني إلى محادثات السلام متعددة الأطراف حول ضبط الأسلحة والأمن الإقليمي، وذلك في أعقاب التوقيع على اتفاقية أوسلو عام 1993. انخرط بشارة بحبح في الحياة السياسية الأمريكية وتقلب بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وذلك على خلفية مواقف كل حزب من القضية الفلسطينية.
يقول بشارة أنه صوت عام 2016 للمرشح الجمهوري دونالد ترمپ، بسبب استيائه من مواقف الرئيس الديمقراطي آنذاك باراك أوباما الذي لم يقدم في نظره أي شيء للفلسطينيين. أما في انتخابات 2020 فقد صوّت للمرشح الديمقراطي جو بايدن بسبب اعتراف ترمپ بالقدس "عاصمة لإسرائيل" ونقل السفارة الأمريكية إليها، وكذا اعترافه "بسيادة إسرائيل" على هضبة الجولان السورية المحتلة. وفي انتخابات 2024، عاد بشارة بحبح ليصوّت مجدداً لترمپ بعد "خيبة الأمل الكبيرة" في صفوف الفلسطينيين من سياسات بايدن، وخاصة من العدوان الإسرائيلي على غزة بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023.
دعمه لترمپ
لم يكتف بحبح بالتصويت لترمپ، بل كان له دور كبير في حشد أصوات الناخبين الأمريكيين-العرب، ولذلك أنشأ عام 2024 منظمة "العرب الأمريكيون من أجل ترمپ"، في خطوة احتجاجية على مواقف بايدن الداعمة بشكل مطلق لإسرائيل في حربها على قطاع غزة. ويبرر بحبح دعمه لترمپ بعاملين أساسيين: الوعود بتحقيق وقف حرب غزة وتحقيق سلام دائم في المنطقة. ويرى أنه حقق الوعد الأول عندما ضغط بقوة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في يناير 2025. ويؤكد بشارة بحبح أنه على اتصال مع بعض مستشاري الرئيس دونالد ترمپ، وعلى الصعيد العربي يقول إنه التقى في ديسمبر 2024 بثلاثة قادة عرب في الشرق الأوسط في إطار المساعي الدولية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
لكن موقف بحبح تغير نسبياً من الرئيس ترمپ عندما أعلن الأخير في فبراير 2025 عن خطط أمريكية للاستيلاء على قطاع غزة بعد ترحيل سكانه إلى دول الجوار وتحويله إلى وجهة سياحية دولية سماها "ريڤييرا الشرق الأوسط". وعلى إثر ذلك، بادر بشارة بحبح إلى تغيير اسم المنظمة التي أسسها عام 2024 دعماً لترمپ إلى "العرب الأمريكيون من أجل السلام"، إيماناً منه أن فرص تحقيق السلام في الولاية الثانية لترمپ ممكنة. وبحكم معرفته بدواليب العمل السياسي في الولايات المتحدة وآليات صنع القرار فيها، يرى بشارة بحبح أن مفتاح حل القضية الفلسطينية يوجد في أيدي اليهود الأمريكيين، وأنه لا بد من فتح قنوات حوار معهم للتوصل إلى التسوية المنشودة.
حرب غزة
واتساقاً مع سعيه للسلام من خلال الحوار مع كافة الأطراف المعنية بالموضوع، رجحت مصادر مختلفة أن بشارة بحبح لعب دوراً في التواصل بين حماس والإدارة الأمريكية للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر في 12 مايو 2025. وكان عيدان ألكسندر أسيراً لدى كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- منذ عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر 2023.
في 26 مايو 2025، كشف موقع أكسيوس الأمريكي عن مسئول إسرائيلي، أن بشارة بحبح أدار المفاوضات مع حركة حماس بناء على توجيهات ستيڤ ويتكوف. وصرح مسئول إسرائيلي، إن رجل الأعمال الأمريكي الفلسطيني بشارة بحبح كان بالدوحة مؤخراً نيابة عن ويتكوف. وأدار بحبح المفاوضات مع حماس بناء على توجيهات ويتكوف، وتمثل توجيه ويتكوف في ضرورة أن يتضمن أي اتفاق إطلاق سراح 10 محتجزين أحياء ووقف إطلاق النار 60 يوماً. ويتضمن توجيه ويتكوف، التزاماً أمريكياً بأن تجري إسرائيل مفاوضات جادة لإنهاء الحرب. ووافق بحبح على مقترح حماس بإطلاق سراح 5 محتجزين ببداية وقف إطلاق النار و5 آخرين في نهايته.[2]
آراؤه
السلام في الشرق الأوسط
يؤمن بشارة بحبح بإمكانية تحقيق السلام في الشرق الأوسط عبر "الحوار والتواصل مع كل الأطراف المعنية بالموضوع"، وتقول بعض المصادر الصحفية إنه أسهم في عقد مفاوضات مباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والإدارة الأميركية عام 2025.
مؤلفاته
عام 2009 ألف في هذا المجال كتاباً بعنوان "إدارة الثروات في أي سوق" يعتبر دليلاً شاملاً يرشد الأفراد إلى سبل حماية أصولهم المالية وبناء ثرواتهم لمواجهة أي تقلبات. قبل ذلك، ألف بشارة بحبح، بالاشتراك مع لينا بتلر، كتابا بعنوان "إسرائيل وأميركا اللاتينية: العلاقة العسكرية" (1986) سلط فيه الضوء على خلفيات التعاون العسكري بين إسرائيل وعدد من بلدان أميركا اللاتينية.
- ^ "بشارة بحبح". الجزيرة نت. 2025-05-21. Retrieved 2025-05-26.
- ^ "أكسيوس عن مسئول إسرائيلي: بشارة بحبح أدار المفاوضات مع حماس بناء على توجيهات ويتكوف". جريدة الأهرام. 2025-05-26. Retrieved 2025-05-26.