حارث السوداني

حارث السوداني

Captain
حارث السوداني1.jpeg
الاسم المحليHarith al-Sudani
اسم الميلادحارث السوداني
ولد1981
الرمادي، العراق البعثي
(العراق الحالي)
توفي2017
مكان غير مؤكد.
الولاءFlag of Iraq.svg العراق
الخدمة/الفرع العراق
سنين الخدمة2013-2017
الرتبةCaptain
الوحدةخلية استخبارات الصقور العراقية
المعارك/الحروبحرب العراق (2013-17)


بغداد تخلد ذكرى حارث السوداني بنصب تذكاري وشارع يحمل اسمه2.jpeg

النقيب حارث عبد علي محمد السوداني [1] هو ضابط استخبارات عراقي وجاسوس أنظم إلى خلية الصقور الإستخباراتية عام 2014 وهي أحدى الوكالات الإستخباراتية والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية. [2][3] برز السوداني خلال الحرب في العراق (2013-2017) مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بعد ما أصبحت بعض المحافظات مسيطرة عليها من قبل التنظيم الإرهابي والصعود المفاجئ لداعش وانتزاع معضم الأراضي في العراق وسوريا...هذا ما دفع خلية الصقور لتكليفه عام 2014 ليكون جاسوساً لمصلحة بلده بإختراق داعش والانخراط في صفوفهم حتى يتمكنوا من قتل أو إعتقال قاداتهم ومنع الهجمات وتدمير الاسلحة وإفشاء مخططاتهم، [4] حيث تسلل إليهم وعمل معهم لفترة طويلة حتى أصبح وصياً وسائق عن نقل السيارات المفخخة والمفجرين الانتحاريين إلى محافظة بغداد وغيرها من المحافظات مما سمح للخلية الصقور بالتعاون معه من تفكيك حوالي 30 هجوماً بالسيارة المفخخة و تم قتل وإعتقال 18 أو أكثر من المفجرين الانتحاريين وساهم بنقل معلومات مهمة للجيش العراقي ومعرفة أبرز قادة التنظيم والخ…حتى أطلقت عليهُ صحيفة النيويورك تايمز العالمية ووصفتهُ ''بأعظم جاسوس عراقي والأكثر نجاحاً في العراق'' [4] وبعد مرور أكثر من سنة والعمل المستمر مع التنظيم الإرهابي إلا أنه تم أكتشافه وإعدامه عام 2017 من قبل داعش.

عن حياته

ولدَ في مدينة الصدر في محافظة بغداد من عائلة تأديبية صارمة وعمل مع والدة في محل مطبعي تاركاً لدراسته، [2] بعد فترة من الزمن عاد إلى المدرسة لتعلم اللغة الإنجليزية والروسية ثم أستقر وحصل في النهائية على وظيفة مراقبة للبنى التحتية النفطية العراقية، [2] لكن هذةِ الوظيفة لم تلهمه ثم تم تجنيده هو وشقيقه مناف من قبل خلية الصقور الاستخباراتية لكونه رجل شجاع وذكي جداً وحبه وإنتمائه ووفائه وإخلاصه لبلده يفوق الخيال وعنده صبر وطولة بال في العمل هذا ما كان يتميز به حارث السوداني عن بقية الضباط في خلية الصقور. تم تعيين حارث في عام 2013 مستفيداً من مهاراته في الكمبيوتر واللغات وتم تكليفه بمراقبة حركة المرور على شبكة الإنترنت والمكالمات الهاتفية للإرهابيين المشتبه بهم.[2]

المهمة التي تم تكليفه بها

في عام 2014 مع ظهور داعش وصعوده المفاجئ، كُلِّفت خلية الصقور بالتسلل إليهم  مع عملاء سريين.[2] تطوع حارث السوداني بدافع مكافحة جرائم داعش والأطفال الذين قُتلوا في هجمات داعش…وتمت ترقيته إلى رتبة نقيب وبدأ التدريب لمدة 90 يوماً على التظاهر بأنه جهادي [2] ودرب نفسه على الطقوس السنية والصلوات والآيات القرآنية المفضلة وبعض الأناشيد قبل أن يعمل جاسوساً وسرعان ما تعلم وإتقان لهجة الرمادي لانه كان ينحدر من عائلة أصلها الرمادي [2] ثم أنتحل شخصية أبو صهيب وتواصل مع أحد قيادة داعش لانضمام لهم بعد ما تظاهر على أنه مسلم سني عاطل عن العمل من بغداد حتى كسب ثقتهم به وتم تجنيده بسرعة من قبل أعضاء داعش وعمل معهم من سنة 2016 الى سنة 2017،[2] كانت مهمته الموكلة إليه هي التسلل إلى مخبأ داعش في الطارمية وهي مدينة معروفة بأنها مصدر رئيسي للمفجرين الانتحاريين إلى العاصمة بغداد.[2]

