المسيرية

(تم التحويل من مسيرية)
Messiria
المسيرية
Baggara belt.png
The 'Baggara Belt', a distribution area of the Baggara Arabs, Messiria is located in its central part, in southern Sudan near the border with South Sudan.
المناطق ذات التجمعات المعتبرة
 السودان500,000–1,000,000
 جنوب السودان (أبيي)few in number
اللغات
العربية السودانية والعربية التشادية
الدين
الإسلام السني
الجماعات العرقية ذات الصلة
Other Baggara Arab tribes

المسيرية، وتُعرف أيضاً بإسم "عرب المسيرية"، هم فرع من التجميع العرقي البقارة ضمن القبائل العربية.[1] ويتكلمون العربية السودانية، بينما نسبة ضئيلة منهم تتكلم العربية التشادية. وتعيش في إقليم دارفور، السودان.

الأصول

تنتمي قبيلة المسيرية السودانية إلى جذور عربية من جهينة التي كانت تقطن المنطقة الغربية لجنوب كردفان واشتهرت برعي الابقار وقد قدموا للسودان من تونس عن طريق تشاد بحثاً عن المراعي الجيدة والمناطق الآمنة وقد ساهم اعتزازهم بأصولهم العربية في احتفاظهم بالكثير من العادات الاصيلة مثل ولعهم بالفروسية وركوب الخيل.وتنقسم قبائل المسيرية الى فصيلين: المسيرية الحمر، والمسيرية الزرق،ويضم كل فصيل عدة قبائل تتفرع بدورها إلى عشائر، وتتميز جميعها بالتجوال حيث تنطلق المسيرية مع ابقارها من شمال كردفان إلى جنوبها وبالعكس ويكون ذلك في أواخر شهر يونيو هرباً من الذياب في الجنوب وهطول الامطار بشدة، ويمكثون في الشمال حتى شهر سبتمبر وهذه الفترة يسمونها المخرف نسبة إلى فترة الخريف ويقصون فيها وقتاً ممتعاً حيث انتعاش الاسواق بالمدن القريبة مثل بابنوسه، ابو زبد، رجل الفولة، وحتى سوق مدينة الابيض وما بين شهري اكتوبر وآخر يناير تستقر مجموعات كبيرة من المسيرية الزرق بالقرب من المدن والمسيرية الحمر بالقرب من مدن أخرى.

الرحلة بالثيرانيستخدم المسيرية في رحلاتهم الثيران المروضة منذ الصغر والمعدة سلفاً لعملية الترحال وهي مقسمة إلى أنواع الكيلاني وهو الثور المختص بحمل العفش )اثاث البيت( وتمتطيه المرأة ،وهناك الثور الخاص بالفتاة غير المتزوجة.وفي مجتمع المسيرية تنتشر ظاهرة الحكمات، وهن شاعرات القبيله ويتمتعن بسلطة اجتماعية كبيرة لقدرتهن على تأليف وقول الشعر ، يثرن القبيلة بقصائد من الحماسة والفخر وفي المقابل يوجد الشعراء من الرجال ويعرفون بالهداي وينشد الشعر على آلة أم كيكي تشبه آلة الكمان كما يوجد شاعر الديابة ويعرف ب أم بري بري ,أما الرقص عند قبائل المسيرية فهو متنوع ويوجد منه النقارة وهي التي يرقص فيها الفتيان على شكل دائرة وتوضع آلة النقارة في منتصف حلبة الرقص التي يشارك فيها الشباب ويرتدون جلاليب قصيرة تسمى عراريق ويضعون على رؤسهم بعض الريش المثبت على الطواقي الحمراء، ويحمل كل شاب سكيناً مزيناً، وتتزين الفتيات بالحلي والحرز )السكسك( ويربطن على خصورهن العمائم، ويتكون العازفون من أربعة اشخاص الأول يضرب على النقارة والثاني على آلة التمبل، والثالث على السواق والرابع يغني.

