ليلى الأخيلية
ليلى الأخيلية Layla al-Akhyaliyya | |
---|---|
![]() رسم تخيلي للشاعرة ليلى الأخيلية | |
Born | قبل منتصف القرن السابع الميلادي وسط شبه الجزيرة العربية |
Died | c. 694–709 CE قرب السماوة |
Occupation | شاعرة |
Language | عربية |
Nationality | عربية |
Notable works | مراثي توبة بن حميير، مديح للخلفاء عثمان بن عفان وعبد الملك بن مروان |
Spouse | سوار بن أوفى القشيري |
Children | عدة (أسماء غير معروفة) |
ليلى الأخيلية هي ليلى بنت عبد الله بن الرحال بن شداد بن كعب الأخيلية من بني عقيل من عامر بن صعصعة (توفيت حوالي عام 704م، 80 هجرية) شاعرة عربية عرفت بجمالها و قوة شخصيتها و فصاحتها عاصرت صدر الإسلام و العصر الأموي عرفت بعشقها المتبادل مع توبة بن الحُمَير. لها العديد من دواوين الشعر في العشق و الرثاء وجم ذلك الرثاء فيمن تعشقة وهو توبةالخفاجى ، كان بينها و بين الشاعر النابغة الجعدي مهاجاة. توفيت في ساوة بما يعرف اليوم بمحافظة المثنى في العراق عندما كنت في طريقها إلى الري في إيران.
ليلى والحجاج بن يوسف
حدثنى أبو بكر بن الأنبارى قال حدثنى أبى قال أخبرنا أحمد بن عبيد عن أبى الحسن المدائنى عمن حدثه عنمولى لعنبسة بن سعيد بن العاصى قال: كنت أدخل مع عنبسة بن سعيد بن العاصى إذا دخل على الحجاج، فدخل يوما فدخلت إليهما وليس عند الحجاج أحد إلا عنبسة، فأعدنى فجىء الحجاج بطبق فيه رطب، فأخذ الخادم منه شئاً فجاءنى به، ثم جىء بطبق آخر حتى كثرت الأطباق، وجعل لا يأتون بشيء إلا جاءنى منه بشىء، حتى ظننت أن ما بين يديى أكثر مما عندهما؛ ثم جاء الحاجب فقال: امرأة بالباب؟ فقال له الحجاج: أدخلها، فدخلت، فلما رآها الحجاج طأطأ رأسه حتى ظننت أن ذقنه قد أصاب الأرض، فجاءت حتى قعدت بين يديه، فنظرت فإذا امرأة قد أسنت حسنة الخلق ومعها جاريتان لها، وإذا هى ليلى الأخيلية، فسألها الحاجاج عن نسبها فانتسبت له؛ فقال لها: يا ليلى، ما أتى بك؟ فقالت: إخلاف النجوم، وقلة الغيوم؛ وكلب البرد، وشدة الجهد، وكنت لنا بعد الله الرفد. فقال لها: صفى لنا الفجاج؛ فقالت: الفجاج مغبرة، والأرض مقشعرة؛ والمبرك معتل، وذو العيال مختل، والهالك للقل؛ والناس مسنتون، رحمة الله يرجون؛ وأصابتنا سنون مجحفة مبلطة، لم تدع لنا هبعاً، ولا ربعا؛ ولا عافطة ولا نافطة؛ أذهبت الأموال، ومزقت الرجال، وأهلكت العيال؛ ثم قالت: إنى قلت فى الأمير قولا؛ قال: هاتى؛ فأنشأت تقول
حجاج لا يقلل سلاحك إنها الم ... نايا بكف الله حيث تراها
أحجاج لا تعطى العصاة مناهم ... ولا الله يعطى دائها فشفاها
إذا هبط الحجاج أرضاً مريضةً ... تتبع أقصى دائها فشفاها
شفاها من الداء العضال الذى بها ... غلام إذا هز القناة سقاها
سقاها فرواها بشرب سجاله ... دماء رجال حيث مال حشاها
إذا سمع الحجاج زر كتيبةٍ ... أعد لها قبل النزول قراها
أعد لها مسمومةً فارسية ... بأيدي رجال يحلبسون صراها
فما ولد الأبكار والعون مثله ... ببحر ولا أرضٍ يجف ثراها
قال: فلما قالت هذا البيت قال الحجاج: قاتلها الله! والله ما أصاب صفتى شاعر مذ دخلت العراق غيرها، ثم التفت إلى عنبسة بن فقال: والله إنى لأعد للأمر عسى ألا يكون أبداً؛ ثم التفت إليها فقال: حسبك؛ قالت: إنى قد قلت أكثر من هذا؛ قال: حسبك! ويحك حسبك! ثم قال: يا غلام، اذهب إلى فلان فقل له: اقطع لسانها؛ فذهب بها فقال له: يقول لك الأمير: اقطع لسانها؛ قال: فأمر بإحضار الحجاج، فالتفتت إليه فقالت: ثكلتك أمك! أما سمعت ما قاله، إنما أمرك أن تقطع لسانى بالصلة؛ فبعث إليه يستئبته؛ فاستشاط الحجاج غضبا وهم بقطع لسانه وقال: ارددها، فلما دخلت عليه قالت: كاد وأمانة الله يقطع مقولى، ثم أنشأت تقول:
حجاج أنت الذى ما فوقه أحد ... إلا الخليفة والمستغفر الصمد
حجاج أنت شهاب الحرب إن لقحت ... وأنت للناس نورفى الدجى يقد
