محمود شوكت پاشا
محمود شوکت پاشا پاشا | |
---|---|
![]() | |
محمود شوكت باشا على بطاقة بريدية تركية، تاريخ غير معروف. | |
الصدر الأعظم للدولة العثمانية | |
في المنصب 23 يناير 1913 – 11 يونيو 1913 | |
العاهل | عبد الحميد الثاني |
سبقه | محمد كامل پاشا قبرصلي |
خلفه | سعيد حليم باشا |
تفاصيل شخصية | |
وُلِد | 1856 بغداد، إيالة بغداد، الدولة العثمانية |
توفي | 11 يونيو 1913 اسطنبول، الدولة العثمانية |
القومية | عثماني |
الدين | الإسلام |
محمود شوكت باشا (و. 1856 - ت. 13 يونيو 1913)، هو الصدر الأعظم للدولة العثمانية من 25 يناير حتى 11 يونيو 1913.
سيرته
وُلد محمود شوكت في بغداد عام 1856 لأسرة تعتبر نفسها أسرة عربية فاروقية، ولكن اختلف الكُتاب حول أصولها فيوجد رواية تقول بأنها عربية تنتسب إلى عمر بن الخطاب، لذلك تكنى بالعمري والفاروقي، ويوجد روايات تقول بأنها من أصل شركسي أو شيشاني أو جورجي، وقد أكد الكاتب التركي علي بيلگن أوغلو في كتابه "المجتمعات القومية العربية في الدولة العثمانية" أن محمود شوكت باشا عربي من أسرة عربية أصيلة. وكذلك ورد في كتاب "تاريخ العراق بين احتلالين" للكاتب عباس العزاوي قيام أحد الشعراء بمدح محمود شوكت باشا بحظوه ومدحه بنسبه العربي العمري ولم يعترض محمود شوكت باشا ولم يقم بتصحيحه. والمتفق عليه بأنه قد نشأ في أسرة تعتبر نفسها عربية الولاء واللغة والثقافة والنشأة والمستقر والانتماء، وحتى محمود شوكت باشا نفسه كان يعتز بالزي العربي، وورد قوله في خطاب له في وزارة الحربية العثمانية نص "نحن العرب"، وحتى السفير الألماني في الدولة العثمانية وانگهايم كان يصف شوكت باشا "بالعربي العثماني" وهذا السفير قابل شوكت باشا أكثر من مرة، وحتى محمود شوكت باشا كان يعتبر نفسه عربياً قال في خطاب له في وزارة الحربية: " أرى مستقبل الدولة لنا نحن العرب؛ لأننا أكثر عدداً وأزكى فهمًاً وأنشط في العمل".
والده هو سليمان فائق بك ابن الحاج طالب، الذي اصطحب محمود شوكت إلى اسطنبول بعد أن أنهى تعليمه الابتدائي في بغداد عام 1957 ليلحقه بالكلية الحربية التي تخرج منها برتبة ملازم عام 1880، ثم أصبح برتبة ملازم عام 1882. أرسل بعدها في الحملة العسكرية التي جردت لإخماد ثورة أحمد عرابي باشا في مصر (1882) (والتي كانت في الأساس ثورة على امتيازات الشركس!). فبقي في جزيرة كريت ثم عاد إلى تركيا. عين مدرساً في مدرسة الأركان في مارس 1883. أمضى محمود شوكت باشا عدة سنوات في ألمانيا للدراسة في كلياتها العسكرية، وفي عام 1896 كان عضواً في اللجنة المشرفة على شراء الأسلحة للجيش العثماني، ثم أصبح رئيساً لدائرة التفتيش والرقابة، ثم نجح في مهمة بناء خط تلغراف بين مكة والمدينة المنورة، وترقى في الرتب إلى أن وصل لرتبة فريق عام 1901، وفي عام 1905 عُين محمود شوكت حاكماً لولاية كوسوڤو، ولاحقاً أصبح الجيش الثالث تحت قيادته، الذي عـُرف لاحقاً باسم "حركات اُردوسو" بعد مشاركته في حادثة 31 مارس. ثم قائداً لقوات الدولة في سلانيك فمفتشاً في الروملي.
