مارتن إدلمان

مارتن إدلمان.

مارتن إدلمان أو مارتي إدلمان (Martin Edelman، و. 1942)، هو محامي عقارات ورجل أعمال أمريكي من منهاتن. يعتبر إدلمان همزة الوصل بين حكومة أبو ظبي والهيئات المالية في نيويورك، حيث يتمتع بعلاقات وثيقة مع العائلة الحاكمة، وهو مستشار خاص لدولة الإمارات والعائلة الحاكمة، ويُلقب "برجل أبو ظبي في منهاتن".

سيرته

وُلد إدلمان عام 1942 لأسرة يهودية ليبرالية في ولاية نيويورك، وكان منزله يغص بالنقاشات حول العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان. درس في جامعة پرنستون، ثم أصبح أحد كتاب خطب المدعي العام الأمريكي آنذاك روبرت كندي٬ مما وضعه على تماس مع إحدى أكثر العائلات نفوذاً في السياسة الأمريكية. بعد تخرجه من كلية الحقوق بجامعة كلومبيا، التحق بالجيش الأمريكي وقضى ثلاث سنوات في الخدمة أثناء حرب ڤيتنام. وعاد بعدها إلى نيويورك ليبدأ مسيرته القانونية٬ توّجها بصفقة إسكانية كبرى مع لاعب كرة البيسبول، جاكي روبنسون، ليصبح منذ ذلك الحين أحد أبرز المحامين في عالم العقارات بمدينة نيويورك.

عام 2002، وبينما كان منخرطًا في جهود إنسانية لدعم قدامى المحاربين، تلقّى دعوة من الجنرال الأمريكي تومي فرانكس لمرافقته في جولة بالخليج العربي. وكانت زيارته لإمارة أبو ظبي نقطة تحول، إذ سرعان ما نسج علاقات وثيقة مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرئيس الحالي لدولة الإمارات وشقيقه الشيخ طحنون، مستشار الأمن القومي، اللذين رأوا فيه وسيطاً مثالياً بين ثقافات متعددة. ورغم خلفيته اليهودية، رحبت به القيادة الإماراتية، وعيّن مستشاراً خاصاً للدولة والعائلة الحاكمة، في سابقة نادرة لشخص أجنبي. حتى إنه حصل لاحقاً على جواز سفر إماراتي، وهي ميزة لا تُمنح إلا لأشخاص يتمتعون بأعلى درجات الثقة.


علاقته بحكومة أبو ظبي

في دائرة السلطة التي تهيمن عليها العائلة الحاكمة في أبو ظبي، يبرز مارتي إدلمان باعتباره شخصاً أجنبياً نادراً يتمتع بنفوذ حقيقي.[1]

بصفته مستشاراً أول لدولة الإمارات العربية المتحدة، كان إدلمان محور تطور الدولة من دولة نفطية إلى مركز للأعمال والتكنولوجيا والثقافة. ساهم إدلمان في توجيه صفقة أبوظبي التاريخية عام 2008 لشراء نادي مانشستر سيتي لكرة القدم، فضلاً عن سعي الإمارة الأخير للحصول على رقائق إنڤيديا المتطورة. وتكثر الإشارات إلى نفوذ إدلمان في قصة أصلية مفصلة عن حرم جامعة نيويورك في أبو ظبي، الذي أُنشئ عام 2010. ويصف خلدون المبارك، الرئيس التنفيذي لصندوق الثروة السيادية لشركة مبادلة للاستثمار، الذي تبلغ قيمته 330 بليون دولار، "مفاوضات طويلة وشاقة" مع الجامعة في الفترة التي سبقت الكشف عن الفرع المحلي. وقال المبارك "إن مارتي إدلمان كان بمثابة همزة الوصل بين الطرفين".

هذا التنوع السياسي جعله شريكاً موثوقاً للطرفين، في وقت تسعى فيه أبوظبي إلى توسيع استثماراتها في مجالات حساسة مثل الذكاء الاصطناعي والرقائق الإلكترونية. في أواخر رئاسة جو بايدن، وظف إدلمان مهاراته الدبلوماسية، داعمًا محادثات حساسة بين مسؤولين أمريكيين وشركة G42، وهي شركة ذكاء اصطناعي مقرها أبو ظبي، يشرف عليها مستشار الأمن الوطني الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان. وعلى مر السنين، بنى إدلمان علاقات رفيعة المستوى في دوائر السلطة الديمقراطية، من عائلة كندي إلى عائلة كلنتون وجورج سوروس.