مبعوث السودان يستقبل شيوخ قبيلة المسيرية في المجلد بالسودان.

أما عن مراسم الزواج وعقد القران في قبائل المسيرية فهي تبدأ في الصباح الباكر حيث يتم الاتفاق على الزواج بمباركة جميع أفراد الاسرة من الطرفين وبعد الاتفاق على المهر والذي يسمى )عدل البنت( تبدأ عملية تجهيز مستلزمات بيت الزوجية، وفي هذه الفترة يقدم والد العريس إلى العروس هدية عبارة عن ثور، وبعد اكتمال التجهيز يتم تحديد يوم الفرح وتبدأ مراسمه باحضار الشيلة من ملابس وملايات إلى منزل العروس مصحوبة بالغناء والزغاريد، ويشترط أن يكون باب المنزل الذي سيقام به حفل الزواج باتجاه القبلة، للفأل الحسن ويبدأ العرس برقصات النقارة حتى طلوع الفجر ويستمر الاحتفال صباحاً ومساء لمدة اسبوع كامل يمكث العريس خلاله لدى أهل عروسته ثم يرحلان بعدها إلى الاقامة في منزل أهله مباشرة.

تحدث المؤرخ بليني في كتابه المسمى (التاريخ الطبيعي) الذي ألفه في القرن الأول الميلادي عن قبائل عربية بعينها وأسمائها وقال انها كانت تسكن منذ القدم فيما بين النيل والبحر الأحمر في نفس البلاد والمناطق التي نسب اليها الكتّاب الإسلاميون فيما بعد هجرات عرب ربيعة وجهينة ومضر وبني تميم وقيس عيلان وغيرها.

ومن الدلائل القوية على إنتماء العطاوة وحيماد ورشاد وهم المسيرية والتعايشة والهبانية وبني هلبه والرزيقات والحوازمة والزيود وسليم واولاد حميد وغيرهم من تلك الدلائل محافظتهم في بواديهم الممتدة من أم دافوق وحفرة النحاس غرباً وحتى ديار سليم بضواحي كوستي شرقاً على لغة الاستنطاء الجهنية القديمة والتي ربما كادت تندثر عن العرب في جزيرتهم اليوم . فالبقارية غير المتعلمة ومن على ظهر ثورها تقول لك انطيني الماعون والعرب قالوا قديماً في الإستنطاء اذا وقعت العين سكانة وجاوزت الطاء تقلب نوناً أعطي في أنطي.

جاء المسيرية ضمن قبائل عديدة في هجراتهم للسودان من الغرب وهي هجرات لم تكن دفعة واحدة بل جاءت متوالية كما أن المسيرية قد استوطنوا بتشاد حالياً لفترات طويلة من الزمن وعندما ظعنوا صوب السودان تركوا وجوداً كبيراً بديارهم هناك ولهم اليوم نظارات بتشاد تعتبر من أغنى قبائل تشاد في الثروة الحيوانية وخصوبة أراضيها حيث يغطون مساحات كبيرة في مديرية البطحة في مركز ام حجر بتشاد .

نجد المسيرية وفرعيهم الحمر والزرق حيث أن الحمر عاصمتهم الكنجارا الزرق عاصمتهم السنيط ونجد المسرية وبأعداد كبيرة في أم ساق وفي حراز حمبو بتشاد وهم هناك ينقسمون الى اربعة أقسام كبيرة حيث ينقسم الزرق على علاونة وأولاد غانم وينقسم الحمر الى فلايتة وعجايرة وناظر الزرق هناك هو فضل مكاوي لونجي ومقره السنيط والحمر ناظرهم عبدالله قجة حمدته "ول حمدته" ومقره الكنجارا وهم هناك يرعون الإبل وتلأغنام والحوازمة هناك مندمغون في المسيرية كانوا مع الحمر ثم حدثت قديماً مشكلة تحول بموجبها الحوازمة الى ادارة المسيرية الزرق والمسرية بتشاد يعتبرون أغنى قبائل العرب ولهم انتشار في مناطق تشاد الشرقية والشمالية.

