دروب الحجيج

أبو جياد
مصغر

ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال
Sabq 2024-05 8143bedb-5bff-4434-bcc2-60e519ad4a26 sCF6WgWndhFyXvzzdBqL1cvkneEmp6zC4vKiRQ6J.jpg




محليات

دروب الحج القديمة ومنافع الناس هنا تراث يمتدّ عبر العصور ناقلًا الثقافة والمعرفة،حركة نشطة أثّرت في النسيج الاجتماعي فكانت جسورًا للتواصل بين الأمصار الإسلامية

دروب الحج القديمة ومنافع الناس

هنا تراث يمتدّ عبر العصور ناقلًا الثقافة والمعرفة سلكت قوافل حجاج بيت الله منذ أن فرض الله الحج على المسلمين في مسعاهم لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام والوصول إلى بيت الله العتيق؛ دروبًا وسبلًا عدة، ملبّية وميمّمة وجهتها لبيت الله العتيق، تهفو قلوبهم لأداء فريضة الحج، فصارت الجماعات والأفراد بتعدد أجناسها من كل فج عميق، وعلى امتداد طرق الحج القديمة شهد الناس منافع لهم في تجارتهم ونقلت ثقافات ومعارف، وأثرت في النسيج الاجتماعي للتجمعات الواقعة على تلك الطرق، فكانت جسورًا للتواصل بين الأمصار الإٍسلامية؛ حيث كانت تزخر بحركة نشطة على مدار العصور السابقة؛ حيث تعددت طرق الحج التي من أشهرها درب زبيدة وطرق الحاج العراقي والشامي والمصري واليماني والعماني.


وحفظت المصادرُ التاريخية سبعةَ طرق رئيسية كانت تأتي إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهي طريق الكوفة - مكة المكرمة، ويعدّ هذا الطريق من أهم طرق الحج والتجارة خلال العصر الإسلامي، واشتهر باسم "درب زبيدة" نسبة إلى السيدة زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور الخليفة العباسي، وزوجة الخليفة هارون الرشيد التي أسهمت في عمارته فخلد ذكرها على مر العصور، ويتمثل هذا الدرب في خدمة حجاج بيت الله الحرام من بغداد مرورًا بالكوفة في العراق مرورًا بشمال المملكة ووسطها وصولًا إلى مكة المكرمة، ويبلغ طوله في أراضي المملكة أكثر من 1400 كم؛ حيث يمر بخمس مناطق في المملكة هي: مناطق الحدود الشمالية، وحائل، والقصيم، والمدينة المنورة، ومكة المكرمة.

واستخدم الطريق بعد فتح العراق وانتشار الإسلام في المشرق، وأخذ في الازدهار منذ عصر الخلافة الراشدة، وأصبح استخدامه منتظمًا وميسورًا بدرجة كبيرة؛ إذ تحولت مراكز المياه وأماكن الرعي والتعدين الواقعة عليه إلى محطات رئيسية.

وفي العصر العباسي أصبح الطريق حلقة اتصال مهمة بين بغداد والحرمين الشريفين وبقية أنحاء الجزيرة العربية، واهتمّ الخلفاء العباسيون بهذا الطريق وزوّدوه بالمنافع والمرافق المتعددة، كبناء أحواض المياه وحفر الآبار وإنشاء البرك وإقامة المنارات، كما عملوا على توسيع الطريق حتى يكون صالحًا للاستخدام من قبل الحجاج والمسافرين ودوابهم.

وذكرت المصادر التاريخية والجغرافية أن مسار الطريق خُطّط بطريقة عملية وهندسية فريدة؛ حيث أقيمت على امتداده المحطات والاستراحات، ورصفت أرضيته بالحجارة في المناطق الرملية والموحلة، فضلًا عن تزويده بالمنافع والمرافق اللازمة من آبار وبرك وسدود.

