صناعة النفط في گويانا

(تم التحويل من صناعة النفط في گويانا)

تشهد صناعة النفط في گويانا تطوراً سريعاً. برزت گويانا كواحدة من أحدث مناطق إنتاج النفط في العالم، حيث حققت أول استخراج للنفط الخام التجاري في ديسمبر 2019. يُرسل النفط الخام للتكرير في الخارج.[1][2]

منذ بداية الإنتاج، شهدت گويانا زيادة سريعة في إنتاج النفط، حيث وصلت مستويات الإنتاج إلى حوالي 660.000 برميل يومياً بحلول عام 2024.[3] مع خططها لزيادة الإنتاج إلى حوالي 1.3 مليون برميل يومياً بحلول عام 2027، من المقرر أن توسع گويانا نفوذها بشكل كبير في سوق النفط العالمية، مما يوفر فرصاً وتحديات اقتصادية جديدة للبلاد.[4]

عام 2022 أُفتتحت منشأة تدريب النفط في گويانا،[5] بلغت استثمارات تدريب الموظفين 20 مليون دولار أمريكي. يقع مركز التدريب هذا على الساحل الشرقي في دمرار.[6] في ديسمبر 2024، أصبحت گويانا في المرتبة الثالثة عالمياً من حيث نصيب الفرد من إنتاج النفط.[7]

الاستكشافات المبكرة

تاريخياً، كانت گويانا مصدراً صافياً للوقود.[8] لقد اجتذب حوض گويانا البحري وحوض تاكاتو البري شركات أجنبية مثل شل وتوتال وموبل منذ الأربعينيات، والتي أكملت الكثير من المسوحات الجيولوجية للمنطقة وحفرت عدداً من الآبار.[9] في حوض تاكاتو، حُفرت 3 آبار بين عامي 1981 و1993، إلا أنها كانت جافة أو لم يكن لها أي جدوى تجارية.[10]

بدأ استكشاف النفط البحري في الخمسينيات، وحُفرت 9 آبار بين عامي 1965 و1970، ولم يُكتشف منها نفط إلا بئر أباري-1 في منطقة ترخيص كانوكو. وفي أواخر الثمانينيات، واصلت موبل وتوتال وگويانا إكسپلوريشن وبي إتش بي أعمال الاستكشاف في المنطقة.[10]

في منتصف ع. 2000، حاولت سي جي إكس للطاقة حفر بئر، لكن زوارق حربية سورينامية ردعتها، مدعيةً تواجدها في المياه السورينامية. حددت المحكمة الدولية لقانون البحار التابعة للأمم المتحدة الحدود الدقيقة في سبتمبر 2007، ولكن لم تُحفر أي آبار أخرى حتى عام 2012.

اعتباراً من عام 2020، كانت گويانا تمتلك تسع بلوكات نفط بموجب عقود إيجار نشطة، ستة منها شهدت استكشافاً نشطاً.[10] تقع على عاتق قسم النفط التابع للجنة الجيولوجيا والمناجم في گويانا مسؤولية مراقبة الاستكشافات في گويانا.

اكتشافات إكسون موبل

المشروعات الحالية والمقترحة في بلوك ستابرويك.

بدأت إسو، وهي شركة تابعة لإكسون مويل، في استكشاف المنطقة البحرية عام 2008.[10] في مايو 2015، أعلنت إكسون موبل عن اكتشاف أكثر من 90 متراً من خزانات الحجر الرملي عالية الجودة الحاملة للنفط على بعد حوالي 200 كم قبالة الساحل،[11] الذي يُعتبر واحداً من أكبر اكتشافات النفط الخام في العقد الماضي.[12] حُفرت بئر ليزا-1 على عمق 5.433 متراً في عمق 1.742 متراً تحت سطح البحر، وكانت أول بئر في حقل ستابرويك، الذي تبلغ مساحته 26.800 كم². وأشارت التقديرات الأولية إلى أن المنطقة تحتوي على 700 مليون برميل من النفط (بقيمة إجمالية بلغت 40 بليون دولار أمريكي، وفقاً لسعر النفط الخام العالمي وقت الاكتشاف).

