مأمون فندي
مأمون فندي | |
---|---|
![]() | |
وُلِدَ | 1961 |
القومية | ![]() ![]() |
المهنة | أستاذ جامعي |
الموقع الإلكتروني | http://www.fandy.us |
مأمون فندي (و. 1961)، محلل سياسي مصري أمريكي يعمل مدير برنامج الشرق الأوسط وأمن الخليج بالمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية بلندن وزميل في معهد بيكر.
وهو كاتب منتظم في صحف الشرق الأوسط (كل إثنين وخميس) وصحيفة المصري اليوم (كل يوم أربعاء).
نشأته ودراسته
ولد مأمون فندي في قرية كوم الضبع، مركز نقادة، قنا، حصل على ليسانس الاداب قسم اللغة الانجليزية من احدى جامعات الصعيد وهاجر الى الولايات المتحدة وحصل على جنسيتها.
درّس في جامعة الدفاع الوطني الأمريكية وفي جامعة جورجتاون.
مسيرته
مأمون فندي قارئ جيد ومحلل بارع في كل الاتجاهات. مشهود له بالذكاء، والتجمد عند مبدأ ليس من سماته. بارع في تحديد الهدف والوصول اليه. حين لم ينتبه أحد في التسعينات بادر إلى مهاجمة نظام مبارك من خلال مقالاته في صحيفة كريستيان ساينس مونيتور مركزاً على قضايا الديموقراطية وحقوق الانسان ومطالباً واشنطن استخدام المعونات كورقة ضغط. كان يعرف ان هذه احدى نقاط ضعف مبارك الكبرى كما كان يدرك أن النظام سيسعى إليه لاسترضائه وقد كان. التقاه أسامة الباز في زيارة خاصة له لواشنطن عام 1993 واستقطبه بالفعل.
في إحدى زيارات مبارك للعاصمة الامريكية عرفه الباز بعمر سليمان. ومن هنا بدات صفحة جديدة في علاقة فندى بالنظام البائد وكلاهما كان يستخدم الاخر. عام 1995 كانت هناك جلسة استماع في الكونجرس عن الديمقراطية في مصر واستعانوا بفندى للوقوف بجانبهم ولكنه خذلهم ودافع عن نظام مبارك وبرر ممارساته. عمر سليمان كان يعرف طبيعته جيدا وكان لا يرتاح إليه ولكنه كان يستخدمه. نفس المساندة الإعلامية مارسها مع السعودية ونجح كما هو الحال مع مصر وقد كتب كتاباً عن السعودية. يقيم الآن في لندن وحتى عام 2009 كان على صلة وثيقة بالمكتب الإعلامي المصري في لندن الذى كان يراسه أيمن القفاص، صهر عمر سليمان، والذى أصبح رئيسا لهيئة الاستعلامات فيما بعد. حين انتقد محمد حسنين هيكل نظام مبارك في مقابلته الشهيرة مع روبرت فيسك عام 2007 لم يجد النظام سوى فندى لمهاجمة هيكل على صفحات جريدة الشرق الأوسط في مقال شهير بعنوان (وآخره فيسك) ودفع المكتب الاعلامي المصري في لندن 3000 جنيه استرلينى اضافية لفندى.
رسالته للرئيس عبد الفتاح السيسي
في ظل التحولات الدراماتيكية التي يعيشها الشرق الأوسط من المجازر الجارية في غزة، إلى الحرب المفتوحة بين إسرائيل وإيران منذ 13 يونيو 2025، تفرض اللحظة التاريخية سؤالًا جوهريًا على القاهرة: هل سنواصل إدارة علاقتنا بالمنطقة على طريقة التفاعل اللحظي وردود الفعل، أم نبادر بصياغة تصور استراتيجي مصري خالص يقود إلى إطار إقليمي جديد للأمن؟
إن ما أطرحه هنا ليس ردة فعل على لحظة مأساوية فحسب، بل هو امتداد لنقاش طويل حول ما أسميته سابقًا في مقالاتي وتغريداتي على منصة إكس: "غياب الخيال الاستراتيجي في التفكير المصري تجاه قضايا الإقليم". وهو غياب يعود جزئيًا إلى فقر النقاش المفاهيمي، وجزئيًا إلى الاستقطاب بين خيارين كلاسيكيين: الانكفاء أو التصعيد.