أما طريق البصرة - مكة المكرمة، فيعدّ الطريق الثاني في الأهمية؛ حيث يبدأ من مدينة البصرة مرورًا بشمال شرق الجزيرة العربية عبر وادي الباطن مخترقًا عدة مناطق صحراوية، أصعبها صحراء الدهناء، ثم يمر بمنطقة القصيم التي تكثر فيها المياه العذبة والوديان الخصبة والعيون، وبعدها يسير الطريق محاذيًا لطريق الكوفة - مكة المكرمة، ويلتقيان عند محطة أم خرمان "أوطاس" التي تقع على مسافة عشرة أميال من موقع ذات عرق. ويلتقي طريق البصرة بالطريق الرئيسي الممتدّ من الكوفة عند منطقة معدن النقرة التي يتفرع منها طريق يتجه إلى المدينة.

ويبلغ طول الطريق حوالي 1200 كم، وعلى امتداده توجد سبع وعشرون محطة رئيسية؛ منها أربع محطات تقع حاليًّا ضمن حدود الأراضي العراقية والكويتية، أما باقي محطات الطريق فتقع في أراضي المملكة العربية السعودية، وأولها الرقيعي ومنها يتجه الطريق نحو الجنوب الغربي، مرورًا بالأجزاء الشمالية الشرقية للمملكة حتى يصل إلى ضرية، ويمرّ بعدة قرى ومنازل للمياه منها جديلة فالدفينة، ثم يمر بقباء ومران حتى يصل إلى أم خرمان "أوطاس" شمال شرق مكة المكرمة.

والطريق الثالث طريق الحج المصري والشمال الأفريقي، ويسلكه حجاج مصر ومن رافقهم من حجاج المغرب والأندلس وأفريقيا في طريقهم إلى مكة المكرمة متجهين إلى شبه جزيرة سيناء للوصول إلى أيلة "العقبة"، وهي أول محطة في الطريق؛ حيث كان لحجاج مصر طريقان بعد رحلتهم من مدين؛ أحدهما داخلي، والآخر ساحلي؛ إذ يتجه الطريق الداخلي إلى الجنوب الشرقي مارًّا بشغب، ثم بدا، ثم منطقة وادي القرى؛ إذ يلتقي في السقيا "الخشيبة" طريق الحج الشامي ليسير معه إلى المدينة المنورة، فيما يمر الطريق الساحلي على محطات عدة بعد مدين إلى مكة المكرمة مرورًا بالجحفة، ثم خليص، ثم عسفان، أو إلى المدينة المنورة مرورًا ببدر، ويعد الطريق الداخلي هو الأكثر استخدامًا خلال القرون الثلاثة الهجرية الأولى، ثم زاد استخدام الطريق الساحلي بعد ذلك التاريخ.

وطرق الحاج اليمني من طرق الحج التي ربطت بين اليمن والحجاز منذ العصور القديمة؛ لذا فقد تعددت طرق الحج اليمنية واختلفت مساراتها، وتعددت كذلك المدن التي تسير منها، ولعل أهم العواصم اليمنية التي كانت تنطلق منها جموع الحجاج اليمنيين إلى مكة هي: عدن، وتعز، وصنعاء، وزبيد، وصعدة في شمال اليمن؛ حيث كانت بعض مسارات تلك الطرق يلتقي بعضها ببعض في نقاط معينة، مثل طريق تعز زبيد وطريق صنعاء الداخلي إلى صعدة.

وكان حجاج اليمن يسلكون ثلاث طرق هي: الطريق الساحلي والطريق الداخلي أو الأوسط، والطريق الأعلى، ولكل منها مساراته ومحطاته، ومتاعبه التي عانى منها الحجاج قرونًا طويلة، فالطريق الساحلي يمرّ بجوار البحر محاذيًا له من الشرق، ويبدأ من عدن فأبين مرورًا بالمخنق حتى الشرجة، وصولًا إلى القنيدرة، ثم عثر، ثم بيض، ثم الدويمة، ثم حمضة، ثم ذهبان، ثم حلين ثم قرما، فدوقة، إلى السرين وهي ملتقى طريق الساحل مع طريق الداخل، ومنها يفترقان أيضًا كل في جهته؛ حيث يسير الساحلي صوب الليث، فالشعيبة إلى جدة ومنها إلى مكة المكرمة.

