يا مالكاً قلبي

يا مالكاً قلبي
"يا مالكاً قلبي" الغلاف
أغنية عبد الحليم حافظ
الإصدار 1973 في مصر
اللغة اللغة العربية
كتابة أحمد مخيمر
تلحين محمد الموجي

يا مالكاً قلبي، هي أغنية أداها عبد الحليم حافظ عام 1973، كلمات الشاعر أحمد مخيمر، ولحن محمد الموجي. نسبت قصيدة يا مالكاً قلبي بالخطأ للأمير السعودي عبد الله الفيصل، وكانت محل نزاع بين مخيمر من جهة، وحليم والأمير من جهة أخرى، ولم يفصل في النزاع حتى صدر حكم قضائي عام 2001، بنسبها إلى مخيمر.[1]


قصة الأغنية

كان الشاعر المصري أحمد مخيمر، من رواد مدرسة أپولو الشعرية، ومن أشهر قصائده، "وطني وصباني وأحلامي"، وعلى الرغم من نجاحه إلا أنه لم يكن من شعراء القصائد الرومانسية ولا تلك التي كانت رائجة في ذلك الوقت. كان هناك موشح أندلسي قديم يبدأ بمطلع "يا مالكاً قلبي"، من الفترة الأندلسية القديمة، وقد يكون لشاعر غرناطي مجهول قديم. أُعجب أحمد مخيمر بهذا المطلع وأضاف إليه بعض الأبيات ونظمهم في قصيدة طويلة سماها "أهلي على الدرب"، ووضع القصيدة في ديوان باسم "الغابة المنسية"، ونشره في الخمسينيات.[2]

نسخة نجاح سلام

وكان الملحن محمد الموجي من عشاق الموشحات، وسمع القصدية وأعجبته، فأخذ الكلمات ووضع عليها لحنه وقدمها للمطربة نجاح سلام تغنيها كاملة كما هي عام 1963، لكن الأغنية لم تحقق نجاحاً كبيراً في ذلك الوقت.

كان وقتها مخيمر قد سجل الموشح في جمعية المؤلفين والملحين عام 1965 وكان اتحاد الكتاب على علم به تحت رئاسة ثروت أباظة.

نسخة عبد الحليم حافظ

قبل حفلة الربيع عام 1973، أي بعد عشر سنوات تقريباً من غناء الموشح، أراد حليم غناء موشحاً قديماً وخاصة أنه كان هناك أمير سعودي شاعر يود حليم التعاون معه وهو الأمير عبد الله الفيصل، الذي كان قد فرض نفسه على الساحة الفنية بقوة في ذلك الوقت. وأثناء حوار حليم مع الموجي حول هذا الموضوع، تذكر الموجي أنه لحن موشحاً رائعاً اسمه يا مالكاً قلبي لنجاح سلام ولكن الأغنية لم تشتهر، فاقترح على حلمي أن يغنيها.

سمع حليم والأمير عبد الله الفيصل الأغنية ووافقوا عليها، بس بشرط تغير كوليهات الأغنية على أن يكتبها الفيصل، فقام الفيصل بكتابة أول كوبليه فقط ، "قلي إلى أين المسير"، ولم يستطع الاستمرار في الكتابة.

بحث حليم على مخيمر كي يكمل الأغنية، ولجأ حليم إلى طاهر أبو فاشا حتى يساعده في التوصال مع مخيمر، وبالفعل تواصل معه وطلب مقابلته، وجلس كلاهما وأسمعه حليم الكوبليه الذي كتبه الأمير الفيصل وطلب منته أن يكمل الأغنية، فما كان من مخيمر إلا أن طلب من حليم حذف الكوبليه حيث شعر بأن الكلمات ضعيفة ونشاذ، لكن حليم بحجة أن الأمير سيغضب من هذا.

وافق مخيمر، خاصة بعد الرجوع لصديقه الشاعر كامل أمين وطلب نصيحته فقال له أمين طالما أن القصيدة مكتوبة فعلاً فليس هناك مشكلة، فكتب مخيمر أربع كوبليهات لحليم وقدمها له، وافق حليم على اثنين منها، آخر كوبليهين في الأغنية" وبدأ البروفات بالفعل كي يعرض الأغنية في حفل الربيع.

الخلاف على المؤلف

يوم الحفل، حضر أحمد ميخمر برفقة أسرته للاستماع إلى الأغنية، فتفاجأ من أن عبد الحليم حافظ يقدم الأغنية على أنها كلمات الشاعر الأمير عبد الله الفيصل، ولم يشر لأحمد مخيمر على الإطلاق.

