خلف بن أحمد
خلف بن أحمد | |
---|---|
![]() عملة من عهد خلف | |
أمير السلالة الصفارية | |
العهد | ٩٦٣–١٠٠٢ |
سبقه | أبو جعفر أحمد بن محمد |
تبعه | الفتح الغزنوي |
وُلِد | نوفمبر ٩٣٧ سجستان |
توفي | ١٠٠٩ گرديز (في ولاية پکتيا، أفغانستان اليوم) |
البيت | الصفاريون |
الأب | أبو جعفر أحمد بن محمد |
الأم | بَنو |
الديانة | الإسلام السني |
أبو أحمد وليّ الدولة خلف بن أحمد (نوفمبر ٩٣٧ – مارس ١٠٠٩) هو أمير السلالة الصفارية في سجستان بين عامي ٩٦٣ و١٠٠٢م. ورغم شهرته في الشرق الإسلامي كعالم، فإن فترة حكمه اتّسمت بالعنف والاضطراب، وانتهى حكم الصفاريين في سجستان بعزله.
النشأة
وُلد خلف في منتصف نوفمبر سنة ٩٣٧م، لوالده أبو جعفر أحمد بن محمد، ووالدته "بَنو" ابنة الأمير الصفاري الثاني عمرو بن الليث، في سجستان.[1] "HALEF es-SAFFÂR - TDV İslâm Ansiklopedisi". TDV İslâm Ansiklopedisi (in التركية). لا يُعرف الكثير عن أول ستة وعشرين عامًا من حياته، ويُرجّح أنه قضى معظمها في طلب العلم. ومنذ سنة ٩٥٧ أو ٩٥٨م على أبعد تقدير، اعترف به والده وريثًا للعرش، وظهر اسمه على العملات الرسمية.[بحاجة لمصدر]
الخلافة
في نهاية شهر مارس من عام ٩٦٣، اغتيل أبو جعفر أحمد في زرنج. في ذلك الوقت، كان ابنه خلف بن أحمد خارج العاصمة. وعندما وصله نبأ اغتيال والده، توجه فوراً إلى مدينة بُست، حيث أعلن واليها دعمه له. بعدها قاد خلف جيشاً نحو زرنج، والتي كانت تحت سيطرة أمير صفاري منافس يُدعى أبو حفص بن محمد. ولدى اقتراب قوات خلف، فرّ أبو حفص من العاصمة ولجأ إلى خرسان الخاضعة للسامانيين، مما مهد الطريق لخلف لدخول زرنج.[بحاجة لمصدر]
بعد تولّي الحكم، أعلن خلف أن أبو الحسين طاهر بن محمد شريك له في الإمارة. وكان أبو الحسين طاهر من أحفاد الصفاريين من جهة الأم، وكان واليًا على فره. وقدِم إلى زرنج عقب مقتل أبي جعفر. أُسكن في قصر يعقوب بن الليث الصفار، وأُدرج اسمه في الخطبة بجانب اسم خلف.
بعد عام من تولي خلف الحكم، اندلعت اضطرابات في زرنج بقيادة أحد زعماء جماعة العيارين وبمشاركة فصائل محلية، لكنها سُرعان ما أُخمدت. بعد ذلك، قرر خلف أداء الحج وغادر الإمارة، تاركًا أبو الحسين طاهر قائمًا بأعمال الحكم.
قضى خلف ما يقارب عامًا في رحلته، وعاد سنة ٩٦٥. وخلال طريق العودة، توقف في بغداد، حيث استقبله الأمير البويهي معز الدولة، ونظّم له لقاءً مع الخليفة العباسي المطيع. وقد أقرّ الخليفة له بالحكم على سجستان، ومنحه خلعة الشرف وراية رسمية.
لكن خلف لم يثق بأن أبا الحسين طاهر سيتخلى عن السلطة طوعًا، فتوجّه إلى السامانيين وطلب منهم الدعم العسكري، فلبّوا طلبه. وعند عودته إلى سجستان، أجبر أبا الحسين على الانسحاب. وما إن سُرّح جيش خلف، حتى عاد أبو الحسين وحاول استعادة السيطرة، مما اضطر خلف لطلب الدعم الساماني مجددًا. وانتهى الصراع فجأة بوفاة أبي الحسين طاهر سنة ٩٧٠، وأعلن ابنه حسين ولاءه للسامانيين وغادر سجستان مؤقتًا.[بحاجة لمصدر]
الصراع مع حسين بن أبي الحسين طاهر
في غضون عام من وفاة أبي الحسين طاهر، عاد ابنه حسين إلى الواجهة ليطالب بالحكم. دخل زرنج وسيطر عليها في أواخر ٩٧٠ أو أوائل ٩٧١م. عندها تقدّم خلف بقواته لاستعادة العاصمة، فغادر حسين المدينة وخاض معركة ضده، انتهت بهزيمته ومقتل عدد من قادته العسكريين. استعاد خلف زرنج في أبريل ٩٧١، وشرع فورًا في تصفية أنصار حسين داخل المدينة، مما دفع الكثير منهم إلى الفرار نحو خرسان.
