شغب (جارية) أم المقتدر بالله

Shaghab
شغب‎
Umm walad of the Abbasid caliph
Period895 – 5 April 902
وُلِدBaghdad, Abbasid Caliphate
توفيc. 933
Baghdad, Abbasid Caliphate
الدفن
Baghdad
الزوجal-Mu'tadid
Childrenal-Muqtadir
الاسم الكامل
Al-Sayyida Shaghab Umm al-Muqtadir
الديانةIslam

شغب هي زوجة الخليفة العباسي المعتضد وأم الخليفة العباسي المقتدر بالله (295-320 هـ / 908-932 م) و"السيدة" هو اللقب الرسمي للجارية "شغب". تمثل السيدة شغب أم الخليفة العباسي المقتدر بالله نموذجاًَ مبكراً وقوياً لتجلّي المرأة كرمز للسلطة والثروة اللتين وصلت إليهما في الدولة والمجتمع. فالسيدة شغب لم تكن أول جارية ترتقي بسرعة في سلّم السلطة والثروة بعد أن أصبحت "أم ولد" وزوجة خليفة ووالدة خليفة. وشغب لقب أطلقهُ عليها الخليفة المعتضد وصاحبها منذ ذلك الحين.

أعمالها

من الأعمال التي قامت بها تشيد مستشفى في بغداد، الذي كان طبيبه سنان بن ثابت، وكان مبلغ النفقة فيه في العام سبعة آلاف دينار.

ضحايا شغب

كان قصر الخليفة يعج بمؤامرات حريم الخلافة، فكل واحدة تسعى لتمهيد الطريق لابنها لولاية العهد، وفي تلك الفترة لقي العديد من نساء الخليفة المعتضد حتفهن بـالسُم، وخاصةً التي تُنجب له الذكر، ومنهن قطر الندى بنت أحمد بن طولون، ودريرة التى استأثرت ردحا من الزمان بقلب الخليفة المعتضد، وقد أنشأ لها حمام سباحة، وحين ماتت بكاها الخليفة شعرا. وبالطريقة عينها توفيت جيجك الزوجة التركية للخليفة وام نجله المكتفي. وقد اضطرت شغب لكفالة القاهر وتربيته مع ابنها، لكن القاهر لم ينس ثأر أمه عندما تولى الخلافة فانتقم من شغب انتقاماً شديداً. لم ينتبه الخليفة المعتضد للموت السريع لنسائه، وحين بحث في الأمر أُثبت له أن زوجته شغب هي وراء حوادث الوفاة تلك، إلا أن الأدلة لم تكن كافية فقرر قطع أنفها ثم عدل عن الأمر إكراماً لابنه منها المقتدر بالله وابنه الآخر القاهر وهما تحت رعاية شغب وكفالتها، واكتفى بعزلها فى بيت أصبح لها كالسجن، حيث ترعرعَ ولدها المقتدر، ولم يكن يؤنس وحدتها إلا رفيقتها الجارية ثمل التي كانت تأتي لها بالأخبار وتساعدها في مؤامراتها.

وفاة المعتضد

كانت شغب تسعى وتدبر لتولية ابنها الخلافة بعد أبيه المعتضد. وبدأت برسم خطة سيطرتها على ابنها بإحكام بحيث أصبح لا يطيق فراقها ولا يستطيع التصرف بدون أمرها. ومن ثم عملتعن طريق الجارية ثمل على التخلص من الجارية الحسناء جيجك أم علي المكتفي أكبر أولاد الخليفة المعتضد والمرشح وليا للعهد بعده. مات المعتضد فجأة سنة 289، وتولى ابنه علي الخلافة باسم المكتفي. وكان من الخلفاء الأقوياء لكن عهده استمر 6 سنوات فقط. فقد مات المكتفي فجأة عن عمراً يناهز إحدى وثلاثون سنة. ويروي ابن الجوزي في كتابه المنتظم تفاصيل انتقال الخلافة من المكتفي الى المقتدر فيقول "ولما اشتدت علة المكتفي في ذي القعدة سنة 295 هجري سأل عن أخيه أبي الفضل جعفر، فصح عنده أنه بالغ فأحضر القضاة فأشهدهم أنه قد جعل العهد إليه وبويع بالخلافة بعد وفاة المكتفي". والمفارقة أنه في الوقت نفسه الذي بلغ فيه المقتدر الحلم وأكمل عمره الثالثة عشرة، في اليوم نفسه مات الخليفة الشاب المكتفي فجأة مما يوحي بوجود مؤامرة.