عميل داعش المتسلل

سرعان ما قيمت قيادة داعش جودته المتصورة لكونه مواطناً من بغداد، مما سيزيد من فرص المرور عبر نقاط التفتيش والخ…وافقت عليه لانضمام لهم [2] وتدرب "أبو صهيب" لأول مرة على المتفجرات والأديان، وتم تكليفه وصياً وسائق عن نقل السيارات المفخخة والمفجرين الانتحاريين إلى محافظة بغداد وغيرها من المحافظات، [2] تم نقل ما يقارب 30 سيارة مفخخة وأكثر من 18 من المفجرين الانتحاريين إلى بغداد على مدار سنة كاملة [2] ولكونه جاسوس يعمل مع خلية الصقور الاستخباراتية إلا أن جميع هذةِ السيارات المفخخة تم تفكيكها بالكامل من قبل فريق إزالة الألغام التابع لخلية الصقور وتم قتل أو اعتقال جميع المفجرين الانتحاريين ثم يعملون مشهد تمثيلي بانفجار مسيطر عليه ومتحكم فيه وضحايا مزيفين ويتم التفجير وفقاً للمكان الذي تبنته داعش، بعد ذلك يتم ارسال صور الانفجار والملخصات الأمنية المزيفة إلى المؤسسات الأخبارية للتظاهر بحدوث هجوم ناجح وأسفر عن وقوع شهداء وجرحى لكي يبعدوا الشكوك عن حارث السوداني.[2][4] عندها تفاخروا قيادة داعش بالعمل الذي قام به حارث السوداني واتمام العملية بالنجاح ثم يعود الى مهمته التسللية من جديد وهكذا حتى طلبوا منه الكشف عن أماكن جديدة لاستهدافها.

كُشف أمره

بعد ما تم نشر أكثر من قناة ومنها قناتي الشرقية والسومرية لفيديو مسرب من كامرات مراقبة لأحد البيوت القريبة من موقع الانفجار المسيطر عليه والضحايا المزيفين يعود لخلية الصقور وهم يقومون بالمشهد التمثيلي في نفس المكان التي تبنته داعش، هنا بدأ داعش يشك فيه [5] وتم تأكيد شكوكهم على أنهم مخترقين في صفوفهم عندما صرح رئيس الوزراء حيدر العبادي انذاك في تغطية خاصة لمؤتمر صحفي يقول لهم هنالك من المؤسسات الأخبارية مرتبط مع داعش في نقل انفجارات وضحايا مزيفين لم تحدث أصلاً (هنا نفى الدور الذي تقوم فيه خلية الصقور) هذا ما دفع داعش أن يرسلونه في مهمة أخرى لتفجير سيارة مفخخة في 31 ديسمبر 2016، كجزء من قصف أوسع نطاقًا ومنسقًا لعدة مدن. ومن دون علمه، قام داعش بتركيب ميكروفون ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) على شاحنة كيا بونغو بيضاء. عندما قاد السوداني سيارته إلى مكان ما مع حمولته المتفجرة وبدأ الاتصال الهاتفي مع خلية الصقور، استمع داعش سرًا إلى المحادثة، مؤكدًا تسلل السوداني داخل صفوفهم. [2][5]عندما انطلق السوداني نحو نقطة الالتقاء المتفق عليها مع فريق إزالة الألغام، تلقى مكالمة من أحد عملاء داعش، مشيرًا إلى أن موقعه المزعوم ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) غير متطابقين، وهو ما فسره بخطأ في القيادة.[2] في نقطة أقرب، قام ثمانية عملاء بتفكيك قنبلة السيارة بسرعة، والتي كانت مصنوعة من صاعق، و 26 كيسًا من مادة C4 المتفجرة، ونترات الأمونيوم، وكرات معدنية.[5] وفي حوالي منتصف الليل، أفادت وكالة أنباء عن انفجار دون وقوع إصابات.[2]

إعدامه  

في 17 يناير 2017، تم استدعاء حارث السوداني مرة أخرى إلى موقع غير عادي في الطارمية . انقطع الاتصال به بعد وقت قصير من وصوله.[2] من تنفيذ عملية إنقاذ في 3 أيام، وهو الوقت اللازم للتخطيط لإجراء في معقل داعش، لكنه فشل في العثور على حارث السوداني بينما قتل جندي من القوات الخاصة.[2] أشارت بعض الاستخبارات إلى أنه كان سجينا في القائم، وهو معقل آخر لداعش،[2] أو نقل إلى سوريا.[5] في أغسطس 2017، نشر داعش مقطع فيديو يظهر إعدام جواسيس معصوب العينين المشتبه بهم. على الرغم من عدم تسمية حارث، يعتقد شقيقه مناف أن حارث كان أحد السجناء الذين أعدموا.[2] تعتقد المخابرات العراقية أن حارث السوداني احتجز لمدة سبعة أشهر قبل مقتله.