ثم أقبل الحجاج على جلسائه فقال: أتدرون من هذه؟ قالوا: لا والله أيها الأمير، إلا أنا لم نر قط أفصح لسانا، ولا أحسن محاورة، ولا أملح وجها، ولا أرصن شعراً منها! فقال: هذه ليلى الأخيلية التى مات توبة الخفاجى من حبها! ثم التفت إليها فقال: أنشدينا يا ليلى بعض ما قال فيك توبة؛ قالت: نعم أيها الأمير، هو الذى يقول:
وهل تبكين ليلى إذا مت قبلها ... وقام على قبرى النساء النوائح
كما لو أصاب الموت ليلى بكيتها ... وجاد لها دمع من العين سافح
وأغبط من ليلى بما لا أناله ... بلى كل ما قرّت به العين طائح
ولو أن ليلى الأخيلية سلمت ... على ودونى جندل وصفائح
أسلمت تسليم البشاشة أوزقا ... إليها صدى من جانب القبر صائح
فقال: زيدينا من شعره يا ليلى؛ قالت: هو الذى يقول:
حمامة بطن الواديين ترنمى ... سقاك من الغر الغوادى مطيرها
أبينى لنا لا أزال ريشك ناعماً ... ولا زلت فى خضراء غض نضيرها
أبينى لا زال ليلى تبرقعت ... فقد وابنى منها الغداة سفورها
وقد رابنى منها صدود رأيته ... وإعراضها عن حاجتى وبسورها
وأشرف بالقور اليفاع لعلنى ... أرى نار ليلى أو يرانى بصيرها
يقول رجال لا يضيرك نأيها ... بلى كل ما شف النفوس يضيرها
بلى قد يضير العين أن تكثير البكا ... ويمنع منها نومها وسرورها
وقد زعمت ليلى بأنى فاجر ... لنفسى تقاها أو عليها فجورها
فقال الحجاج: يا ليلى، ما الذى رابه من سفورك؟ فقالت: أيها الأمير، كان يلم بى كثيراً، فأرسل إلى يوما أنى آتيك؛ وفطن الحى فأرصدوا له؛ فلما أتانى سفرت عن وجهى؛ فعلم أ، ذلك لشر فلم يزد على التسليم والرجوع؛ فقال: لله درك! فهل رايت منه شيئاً تكرهينه؟ فقالت: لا والله الذى أسأله أن يصلحك، غير أنه مرة قولا ظننت أنه قد خضع لبعض الأمر، فأنشأت تقول:
وذى حاجةٍ قلنا له لا تبح بها ... فليس إليها ما حييت سبيل
لنا صاحب لا ينبغى أن نخونه ... وأنت لأخرى صاحب وحليل
فلا والله الذى أسأله أن يصلحك، ما رأيت منه شيئا حتى فرت الموت بينى وبينه؛ قال: ثم مه! قالت: ثم لم يلبث أن خرج فى غزاة له فأوصى ابن عم له: إذا أتيت الحاضر من بنى عبادة فناد بأعلى صوتك
عفا الله عنها هل أبيتن ليلةً ... من الدهر لا يسرى إلى خيالها
وأنا أقول:
وعنه عفا ربى وأحسن حاله ... فعزت علينا حاجة لا ينالها
قال: ثم مه! قالت: ثم لم يلبث أن مات فأتانا نعيه؛ فقال: أنشدينا بعض مراثيك فيه؛ فأنشدت:
لتبك عليه من خفاجة نسوة ... بماء شؤون العبرة المتحدر
قال لها: فأنشدينا، فأنشدته:
كأن فتى الفتيان توبة لم ينخ ... قلائص يفحصن الحصى بالكراكر
فلما فرغت من القصيدة قال محصن الفقعسي - وكان من جلساء الحجاج - : من الذى تقول هذه هذا فيه؟ فو الله إنى لأظنها كاذبة؛ فنظرت إليه ثم قالت: أيها الأمير، إن هذا القائل لو رأى توبة لسره ألا تكون فى داره عذراء إلا هى حامل منه؛ فقال الحجاج: هذا وأبيك الجواب وقد كنت عنه غنياً، ثم قال لها: سلى يا ليلى تعطى؛ قالت: أعط فمثلك أعطى فأحسن؛ قال: لك عشرون؛ قالت: زد فمثلك زاد فأجمل؛ قال: لك أربعون؛ قالت: زد فمثلك زاد فأكمل؛ قال: لك ثمانون؛ قالت: زد فمثلك زاد فتمم؛ قال: لك مائة، واعلمى أنها غنم؛ قالت: معاذ الله أيها الأمير! أنت أجود جودا، وأمجد مجدا، وأورى زندا، من أن تجعلها غنما؛ قال: فما هى ويحك يا ليلى؟ قالت: مائة من الإبل برعاتها؛ فأمر لها بها، ثم قال: ألك حاجة بعدها؟ قالت: تدفع إلى النابغة الجعدى قال: قد فعلت، وقد كانت تهجوه ويهجوها؛
قوة شعرها وجزالته
إن أغلب القدماء أشادوا بأن ليلى الأخيلية شاعرة فاقت أكثر الفحول من الشعراء، وشهدوا لها بالفصاحة والإبداع. ومن الذين أعجبوا بشعرها الفرزدق حتى أنه فضل ليلى على نفسه، وأبو نواس الذي حفظ العديد من قصائدها، وأبو تمام الذي ضرب بشعرها المثل، وأبو العلاء المعري الذي وصف شعرها بأنه حسن ظاهره.
