مهد الذهب

خريطة جيولوجية لرواسب الذهب في مهد الذهب.
مقطع عرضي في منجم ذهب في مهد الذهب

مهد الذهب (وتعرف ايضا بالمهد) هي احدى محافظات منطقة المدينة المنورة وتقع في الجزء الجنوبي الشرقي من منطقة المدينة المنورة على بعد 170 كلم تقريباً من المدينة المنورة.

استُخرج الذهب لأول مرة في شبه الجزيرة العربية حوالي القرن الثلاثين قبل الميلاد. وشهدت فترة النشاط الثانية فترة خلافة العباسيين بين عامي 750 و1258. وبدأت أحدث أنشطة شركة التعدين العربية السعودية (معادن) عام 1936 باستخدام مناجم مفتوحة وتحت الأرض في مهد الذهب. أجرت المديرية العامة للموارد المعدنية في المملكة العربية السعودية المزيد من عمليات التنقيب عن الذهب في سبعينيات القرن الماضي، عقب تعليق سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الذهب عام 1971 وما ترتب على ذلك من ارتفاع في قيمة المعدن. وتتولى شركة التعدين العربية السعودية اليوم تعدين الذهب. وسيُغلق المنجم في عام 2023 حيث لا يُستخرج منه الآن سوى الذهب منخفض الجودة بسبب نضوب الموارد.

يتقاطع بالقرب من المهد مدار السرطان مع درب زبيدة المعروف تاريخياً وهو يبدأ من العراق وينتهي في مكة. ومما يجدر ذكره هو ان أول مصباح كهربائي أضاء في الجزيرة العربية كان في منجم مهد الذهب.

لمحة عامة

تعتبر المهد أكبر محافظات المدينة المنورة مساحة حيث تبلغ مساحتها الكلية (25.2) ألف كم ويقدر عدد سكان المحافظة بنحو 80 ألف نسمة يشتغل السكان في التجاره والوظائف الحكومية وتربية الماشية والزراعة.

ازدهرت مهد الذهب بشكل كبير خلال السنوات القليله الماضيه وعدد سكانها في ازدياد مستمر وتتبع المهد أكثر من 154 قرية وهجره من أشهرها السويرقية، صفينة، ثرب، الصعبية، العمق، الجريسية، القويعية، المويهية، الصلحانية، الحمنة، الرقابية، المندسة، وغيرها.

تاريخ

مطحنة ذهب في مهد الذهب، حوالي 1941

هناك احتمال أن يكون "مهد الذهب" مذكورًا في قصة جنة عدن في سفر التكوين بالتوراة.

وخرج نهر من عدن ليسقي الجنة، ومن هناك انشق، وصار أربعة رؤوس. اسم الأول هو فيشون Pishon، وهو الذي يحيط بجميع أرض الحويلة Havilah، حيث يوجد الذهب. وذهب تلك الأرض جيد، يوجد فيه المقل bdellium وحجر المرمر onyx.

تشير الأبحاث التي أجراها عالمي الآثار جوريس زارينز من جامعة ولاية مزوري وفاروق الباز من جامعة بوسطن إلى أن فيشون قد يكون مجرى النهر الجاف الآن والذي كان يتدفق على بعد 1,000 كيلومتر شمال شرق مهد الذهب حوالي سنة 3000 ق.م.[1]

ويتكهن البعض أن مهد الذهب قد تكون هي منجم ذهب سيدنا سليمان.[2] وقد اكتشف الجيولوجيون منجم ذهب كبير مهجور. ومن بين ما اكتشفوه كميات هائلة من نفايات الصخور، تُقدر بملايين الأطنان، خلّفها عمال المناجم القدماء، ولا تزال تحتوي على آثار من الذهب. وقد استُخدمت آلاف المطارق الحجرية وأحجار الطحن لاستخراج الذهب من الخام المتناثر على منحدرات المنجم. وصرح روبرت دبليو لوس قائلاً: "أكدت تحقيقاتنا الآن أن المنجم القديم ربما كان غنيًا كما هو مذكور في الروايات التوراتية".

أثبتت النظائر المشعة لمخلفات التعدين في محافضة مهد الذهب أنها تعود لــ 961 ق.م.. وقد استؤنف التعدين فيها في العهد العباسي. أما البعثة العثمانية فقد أقر خبراؤها بوجود الذهب لكن تركوا مهمة التعدين لأنهم وصفوها بالمستحيلة في ظل انعدام المياه في هذه المنطقة.