وعب ذلك، سرعان ما تداولت الصحف ووسائل الإعلام الأغنية وتغنت ببراعة كلمات الأمير الفيصل. حاول مخيمر الاتصال بمحمد الموجي لكن لم يتلق منه رداً، وحاول مع حليم وكان الأمر بالمثل، حيث كان حليم يتهرب من مواجهته، حتى وصل الأمر به أن رد على إحدى مكالماته التليفونية وحاول أن يغير صوته، فرد عليه مخيمر أن صوته مميز وقد عرفه، فيغلق حليم الخط.

تواصل ميخمر مع طاهر أبو فاشا، وذهبا معاً لاتحاد الكتاب، بعدما تأكد أباظة، رئيس الاتحاد في ذلك الوقت، من أن الديوان الذي يضم القصيدة مطبوعاً من أكثر من عشر سنوات، لم يجد مخيمر بداً من أن يرفع قضية على عبد الحليم حافظ.[3]

حاول عبد الحليم دفع مبلغ مالي لمخيمر من أجل التنازل عن القضية، حسب توصية الأمير الفيصل، فرفض مخيمر وطالب بحقه وأن يكتب اسمه على الشرائط الكاسيت الصادرة عن صوت الفن بدلاً من الفيصل. بعد ذلك ظهر حليم في لقاء تلفزيوني، يقول أن هذه القصيدة من تأليف شاعر أندلسي ومكتوبة في كتاب الأغاني للأصفهاني وليست ملكاً لأحد.


وظلت القضية دائرة لسنوات طوال، حتى مات عبد الحليم عام 1977 ثم لحقه مخيمر عام 1978، ومات مالك صوت الفن مجدي العمروسي، وأخيراً مات الأمير الفيصل نفسه.

الحُكم

عام 2001، فُصل في القضية بحق الأغنية لأحمد مخيمر وأنه يتم حصر الشرائط المباعة وتعويض ورثة الشاعر بمبلغ تقديري عن الشرائط والحفلات بعد أن ذهبت القضية للجنة خبراء كي يحصروا المبلغ على حسب المبيعات.

من 2001 إلى 2018، لم تتمكن لجنة الخبراء من حصر الشرائط المباعة من عام 1973 حتى تاريخه، وتضمن ذلك حصر ساعات إذاعة الأغنية على الراديو والتلفزيون.

في 2001 اتصل محامي الأمير الفيصل بورثة مخيمر، وطلب منهم حل المشكلة ودياً مقابل مبلغ مالي، وعندما طلبوا 4 مليون جنيه، أغلق المحامي الخط ولم يتصل ثانية.

ولم يقتصر الأمر على خسارة مخيمر حقه الأدبي والمادي جراء عدم ذكر اسمه على الأغنية، بل امتد الأمر لحرب خفية، مُنع مخيمر خلالها تقريباً من الظهور الإعلامي وكتابة الأغاني، ويقال أن هذا كله كان مجاملة للأمير الفيصل.

كلمات الأغنية

يا مالكا قلبي يا آسراً حبي
النهر ظمآن لثغرك العذب
مل به له مل بي يا مالكاً قلبي
قل لي إلى أين المسير في
ظلمة الدرب العسير
طالت لياليه بنا والعمر لو تدري قصير
يا فاتناً عمري هل انتهى أمري
أخاف أن أمشي في غربتي وحدي
في ظلمة الأسر
يا مالكاً القلبي
آه من الأيام آه لم
تعطِ من يهوى مناه
مالي أحس أنني روح غريب في الحياه
يا فاتناً عمري هل انتهى أمري
أخاف أن أمشي في غربتي
وحدي في ظلمة الأسر
يا مالكاً قلبي
رحماك من هذا العذاب
قلبي من الأشواق ذاب
ليلي ضنى صبحي أسى عيشي على الدنيا سراب
يا فاتناً عمري هل انتهى أمري
أخاف أن أمشي في غربتي
وحدي في ظلمة الأسر
يا مالكاً قلبي

مرئيات

أغنية يا مالكاً قلبي، لعبد الحليم.

نجاح سلام تغني يا مالكاً قلبي

المصادر

  1. ^ "أحمد مخيمر الشاعرالمنسي". ديوان العرب. 2017-02-27. Retrieved 2018-09-25.
  2. ^ "عائد أغنية "يا مالكًا قلبي" لمخيمر في جيب الفيصل منذ 35 عامًا". البوابة نيوز. 2016-02-08. Retrieved 2018-09-25.
  3. ^ "يا مالكا قلبى". مبتدا. 2016-09-28. Retrieved 2018-09-25.