لوريمر
جون گوردون لوريمر | |
---|---|
John Gordon Lorimer | |
![]() صورة فوتوغرافية لـ ج. گ. لوريمر | |
وُلِدَ | 1870 |
توفي | 8 فبراير 1914 | (aged 43–44)
القومية | بريطاني |
المهنة | دبلوماسي ومؤرخ |
العمل البارز | دليل الخليج وعُمان ووسط الجزيرة العربية |
جون گوردون لوريمر ( إنگليزية: john Gordon Lorimer ؛ وُلِد 14 يونيو 1870 - توفي 8 فبراير 1914) موظف بريطاني في حكومة بريطانيا في الهند زمن الاستعمار، يعد لوريمر أبرز المؤرخين والجغرافيين الذين وصفوا منطقة الخليج العربي في بداية القرن العشرين، والدليل الذي أعده دليل الخليج وعُمان ووسط الجزيرة العربية، هو تجميع لتقارير أعدها للحكومة البريطانية في الهند، وكان هو واحداً من موظفيها، وكان الهدف من إعداد الدليل هو توفير مرجع لموظفي المستعمر في تعاملهم مع وجهاء وأعيان وأفراد الإمارات العربية على سواحل الخليج والقبائل العربية في الجزيرة العربية على وجه الخصوص. والدليل هو في شكل موسوعة من أجزاء متعددة تتناول الحياة الاجتماعية والاقتصادية للسكان ووصفاً للمنطقة وقبائلها وإماراتها ومشيخاتها وإحصائيات متنوعة.
السنوات المبكرة ومسيرته المهنية

ولد جون جوردون لوريمر، الشهير باسم ج.ج. لوريمر، بمدينة غلاسغو في 14 يونيو 1870، لعائلة إسكتلندية محافظة، مكونة من والديه وخمسة أبناء آخرين. وفي عام 1889 تخرّج في جامعة أدنبرة، وعمل لمدة عام، خادماً في كنيسة المسيح بمدينة أكسفورد الإنجليزية، قبل أن يتولى عام 1891، منصب المساعد الأول للمندوب السياسي البريطاني بولاية البنجاب الهندية. وبفضل كفاءته الدبلوماسية، ونبوغه السياسي، تم نقله للعمل بمقاطعة سيملا عند سفوح جبال الهملايا، حيث تولى الشؤون الخارجية لحكومة الهند البريطانية آنذاك، وكان وقتها متزوجاً من ماريان أغنيس، التي اقترن بها عام 1875.
وُلد جون گوردون لوريمر في مدينة گلاسگو، اسكتلندا عام 1870، لعائلة اسكتلندية محافظة، فوالده هو القس روبرت لوريمر (1840–1926)، أحد قساوسة الكنيسة الحرة، ووالدته هي إيزابلا روبرتسون،[1] وكن لديه خمسة أشقاء. وقد ارتبطت عائلة لوريمر ارتباطاً وثيقاً بالخدمة الاستعمارية البريطانية؛ إذ قُتل خال لوريمر، الذي كان يعمل قاضياً، أثناء التمرد الهندي (1857). وشغل شقيقه الأصغر، ديڤد، منصب نائب القنصل البريطاني في عربستان (محافظة خوزستان حالياً). أما شقيقه الآخر، روبرت، فقد عمل في الخدمة المدنية الهندية، إلى أن فُصل من منصبه لرفضه المشاركة في عملية [[جلد (عقوبة)|جلد] تأديبية.[2] وكان شقيقه الأصغر وليام وشقيقته الصغرى هيلدا باحثين.