لكن انتصار خلف لم يدم طويلاً، إذ عاد حسين في العام التالي بجيش ضمّ فيلة، وهزم خلف في معركة جديدة أعاد من خلالها احتلال زرنج. وتفاقم وضع خلف حين قرر السامانيون التدخل في النزاع، بعدما كان قد أهمل إرسال الجزية السنوية التقليدية إلى أمير السامانيين في بخارى.
استغل حسين اهتمام الأمير الساماني بالصراع، فغادر زرنج متوجهاً إلى بخارى لطلب المساعدة. في المقابل، يبدو أن خلف حاول التقرب من البويهيين، بل إنه أدرج اسم الأمير البويهي 'عضد الدولة في الخطبة في وقتٍ ما، ربما أملاً بالحصول على دعمٍ عسكري، لكن لا توجد أي سجلات تؤكد تدخلًا بويهيًا في سجستان خلال تلك الفترة.
أرسل السامانيون جيشًا لمساندة حسين، وخاض خلف معركة ضدهم في أغسطس سنة ٩٧٩، لكنه هُزم مرة أخرى.
بعد المعركة، حاصر حسين مع حلفائه السامانيين مدينة زرنج، التي لجأ إليها خلف. وبدأ حصار دام نحو ثلاث سنوات. حاولت قوات خلف تنفيذ عدة هجماتٍ مضادة، لكنها فشلت في كسر الحصار. وخاض الجيشان الساماني والصفاري عدة معارك غير حاسمة.
أخيرًا، أرسل الأمير الساماني مبعوثًا من أسرة السمجوريين، هو أبو الحسن محمد السمجوري، للتوسط وإنهاء الصراع. وبمساعدته، تم التوصل إلى هدنة سنة ٩٨٣، نُصّ فيها على منح حسين السيطرة على زرنج ومعظم سجستان. ودخل حسين العاصمة وأمر بإدراج اسم أمير السامانيين في الخطبة، بينما انسحب خلف إلى قلعة "طاق" القريبة، حيث تقرر أن يتقاضى إيرادات الأراضي السلطانية وجزءًا من ضرائب زرنج.
لكن ما إن غادر أبو الحسن سجستان، حتى نقض خلف الاتفاق، وحاول استعادة الحكم. تحصن حسين في القلعة، لكنه وجد أن المؤن قد نُهِكت خلال سنوات الحصار السابقة. فاضطر إلى طلب النجدة من الغزنويين، فتوجه الأمير سبكتكين إلى سجستان، إلا أن خلف تمكن من رشوته وأقنعه بمناصرته.
وبعدما فقد حسين أي أمل، أرسل وفدًا يطلب الصلح. وتم التوصل إلى اتفاق في ٢٥ ديسمبر سنة ٩٨٣، واحتُفِل بذلك بفعالياتٍ عامة. وتوفي حسين بعد وقتٍ قصير من توقيع الصلح.[بحاجة لمصدر]
السنوات الأخيرة
بات خلف بن أحمد الأمير الوحيد غير المتنازع عليه في سجستان لأول مرة منذ عشرين عامًا. وخلال السنوات التالية، اكتسب شهرةً كعالم بارز وراعٍ للعلم والتعليم في إمارته. وتُذكر بعض الروايات أنه أدّى الحج مرة أخرى، رغم أن تاريخ هذه الرحلة غير مؤكد.
بعد خلع الخليفة الطائع سنة ٩٩١ على يد الأمير البويهي بهاء الدولة، اعترف خلف بالخليفة الجديد القادر بالله. وقد شكّل ذلك قطيعة بينه وبين السامانيين، الذين استمروا، مع حلفائهم الغزنويين، في الاعتراف بالطائع. ومن المحتمل أن الخليفة القادر هو من منحه لقب وليّ الدولة.
