الأمير نور بن مجاهد بن علي بن عبد الله السمروني (بالهرري : አሚር ኑር) (توفي 1567)، هو ابن الوزير مجاهد الذى كان أحد وزراء الإمام أحمد بن إبراهيم الغازي والذى غزا مملكة الحبشة وطارد ملكها لبنا دنجل حتى مات مغمومًا حزينًا، وخلفه ابنه گـِلاوْدِوُس الذى استعان بالبرتغاليين وتمكن من هزيمة الإمام أحمد وقتله في بداية عام (1543م)، وبموته انهارت المقاومة الإسلامية التي تزعمها هذا الإمام، وبدأ الانهيار الفعلي لسلطنة عدل التي كانت تقود هذه المقاومة من مدينة هرر مركز الإمام، وحاولت أرملته وبعض وزرائه الانتقام من الأحباش واستعادة نفوذهم الذى ضاع في ممالك دوارووفطجاروبالى ولكنهم هزموا. ورغم ذلك لم يهدأ المسلمون والتفوا حول نور بن الوزير مجاهد ابن أخت الإمام أحمد وانتخبوه إمامًا لهم في عام (1552م) وأسموه صاحب الفتح الثاني. فقد قام هذا القائد أو هذا الإمام الجديد. بتحصين مدينة هرر التي كانت منذ عهد الإمام أحمد مركزًا للمقاومة الإسلامية ضد الأحباش، وبنى حولها سور دفاعي لايزال يحيط بها إلى الآن، وكانت محاولاته في غزواته الأولى غير موفقة، ولكن
سرعان ما تغير الموقف عندما أصبحت مملكة الحبشة مهددة بزحف قبائل الجالا جنوبًا ومن الشمال بواسطة الأتراك العثمانيين. وكانت قبائل الجالا الوثنية قد انتهزت فرصة الفراغ السياسي الذى حدث في المنطقة بعد مقتل الإمام أحمد وأغارت على دوارووبالى في عام (1547م)، وهاجمت جنوب الحبشة وتوغلت فيها، وفي الوقت نفسه تمكن العثمانيون من السيطرة على مصوعوحرقيقو، وتوغلوا داخل إرتريا، بينما كان نور بن مجاهد يعزز قواته، اشتبك مع قوات ملك الحبشة جلاوديوس في معركة انتصر فيها نور انتصارًا مبينًا؛ حيث هزم قوات هذا الملك الحبشي وقتله في (23 مارس عام 1559م)، واسترد كثيرًا من الممالك الإسلامية التي كانت قد وقعت تحت نير الأحباش بعد مقتل الإمام أحمد جران؛ ولذلك سمَّاه المسلمون الزيالعة بصاحب الفتح الإسلامي.[1]