تلقى لوريمر تعليمه في مدرسة دندي الثانوية، ثم تابع دراسته في جامعة إدنبرة، قبل أن يتلقى تدريباً في كنيسة المسيح بأكسفورد استعداداً للالتحاق بالخدمة المدنية الهندية. بدأ مسيرته في الپنجاب، ثم نُقل لاحقاً إلى مقاطعة التخوم الشمالية الغربية، التي كانت تُعد من المناطق المضطربة آنذاك (1901–1955).[3][4] عام 1909 بدأ عمله في البلدان العربية، وذلك حينما تولى منصب المندوب السامي للتاج البريطاني لدى الأقاليم العربية الخاضعة للحكم العثماني، ثم تولى منصب القنصل العام البريطاني في بغداد عام 1911.[5]
ككان لوريمر مولعاً باللغات، وقد ألّف في هذا السياق كتاباً عن قواعد ومفردات لغة الپاشتو وزيري، نُشر عام 1902.[3]
عام 1903، كلف الراج البريطاني لوريمر بإعداد دليل ميداني موجَّه للدبلوماسيين والوكلاء البريطانيين العاملين في الخليج العربي. ورغم منحه مهلة أولية مدتها ستة أشهر فقط، أصر لوريمر على تمديد الفترة المخصصة لإنجاز العمل لضمان شموليته ودقته. وأسفرت جهوده عن تأليف موسوعته الشهيرة دليل الخليج العربي وعُمان ووسط الجزيرة العربية، التي جاءت في مجلدين وتضم نحو 5000 صفحة.[6] اكتمل الجزء الجغرافي من الدليل عام 1908، في حين لم يُنشر الجزء التاريخي إلا عام 1915، أي بعد عام من وفاة لوريمر. وبسبب الطبيعة السرية للدليل، لم يُشر إليه في نعيه الرسمي، كما لم يُكشف عن وجوده للعامة إلا بعد رفع السرية عنه عام 1955.[6][3]
وفاته
في صباح الأحد 8 فبراير 1914، عندما كان يشغل منصب المقيم السياسي البريطاني في بوشهر، عُثر عليه جثة هامدة، عن عمر يناهز الثالثة والأربعين عاماً، بعد أن أصيب بطلق ناري من بندقيته الآلية، وأُعتبرت وفاته حادثاً عرضياً. وعلى ما يبدو كان لورمير في غرفة ملابسه لتفقد عيار بندقيته الآلية، وذلك تمهيداً لطلب خراطيش من بومباي.[3] وبحسب بيان رسمي صحفي في جريدة تايمز أوف إنديا، فإن لوريمر "سحب الزناد وأفرغ آخر خرطوشة في خزنة البندقية"، وذلك أثناء فحصه لبندقيته. اخترقت الرصاصة جسده واستقرت في معدته، مما أدى إلى تمزيق بعض الأوعية الدموية الرئيسية. وكان رأي جراح المقيمية بأنه قد أُصيب بصدمة "من المؤكد أنها تسببت في فقدان الوعي [...] وتلى ذلك وفاته بشكل سريع". شيعت جنازته في اليوم التالي ودُفن في مقبرة دائرة التلغراف الهندية الأوروپية بمدينة بوشهر. وخلف وراءه زوجته ماريان مكلين (ت. 1959). أُحييت ذكراه مع أشقائه في مقبرة واريستون في إدنبرة وعلى قبر زوجته في مقبرة دين.
أفادت ذكرت صحيفة تايمز أوف إنديا أن "الحدث المؤسف أثار موجة من التعاطف العلني بين المقيمين البريطانيين والأجانب والفرس في بوشهر". شاركت الفرقة 102 من لواء الحرس الملكي البريطاني، إلى جانب بحارة من قوات البحرية البريطانية الخاصة بالملك إدوارد السابع، في حمل النعش الذي نُقل من على متن السفينة الحربية فوكس. عُزف لحن زهور الغابة وعدداً من الترانيم الجنائزية، كما أدى عازفو البوق إشارة آخر موقع. وأُقيم لقداس على يد قس البحرية الملكية آنذاك أ. فلاور. حضر المراسم كل من زوجة لوريمر ماريان مكلين زوجة لوريمر، وموظفي المقيمية البريطانية، إلى جانب حاكم مقاطعة موانئ الخليج، ووكيل وزارة الخارجية الفارسي، ورئيس البنك الإمبراطوري الفارسي، وعدد كبير من المقيمين الأرمن والجوانيين، بالإضافة إلى كبار التجار الفرس في بوشهر.[7]
بعد أربعة أيام من وقوع الحادث، أوصلت السفينة البخارية بارالا نبأ وفاة لوريمر إلى الرائد أرثر تريڤور، المقيم البريطاني في البحرين. وقد دوّن في يومياته أن "الخبر المفاجئ والمؤسف شكل صدمة للجميع". وفي اليوم التالي، نُكس العلم فوق مبنى الوكالة، وأُغلق المكتب إجلالًا للفقيد. وأضاف تريڤور أن "الجميع أبدوا حزناً بالغاً، بما في ذلك تجار البحرين ووجهاؤها، إلى جانب أفراد من الجاليات الهندية والفارسية واليهودية، الذين توافدوا إلى الوكالة لتقديم التعازي.
