نداء البحيرة

أيمن زغلول
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال
"نداء البحيرة"
بقلم عبد العزيز العتيق
البلدمصر
اللغةاللغة العربية
السلسلةسلسلة قصص من وحي الامثال العربية
الصنفقصص أطفال
الناشروزارة التربية والتعليم المصرية: الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية
تاريخ النشر1969

نداء البحيرة هي قصة من تأليف الكاتب المصري عبد العزيز عتيق. وكانت تُدرَّس في منهج اللغة العربية في الصف السادس، سنة 1970.

والقصة تدور حول مجتمع من الصيادين الفقراء في قرية ساحلية نائية لا يعرفون للحياة طريقا سوي صيد السمك الذي يخرجون له ليلا ويعودون منه صباحا لأن صيد الليل افضل كثيرا. وبالطبع فإن مخاطر البحر وقسوته في بعض الاحوال اضافة الي بساطة القوارب بسبب الفقر والجهل هي كلها عوامل قد تكون مهلكة لبعض الصيادين وبالتالي مدمرة لعائلاتهم من نساء واطفال وأحيانا من الكبار العاجزين عن العمل.

أبطال القصة هم أفراد أسرة صغيرة، الأب فيها هو الريس مصطفي وهو صياد متمرس وممارس لهذا النشاط وزوجته التي لم اعد اذكر لها أثرا في القصة وابناه الشابان غير المتزوجين محمد وبشير، وأهم ما يميزهما انهما قد تعلما ودخلا المدرسة يقرآن ويكتبان ويفكران الخ... لكنهم فضلا الاحتفاظ بهذا النشاط وبالتالي يخرجان مع الريس مصطفي في كل طلعة.

يدور محور أحداث القصة حول الفكرة التي نبتت في عقلي الشابين محمد وبشير من خلال معايشتهما لشظف عيش الصيادين وتعرض أسرهم للتشريد بسبب حوادث البحر أو بسبب كبر السن وعدم القدرة، وهنا يتدخل التعليم الذي حصلا عليه لكي يروجا بين الصيادين لفكرة إنشاء نقابة لهم يقوم شبابهم من الأصحاء بتمويلها إلي أن يتجمع فيها مع الزمن قدر مناسب من المال يكفي لسد حاجات الأسر التي تضررت أو يهددها التشرد عقب فقدان عائلها بين أمواج البحر. وهي بالطبع فكرة ممتازة ولها بعد اجتماعي سامي.

ولكن جاءت المعارضة القوية من والدهما الذي لم يكن مقتنعا بالفكرة ولا بمعاندة المكتوب وأن العمر واحد والرب واحد وأن الرزق كله محدد مسبقاً الخ... ثم جاءت اللطمة الثانية للشابين من مجتمع الصيادين في أغلبيته إذ لم يكونوا مستعدين للتنازل عن قروش قليلة من دخلهم المحدود لمشروع لا يعلم نجاحه إلا الله. وهكذا لم يكلل مسعي الشابين بالنجاح وأصيبا بالاحباط الشديد وكانا يجلسان معا سويا في المساء يتدبران ما العمل.

وتمضي القصة تباعا فنجد أن صديق والدهما الريس فلان قد أصيب أو فـُقِد، لا أذكر بالضبط، مما أدي إلي تحول موقف والدهما إلي مؤيد للفكرة بحيث اكتسبت وزناً إضافياً بانحياز الريس مصطفي إليها.

وفي نهاية القصة ولحفظ التوازن الأخلاقي بين الأطراف خرج الجميع إلي البحر وهبت عاصفة عاتية (ضاع فيها المجداف والملاح، كما قالت أم كلثوم)، وغمت الرؤية علي الجميع بلا بوصلة وأشار محمد وبشير الي اتجاه معين للإبحار إلي الشاطيء بينما قال الوالد بخطأ هذا الاتجاه وتشاجر معهما في قلب الإعصار وأمرهما بالسكوت فانصاعا وقاد هو القارب ومن خلفه قافلة الصيادين الي البر عن طريق الاتجاه العكسي لما اعتقد الشابان اللذان اعتذرا له عن معاندته في قلب البحر. وهكذا استعاد الكاتب التوازن بين الاجيال إذ في وقت الازمة ينبغي الانصياع أولا للمسؤول وثانيا حفظ مقام الوالد، حتي وإن كان الأولاد علي حق في قضية أخري (النقابة) وبعد النجاة أنشئت النقابة بالفعل وأمَّنت القرية حياتها براً وبحراً، وتوتة توتة.

المغزى

لابد من إفهام الصغار أهمية التكافل لأن هذا هو العاصم من مشاكل كثيرة بعد ذلك. أنا لم اشعر وقتها بان هدف القصة هو تعميق مفهوم التكافل. عموما الفكرة النقابية نشات في مصر في أواخر الثلاثينات وكانت محلاً للصراع مع الصناعات الكبيرة مثل الغزل والنسيج في منتصف الأربعينات.

نقد

بدت القصة قاصرة علي مشكلة مجموعة من الصيادين، ولم تربط المدرسة بين هذه القصة المحدودة وقيمة التكافل الأعلي علي مستوي الحياة بأسرها.

الهامش