قاد خلف أيضًا حملةً لاستعادة منطقتي بُست وزمندَور، اللتين كانت السيطرة عليهما قد فُقدت إبان حكم أبو الحسين طاهر. وكان الترك المحليون يتمتعون باستقلال شبه تام قبل أن يستولي سبكتكين الغزنوي على المنطقتين نحو سنة ٩٧٨م. وفي عام ٩٨٦، استغل خلف انشغال سبكتكين بحربه ضد الهندوشاهيين، فدخل بُست وسيطر عليها. لكن عند عودة سبكتكين، أُجبر خلف على الانسحاب وإعادة الضرائب التي أخذها من المدينة.
أنجب خلف عدة أبناء؛ توفي أكبرهم، أبو نصر وأبو الفضل، لأسباب طبيعية. أما الابن الثالث، عمرو، فقد قضى سنوات طويلة في بلاط الأمير الساماني في بخارى، ثم عاد إلى سجستان عام ٩٨٨، حيث استُقبل بحرارة من والده. لكنه تمرّد لاحقًا، فتم القضاء على التمرد وسُجن عمرو، وتوفي في محبسه بعد ذلك بوقت قصير.
وبعد محاولة السيطرة على بُست، تحسنت العلاقات بين خلف وسبكتكين، ويُذكر أن خلف شارك معه، إلى جانب أمير الفرغونيين في جوزجان، في حملة لدعم السامانيين في قمع تمرد بخرسان. لكن عند وفاة سبكتكين عام ٩٩٧، نشب صراع على الخلافة بين ابنيه محمود الغزنوي وإسماعيل الغزنوي.
رأى خلف في هذا الانقسام فرصة للتوسع على حساب الغزنويين، فأرسل ابنه الرابع طاهر في سنة ٩٩٨ للاستيلاء على قهستان وبادغيس. لكن طاهر هُزم في بادغيس على يد بغراچوق، عم محمود، الذي قُتل رغم انتصاره في المعركة.
لم يغفر محمود الغزنوي هذا الهجوم، فقاد جيشه بنفسه إلى سجستان سنة ١٠٠٠، وفاجأ خلف الذي كان يقيم في منتجع جبلي. ونتيجة لعدم وجود جيش كافٍ، اضطر خلف إلى دفع تعويض مالي، وإدراج اسم محمود قبل اسمه على العملات، كما وُضع اسم الغزنوي في الخطبة.
كما يُذكر أن طاهر شنّ حملة على منطقة كرمان الخاضعة للبويهيين سنة ١٠٠٠، لكنه لم يُحقق أي مكاسب دائمة. وبعد ذلك، تمرّد على والده كما فعل أخوه عمرو من قبله. وانتهى التمرد بأسره ووفاته في السجن عام ١٠٠٢. وبوفاته، لم يعد لخلف وريث مناسب لخلافته.
نهاية الحكم والوفاة
مع مرور السنوات، تزايدت نقمة الناس على حكم خلف بن أحمد، وتفاقمت بعد تمرد ابنه طاهر. وبعد وفاة طاهر، بعث قائد جيشه برسالة إلى محمود الغزنوي يخبره فيها بأن سكان زرنج يرغبون بأن يتولى حكم سجستان.
استجاب محمود بإرسال قوات متقدمة لتأمين المنطقة. قاوم خلف وتحصن في قلعة "طاق"، ونجح مؤقتًا في الصمود بوجه الحصار. فقرر محمود أن يقود الحملة بنفسه، فتوجّه إلى سجستان في نوفمبر ١٠٠٢. وسانده سكان زرنج، الذين كانوا يتطلعون لإنهاء حكم الصفاريين. وفي ديسمبر ١٠٠٢، استسلم خلف.
نُفي إلى منطقة جوزجان الخاضعة لحكم الفرغونيين، حيث عاش حتى عام ١٠٠٦ أو ١٠٠٧. ثم نُقل إلى گرديز في الجنوب، بسبب شائعات عن اتصاله بـالقراخانيين، الذين كانت بينهم وبين محمود حرب آنذاك. وتوفي هناك سنة ١٠٠٩.
استمر الحكم الغزنوي في سجستان حتى سنة ١٠٢٩، حين استولت عليها السلالة الناصرية.[بحاجة لمصدر]
المراجع
المصادر
- Bosworth, C.E. The History of the Saffarids of Sistan and the Maliks of Nimruz (247/861 to 949/1542–3). Costa Mesa, California: Mazda Publishers, 1994.
سبقه أبو جعفر أحمد بن محمد |
أمير السلالة الصفارية ٩٦٣–١٠٠٢ |
الفتح الغزنوي |