شيخ قبيلة المسيرية يتحدث عن قرار التحكيم في أبيي

الأقسام

بعد قرون من المصاهرة وذوبان كثير من القبائل العربية داخلهم صار التكوين الحالي هو تكوين المسيرية اليوم

ويتفرع المسيرية إلى فرعين الحمر والزرق يستوطنون إقليمى كردفان ودارفور. هنالك قطاع كبير من لمسيرية يمتهن الرعي. وهي مهنة أدت بطبيعتها المرتبطة بالموارد المائية الشحيحة إلى اشتباكات هنا وهنالك عبر تاريخ المنطقة. وهذا ما أدى إلى تراث وثقافة حربية دفاعية في غالبها لدى الرعاة من المسيرية خاصة في إقليم كردفان.غير أن المستوطنين في دارفور قد اعتادوا الزراعة وتداخلوا بالمصاهرة والنسب في النسيج الأفريقي للإقليم. تعتبر منطقة نتيقة المقر الرئيسي للمسيرية بدارفور حيث حطوا الرحال في أيامهم الأولى هناك على (جبل كرو) في سفحه الغربي وكان موقعاً دفاعيا مهماً ابان الغارات القبلية. وتقع نتيقة في وادي يمتد من الجنوب إلى الشمال حيث ترقد مدينة نتيقة على الجهة الشرقية من الوادي. ثم توسعت المسيرية بعد ذلك بدارفور عبر تاريخهم بها حيث جعلوا نتيقة ملتقى لكل كياناتهم البشرية ومقراً لهم وصارت لهم طرق ومسارات. وتقع (البان جديد) على بعد أميال قليلة جنوب نتيقة وتعتبر من أكبر المناطق التي يتجمع بها المسيرية وتمتاز مناطق المسيرية بوفرة المياه حيث العديد من الوديان والمياه السطحية والمراعي الخصبة.ويبلغ تعداد المسيرية بدارفور أكثر من مائتي الف نسمة. بعضهم استقر بنتيقة والبان جديد وغيرها. ومن القبائل التي تعايشت وتمازجت مع المسيرية هم قبائل البرنو والفور والزغاوة والترجم والبرقد وغيرهم.

وينقسم المسيرية الزرق الى ثلاثة أقسام:

  • العلاونة.
  • العنينات.
  • الزرق.

أما المسيرية الحمر وينقسمون الى قسمين:

  • الفلايتة.
  • العجايرة (وهم أكبر فروع المسيرية عدداً)

المسيرية بدارفور

تعتبر منطقة نتيقة ومن معالمها (جبل كرو) ويطلون عليه ابو غريرية جبل الشيخات تعتبر المقر الرئيسي للمسيرية بدارفور حيث حطوا الرحال في أيامهم الأولى هناك على سفحه الغربي وهو يعبر وقتها موقعاً استراتيجياً على جبل كرو يسهل الدفاع عنه ابان الغارات القبلية التي لا تنقطع وقتها . توجد الرسوم والآثار بجبل كرو وتقع نتيقة في وادي عريض جميل المناظر يمتد من الجنوب الى الشمال حيث ترقد مدينة نتيقة على ضفافة الشرقية وهي مدينة بناها رجال المسرية بتكاتفهم ووحدتهم الفريدة فبنوا المساجد والمدارس ودار للقضاء ودار للخدمات البيطرية ومرافق كثيرة بنتيقة والبان جديد كل هذا بنوه بالجهد الشعبي فضربوا أصدق مثال في بناء الأوطان والغيرة عليها. ثم توسعت المسيرية بعد ذلك بدارفور عبر تاريخهم بها حيث جعلوا نتيقة ملتقى لكل كياناتهم البشرية ومقراً لهم وصارت لهم طرق ومسارات . وتقع البان جديد على بعد أميال قليلة جنوب نتيقة وتعتنبر من أكبر المناطق التي يتجمع بها المسيرية وتمتاز مناطق المسيرية بوفرة موارد المياه حيث تتخللها العديد من الوديان والمياه السطحية وتمتاز بمراعيها الخصبة طوال العام ومنطقتهم ذات أرض منبسطة وسهول رعوية غنية يقصدها الرعاة من أنحاء كثيرة وتتنوع المراعي بها .