وعندما بلغت الأخبار حاكم البحرين الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، المقيم في المُحرَّق آنذاك، قام بأمر تنكيس الأعلام في محل إقامته وفي مكتب الجمارك. وتوجه ابنه الشيخ عبد الله إلى المنامة لتقديم التعازي، بينما حضر الشيخ عيسى شخصياً بعد عدة أيام. نُقل الحدث تحت عنوان "مأساة الخليج العربي". وقد تطرقت الصحف في البحرين والهند إلى حصول لوريمر على تعليمه في جامعتي إدنبره وأوكسفورد ومجدت إنجازاته في الخدمة المدنية الهندية. كما أُثنى عليه بأنه "أحد أكفأ المسؤولين في وزارة الخارجية" وبأنه يحظى "بأصدقاء كُثُر في الدوائر الرسمية".
وقد غابت إحدى التفاصيل بشكل واضح من هذه الشهادات بإنجازاته، وبالتحديد أثره الهائل، دليل الخليج وعمان ووسط الجزيرة العربية، وهو عبارة عن موسوعة من إنشاء المخابرات الاستعمارية مكونة من جزأين وتستعرض تاريخ وجغرافية المنطقة. وعلى الرغم من أن عبارات نعيه قد أشارت إلى مطبوعاته الأخرى – "القانون العرفي للقبائل الرئيسية في ضلع پشاور" (1899)، و"القواعد اللغوية ومفردات لغة الپاشتو وزيري (1902)"، إلا أنها لم تذكر الدليل الذي يشتهر به لوريمر في يومنا الحاضر. والسبب لعدم ذكرها هو أن هذا الدليل كان مستنداً سرياً للغاية، ومتاحًا فقط للاستخدام الرسمي، إلى أن رُفعت عنه السِرّية في 1955 وفق قاعدة الإفصاح بعد خمسين عاماً. وكان يمكن فقط التلميح إلى هذا الدليل. على سبيل المثال: "لقد اكتسب خلال السنوات الماضية خبرات خاصة عن الخليج العربي" وكانت لها "قيمة كبيرة بالنسبة للحكومة التي عمل بها".
مؤلفاته
- القانون العرفي لدى القبائل الرئيسية في ضلع پشاور (1899)
- القواعد اللغوية ومفردات لغة الپاشتو وزيري (1902)
- دليل الخليج وعُمان ووسط الجزيرة العربية (1908، 1915)
المراجع
- ^ Ewing, William Annals of the Free Church
- ^ Leech, Nick (7 January 2012). "A reference book for every historian to rely on". The National. Retrieved 10 August 2015.
- ^ أ ب ت ث Lowe, Daniel A. "'Persian Gulf Tragedy': the Death and Legacy of John Gordon Lorimer". Qatar Digital Library. Retrieved 10 August 2015.
- ^ Vahman, Fereydun; Asatrian, Garnik. "LORIMER, David i. In Persia". Encyclopaedia Iranica. Retrieved 10 August 2015.
- ^ "ج ج لوريمر.. صاحب الدليلين العظيمين للخليج العربي". البيان. 2023-03-13. Retrieved 2025-08-03.
- ^ أ ب Teller, Matthew (6 December 2014). "The diplomat's portable handbook (wheelbarrow required)". BBC News. Retrieved 10 August 2015.
- ^ ""مأساة الخليج العربي": وفاة وتَرِكة جون جوردون لوريمر". مكتبة قطر الرقمية. 2014-08-13. Retrieved 2025-08-03.
- Short description is different from Wikidata
- Articles containing إنگليزية-language text
- Pages using Lang-xx templates
- مواليد 1870
- وفيات 1914
- دبلوماسيون من گلاسگو
- أشخاص تعلموا في مدرسة دندي الثانوية
- خريجو جامعة إدنبرة
- خريجو جامعة أكسفورد
- مؤرخون بريطانيون
- وفيات بأسلحة نارية في إيران
- وفيات عرضية في إيران
- ضحايا حوادث أسلحة نارية
- موظفو الخدمة السياسية الهندية
- ضباط الخدمة المدنية (الهند البريطنية)
- بريطانيون في الهند الإستعمارية