اعتباراً من مارس 2024، أُكتشف أكثر من 30 حقلاً للنفط والغاز قبالة سواحل گويانا.[13] اعتباراً من مايو 2024، قدرت إكسون موبل اكتشافاتها بنحو 11 بليون برميل من المكافئ النفطي.[14]

بدأت المرحلة الأولى من مشروع ليزا في كتلة ستابرويك إنتاج النفط الخام في 20 ديسمبر 2019.[15] بدأ مشروعان آخران الإنتاج في فبراير 2022[16] ونوفمبر 2023.[17]

التحديات

كان للتنبؤات بشأن المكاسب غير المتوقعة لهذا الاكتشاف النفطي الكبير تأثير كبير على البلاد، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية 2020.[18] هناك أيضاً خطر لعنة النفط، التي تؤثر على دول مماثلة غنية بالموارد.[19]

هناك أيضاً مخاوف من حصول الشركات الدولية الكبرى على حصة غير عادلة من ملكية عائدات النفط.[20][21][22] أفادت منظمة گلوبال وتنس، وهي منظمة معنية بمراقبة الموارد الطبيعية، أن گويانا ربما خسرت ما يصل إلى 55 بليون دولار من الإيرادات المحتملة من المفاوضات التي فضلت إكسون موبل. فندت إكسون موبل هذا الادعاء استناداً إلى تكاليف غير محسوبة للمخاطر المرتفعة التي ينطوي عليها استكشاف "إقليم الهيدروكربونات الحدودي".[23] سحبت گلوبال وتنس تقريرها في يناير 2021، وأعادت توجيه جهودها للتركيز على مكافحة تغير المناخ.[24]

عام 2022 أعلنت گويانا عن عقود نفطية نموذجية جديدة لزيادة حصتها من عائدات إنتاج النفط. أضافت العقود الجديدة ضريبة على الشركات ورفعت نسبة الإتاوة. مع ذلك، لا تنطبق الشروط الجديدة على حقل ستابروك التابع لإكسون مويل، حيث يُنتج النفط الخام حالياً. [25]

النزاع الحدودي من ڤنزويلا

خلقت أنشطة استكشاف النفط والغاز في گويانا مصدر توتر جديد مع جارتها ڤنزويلا. وأثار اكتشاف عام 2015 موجة من الاتهامات المتبادلة بين ڤنزويلا وجارتها الشرقية. وزعم مسؤولون في كاراكاس، التي لطالما طالبت بمنطقة إسكيبو في گويانا، أن الامتياز يقع في مياه متنازع عليها.[بحاجة لمصدر] لم يكن هذا أول نزاع حدودي بحري، إذ سبق للرئيس بورنام أن خاطب الأمم المتحدة عام 1968 بشأن مطالبات ڤنزويلا بمنطقة تصل إلى 12 ميل من الأراضي المتنازع عليها. قبل ذلك، تم الاتفاق على قرار حدودي عام 1899 نتيجة لقضية أشرف عليها رئيس المحكمة العليا الأمريكية ملڤيل فولر، ومع ذلك، عام 1954، نُشرت مذكرة من أحد المحامين بعد وفاته، تشكك في صحة القرار باعتباره غير عادل ويصب في مصلحة گويانا البريطانية.[26]

التنظيم

يوضح قانون النفط (التنقيب والإنتاج) لعام 1986 (PEPA) تفصيلياً السلطة التنظيمية الرئيسية للدولة في منح التراخيص للتنقيب عن النفط وإنتاجه.[10] أُلغي القانون وأستبدل بقانون الأنشطة النفطية لعام 2023، في محاولة من الحكومة لتحديث إدارة قطاع النفط.[1]

بموجب قانون صندوق الموارد الطبيعية لعام 2019 تأسس صندوقاً لعائدات الحكومة من عمليات النفط، والذي سيتم تشغيله بواسطة بنك گويانا.[27] وقد قامت إدارة مختلفة بإصلاح التشريع من خلال قانون صندوق الموارد الطبيعية لعام 2021، بحجة أنه من الضروري ضمان الشفافية والمساءلة.

كما تم تمرير قانون المحتوى المحلي لعام 2021 لإلزام المقاولين بشراء السلع والخدمات من الشركات والمواطنين الگويانيين.[28] زادت شركة إكسون موبيل وشركاؤها إنفاقهم على الموردين الگويانيين بمعدل سنوي متوسط ​​بلغ 80% في الفترة 2017-2023.