رافق القائد الألماني كولمار فرايهر فون در گولتز (گولتس پاشا) الذي استعان به لترجمة الكتب العسكرية إلى التركية. فوضع في تلك الفترة كتاب فن الاسلحة، والتشكيلات والقيافة العسكرية في الجيش العثماني (في مجلدين مصورين)، واللوغارتمات وأصول الهندسة والهندسة المجسمة، ومحاضرات في النفير العام والبنادق وغيرها. ولم يقتصر همه على التصانيف العلمية والعسكرية، بل ترجم روايات أدبية كرواية في ظلال الزيزفون للكاتب الفرنسي ألفونس كار (1808 - 1890).
خلع السلطان عبد الحميد الثاني
عام 1907 وقعت بريطانيا وروسيا المعاهدة الأنگلو-روسية والتي قلصت مساحة الدولة العثمانية في جهة بلاد فارس دون أن يقوم السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بأي رد فعل، وهذا أثار حالة من الغضب الشعبي والعسكري، وخشي محمود شوكت باشا من أخبار حول تنازل السلطان عن مقدونيا، كما تنازل سابقاً عن مصر وقبرص وتونس، وهنا وجد أن من الواجب خلعه أو تقليص صلاحياته. عام 1908 اندلعت ثورة الشباب التي أجبرت السلطان عبد الحميد على تطبيق نظام المشروطية (الدستور)، التي تُقلل من صلاحيات السلطان، لكن بعد أشهر تمرد أنصار السلطان ومؤيدوه في 31 مارس 1909 وأُلغيت المشروطية. الآن أصبح سقوط السلطان عبد الحميد مسألة وقت، فإن لم يسقط على يد محمود شوكت باشا سيقط بيد غيره وأهمهم ناظم باشا، وهنا قام محمود شوكت باشا بالزحف من سلانيك إلى اسطنبول، واحتل قصر سلانيك وأجبر السلطان عبد الحميد الثاني على التنازل عن العرش. وقام محمود شوكت باشا بنفسه بقراءة بيان الخلع، وقام بنفسه بإختيار الأمير محمد رشاد ليكون السلطان العثماني الجديد، وبهذا بدأ تعيين سلسلة من السلاطين العثمانيين الدمى.
وزارة الحربية
أصبح وزيراً للحربية عام 1910 في وزارة محمد كامل پاشا قبرصلي، وقائداً عسكرياً لاسطنبول، ومفتشاً للجيش الأول والثاني والثالث، وعضواً في مجلس الشيوخ. عام 1910 قام محمود شوكت باشا بقمع الثورة الألبانية، وفي عام 1911 أسس القوات الجوية العثمانية، وأرسل قوات للدفاع عن ليبيا التي تتعرض للغزو الإيطالي، ومن أهم إنجازاته تحسين آلية حشد الجيش، وتطوير خطط جديدة، وكذلك قيامه بإدخال أول سيارة إلى شوارع الدولة العثمانية.
في 18 أكتوبر 1912 تنازلت الدولة العثمانية عن ليبيا مقابل جزر صغيرة، وهذا أغضب محمود شوكت باشا فقاد إنقلاباً ضد الإئتلافيين في 27 يناير 1913، وقُتل في الإنقلاب منافسه وزير الحربية حسين ناظم باشا. بدعم من زعماء حزب الاتحاد والترقي عُين محمود شوكت باشاً وزيراً للحربية صدراً أعظم للدولة العثمانية (أي رئيساً للوزراء) في 22 يناير 1913، ليصبح الحاكم الفعلي والعلني للدولة العثمانية. قام محمود شوكت باشا بعمل إصلاحات واسعة كان أهمها المساواة بين كافة القوميات ودعم فكرة اللامركزية بحيث يكون لكل ولاية صلاحيات خاصة بها لحل مشاكل الشعب بعيدا عن البيروقراطية الطويلة، وكذلك كان تفضيله لولاية العراق واضحاً فقام بدعمها بالمال وبتخفيف الضرائب عنها، وبفرض التعامل باللغة العربية في السجلات الرسمية فيها.
انجازاته
يُنسب إليه فضل إنشاء القوات الجوية العثمانية عام 1911 وجلب أول سيارة إلى اسطنبول. وقد أولى محمود شوكت باشا أهمية كبرى لبرنامج الطيران الحربي ونتيجة لذلك فقد أصبحت القوات الجوية العثمانية أحد المؤسسات الرائدة في العالم.[1] كان له دور قيادي بارز ومهم في تأسيس جمعية الاتحاد والتعاون الشركسية في اسطنبول عام 1908م وهي أول مؤسّسة شركسية في المنفى خارج الوطن الأم بعد التهجير المأساوي للشراكسة عن وطنهم الأم قي شمال القوقاز عام 1864.
