حسين علي الشرع
حسين علي الشرع (و.1944 -) باحث اقتصادي سوري، وهو والد أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع) قائد هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة).
السيرة
الميلاد والعائلة
ولد عام 1944 في قرية فيق بسهل حوران جنوب سوريا، التي تبعد 50كم جنوب القنيطرة، وتنقلت اسرته بينها وبين بلدة جيبين التي تبعد 7كم عنها ناحية الشرق. كانت العائلة عريقة ومشهورة بالعلم ينحدرون من سلالات تتصل بآل البيت، ولهم حظوة عند جميع أبناء المنطقة، ولهم أهمية خاصة في الوجاهة وحل الخلافات، وعند السلطة في القائم مقام، والمحافظة، في زمن الانتداب الفرنسي، وفي زمن الامبراطورية العثمانية، ولهم علاقات ونسب مع معظم العائلات في منطقة حوران، والأردن، وفلسطين، ودمشق.
والده علي الشرع كان من ملّاك الأراضي الكبيرة. فأهله كانوا مالكين لحوالي 85% من أراضي فيق، ونحو 600 دونم أراضي زراعية، وجده لأبيه كان يملك نحو 2000 دونم، وكان هناك 2000 دونم وزعها طالب الشرع على العاملين (80 شخصاً). والده، علي، عمل بالتجارة أما جده وعمومه فقد كانوا من المناضلين ضد الاستعمار الفرنسي في ثورة الزويّة عام 1920-1927.
درس في طفولته في الكتّاب عند الشيخ وتعلم العمليات الحسابية. ودرس الابتدائية والإعدادية وحتى الثالث ثانوي في ثانوية فيق.
بداية النشاط السياسي
في 17 أبريل 1963 بدأ الصراع يحتدم بين الشعب الذي آمن بعودة الوحدة (الجمهورية العربية المتحدة) وبين السلطات الجديدة التي كرست الانفصال واستأثرت بالسلطة. وكان الطلاب في المدارس والجامعة وفي جميع أنحاء سوريا هم القوى المحركة، إذ لم يكن هنالك رصيد للحزب والسلطة الجديدة بين أوساطهم عملياً.
وكان حسين الشرع، وآخرين من أقرانه، قد بدأوا يشكلون قوة للمظاهرات في منطقتهم المحكومة بالقوانين العسكرية. فالمظاهرات لا تتوقف في أي مناسبة، في عيد الشجرة، في ذكرى وعد بلفور، وفي ذكرى قرار تقسيم فلسطين، وفي أي يوم أو مناسبة كانت تندلع مظاهرات ضد النظام الانفصالي الجديد ورموزه. معظمها مظاهرات عفوية، والسلطة كانت تطاردهم بالجيش الذي يطلق الرصاص الحي.
وذات مرة وخلال مطاردة أجهزة الأمن لحسين الشرع شوارع قرية فيق، أطلق الرصاص الحي فأصابوا فتاة وقتلوها، وكان المقصود حسين الشرع، الذي دخل إلى دخل لبيت واحتمى فيه؛ ثم هرب إلى غابة زيتون جنوب فيق، فالتقى بزملائه الذين كانوا قد ظنوا أنهم ربما قتلوه، وفي الليل انطلق إلى مدينته، وفي اليوم التالي أعلن عن تعطيل الدراسة لثلاثة أيام حداداً على مقتل تلك الفتاة.
بعد ثلاثة أيام عاد طلاب الثانوية وكانوا نحو 600 طالب ثانوي وإعدادي، ومدير المدرسة يستشيط غضباً على حسين الشرع وزملائه: فيصل، وفوزي، وعلي، وأمجد وآخرين من قادة المدرسة.
ففي الاجتماع الصباحي بدأ خطبة تهجمية خاصة، في معظمها التنبيه على حسين الشرع وزملائه، متوعداً بالويل والثبور وعظائم الأمور، فتصدى له حسين الشرع، وخرج من بين الصفوف خطيباً يرد على هذا المدير البعثي، وطلب من زملائه تعطيل الدراسة أيضاً لثلاثة أيام رداً على ما بدر من مدير الثانوية. وفعلاً نفّذ الطلاب جميعهم ما طلب منهم عدا عشرة طلاب كانوا يخافون جداً من الاعتقال، وليس لهم قابلية بذلك.