الأمن الإقليمي الجديد: مقاربة مفاهيمية
قبل الانتقال إلى السياسات، علينا استحضار المفاهيم. في الأدبيات الأكاديمية المعاصرة، لم يعد الأمن الإقليمي يُفهم فقط كحالة من التوازن العسكري بين الدول، بل بات يُنظر إليه بوصفه نظامًا تفاعليًا متعدد الأبعاد، يشمل:
- البعد السياسي (الاستقرار الداخلي والنظام الإقليمي)
- والبعد الاقتصادي (تكامل الأسواق وسلاسل الإمداد)
- والبعد الاجتماعي والثقافي (الهويات العابرة للدول والأنماط الديموغرافية
- والبعد البيئي (الأمن المائي والمناخي)
هذا التصور يُعرف باسم "الإطار التعاوني للأمن" (Cooperative Regional Security Framework)، وهو الإطار الذي يتجنب منطق التحالفات الصفرية أو الصدامات الكبرى، ويُؤسّس لمساحات تفاهم وبناء مصالح مشتركة.
وفي الحالة الشرق أوسطية، يُصبح هذا النوع من التفكير ضرورة لا رفاهية، لأن البدائل الأخرى—المقاومة الخشنة أو الانضواء غير النقدي في مظلات أمنية خارجية—تؤدي إلى استنزاف مستمر دون أفق استقرار. وهنا تمامًا تبرز "لحظة مصر".
مصر: من رد الفعل إلى القيادة البنّاءة
دعوتي المتكررة، عبر الإعلام والكتابة، أن تخرج مصر من التموقع التلقائي داخل “محور المقاومة”—وهو تموضع كثيرًا ما تفرضه الظروف دون مراجعة—وأن تتصدر بدلًا من ذلك قيادة "محور السلام" القائم على القوة الذكية، والخيال السياسي، والحضور النشط في رسم معادلات الأمن الإقليمي.
وقد حذرت مرارًا من ما أسميته بـ"الفراغ الراديكالي"، الذي ينشأ حين تغيب الدولة المركزية (مثل مصر) عن صناعة النظام، فيُملأ الفراغ بقوى مسلحة أو مشاريع مدمرة تتغذى على الفوضى.
لذلك، فإن الخطوة الأولى تبدأ من تبني إطار إقليمي جديد للأمن نُسهم نحن في بلورته بدل أن نفرضه فرضًا من الخارج.
نحو تصور مصري جديد للأمن الإقليمي: أربع ركائز
1.غرف تفكير استراتيجية مغلقة.
ضرورة تأسيس منصات مستقلة تضم مفكرين أمنيين، دبلوماسيين، اقتصاديين، وعسكريين، لتوليد تصورات بعيدة عن الشعبوية. لا نحتاج إلى حملات إعلامية بقدر ما نحتاج إلى أوراق سياسات مؤسِسة.
2.شراكات ذكية مع القوى الإقليمية الرصينة.
مثل الجزائر، السعودية، تركيا—بما يصنع "هلال استقرار" مبني على المصالح، لا على العقائد، يتعامل مع قضايا الأمن البحري، الغذائي، والطاقوي.
3.إعادة تعريف العلاقة مع الغرب.
دون القطيعة أو التبعية. نحتاج إلى دبلوماسية ذكية تُمارس ضغطًا ناعمًا من داخل الشراكة، تحفّز قرارات دولية لصالح وقف المجازر لا عبر التهديد بل عبر الحضور النشط.
4.مصر كدولة خليجية وأفريقية.
وهو ما طرحته مرارًا، بأن أمن الخليج هو امتداد للأمن القومي المصري، وأن مصر قادرة على لعب هذا الدور دون أن تكون وصية، بل "حاضنة أمنية" تنتج استقرارًا من منطق القوة والعقلانية لا الإخضاع.
وختاما، لحظة مصر هي لحظة الوعي، "لحظة مصر" ليست لحظة انفعال بل لحظة وعي. وعيٌ بأن بناء الأمن الإقليمي لا يمكن أن يكون عبر التصعيد أو التراجع، بل عبر هندسة ذكية لعلاقات القوة، قائمة على مفاهيم جديدة. لا نحتاج إلى مواجهة عسكرية كي نثبت وجودنا، بل إلى هندسة سياسية واقتصادية تقنع الإقليم والعالم أن مصر لا تزال هي "الركن الركين" في الشرق الأوسط.[1]
كتبه
- حرب همجية: الإعلام والسياسة في العالم العربى.
- السعودية وسياسة الاحتجاج
- ضحايا الحداثة: أمريكا والعرب بعد الحادي عشر من سبتمبر
- المسالة الشيعية في الشرق الأوسط
المصادر
- محمود جعفر، في بريد إلكتروني.
وصلات خارجية
- ^ "كتبت رسالة مفتوحة للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي". Mamoun Fandy. 2025-06-20. Retrieved 2025-06-22.