ظهرت نوايا جمعية الإتحاد والترقي وظهر وجهها الطوراني المتطرف، وأصبحوا يعلنون عدائهم لسياسات محمود شوكت باشا، لدرجة أن جمال باشا السفاح قال في مذكراته بأنه نصح شوكت باشا بالتوقف عن سياساته كي لا يتعرض للإغتيال، لكن شوكت باشا رفض، ووصل به الأمر بأن قام شوكت باشا بإلقاء خطاب في وزارة الحربية العثمانية يرد فيه على زيادة التنافر بين العرب والترك، وأهم ما جاء في هذا الخطاب: " إنني أسمع كلامًا في هذا لا يعجبني وأرى مستقبل الدولة لنا نحن العرب؛ لأننا أكثر عددًا وأزكى فهمًا وأنشط في العمل، ولكن يجب أن ندخل أولادنا مدارس الدولة ونرتقي بها". وكان هذا الخطاب سبب قتله، حيث ظهرت نواياه في إعادة مجد العرب، وإنتمائه العروبي الصريح، ومعارضته لسياسة تعيين الأتراك في المناصب.[2]
وكان قبل اغتياله بشهر قد بدأ بالتخطيط لنقل عاصمة الدولة العثمانية إلى مدينة حلب العربية والتي تقع اليوم في شمال سوريا، حيث رأى أن اسطنبول مدينة هشة لا تصلح أن تكون عاصمة، حيث أنها على أطراف الدولة وقريبة من خطوط العدو بعكس حلب التي تقع في القلب، وذكر هذا الأمر القائد الألماني فون گولتز الذي قابل شوكت باشا نفسه وسمع منه هذا الحديث، وحتى تم إبلاغ السفير الفرنسي والسفير الألماني بإستعداد الدولة العثمانية لنقل العاصمة، وهو ما رفضه الإتحاديون وثاروا ضده، ومع ذلك استمر شوكت باشا في تطبيق هذا القرار الذي لم يتوقف إلا بإغتياله كما قال المارشال الألماني فون گولتز.
اغتياله
كان تحكم محمود شوكت باشا المطلق بالسلطة يزيد من حقد المتطرفين الأتراك، وكان في الجيش العثماني تشكيل عسكري تركي متطرف يسمى (الإتحاديين) ويقوده باشوات الإتحاديين الثلاث (أنور وجمال وطلعت) الساعين للسيطرة على السلطة، والذين يؤمنون بالقومية الطورانية التركية. هذا ما جعل مسألة إغتياله أمراً من الواجب تنفيذه بالنسبة لهم. أما السبب الأهم في تسريع الإغتيال إجتماع محمود شوكت باشا مع الكثير من القوميين العرب، وأهم هذه الإجتماعات إجتماعه مع وفد قومي عربي برئاسة عبد الحميد الزهراوي وقام بتقديم وعود لهم، وسيتم تحقيقها بعد المؤتمر القومي العربي عام 1913، وكان الشباب العربي منهم من يؤمن باللامركزية الموسعة، ومنهم من يطالب بعودة الخلافة للعرب، ومنهم من يطالب بأن تكون الدولة بتاجين تاج للأتراك وتاج للعرب، ولكن إجراءات شوكت باشا في نقل العاصمة وإعلانه حق العرب في الحكم يفوق تطلعاتهم وأحلامهم.
وفي أثناء تنقل محمود شوكت باشا في شوارع اسطنبول، أمر قائد عربته بالتوقف لتعبر جنازة، فأُغتيل محمود شوكت باشا بخمس رصاصات في 13 يونيو 1913، أي قبل إنعقاد المؤتمر بإسبوعين فقط، من أقارب ناظم پاشا.[3] 1913/06/11
كان المشرف على هذا الإغتيال هو جمال باشا السفاح الذي كان أنذاك حاكماً لاسطنبول، وقد تم نسبة الجريمة إلى أحد أنصار ناظم باشا، وأفظع شيء في قتل محمود شوکت باشا أن اثنين من الذين قتلوه كانا سيعدمان قبل سنوات، لكن محمود شوكت باشا عفا عنهما، وأما جمال باشا في مذكراته أنكر دوره في هذا الإغتيال، ولكن الدراسات التاريخية أكدت أن جمال باشا نفسه قال في إحدى خطاباته بأنه كان لديه معلومات عن الذين نفذوا الإغتيال، وحتى عملية المحاكمة والتحقيقات تدل على تواطئهم. واتـُهـِم بقتله رجل الدين محمد عاطف خوجة الإسكليپي المقاوم للتغريب، فحـُبس خمس سنوات ونصف.