ويبلغ تعداد المسيرية هناك أكثر من مائتي الف نسمة معظمهم رحل وبعضهم إستقر بتيقة والبان جديد وغيرها . ومن القبائل التي تعايشت وتمازجت مع المسيرية هم قبائل البرنو والفور والزغاوة والترجم والبرقد وغيرهم.

مراحيل المسيرية

من أهم مراحيلهم مرحال يبدأ من شمال أم دافوق الرهيد البردي ثم الخضراء والشويب مروراً بعد الفرسان ثم أم جناح الى دقريس ثم مرحال يبدأ من العرديبة الصفراء مروراً بتهم ثم بفركنج وينتهي بشمال عد الفرسان وأبو جاز ومرحال يبدأ من تسي مروراً بالقنطور ثم رهود الفقرا الى كاس وفي حالة جودة الأمطار يعبروا الأسفلت ثم مروراً بشرق جبل مرة . ومرحال يبدأ من أم دخن الى بلتي ثم الجميزة الحمراء وينتهي عند كرولي وشرق جبل مرة. ومرحال يبدأ من أم دخن الى كرحمار بسللي ثم الى مراية زايدة ثم الى بورو وينتهي عند شرق االجبل . ومرحال يبدأ من سرف البخس الى كابار الى مرلنقا خيرالله وينتهي عند غرب جبل مرة . ومرحال يبدأ من بحر العرب ويمر بالسنطة الجمل ثم بغرب لبدو وتعايشة ورهد التيار ومسكو وعلاونة جنوب الفاشر .


المسيرية والمهدية

قال الإمام المهدي ( المسيرية أبكار المهدي ) وقال الخليفة عبدالله ( المسيرية بالنسبة لي كالشجرة الظليلة الجأ إليها وقت الهجيرة ) ربما كانت هاتين المقولتين عن دور المسيرية في الثورة المهدية أبلغ من أي صفحات أو أي مقالات يمكن أن تكتب أو تقال لتفي المسيرية حقهم كاملاً لما لعبوه من دور وتضحيات جسام بذلوها انتصاراً للثورة المهدية.

فقد حاربوا ضد الإستعمار وذلك حينما جاء علي الجلة مع كوكبة من رجاله حال رجوعهم من الأبيض لتسلم الإتاوة المفروضة عليهم من قبل الأتراك جاءوا لديارهم بخبر أن المهدي المنتظر قد ظهر وأكل الأتراك في قدير وماس الجرادة وعصر على الأبيض أي حاصرها وشددّ عليها حينها اجتمعت المسيرية وأعلنوا عصيانهم على الأتراك وشنوا هجوماً عنيفاً مباغتاً على حامية الأتراك بمنطقة طيرة حميرة بالقرب من مدينة الأضية الحالية فأبادوها عن بكرة أبيها واتسولوا على أسلحتها وعتادها ثم ظعنوا جنوباً حيث أرسلت الحوكمة التركية تجريدة مسلحة بقيادة الأغا لتأديب المسيرية وإخماد ثورتهم باسم المهدية. وفي منطقة عجاج على بعد 85 ميل جنوب شرق مدينة المجلد الحالية وبعد ان استدرج المسيرية في خطة محكمة حملة الأتراك الى داخل الغابات وزعوا قبائلهم ومقاتليهم في مخابئ كثيرة وسط الحشائش والأدغال على جانب الطريق الذي سيسلكه جيش الأتراك وبالاتفاق مع الأعراب ومعهم كثير من رجال الروب بيونق ناظر دينكا نقوك ابيي حيث ضربت النقارة المتفق عليها وهي نغمات تحدثها عصى معلومة واسمها الخدم أي خدمة الحرب وهي معروفة لدى كل قبائل البقارة في تلك اللحظة انهالت الخيول كالأسود الكواسر على جيش الأتراك وانهالوا عليهم من جميع الجهات وماهي الا لحظات حتى ابيدت حملة الأتراك عن بكرة أبيها . بعدها أرسل الامام المهدي رسل التهنئة للمسيرية على ذلك الأنتصار الكاسح باسم المهدية.

