محور موراج

محور موراج
محور موراج يقسم قطاع غزة بين خان يونس ورفح، ممتداً في الاتجاه الشمال الغربي وصولاً إلى البحر المتوسط.
الإحداثيات: 31°18′30″N 34°17′17″E
المنطقة	قطاع غزة، فلسطين

محور موراج (Morag Corridor)، هو محور أمني إسرائيلي مزمع في جنوب قطاع غزة، أعلن عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 2 أبريل 2025 بعد تجدد الهجوم على رفح. المحور المسمى على اسم مستوطنة إسرائيلية سابقة كانت قائمة بين رفح وخان يونس، من شأنه أن يُنشئ محوراً ثالثاً تسيطر عليه إسرائيل، بالإضافة محوري صلاح الدين ونتساريم، ويقسم مناطق من غزة. وصف نتنياهو هذا الإجراء بأنه يهدف إلى زيادة الضغط على حماس لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين والتنازل عن سيطرتها على القطاع.

 التاريخ

انظر أيضاً: الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، مارس 2025

أُعلن عن إنشاء محور موراج لأول مرة من قِبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 2 أبريل 2025، عقب استئناف الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة بعد انهيار وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في يناير 2025. سُمي المحور على اسم موراج، وهي مستوطنة إسرائيلية في گوش قطيف قبل تفكيكها عام 2005. صرح نتنياهو بأن الجيش الإسرائيلي يُغيّر مساره في غزة، وأن محور موراج جزء من خطط للسيطرة على المزيد من الأراضي وإنشاء ممرات أمنية جديدة. ستُقسّم هذه المحاور غزة عملياً إلى أقسام منفصلة مع تقييد التنقل بينها.

عند اكتماله، سينضم المحور إلى منطقتين أمنيتين تسيطر عليهما إسرائيل في غزة: محور صلاح الدين على امتداد الحدود الجنوبية لغزة مع مصر الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية منذ مايو 2024، ومحور نتساريم الذي يفصل شمال غزة ومدينة غزة عن بقية القطاع. ووصف نتنياهو محور موراج بأنه "محور صلاح الدين ثاني، وإضافي".

سيفصل المحور الثالث فعلياً رفح، أقصى مدن قطاع غزة جنوباً، عن الأجزاء الوسطى من القطاع. ووفقاً لبيان نتنياهو، يهدف هذا التقسيم الاستراتيجي إلى "تقطيع أوصال القطاع" وتكثيف الضغط على حماس حتى تُطلق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المتبقين، وتُسلّم سلاحها، وتُغادر غزة. وفي بيانه، ربط نتنياهو إنشاء المحور مباشرةً بمفاوضات الأسرى، مُشيراً إلى أنه يهدف إلى زيادة الضغط على حماس.

أشار وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس، إلى أن إسرائيل تنوي الاستيلاء على "مناطق واسعة" لضمها إلى هذه المناطق الأمنية. وطالب سكان غزة، بشكل منفصل، "بطرد حماس وإعادة جميع الأسرى"، واصفاً ذلك بأنه "السبيل الوحيد لإنهاء الحرب".

 الوصف والأهمية

خريطة توضح محوري موراج وصلاح الدين.

يعد محور موراج أحد الممرات الحيوية في جنوب قطاع غزة، ويمتد من البحر المتوسط حتى شارع صلاح الدين شرقاً، وصولاً إلى آخر نقطة على الحدود الفاصلة بين غزة وإسرائيل، وتحديداً عند معبر صوفا. يبلغ طول المحور 12 كم، وهو يفصل محافظة رفح عن باقي محافظات القطاع. وقد أُنشئ هذا المحور الوهمي خلال احتلال الجيش الإسرائيلي للقطاع عام 1967، قبل انسحابه منه عام 2005، تنفيذاً لخطة الانسحاب الأحادي الجانب في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون. كانت مستوطنة موراج، التي سُمي باسمها المحور، إحدى المستوطنات الواقعة في جنوب القطاع، ضمن تجمع مستوطنات گوش قطيف، التي تأسست وأُعلن عنها لأول مرة في مايو 1972. كانت الغاية من إنشائها بناء نقطة عسكرية ثابتة لمراقبة تحركات الفلسطينيين، لكنها تحولت بعد عشر سنوات، أي عام 1982، إلى تعاونية زراعية تضم مئات الدفيئات الزراعية.