بعد الاغتيال
بعد اغتيال محمود شوكت باشا سيطر الإتحاديين بقيادة الباشوات الثلاث (أنور وجمال وطلعت) على الحكم وتم إقرار قانون التتريك، وتطبيق إجراءات ضد العرب، وهذا أدى لإنفصال الجمعية القحطانية العربية، وبدأت حملة إضطهاد وإعدامات للقوميين العرب وبما فيهم عبد الحميد الزهراوي وكل من كان له علاقة بالصدر الأعظم محمود شوكت باشا من القوميين العرب والشباب العربي المثقف، وأشرف عليها جمال باشا بنفسه لدرجة أنه لقب بالسفاح. وعقدوا تحالف متين مع ألمانيا وكان شوكت باشا يرفض التحالفات التي تكشف أسرار الدولة، أو تحالف يؤدي للدخول في حرب لأجل دولة أخرى، ولكن الباشوات الثلاث تحالفوا مع ألمانيا وسلموا الجيش لضباطها، ودخلوا الحرب العالمية الأولى والتي هزمت فيها الدولة العثمانية، وكان الفشل المطلق للباشوات الثلاث في إدارة الدولة في كافة المجالات كارثة على الأمة أدت إلى إنهيارها ودخولها تحت الإحتلال الإنگليزي والفرنسي.
مؤلفاته
- ألّف كتاباً عن مذكراته اليومية بعنوان "مذكرات محمود شوكت باشا اليومية".
- اللوغارتمات وأصول الهندسة.
- الهندسة المجسمة.
- محاضرات في النفير العام والبنادق.
- ألأزياء العسكرية والتشكيلات العثمانية
- لم يقتصر همه على التصانيف العلمية والعسكرية، بل ترجم روايات أدبية كرواية في ظلال الزيزفون للكاتب الفرنسي ألفونس كار (1808-1890).
انظر أيضاً
- خالد بك سليمان الذي كان وزيراً لوزارة المعارف ووزارة الزراعة.
- حكمت سليمان الذي كان رجلاً من رجال الدولة في العراق والذي أبلى بلاءاً حسناً من أجل القضايا الوطنية والسياسية، فترأس الحكومة العراقية في وقت شدتها.
الهوامش
- ^ http://www.hvkk.tsk.tr/EN/IcerikDetay.aspx?ID=19
- ^ "ذكرى مقتل البطل العربي محمود شوكت باشا". المؤرخ تامر الزغاري. 2025-06-11. Retrieved 2025-07-28.
- ^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةDKF
المصادر
- فيصل حبطوش خوت أبزاخ (2007). أعلام الشراكسة. عمان، الأردن: مؤسسة خوست للإعلان.
- مذكرات محمود شوكت باشا اليومية، محمود شوكت باشا
- مذكرات سليم علي سلام (1868-1938)، حسان الحلاق
- البغداديون أخبارهم ومجالسهم، إبراهيم عبد الغني
- Turkey: The Quest for Identity, Feroz Ahmad
- Talaat Pasha: Father of Modern Turkey, Hans Lukas Kieser
- المجتمعات القومية العربية في الدولة العثمانية، علي بيلجين أوغلو
- تاريخ العراق بين احتلالين، عباس العزاوي
- مذكرات جمال باشا، جمال باشا
- مجلة المنار، محمد رشيد رضا
سبقه محمد كامل پاشا قبرصلي |
الصدر الأعظم 1913 |
تبعه سعيد حليم باشا |
- مواليد 1857
- وفيات 1913
- عراقيون من أصل جورجي
- عراقيون من أصل شيشاني
- عراقيون من أصل شركسي
- خريجو الأكاديمية الحربية العثمانية
- خريجو الكلية الحربية العثمانية
- پاشوات
- مشيرو الدولة العثمانية
- 20th-century Ottoman Grand Viziers
- عثمانيون في حروب البلقان
- Assassinated Ottoman people
- أتراك من أصل شيشاني
- الشيشان
- شركس
- أعلام الشركس
- شركس عراقيون
- شركس أتراك
- أشخاص من بغداد