علاقة الفور والمسيرية الزرق

إن قبيلة الزرق تعتبر عند أهلهاوعند الفور قبيلة أفريقية مستعربة الواقع الجغرافي لدارفور أدى إلى دفع الإفارقة الزرق إلى طلب الحماية إلإدارية والإجتماعية من العرب المسيرية الذين كانوا بدورهم قد استوطنوا وذابوا في نسيج دارفور الافريقي حتى انك لتجدهم في عنصرهم وسحناتهم زنوجا وافارقة أكثر بكثير من كونهم عربا بل أن الادعاء بأنهم عرب تضعفه حقيقة كون كثير من المسيرية الزرق قد استولدوا من امهات فوراويات أي من قبيلة الفور وكثيرأيضا من الفور لديهم امهات من المسيرية وهذا يعتبر نوع من الحماية الادارية و الغذائية والاجتماعية لتي منحها الفور للقبائل في دارفور.

الانخراط في نزاع دارفور

خلفية

يعيش المسيرية في الغالب حول كردفان، ثم يهاجرون جنوبًا إلى أراضي الدينكا. ولا يُمثلون إلا نسبة ضئيلة في دارفور، حيث يعيشون حياة شبه مستقرة. كانت المسيرية في السابق جماعة كبيرة، لكنها انقسمت إلى جماعات أصغر مع مرور الوقت.[2]

تقع قبيلة المسيرية في كردفان على الحدود بين السودان وجنوب السودان، وتحديدًا في الأطراف الجنوبية لمنطقتهم البدوية. تدّعي قبيلة المسيرية، وكذلك قبيلة دينكا نقوك، ملكيتهم لمنطقة أبيي. في حين أن المسيرية من عرب البقارة، وهم مسلمون سنة، ويُعرفون بأنهم شماليون، فإن قبيلة دينكا نقوك جنوبية، ويُعرفون بأنهم أفارقة سود، إما مسيحيون أو وثنيون. يشهد كل من هندرسون وماكمايكل وإيان كونيسون على وجود المسيرية في القرن الثامن عشر. كما تتوفر معلومات تاريخية مماثلة عن مشيخات دينكا نقوك التسع في المنطقة نفسها. باعتبارهم من البدو الرحل، تعايش المسيرية والدينكا لفترة طويلة وتقاسموا موارد الرعي.

المسيرية الذين لديهم أكبر اتصال مع دينكا نقوك هم المسيرية الحمر. يتقاسم المسيرية الزروق معظم أراضيهم مع قبائل النوبا، على طول الجوانب الغربية من الطريق السريع الوطني الذي يربط الدلنج بـ كادوقلي؛ عاصمة جنوب كردفان ويمتد إلى تلودي. على الجانب الشرقي من هذا الطريق السريع الوطني وجدت قبائل الحوازمة التي تتقاسم الأرض أيضًا مع قبائل النوبا. النوبا هم السكان الأصليون، الذين يسكنون المنطقة المعروفة باسم جبال النوبا في جنوب كردفان ومعظمهم من المسلمين السنة، مع القليل من المسيحيين والوثنيين. انحاز كل من النوبا والدينكا إلى المتمردين الجنوبيين (الجيش الشعبي لتحرير السودان/الحركة الشعبية لتحرير السودان) خلال الحرب الأهلية، بينما انحاز المسيرية والحوازمة إلى الحكومة السودانية.