يشكل المحور نقطة ارتكاز استراتيجية بسبب موقعه الجغرافي؛ فالمحور الجديد من شأنه اقتطاع مساحة 74 كم² من مساحة قطاع غزة، أي ما يعادل 20% من إجمالي مساحة القطاع البالغة 360 كم². وتنبع أهمية المحور من كونه أحد أهم شرايين الحياة لنقل الأفراد والبضائع بين جنوب القطاع وشماله، حيث تضم مدينة رفح لوحدها اثنين من أهم ثلاثة معابر تعمل في القطاع، وهما معبر كرم أبو سالم المخصص لنقل البضائع والمساعدات من إسرائيل للقطاع، إضافة إلى معبر رفح الفاصل بين القطاع ومصر، الذي يخصص لنقل الأفراد والبضائع من وإلى القطاع. بموازاة ذلك، فإن بقاء الجيش الإسرائيلي في المحور سيحرمان القطاع من أهم موارده الزراعية، إذ تُعتبر مدينة رفح من أهم مصادر الغذاء والخضروات المتبقية في القطاع، حيث تغطي المساحات الخضراء أراضي المدينة، وبخاصة منطقة المواصي غرباً.

تجدر الإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي كان قد أصدر، صباح 31 مارس 2025، أوامر بإخلاء مناطق واسعة في محافظة رفح وأجزاء من محافظة خان يونس، في خطوة أثارت مخاوف من بدء عملية عسكرية برية واسعة النطاق. ورجّحت مصادر فلسطينية أن تكون هذه التهديدات مقدمة لعدوان بري جديد، لا سيما بعد إعلان مجلس الحرب الإسرائيلي عن قرارات تهدف إلى تصعيد الضغط العسكري على قطاع غزة.

 ردود الفعل

أشار إيتان دانگوت، منسق أنشطة الحكومة في المناطق السابق، إلى أن الاستيلاء على محور موراج قد يُمثل بداية تقسيم غزة إلى ثلاثة أقسام تحت السيطرة الإسرائيلية. ووصف هذا النهج بأنه يمكن الجيش الإسرائيلي من فرض "سيطرة محكمة"، ويمنع التنقل بين المناطق، ويسمح لإسرائيل بالحفاظ على "سيطرتها الكاملة على حركة المرور المسموح لها بالدخول والعبور"، بما في ذلك المساعدات الإنسانية. كما وصف المحور بأنه "قرار سياسي" محتمل يهدف إلى إظهار أعضاء الحكومة اليمينيين المتطرفين أن إسرائيل ستعيد ترسيخ وجودها في المستوطنات التي فُككت أثناء فك الارتباط.

افترض رئيس الإدارة المدنية السابق في مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، العقيد گريشا يعقوبوڤيتش، أن الجيش الإسرائيلي قد ينوي توسيع منطقة عازلة في جنوب غزة أثناء تهجير سكان رفح، بهدف معلن يتمثل في حماية المستوطنات الإسرائيلية القريبة.

أعربت السلطة الفلسطينية، والتي تحكم الضفة الغربية، عن "رفضها الكامل" للمحور، كما دعت حماس إلى التخلي عن السلطة في غزة.

أكدت حماس أنها على إستعداد لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين في مقابل اتفاق شامل يتضمن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، ووقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة. ورفضت حماس مطالب نزع سلاحها أو مغادرة القطاع.

 انظر أيضاً

• محور نتساريم
• محور صلاح الدين
• جدار الحدود المصرية مع غزة