تولي المقتدر بالله الخلافة

بويع الفتى الصغير ابن شغب ولقب المقتدر بالله وكان عمره ثلاث عشرة سنة وشهراً واحداً وعشرون يوم، ولم يكن ولي الخلافة قبله أحد أصغر منه. واستمر حكمه طوال ربع قرن تحكمت خلاله السيدة شغب بمقاليد السلطة وبقيت تتحكم فيها ربع قرن من الزمان هي فترة خلافة ابنها المقتدر. وفي ذلك العهد لعبت شغب دوراً كبيراً في تدبير امور الدولة وشؤون الحكم، بما في ذلك عزل وتعيين الوزراء وكبار المسؤولين، حتى أن عددا من المؤرخين المتأخرين والحديثين اعتبروا تلك الفترة هي دولة النساء. وارجع المؤرخ الذهبي ذلك الى أن "والدة المقتدر كانت تأمر وتنهى لركاكة ابنها"، بينما فسر ذلك ابن طباطبا بأن "دولة المقتدر كانت ذات تخليط كثير لصغر سنّه ولاستيلاء النساء عليه". وتتحدث المصادر التاريخية عن الدور الذي لعبته بعض النساء في "دولة النساء"، وبالتحديد السيدة شغب والقهرمانة ثمل والقهرمانة أم موسى في تعيين وعزل الوزراء. كما تتحدث المصادر التاريخية عن ثروات كبيرة للنساء في البلاط العباسي.

نفوذها العظيم

وبدأت شغب سلطتها بتحريم النطق بلقب شغب الذي أطلقه عليها زوجها الخليفة المعتضد، وأصبح اسمها الرسمي السيدة أم المقتدر، وكان القرار التالى هو مصادرة الجواهر التي كان المعتضد يزين بها نساءه من منافِساتها السابقات، وحصلت ثمل على النصيب الأكبر من جواهر الخلافة. ثم أصدرت السيدة شغب قراراً بتحريم لقب ثمل وأعطتها لقباً جديداً هو أم موسى القهرمانة، وجعلتها وصيفتها الخاصة، وأوسعت لها فى نفوذها بحيث كانت تعزل الوزراء. ثم اصدر ت قرار لا مثيل له ويعد سابقٍ فى التاريخ الإسلامي عندما أمرت سنة 306 هـ، ثمل أو أم موسى القهرمانة أن تجلس للنظر في عرائض الناس، يوماً من كل يوم جمعة، فكانت تجلس ويحضر الفقهاء والقضاة والأعيان وتبرز التواقيع، وعليها خطها. فأصبحت ثمل، أو أم موسى القهرمانة، تجلس في الرصافة في بغداد كل يوم جمعة لتنظر في شكاوى الناس وقضاياهم ويجلس معها القضاة والفقهاء وكبار الموظفين والحجاب لتنفيذ أحكامها. وكان لهاتين المرأتين، شغب وام موسى نفوذ عظيم في أمور الخلافة، من كثرة تغيير الوزراء وشراء المناصب وبيع الاقطاعات.

قتل الجواري

وفي 299 هجري تغيرت شغب على خادمتها فاطمة القهرمانة، فصادرت أموالها وعثروا على جثتها غريقة في دجلة، ولحقت بالقهرمانة بقية الجواري اللاتى أصبحن وصيفات أو قهرمانات. ونال بعض الوزراء اضطهاد شغب ووصيفتها أم موسى، كما حدث للوزير ابن الجراح الذي لم يُبدي أحترماً كبيراً للقهرمانة فتعرض للطرد والمصادرة. والتفتت شغب إلى كبار القوم تصادرهم وتتلاعب بهم ومنهم الوزير حامد بن العباس وعلي بن عيسى، والوزير بن الجراح وكانت تتلاعب بالوزراء، تعين هذا ثم تعزله وتصادره.