أما الطريق الداخلي فهو تهامي أيضًا ويعرف باسم الجادة السلطانية، ويبدأ من تعز حتى زبيد؛ إذ تتجمع فيها القوافل التي تسلك طريق الجادة السلطاني، ومنها تنطلق في سيرها إلى مكة المكرمة، أما الطريق الأعلى فيعرف باسم الطريق الجبلي، ومركز انطلاقه صنعاء ويتجه الطريق إلى صعدة، ومنها إلى العرقة ثم بيشة، ومنها إلى تبالة، ثم تربة، ويتجهون محرمين صوب مكة مجتازين الطائف عن طريق السيل، كما أن هناك طرقًا كانت مفضلة لدى الحجاج بيت الله الحرام القادمين من طريق اليمن الطريق الذي يمر بشمال اليمن ويخترق منطقة عسير الجبلية إلى أن يصل إلى الطائف ثم إلى مكة المكرمة.

أما طريقا الحج العماني اللذان يسلكهما حجاج عُمان إلى المشاعر، فأحدهما يتجه من عمان إلى يبرين، ثم إلى البحرين، ومنها إلى اليمامة، ثم إلى ضريه؛ إذ تشير المصادر الجغرافية إلى أن ضرية كانت ملتقى حجاج البصرة والبحرين؛ حيث يفترقون بعدها إذا انصرفوا من الحج، فيتجه حجاج البصرة شمالًا وحجاج البحرين باتجاه اليمين، كما كان بإمكان القوافل القادمة من عُمان اجتياز منطقة الأحساء لتلتقي بطريق اليمامة مكة المكرمة.

وهناك طريق آخر لحجاج عمان يتجه إلى فرق، ثم عوكلان، ثم إلى ساحل هباه، وبعدها إلى شحر، ثم تتابع القوافل سيرها على أحد الطرق اليمنية الرئيسة المؤدية إلى مكة؛ حيث يمكنهم أن يسلكوا أحد الطريقين: طريق الحج الساحلي الموازي للبحر الأحمر، الذي يمر بمخلاف عك والحردة ومخلاف حكم، وعثر ومرسى ضنكان، والسرين حتى الشعيبة، ثم جدة فمكة المكرمة؛ أو الطريق الداخلي من اليمن إلى مكة مرورًا بعدد من المنازل بعضها ما زال معروفًا حتى اليوم مثل رنية وتربة.

ويعد طريق حج البحرين - اليمامة - مكة المكرمة رافدًا مهمًّا من روافد طريق حج البصرة؛ لما له من أهمية؛ حيث إنه يعبر الأجزاء الوسطى من الجزيرة العربية، مارًّا بالعديد من بلدانها وأقاليمها، ويربط بين الحجاز والعراق مركز الخلافة العباسية؛ حيث أشار الجغرافيون المسلمون الأوائل إلى التقاء طريق اليمامة مع طريق حج البصرة. ولليمامة طريقان إلى مكة المكرمة؛ طريق من القريتين، وطريق على مرات، وبعد التقاء طريق البحرين بطريق البصرة في ضرية، يمر الطريق عبر محطات جديلة، وفلجة، ثم أوطاس، وذات عرق، حتى يصل إلى مكة المكرمة.

وطريق الحج السابع هو طريق "الحج الشامي"، ويربط بلاد الشام بالأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وعرف باسم التبوكية نسبة إلى بلدة تبوك التي يمر عليها؛ إذ يبدأ مساره من دمشق ويمر ببصرى الشام "درعا"، وبمنازل أخرى أهمها أذرعات، ومعان والمدورة "سرغ"، ثم يدخل أراضي المملكة ليمر على حالة عمار، ثم ذات الحاج بتبوك، ثم الأقرع، ثم الأخضر الذي تقع فيه محطة المحدثة، ثم محطة المعظم، ثم الحجر، ثم العلا، ثم قرح.