نزاعات الرعي

خلال موسم الجفاف، يهاجر المسيرية إلى نهر كير في أبيي. ويُطلقون على المنطقة اسم بحر العرب.[3]

كلا فرعي المسيرية، الحمر والزروق، متورطان في نزاعات رعوية تاريخية ومعارك معزولة على طول حدودهما الجنوبية، إما مع الدينكا[4] أو النوير أو النوبة على الرعي وموارد المياه. اشتد القتال التقليدي خلال أول قتال لحرب العصابات الجنوبية، المسمى أنيانيا،[4] في عام 1964 عندما قُتل معسكر كامل للبدو المسيريين حول بحيرة أبيض على يد مقاتلي أنيانيا، ولم يسلم أحد بما في ذلك الأطفال وكبار السن والعرائس؛ واختطف المسيرية العديد من النساء واغتصب المتمردون النساء. رد المسيرية بسلسلة من الهجمات استهدفت القرى الجنوبية ومخيمات البدو؛ واختطفوا الأطفال ونهبوا الماشية. في ذلك الوقت، أصبحت عمليات الاختطاف والانتقام هي القاعدة في المنطقة، ولكن تم استعادة معظم الأطفال والماشية من قبل السلطات المحلية وسادت روح وإرادة التعايش دائمًا.

أدى استهداف مقاتلي الأنيانيا لبدو المسيرية إلى بدء المسيرية في تكديس الأسلحة لموازنة قوة المقاتلين المتمردين. أدت حوادث سابقة في أوائل القرن الثامن عشر خلال الحكم البريطاني إلى حمل كل من الحوازمة والمسيرية للسلاح. حوالي عام 1908، سلّح البريطانيون النوبة لمحاربة توسع العرب الشماليين في المنطقة. كانت الأسلحة، المعروفة محليًا باسم مرماتون وأبجيكرا، شائعة بين النوبة كما هو الحال مع ايه كاي 47 بين عرب البقارة اليوم. كل هذا يشير إلى أن مقومات الحرب العرقية موجودة بالفعل في المنطقة وأن حرب الجيش الشعبي لتحرير السودان الجديدة كانت مجرد إشعال لهوة عرقية قائمة في المنطقة.

في أبيي، هناك نزاعات إقليمية بين قبيلتي دينكا نقوك والمسيرية.[5]

الحرب الأهلية

المسيرية هي أولى القبائل الشمالية وأولى قبائل البقارة التي عانت من "الحرب الجنوبية".

زوّدت الحكومة السودانية ميليشيات المسيرية العربية برشاشات، وأمرتها بطرد الشعوب النيلية من منطقة النفط، ولاية الوحدة، ونجحت في السيطرة على قبيلة لوك نوير في بانتيو وجيكاني نوير الشرقية عام 1984.[6][4]

عادات الزواج والترحال والشعر

تُعد قبيلة المسيرية إحدى القبائل السودانية ذات الأصول العربية، إذ يرجع نسبها إلى قبيلة جهينة التي استقرت قديماً في المنطقة الغربية من جنوب كردفان. جاء أفراد القبيلة إلى السودان عبر تشاد قادمين من تونس، سعياً وراء المراعي الخصبة والمناطق الآمنة. وقد اشتهرت القبيلة بتربية الأبقار، كما حافظت على عدد من تقاليدها العربية الأصيلة، ومن أبرزها شغفها بـالفروسية وركوب الخيل.

الزواج

تُقام مراسم الزواج في قبائل المسيرية في أجواء احتفالية مميزة تبدأ منذ الصباح الباكر، حيث يتم الاتفاق على الزواج بموافقة ومباركة الأسرتين، وبعد تحديد المهر المعروف باسم «عدل البنت» تبدأ مرحلة تجهيز بيت الزوجية. خلال هذه الفترة، يقدم والد العريس هدية للعروس عبارة عن ثور، وبعد استكمال التجهيزات يُحدد موعد الزفاف.