وكانت بداية تأسيس محافظة مهد الذهب، هو تجمع بعض أفراد القبائل في الجهة الشمالية لمنجم الذهب، يحث كانوا يعملون باليومية في المنجم، وكانت أجرتهم عبارة عن بعض المواد الغذائية كالسكر والشاي وخلافة بالإضافة إلى الأجرة النقدية، وكان ذلك بحد ذاته عامل جذب إذا ان المنطقة لا توجد بها مقومات الحياة الاستيطانية كالآبار العذبة أو العيون الجارية، وكونت تلك التجمعات ما يعرف بالمهد القديم قبل الانتقال للجهة الشرقية من المنجم، حيث تم توزيع الأراضي وتقسيم المخططات وكان ذلك متزامناً مع نهوض شامل في جميع مدن ومحافظات المملكة وطفرة في السكان والمال، أما بالنسبة للمهد القديم فهو الآن عبارة عن أطلال من الصفيح والأخشاب.

الاقتصاد

بها منجم مهد الذهب الذي في العصور القديمه بمعدن سليم وقد استغل هذا المنجم أيضا في العهد السعودي في عهد الملك عبد العزيز وقد افتتح المنجم بشكله الحالي في عهد الملك فهد بن عبد العزيز. وكان أميرها انذاك الأمير سعود بن عبد الرحمن السديري الذي أصبح لا حقاً أمير منطقة الباحة.

وفي عهد خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز افتتح في محافظة مهد الذهب أكبر منجم نحاس في الشرق الأوسط ويقدر مخزون النحاس المستكف حتى الآن بسبعة ملايين طن نحاس قابلة لزيادة.

وتدرس شركات سعودية الجدوى الاقتصاديه في منطقة ام الدمار التعدينية في محافظة مهدالذهب بعد أن اكتشف الجيولوجيون مخزوناتٍ من الذهب ويتوقع أن يضاف منجم أم الدمار إلى المشاريع التعدينية في محافظة مهد الذهب

كما أن أكثر من نصف مبيعات السعوديه من البترول تمر بهذه المحافظه متمثلتاً في خط أنبوب النفط الذي يقطع هذه المحافظه من الشرق إلى لغرب بمسافه تزيد عن 200 كم ويمر بقرى ثرب والمندسة والضميرية وحزرة، ومصدر هذه الأنابيب مضخات النفط في مدينة بقيق ووجهتها إلى ميناء ينبع المطل على البحر الأحمر.

التلوث في مهد الذهب

تعد مدينة مهد الذهب من أشد مناطق المملكة تلوثا بالعناصر الثقيلة حيث أفادت الدراسات العديدة التي قامت بها عدة جهات بحثيه مثل جامعة مونتريال الكندية وجامعة الملك سعود وغيرها أن المهد من أشد مناطق المملكة تلوثا بالعناصر الثقيله مثل الكادميوم والنحاس والرصاص والزنك والزئبق بل أن نسب التلوث فاقت جميع المقاييس العالمية لتصبح مصدر خطر يهدد صحة سكان المنطقه.ومن المعززات على حقيقة التلوث في مهد الذهب وعدم وجود ملوث طبيعي مدى الوفرة أو ما يسمى كمصطلح علمي بـ(Enrichment Factors) والذي يعتمد على قياس تركيز العنصر في التربة الماخوذة منهى العينة على تركيز العنصر المصاحب في العينة (تكون العناصر الثقيلة مرتبطة به غالباً الحديد مثالاً) مع مراعاة أن القيم التي تؤخذ هي متوسط القراءات للعنصر المتوسط فقط فيؤخذ متوسط العنصر في القشرة الأرضية ويقسم على عنصر الحديد في متوسطه في القشرة الأرضية كما في المعادلة التالية

EF = ((Cx/CFe)soil)/((Cx/CFe)Earth's crust)

وثبت أن مصدر التلوث هو عدم التزام شركة معادن بالمعايير البيئية المنصوص عليها في نظام البيئة السعودي.

المراجع

  1. ^ C.A. Salabach at Focus Magazine Archived 2012-06-25 at the Wayback Machine
  2. ^ "Gadsden Times - Google News Archive Search".

المصادر