ولم يتغير مسار الطريق بين تبوك والعلا طوال العصور الإسلامية، إلا أن بعض محطات هذا الجزء حملت أكثر من اسم، أما جزء الطريق الواقع بين العلا والمدينة فقد كان له مساران؛ مسار قديم استخدم إلى القرن السادس الهجري، ومسار آخر استخدم بعد القرن السادس الهجري. تُوضّح القائمة الآتية طرق ومحطات الحج التاريخية التي كان استعملها المعتمرون والحجاج سابقاً للوصول إلى مكة، غرب المملكة العربية السعودية.[1]

صورة اسم الطريق نقطة الانطِلاق وصف المحطات والمعالم المار بها أحداث بدايته نهايته
طريق الحج الشامي سوريا سوريا، دمشق تعتبر دمشق منطلق قافلة الحج؛ فهي عاصمة بلاد الشام؛ ففيها يجتمع الركب تحت إمرة الخليفة أو من ينوب عنه إمرة الحج، ويقول ابن خرداذبة في هذا الشأن:" يخرج الحاج من دمشق إلى منزل إلى ذات المنازل"، ويعتبر ابن خرداذبة أقدم جغرافي مسلم سجل منازل الطرق بشكل عام، وطريق الحج الشامي بشكل خاص وذلك من دمشق إلى مكة المكرمة، وقد جاء بعده اليعقوبي و الحربي و ابن رستة وقدامة بن جعفر الأدريسي، وأما بقية الجغرافيين لم يتتبعوا المنازل كلها على طول الطريق من دمشق إلى المدينة المنورة، ولكنهم فصلوا في منازل الحجاز وما بين المدينة ومكة، وكان الحجيج يختار إحدى ثلاثة طرق تقع إلى الشرق من وادي الأردن وأودية البحر الميت، وأستمر تغير الطرق واختلاف المنازل حتى القرن السادس عشر حيث توحدت الطرق حين بدأ العثمانيون في بناء القلاع على طول الطريق الشامي، وانشأوا المستودعات الحافظة للمياه الصالحة للشرب.[2]
طريق الحج العراقي Flag of Iraq.svg العراق، الكوفة والبصرة كان طريق الحج العراقي يستخدم من قِبل الحجاج القادمين من العراق وذلك عبر طريقين، أحدهما يبدأ من الكوفة والآخر من البصرة. كان طريق البصرة يجتاز القسم الشمالي الشرقي من شبه الجزيرة العربية عبر وادي الباطن وصحراء الدهناء والقصيم ليلتقي بعد ذلك مع طريق الكوفة مكة في ميقات ذات عرق. أما طريق الكوفة وهو ما أصطلح على تسميته بدرب زبيدة (المسمى باسم زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد) فيبلغ طوله حوالي 1400 كم، وهو يمر بمناطق مختلفة في طبيعتها متباينة في تضاريسها فتارة يكون مستوياً على أرض رملية أو طينية، وتارة آخرى يكون منحوتاً وسط الصخور في المناطق الجبلية، وفي بعض أجزائه يكون موسعاً وخالياً من العوائق الخطرة في المناطق الوعرة. وطبقاً لما ورد عن علماء الجغرافيا المسلمين الأوائل فإنه يوجد على طول الطريق من الكوفة إلى مكة المكرمة حوالي أربع وخمسين محطة رئيسية، كما توجد محطات أخرى صغيرة فيما بينها. وكانت كافة المحطات الكبيرة منها والصغيرة على حد سواء مزودة بمصادر المياه حيث أمنت بشبكة على درجة كبيرة من الإتقان تتكون من برك المياه، وتشمل الخزانات والأحواض والآبار على اختلاف أنواعها وكذلك القنوات والسدود. وقد كشفت الأبحاث الأثرية التي تمت على هذا الطريق عما يقرب من خمسين بركة للمياه وهو تقريباً نفس العدد الذي ذكره علماء الجغرافيا المسلمون الأوائل، وقد وجد ما يزيد على أربعين من هذه البرك في داخل أراضي المملكة العربية السعودية وحدها، منها المستديرة والمستطيلة وكذلك المربعة.
طريق الحج العماني Flag of Oman.svg سلطنة عمان لطريق الحج العماني مساران: فأحدهما يتجه من عمان إلى يبرين، ثم إلى البحرين، ومنها إلى اليمامة، ثم إلى ضرية. وتشير المصادر الجغرافية إلى أن ضريه كانت ملتقى حجاج البصرة والبحرين، حيث يفترقون بعدها إذا انصرفوا من الحج، فيتجه حجاج البصرة شمالاً وحجاج البحرين باتجاه اليمين، وكما كان بإمكان القوافل القادمة من عمان اجتياز منطقة الأحساء لتلتقي بطريق اليمامة مكة المكرمة.