جلبت عودة ترمپ في نهاية 2024 وجهًا مألوفاً آخر إلى البيت الأبيض. كان إدلمان قد ربطته علاقة صداقة مع ستيڤ ويتكوف، الذي أصبح الآن مستشاراً موثوقاً به للرئيس، من خلال عملهما خلال فترة ازدهار سوق العقارات في مدينة نيويورك في الثمانينيات والتسعينيات. وهذا ما جعله وسيطاً رئيسياً في سعي الدولة الخليجية إلى الموازنة بين سعيها للحصول على التكنولوجيا الأمريكية المتقدمة واستراتيجيتها الدبلوماسية القائمة على مبدأ "الصداقة مع الجميع".

يتجلى نفوذ إدلمان بوضوح من خلال منصبه كمستشار أو عضو مجلس إدارة في العديد من المؤسسات المرموقة في أبو ظبي، من مبادلة إلى جي 42، ومانشستر سيتي، ورويال جروب، شركة الاستثمار الخاصة البارزة التي يرأسها الشيخ طحنون. وتشمل هذه القائمة أيضاً إم جي إكس، التي تُساهم في تمويل حملة ترمپ للذكاء الاصطناعي بقيمة 100 بليون دولار، وگلوبال فاوندريز، وهي شركة رائدة في تصنيع أشباه الموصلات مملوكة لمبادلة.

قال ويتكوف، مبعوث ترمپ للشرق الأوسط، والذي يعرف إدلمان منذ ثلاثة عقود، في مقابلة: "تكمن سر مارتي في أنه يحظى بثقة كلا الحزبين ومن مختلف الثقافات. لا أحد يعتبره أيديولوجياً. إنه يسعى لإيجاد الحلول. يسعى دائماً إلى مراعاة آراء الجميع".

ولا تقتصر سياسة إدلمان على تعدد العلاقات فقط، بل في قدرته على فهم تعقيدات الثقافة الإماراتية والانخراط في مجلسها التقليدي، بالتوازي مع تمرسه في دهاليز السياسة الأمريكية. حيث يبدأ يومه في الرابعة والنصف صباحاً بسلسلة مكالمات وتمارين رياضية، ثم ينطلق إلى حلقة لا تنتهي من الاجتماعات والصفقات بين أبو ظبي ومانهاتن في نيويورك. وبينما تتوافد كبرى الشركات العالمية على أبو ظبي، أملاً في النفاذ إلى ثروتها السيادية التي تقارب 1.7 تريليون دولار، أصبح إدلمان حلقة الوصل، مستفيداً من علاقات نسجها قبل سنوات من طفرة الاهتمام بالإمارة.

وقد تجلّت ثمار عمله في دعم طموحات الإمارة في مجال الذكاء الاصطناعي والصفقات الأجنبية، حيث استضاف الإماراتيون أحد شركائه القدامى: الرئيس الأمريكي دونالد ترمپ أثناء زيارته للإمارات في مايو 2025. خلال الزيارة اتفقت أبو ظبي وواشنطن على وضع خطة مشتركة لتسريع التعاون في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بما يعزز الشراكة في التقنيات المتقدمة ويضمن حمايتها. وبموجب الاتفاقية، ستُقدم الولايات المتحدة تسهيلات تهدف إلى تعميق التعاون مع الإمارات، تشمل إنشاء مركز بيانات للذكاء الاصطناعي بسعة 1 جيجاوات، كجزء من مجمع إماراتي-أمريكي شامل لتقنيات الذكاء الاصطناعي في أبو ظبي، تصل سعته الإجمالية إلى 5 جيجاوات.[2]

المصادر

  1. ^ "Abu Dhabi's 'Man in Manhattan' Is Key to Unlocking Trump Deals". بلومبرگ. 2025-05-16. Retrieved 2025-05-18.
  2. ^ "ماذا تعرف عن "رجل مانهاتن" في أبوظبي؟.. مفتاح صفقات ترامب". عربي 21. 2025-05-16. Retrieved 2025-05-18.