تتسم العطفة في شعرها بالهدوء والاستسلام للقدر على شيء من التفلسف والتأمل في الوجود. ويتبين من شعرها تأثير البيئة الأموية التي عادت فيها العصبيات القبلية إلى الظهور، وتفاخر الشعراء بقبائلهم كقول الأخيلية:
ويلاحظ التأنق اللفظي في شعر الأخيلية. وهذا التأنق يأتي بعيداً عن التكلف والتعقيد. ومن أساليب التأنق اللفظي يلاحظ في شعرها الطباق، وهناك غموض خفيف وبساطة قريبة من عالم الشعر والخيال. ومن سمات شعر الأخيلية التكرار اللفظي. وهذا التكرار مستحسن لدى الأخيلية وغايته تأكيد المعنى والإكثار من الألفاظ المتشابهة.
لها العديد من دواوين الشعر في العشق والرثاء وجم ذلك الرثاء فيمن تعشقة وهو توبة، كان بينها وبين الشاعر النابغة الجعدي مهاجاة.
ليلى الأخيلية من أهم شاعرات العرب المتقدمات في الإسلام ولا يتقدمها أحد من النساء سوى الخنساء.
ليلى الأخيلية كانت شاعرة فصيحة جميلة، اشتُهرت بأخيارها مع عشيقها توبة بن الحمير، وفدت على عبد الملك بن مروان ، فسألها ؛ ما رأى توبة فيك حتى عشِقَكِ ؟ قالت ؛ ما رأى الناس فيك حتى جعلوك خليفة ؟ يرى الكتّاب القدماء أن أجود شعرها هو ما رثت به توبة .
الرثاء هو غرض القصيدة التي نظمتها الأخيلية بعد موت توبة ببنائيه فنية ومعالجة موضوعية هيّأت لها بافتتاحيه القسم الذي مهد لشخصية المرثي وذاتها أقسمت أرثي أي لا أرثي لأن حياتها صحراء قاحلة بعد فقدها حبيبها الذي لا تستطيع تعويضه ويستمر صوت الذات الشاعرة شاخصاً باستذكاره حتى النهاية فقسم الختم وهذا يعني استمرارية الحزن المرابط للطبيعة ومظاهرها ما دامت على قيد الحياة إنها تكتشف عن قدرة شعرية متميزة منحت صاحبتها موقعاً شعريا مهما في القصيدة العربية كون بنائها يعتمد التعامل مع آثارها النفسية في كل محور من محاورها من خلال وعي الطبيعة البناء المتجاوز للتقليد فهي تعتمد الحكمة في مضمونها مع اهتمام بفلسفة الموت.
وفاتها
أقبلت ليلى من سفر وأرادت أن تزور قبر توبة ذات يوم ومعها زوجها الذي كان يمنعها، ولكنها قالت: “والله لا أبرح حتى أسلم على توبة”. فلما رأى زوجها إصرارها تركها تفعل ما تشاء. فوقفت أمام القبر وقالت: “السلام عليك يا توبة”. ثم قالت لقومها ما عرفت له كذبة. فلما سألوها عن ذلك قالت أليس هو القائل:
فما باله لم يسلم علي كما قال؟! وكانت بجانب القبر بومة فلما رأت الهودج فزعت وطارت في وجه الجمل، الذي أدى إلى اضطرابه ورمى ليلى على رأسها وماتت في نفس الوقت ودفنت بجانب قبر توبة.
المصادر
- الكتاب : الأمالي
- المؤلف : أبو علي القالي