هناك طريق آخر لحجاج عمان يتجه إلى فرق، ثم عوكلان، ثم إلى ساحل هباه، وبعدها إلى شحر، ثم تتابع القوافل سيرها على أحد الطرق اليمنية الرئيسة المؤدية إلى مكة، حيث يمكنهم أن يسلكوا أحد الطريقين طريق الحج الساحلي الموازي للبحر الأحمر، الذي يمر بمخلاف عك والحردة ومخلاف حكم، وعثر ومرسى ضنكان، والسرين حتى الشعيبة، ثم جدة فمكة المكرمة. أو من خلال الطريق الداخلي من اليمن إلى مكة مرورًا بعدد من المنازل بعضها لازال معروفًا حتى اليوم مثل رنية وتربة.[3][4]

طريق الحج المصري Flag of Egypt.svg مصر أُستخدم هذا الطريق على مدار أزمنة مختلفة من قبل الحجاج المصريين، بالإضافة إلى من كان يقيم فيما يُعرف الآن بليبيا وتونس والمغرب العربي ومن بعض بلاد أفريقيا الأخرى، كما كان الدرب يُستخدم من قبل الحجاج القادمين من الأندلس.[5]
  • قلعة صدر
  • قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون
  • قلعة عقبة إيله.[6]
طريق الحج اليمني  اليمن تبدأ الرحلة من صنعاء عاصمة اليمن إلى الرحابة ثم إلى ريدة، وبينهما بركتا ماء تسمى ذي قين ثم إلى أثافث، ثم خيوان ثم خاقق، وبينهما بركة الرادعين ثم صالعين ثم العرايق ثم الأعسية ثم عرعرة الغراب ثم الأعين ثم صعدة، وهي مدينة آهلة بالسكان، ومنها إلى سروم الإبل، ويمر الركب بحلاحل، وهو وادي ضيق ليصل إلى الجميلين، وهما جبلان عظيمان، ثم ترحل القافلة إلى الفرجة؛ فتصل إلى الثجة ثم إلى حلاحل إلى وادي طلحة الملك، ثم تمر القافلة بقبور الشهداء، ومنها إلى ذات عشى إلى كتنة ثم إلى يبنبم ثم إلى بنات حرب، ويمر الراكب بوادي بهرجاب الوادي العظيم الذي يلتقي بوادي بيشة، ثم ترحل القافلة إلى الجسداء ثم إلى الميثاء لتصل إلى بيشة، ومن بيشة إلى تبالة، ومنها إلى أجرب ثم إلى كرى وهي حرة بني سالم، ثم إلى ماء باح ثم الفريحا، ومن كرى إلى تربة على بعد خمسة وعشرين ميلاً، لتصل إلى أوقح، ثم تمر بالفتق، وهي بين الطائف ومكة المكرمة، ثم تواصل القافلة مسيرها إلى قرن التي تُعرف الآن بالسيل الكبير، ثم إلى آبار الحداء، ثم إلى الحبرى، ثم الصفاح، ثم الأنصاب، ثم تدخل القافلة إلى مكة المكرمة.[7]
طريق حج البحرين اليمامة Flag of Bahrain (bordered).svg البحرينFlag of Bahrain (bordered).svg البحرين يعبر الأجزاء الوسطى من شبه الجزيرة العربية، مارًا بالعديد من بلدانها وأقاليمها، ويربط بين الحجاز والعراق مركز الخلافة العباسية آنذاك، وقد حظي حجاج هذا الطريق برعاية الدولة الإسلامية وخصوصًا في توفير الخدمات المهمة، وحماية الحجاج السائرين عليه من أي اعتداء يقع عليهم من قطاع الطرق.