المصادر

  1. ^ "Setting up oil refinery in Guyana even less viable now from when study first done". OilNow (in الإنجليزية الأمريكية). 2020-06-25. Retrieved 2020-12-04.
  2. ^ GTIMES (2019-10-07). "Oil refinery to be completed by next year – GuyEnergy executive". Guyana Times (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2020-12-04.
  3. ^ King, Kemol (2024-10-29). "ExxonMobil Guyana reached new monthly production high in September | OilNOW" (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2024-11-25.
  4. ^ OilNOW (2023-02-09). "A timeline of Exxon's oil development projects in Guyana | OilNOW" (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2024-11-25.
  5. ^ "US$20m petroleum training facility launched". guyanaenergy.gy (in الإنجليزية). Retrieved 2024-11-26.
  6. ^ Services, 3t Training. "Guyana Training Centre". 3t Training Services (in الإنجليزية البريطانية). Retrieved 2024-11-26.{{cite web}}: CS1 maint: numeric names: authors list (link)
  7. ^ https://www.caribbeanlife.com/guyana-now-third-largest-per-capita-oil-producer-in-the-world/
  8. ^ Espinasa, Ramon (September 2008). "Prospects for the Oil-Importing Countries of the Caribbean" (PDF). core.ac.uk. Inter-American Development Bank. Retrieved 2020-12-04.
  9. ^ www.guyanaguide.com[Usurped!]
  10. ^ أ ب ت ث ج "Traversing a Slippery Slope: Guyana's Oil Opportunity | Publications" (PDF). publications.iadb.org. Retrieved 2020-12-04.
  11. ^ "Guyana".
  12. ^ Szczesniak, Philip A. "The Mineral Industry of Guyana, 2016" (PDF). USGS. Retrieved 2020-12-06.
  13. ^ "ExxonMobil Guyana announces new discovery". ExxonMobil (in الإنجليزية). Retrieved 2024-07-07.
  14. ^ OilNOW (2024-05-01). "Exxon's 11-billion-barrel Guyana reserve estimate 'hasn't moved' significantly - Country President | OilNOW" (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2024-07-07.
  15. ^ "Historic draw of first oil arrives". Stabroek News (in الإنجليزية الأمريكية). 2019-12-21. Retrieved 2020-12-04.
  16. ^ "ExxonMobil starts production at Guyana's second offshore development". ExxonMobil (in الإنجليزية). Retrieved 2024-07-07.
  17. ^ "Payara: Offshore Oil Development in Guyana". ExxonMobil (in الإنجليزية). Retrieved 2024-07-07.
  18. ^ "Huge oil discovery off Guyana raises the stakes in election fraud case". the Guardian (in الإنجليزية). 2020-06-27. Retrieved 2020-12-04.
  19. ^ "Will Guyana soon be the richest country in the world?". BBC News (in الإنجليزية البريطانية). 2019-05-08. Retrieved 2020-12-04.
  20. ^ "Guyana votes amid high hopes over oil discoveries". BBC News (in الإنجليزية البريطانية). 2020-03-02. Retrieved 2020-12-04.
  21. ^ "Hess' confirmation of payment of US$30 million raises serious red flags for Exxon". Stabroek News (in الإنجليزية الأمريكية). 2019-11-22. Retrieved 2020-12-04.
  22. ^ "The 1999 and 2016 Petroleum Agreements Compared – Annexes". Stabroek News (in الإنجليزية الأمريكية). 2018-03-16. Retrieved 2020-12-04.
  23. ^ "Watchdog group says Guyana lost billions in Exxon oil deal". AP NEWS. 2020-02-03. Retrieved 2020-12-19.
  24. ^ OilNOW (2021-01-11). "Global Witness withdraws report on Guyana, cites overestimation of potential economic benefits from oil production | OilNOW" (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2024-07-07.
  25. ^ OilNOW (2022-11-03). "Guyana hikes royalty to 10% in major overhaul of PSA fiscal terms | OilNOW" (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2025-01-07.
  26. ^ Arfeld, George (1968-08-21). "U.S. Caught In The Middle". Santa Cruz Sentinel. Associated Press. Retrieved 2020-12-19.
  27. ^ "Natural Resource Fund | International Forum of Sovereign Wealth Funds". www.ifswf.org. Retrieved 2020-12-05.
  28. ^ OilNOW (2021-12-30). "Guyana advances major oil and gas legislation as pandemonium breaks out in Parliament | OilNOW" (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2024-07-07.

وصلات خارجية