اعتراف

لم تعلم عائلة النقيب السوداني بدوره الحاسم في مكافحة الإرهاب إلا بعد وفاته. واعتبارًا من أغسطس 2018، كانت عائلة السوداني تحاول منذ عام الحصول على اعتراف بدور حارث والمطالبة بالمعاشات التقاعدية ذات الصلة لأرملته وأطفاله الثلاثة.[2][4] واستنادًا إلى مقطع فيديو إعدام داعش، أعلنت كل من خلية الصقور الاستخبارية والقيادة العسكرية المشتركة العراقية وفاته في عملية لمكافحة الإرهاب.[4] ولكن بما أن السوداني قُتل في أراضي داعش، فلا يوجد دليل مادي متاح لتأكيد وفاة الجندي إداريًا في العمل وتقديم شهادة وفاة.[4] أثارت التغطية الأولية لصحيفة نيويورك تايمز في 12 أغسطس 2018 العديد من التغطية الإعلامية وردود الفعل الشعبية حول تصرفات السوداني وبطولته.[4] في يوم الاثنين الثالث عشر، وفقًا لوالد حارث، اتصل مساعد رئيس الوزراء حيدر العبادي بعائلة السوداني من أجل تسهيل طلبات الأسرة.[4] واستدعى المسؤول قضاة المحكمة الإدارية المختصة لإصدار شهادة وفاة رسمية، بينما اعترف مسؤول آخر بأن هذا الوضع نموذجي للأسف.[4] وشكرت الأسرة المسؤولين على توسطهم لصالحهم.[4]

تجسيد شخصيته

في شهر رمضان 1446 هـ قامت قناة العراقية الرسمية بإنتاج مسلسل بأسم «النقيب» من بطولة الفنان حيدر أبو العباس، تدور الأحداث حول ضابط استخبارات عراقي تُسند له مع مجموعة من زملائه مهمة اختراق تنظيم "داعش" الإرهابي والانضمام إليهم، بهدف كشف مخططاتهم وإحباط محاولاتهم للسيطرة على العراق والقضاء عليهم، مُعرضين أنفسهم للخطر في سبيل تحقيق ذلك. المسلسل المستوحى من أحداث واقعية، يستعرض جهود "وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية" المعروفة باسم "خلية الصقور" في اختراق تنظيم "داعش" بعد سيطرته على أجزاء واسعة من العراق عام 2014. يجسد العمل شخصية النقيب حارث السوداني، الذي كلِّف بالمهمة نظراً لمهاراته في برمجيات الحاسوب ومراقبة الاتصالات.[6]

الحياة

بغداد تخلد ذكرى حارث السوداني بنصب تذكاري وشارع يحمل اسمه.jpg

ولد حارث وترعرع في مدينة الصدر ببغداد، كان يعمل بعد المدرسة مع والده في محل طباعة صغير، كان يعاني من الظروف المعيشية الصعبة ايام الحصار مما اضطره لترك دراسته في الجامعة.

تحت ضغط اهله، تزوج وعاد للدراسة لتعلم اللغة الإنجليزية والروسية بعدها حصل على وظيفة المراقبة للبنية التحتية للنفط في العراق لكن لم يكن العمل يلهمه.

حارث وأخاه مناف جند من قبل خلية الصقور، استفاد من مهارته في الحاسوب واللغات وكلف بمراقبة حركات مرور الإنترنت والمكالمات الهاتفية للمشتبهين بهم بالإرهاب.

في عام 2014، اثناء الحرب ضد داعش كلفت الخلية حارث بالتسلل مع مجموعة من الأشخاص المتخفين، تطوع حارث بدافع ضد جرائم داعش ومقتل الأطفال من الهجمات، تمت ترقية حارث إلى نقيب.[7]

الوفاة

في 17 يناير 2017 تم استدعاء حارث في مكان ناءٍ في ريف الطارمية. انقطع الاتصال مع حارث بعد وصوله، عملية الإنقاذ جهزت بعد ثلاثة أيام، احتاجت العملية وقت للتخطيط للتحرك داخل معتقل داعش لكنها فشلت في العثور عليه بينما قُتل جندي واحد.

في أغسطس عام 2017 نشرت داعش مقطع فيديو لإعدام أشخاص مغطى أعينهم من دون ذكر أسمائهم، لكن أخاه تعرف على شخص منهم على أنه حارث.[8]

المراجع

  1. ^ "ERROR". www.rudaw.net. Retrieved 2025-03-19.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق Coker (2018-08-12). "The Iraqi Spy Who Infiltrated ISIS". The New York Times. Retrieved 2025-03-19.
  3. ^ "La spia che si è infiltrata nell'ISIS". Il Post. 2018-08-13. Retrieved 2025-03-19.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر Coker (2018-08-14). "Iraqi Leader Offers to Help Family of Spy Who Infiltrated ISIS". The New York Times. Retrieved 2025-03-19.
  5. ^ أ ب ت ث "The ISIS Spy Who Saved Baghdad from 30 Terrorist Bombings". www.hstoday.us. 2019-03-25. Retrieved 2025-03-19.
  6. ^ "جدل سياسي في العراق بعد عرض مسلسل النقيب". جدل سياسي في العراق بعد عرض مسلسل النقيب. 2025-03-13. Retrieved 2025-03-19.
  7. ^ Coker (2018-08-14). "Iraqi Leader Offers to Help Family of Spy Who Infiltrated ISIS". The New York Times. Retrieved 2023-12-09.
  8. ^ Coker (2018-08-12). "The Iraqi Spy Who Infiltrated ISIS". The New York Times. Retrieved 2023-12-09.