تبدأ الاحتفالات بإحضار «الشيلة» التي تضم الملابس والملايات إلى منزل العروس، وسط أجواء من الغناء والزغاريد، ويُشترط أن يكون باب البيت الذي يُقام فيه الحفل متجهاً نحو القبلة تفاؤلاً بالخير. تُقام رقصات النقارة حتى طلوع الفجر، وتستمر الأفراح نهاراً وليلاً لمدة أسبوع كامل، يقضي خلاله العريس أيامه الأولى مع أسرة عروسه قبل أن ينتقلا معاً للإقامة في منزل أهله.

الترحال

يشتهر المسيرية بحياتهم القائمة على الترحال، إذ ينتقلون مع أبقارهم بين شمال وجنوب كردفان تبعًا لتغير الفصول. ففي أواخر شهر يونيو يتجهون شمالًا هربًا من الذباب وكثرة الأمطار في الجنوب، ويقيمون هناك حتى سبتمبر في فترة تُعرف باسم المخرف نسبة إلى الخريف، حيث تنشط خلالها الأسواق في مدن مثل بابنوسة والمجلد وأبو زبد ورجل الفولة والأبيض. أما في الفترة بين أكتوبر ويناير فتستقر مجموعات كبيرة من المسيرية الزرق قرب بعض المدن، في حين يقيم المسيرية الحمر بجوار مدن أخرى. ويعتمد المسيرية في تنقلهم على ثيران مدرّبة منذ الصغر، تُخصص لحمل الأمتعة وتُعرف باسم "الكيلاني"، وهو ثور يُستخدم عادة لحمل الأثاث وتركبه النساء، بينما تخصص ثيران أخرى للفتيات غير المتزوجات.

الشعر

يحتل الشعر والموسيقى مكانة بارزة في مجتمع المسيرية، حيث تُعرف النساء الشاعرات باسم الحكّامات، وهن يتمتعن بنفوذ اجتماعي كبير لقدراتهن في نظم الشعر وإلقائه، إذ يلهبن مشاعر القبيلة بقصائد الحماسة والفخر. ويقابل الحكّامات شعراء القبيلة من الرجال الذين يُعرفون باسم الهداي، ويؤدّون أشعارهم على آلة تُسمى "أم كيكي" المشابهة لـالكمان، كما يوجد شاعر خاص يُعرف بـ"أم بري بري" يختص بشعر "الديابة".

أما الرقص فيتنوّع بين القبائل، ومن أبرز أنواعه النقارة، حيث يرقص الفتيان في دائرة تتوسطها آلة النقارة، مرتدين جلابيب قصيرة تُعرف بـ"عراريق" مع الريش الأحمر على رؤوسهم وسكين مزين في أيديهم. وتتزيّن الفتيات بـالحلي والخرز (السُّكسُك) ويربطن على خصورهن "النطائق"، بينما يتكوّن فريق العازفين من أربعة أشخاص: أحدهم يضرب على النقارة، والثاني على آلة "التمبل"، والثالث على "السواق"، والرابع يتولى الغناء.


انظر أيضاً

المصادر

وصلات خارجية

  1. ^ Adam, Biraima M. (2012). Baggara of Sudan: Culture and Environment. Amazon online Books.
  2. ^ Flint, J. and Alex de Waal (2008). Darfur: A new History of a Long War (2nd edition). Zed Books.
  3. ^ Human Rights Watch (Organization) (2008). Abandoning Abyei: destruction and displacement, May 2008. Human Rights Watch. p. 12. ISBN 978-1-56432-364-4. Retrieved 9 January 2011.
  4. ^ أ ب ت Crockett, Richard (2010). Yale University Press. Sudan: The Failure and Division of an African State. pp. 112–113. ISBN 9780300162738.
  5. ^ Al Jazeera (5 January 2011). "Tribal trouble in Sudan". ALJAZEERA. Retrieved 7 January 2011.
  6. ^ Jemera Rone, Human Rights Watch (Organization) (1999). Famine in Sudan, 1998: the human rights causes. Human Rights Watch. p. 140. ISBN 1-56432-193-2. Retrieved 9 January 2011.