عذاب القاهر لشغب

كانت وفاة الخليفة المقتدر نهاية حكم أمه شغب وتقلب أحوالها، وأفول عزها. فبعد وفاة المقتدر خلفهُ شقيقه محمد ولقب بالقاهر، سيئ الأخلاق شرير الفعل خبيث الطوية أساء لكل من ساعده وخان القريب والبعيد وكان شرِهاً ومحباً للمال. حيث وصفه المؤرخ المعاصر أبو بكر الصولي فقال عنه: أنه "كان أهوجاً، سفاكاً للدماء، كثير التلون، قبيح السيرة، مُدمِن الخمرِ، ولولا جودة حاجبه سلامة لأهلك الحرث والنسل". وكان قد صنع حِربةً يحملها فلا يطرحها حتى يقتل إنساناًَ، ورغم أن السيدة شغب كفلت القاهر في صغره بعد وفاة أمه، إلا انه كان يتهمها في داخله بأنها هي من قتلت أمه. تشاغل القاهر في تتبع أموال المقتدر والفتك بأولاده وخواصه، وأحضر السيدة شغب وعذبها عذاباً شديداً حتى تعترف على مكان الأموال وكانت مريضة بشدة بسبب حزنها على ولدها المقتدر، قيل إنه علقها بثدييها يطالبها بالأموال، وحتى علقها منكسة، فبالت، فكان بولها يجري على وجهها. ولكنها لم تعترف بشيء فأجبرها على بيع كل أملاكها وأوقافها وقبض ذلك المال. ثم نقلها الحاجب علي بن بليق إلى داره وجعلها عند والدته، وأكرمها ورفهها، إلا أن علتها من عذاب القاهر اشتدت عليها ولم تستطع التحمل فتوفيت.


المصادر

[1]

انظر أيضاً

المراجع

  1. ^ أرشيف: التاريخ العالمي والإسلامي

المصادر

  • قالب:New Cambridge History of Islam
  • قالب:The Life and Times of Ali ibn Isa
  • El Cheikh, Nadia Maria (2013). "The Harem". Crisis and Continuity at the Abbasid Court: Formal and Informal Politics in the Caliphate of al-Muqtadir (295-320/908-32). Leiden: BRILL. pp. 165–185. ISBN 978-90-04-25271-4.
  • Kennedy, Hugh (2004). The Prophet and the Age of the Caliphates: The Islamic Near East from the 6th to the 11th Century (Second ed.). Harlow: Longman. ISBN 978-0-582-40525-7.
  • Kennedy, Hugh (2006). When Baghdad Ruled the Muslim World: The Rise and Fall of Islam's Greatest Dynasty. Cambridge, MA: Da Capo Press. ISBN 978-0-306814808.
  • Kennedy, Hugh (2013). "The Reign of al-Muqtadir (295–320/908–32): A History". Crisis and Continuity at the Abbasid Court: Formal and Informal Politics in the Caliphate of al-Muqtadir (295-320/908-32). Leiden: BRILL. pp. 13–47. ISBN 978-90-04-25271-4.
  • Massignon, Louis (1994). The Passion of Al-Hallaj: Mystic and Martyr of Islam. Translated by Herbert Mason. Princeton University Press. ISBN 978-0-691019192.
  • Mernissi, Fatima (1993). The Forgotten Queens of Islam. Translated by Mary Jo Lakeland. Minneapolis: University of Minnesota Press. ISBN 0-8166-2439-9.
  • Osti, Letizia (2013). "The Caliph". Crisis and Continuity at the Abbasid Court: Formal and Informal Politics in the Caliphate of al-Muqtadir (295-320/908-32). Leiden: BRILL. pp. 49–61. ISBN 978-90-04-25271-4.
شغب (جارية) أم المقتدر بالله
وُلِد:  ? توفي: 933
سبقه
Jijak
Deputy head of the Abbasid harem
late August 908 – 31 October 932
تبعه
Fitnah, Zalum