المشكلة ليست في هجوم الواشنطن بوست على السيسي، بل في منصب الكاتب
في 24 أبريل 2015، نشرت الواشنطن پوست مقال رأي بعنوان "السيسي ليس بينوشيه" وهو هجوم ساحق على الرئيسي السيسي، ينفي أوجه الشبه بينه وبين الجنرال أگوستو بينوشيه، الذي أطاح في تشيلي بالرئيس المنتخب سلڤادور ألنده، وأنهى التوجه اليساري المعادي للولايات المتحدة، وأرسى، حسب المقال، نظاماً رأسمالياً، نهض بالبلاد اقتصادياً.
المقال لا يجترح أكاذيب يصعب الدفاع عنها. ولكن الأهم من المقال هو شخصية الكاتب. إنه الصهيوني العتيد، إليوت ابرامز، الزعيم الحالي لجناح المحافظين الجدد في الحزب الجمهوري الأمريكي، وزوج ابنة مؤسس التيار نورمان پودهورتس. المقال خطير في بعدين:
- هجوم المحافظين الجدد على نظام الحكم في مصر هو جد مفاجئ وقد يعبر عن موقف هذا الجناح الهام بالحزب الجمهوري الأمريكي تجاه الحكم في مصر، ويستحق البحث من قِبل كل القوى السياسية في مصر. فإذا كان الديمقراطيون قد حزموا أمرهم في إكمال مسيرة الربيع العربي والاعتماد على الإخوان المسلمين حليفاً بالمنطقة، فهذا هو جناح هام داخل الحزب الجمهوري المنافس يتخذ موقفاً غير متعاطف مع الحكم الحالي في مصر.
- هجوم ابرامز لا يستثني طرفاً في العملية السياسية بمصر: السيسي والجيش ورجال الأعمال والإسلاميين المتطرفين الذي اعتنقوا الارهاب منهجاً.
- معنى تلك النظرة هو أن ذلك المجتمع (المصري) يحتاج للتقويض الشامل، ليُبنى من جديد. أي أن مخاض الشرق الأوسط مازال في بداياته.
- وما موقف الپنتاگون الحالي، المؤيد للسيسي، من تلك النظرة: هل هو معارض لها؟ أم أنه يدير التفاعل.
المرشح الأوفر حظاً، حتى الآن، في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016 هو جب بوش، شقيق الرئيس رقم 43، جورج دبليو بوش، ونجل الرئيس رقم 41، جورج هـ. و. بوش. وبالرغم من أنه لم يفصـّل أفكاره في السياسة الخارجية، بعد، إلا أن استخدامه لفريق المحافظين الجدد الذي صاغ السياسة الخارجية والدفاعية لشقيقه ولوالده، هو الأكثر احتمالاً.
أين مراكز أبحاث العلوم السياسية المصرية بالجامعات وبالجيش؟ ماذا تفعل أكبر أربع بعثات دبلوماسية لمصر بالخارج، السفارة في واشنطن، الملحقية العسكرية (ومكتب مشتروات السلاح) بواشنطن، البعثة في الأمم المتحدة بنيويورك، والقنصلية بنيويورك؟.
<comments />