أشار الجغرافيون المسلمون الأوائل إلى التقاء طريق اليمامة مع طريق حج البصرة إذ لليمامة طريقان إلى مكة: طريق من القريتين، وطريق على مرات. وبعد التقاء طريق البحرين بطريق البصرة في ضرية، يمر الطريق عبر محطات جديلة، وفلجة، والدفينة، وقبا، ومران، ووجرة، وأوطاس، وذات عرق، والبستان، حتى يصل إلى مكة المكرمة.[3][4]

طريق سبع الملاف Flag of Saudi Arabia.svg السعودية، الرياض طريق سبع الملاف هو طريقٌ صحراويٌ تاريخي، كان يَسلُكه الحجاجُ والمسافرون القادمون من منطقة نجد وشرق السعودية إلى الحجاز، يبدأ الطريق من منطقة الرياض، وينتهي بمنطقة مكة المكرمة، مارًا بالمغرزات، والجبيلة، والعيينة، والحيسية، والخمَر، والمفقاعية، والحيش، والمريبض، والميركة، والبليدة، والعويند، وعريض، والدبيجة، ومرات.[8] وسبب تسمية الطريق سبع الملافّ لوجود سبعِ لفَّاتٍ فيه لذلك أطلق عليه أهل المنطقة ومرتادو الطريق هذا الاسم "ومصطلح لفات يقصد به منعطفات".[9] أُنشئ طريق سبع الملاف التاريخي منذ ما يقارب المئة عام، ليكون طريقًا يسهل التنقل فيه للأهالي والمسافرين، بدلًا من طريق أبا القد الذي عُرف بصعوبة السير والتنقل فيه، ويعد طريق أبا القد البوابة الرئيسية المؤدية إلى الرياض من جهة الغرب، فكان لا بد من إنشاء طريق جديد بدلًا من طريق أبا القد القديم، ويسهل السير والتنقل فيه ويربط الرياض بالحجاز، لذلك أُنشئ طريق سبع الملاف ليكون معبرًا ميسرًا للأهالي والمسافرين،[10] وكان ذلك في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود.[11]
طريق الحج البصري Flag of Iraq.svg العراق يبدأ الطريق من البصرة مرورًا بشمال شرق شبه الجزيرة العربية عبر وادي الباطن مخترقًا عدة مناطق صحراوية أصعبها صحراء الدهناء، ثم يمر بنجد التي تكثر فيها المياه العذبة والوديان الخصبة والعيون، وبعدها يسير الطريق محاذيًا لطريق الكوفة مكة ، حتى يلتقيان عند محطة أم خرمان أوطاس التي تقع على مسافة عشرة أميال من موقع ذات عرق. يلتقي طريق البصرة بالطريق الرئيسي الممتد من الكوفة عند منطقة معدن النقرة التي يتفرع منها طريق يتجه إلى المدينة المنورة.
درب زبيدة Flag of Iraq.svg العراق، الكوفة درب زبيدة، ينسب هذا الدرب إلى زبيدة بنت جعفر بن ابي جعفر المنصور، يبدأ من الكوفة حتى مكة المكرمة. يعد هذا الطريق من أهم طرق الحج والتجارة خلال العصر الإسلامي، وقد اشتهر باسم « درب زبيدة » نسبة إلى السيدة زبيدة زوج الخليفة هارون الرشيد، التي اسهمت في عمارته فكان أن خلد ذكرها على مر العصور. وقد استخدم هذا الطريق بعد فتح العراق وانتشار الإسلام في المشرق، وأصبح استخدامة منتظماً وميسوراً بدرجة كبيرة، إذ تحولت مراكز المياة وأماكن الرعي والتعدين الواقعة عليه إلى محطات رئيسية. وفي العصر العباسي، أصبح الطريق حلقة اتصال مهمة بين بغداد والحرمين الشريفين وبقية أنحاء الجزيرة العربية.وقد أهتم الخلفاء العباسيون بهذا الطريق وزودوه بالمنافع والمرافق المتعددة، كبناء احواض المياه وحفر الآبار وإنشاء البرك وإقامة المنارات وغير ذلك. كما عملوا على توسيع الطريق حتى يكون صالحاً للاستخدام من قبل الحجاج والمسافرين ودوابهم