في المساء تم اعتقال حسين الشرع، واعتقال قادة الثانوية من الطلاب، وزج بهم في الثكنات العسكرية في بلوكوس تحت الأرض تمهيداً لنقلهم لسجن المزة الشهير في دمشق.
لكن أهالي المنطقة وعشائرها والوجهاء تحركوا وتدخلوا لدى السلطات العسكرية: قائد اللواء، وقائد الاستطلاع والمخابرات. فتم إطلاق سراحهم بعد أربعة أيام، متوعديهم بالأشد والأقسى إن عادوا للتظاهر، لكن هؤلاء القادة الطلابيين أصبحوا أعلاماً ومناراً، الافتخار بهم في المجالس والمضافات في كل أنحاء المنطقة، حتى من قبل بعض ضباط الجيش، وتم الإيعاز للقادة البعثيين في المنطقة باستيعابهم ومحاورتهم وإدخالهم للحزب لكنه رفض.
الأردن
بسبب التضيق والظروف السياسية اضطر حسين الشرع لمغادرة البلاد إلى الأردن، وكان توجهه نحو القاهرة. لكن الخلافات بين الأردن وعبد الناصر جعلته يقضي في السجن قرابة شهرين ونصف وكانت المعاملة كريمة، حتى خُير بين السفر للسعودية أو للعراق فاختار العراق حيث كان عبد السلام عارف هو الرئيس، فتم استقباله والترحيب به. وأكمل دراسته الثانوية في الإعدادية المركزية، وهي من أحسن المدارس، ونجح فتقدم للجامعة، وكان يفضّل دراسة الهندسة وبسبب الظروف هناك انتقل لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة بغداد وتخرج في 1969.
العودة لسوريا
عاد لسوريا فسُجن فيها لفترة ثم خرج، ولم يُقبل في وظائف الدولة فعمل مدرساً للغة الإنكليزية في درعا لسنة واحدة، ثم توظف في الشركة العامة للنفط وأصبح مديراً للشؤون الاقتصادية ومستشاراً في وزارة النفط. وأنجز مجموعة من الدراسات عن قطاع النفط في سوريا، وثقف الكثيرين من موظفي الدولة بقطاع النفط، وقد زاره الكثير ممن يدرسون في الخارج من طلاب الماجستير والدكتوراه. وفي تلك الفترة ترشح لعضوية مجلس محافظة القنيطرة ونجح. وفي العام التالي 1973 ترشح لمجلس الشعب ولم يُوفق لأنه غير منتمي لحزب البعث.
السعودية
بقي حسين الشرع يعمل في قطاع النفط السوري حتى العام 1979، ثم تعاقد مع وزارة البترول السعودية بوظيفة باحث اقتصادي. وقبل أن يذهب للسعودية أنجز كتابين؛ الأول عن «النفط بين الإمبريالية والتنمية» ونشر في لبنان في عام 1974، وأتبعه بكتاب ثان عن «البترول والمال العربي في معركة التحرير والتنمية». وفي السعودية، بالإضافة لوظيفة الباحث الاقتصادي، أصبح يكتب مقالات سياسية واقتصادية واستراتيجية في جريدة «الرياض» من 1980 إلى 1986، ثم انتقل للكتابة في جريدة «الجزيرة» حتى استقال من عمله عام 1988. وألّفَ مجموعة من الكتب المهمة منها «النفط ومستقبل التنمية في الوطن العربي» و«النفط ومستقبل التنمية في المملكة العربية السعودية» ، ونشرت هذين الكتابين دار العلوم في 1983 و1983. ثم كتاب ثالث عن دار الثقافة والفنون السعودية وعنوانه «الاقتصاد السعودي في مرحلة بناء التجهيزات الأساسية دراسة الخطط الخمسية من 1960 إلى 1985».[1]
مؤلفات
- النفط بين الإمبريالية والتنمية (1974)
- البترول والمال العربي في معركة التحرير والتنمية
- النفط ومستقبل التنمية في الوطن العربي (1983)
- النفط ومستقبل التنمية في المملكة العربية السعودية (1983)
- الاقتصاد السعودي في مرحلة بناء التجهيزات الأساسية دراسة الخطط الخمسية من 1960 إلى 1985.
انظر أيضاً
المصادر
- ^ "سيرة والد الجولاني بقلمه من هو حسين الشرع؟". الجمهورية.