محطات ومعالم طرق الحج

ملف:Camels and tents of pilgrims, Mecca 1910.jpg
جمال وخيام الحجاج في مكة المكرمة.

معرض صور

انظر أيضاً

مراجع

  1. ^ "7 طرق قديمة سلكها الحجاج للوصول إلى مكة". Makkah (in Arabic). 2015-09-24. Retrieved 2020-02-27.{{cite web}}: CS1 maint: unrecognized language (link)
  2. ^ أثر البيئة الصحراوية على طرق القوافل في شبه الجزيرة العربية، رسالة مقدمة ضمن متطلبات الحصول على درجة الماجستير في علوم الصحراء والأراضي القاحلة، إعداد بندر فهد سعد الجويعي، إشراف د.حسن عبدالعزيز أحمد وآخرون، البحرين، 1414هـ/1994م، ص84.
  3. ^ أ ب الطرق التي سلكها الحجاج قديما للوصول إلى الديار المقدسة صحيفة فيفاء الإلكترونية، 4 أكتوبر 2014. وصل لهذا المسار في 2 يناير 2016 Archived 2017-05-31 at the Wayback Machine
  4. ^ أ ب 7 طرق تنقل فيها الحجيج من بلدانهم إلى مكة المكرمة عبر التاريخ صحيفة الاقتصادية، 05 أكتوبر 2014. وصل لهذا المسار في 2 يناير 2016 Archived 2017-01-19 at the Wayback Machine
  5. ^ "درب الحج المصري(1)-مقدمة". Retrieved 28 سبتمبر 2015.
  6. ^ درب الحاج المصري، عبدالعال عبدالمنعم محمد الشامي، جامعة القاهرة، كلية الآداب، 1418هـ/1998م، ص40-47.
  7. ^ دروب الحج إلى الحرمين الشريفين في العصور الوسطى، أحمد بن هاشم البدرشينى، حوليات المؤرخ المصري، 1436هـ/2015م، ص31-32.
  8. ^ "طريق «سبع الملاف»." جريدة الرياض. Retrieved 2019-07-24.
  9. ^ "شاهد.. طريق "سبع الملاف" أحد طرق الحج القديمة لأهل نجد قبل دخول السيارات". اخبار 24. Retrieved 2019-07-24.
  10. ^ "طريق"سبع الملاف" ..100 عام من العزلة !". صحيفة الاقتصادية. 2009-03-02. Retrieved 2019-07-24.
  11. ^ "هذا هو خط سير المؤسس وهذه قصة سيارة الأمير فيصل (رحمهما الله)". www.al-jazirah.com. Retrieved 2019-07-24.

وصلات خارجية