أخبار:الناشطة الفنزويلية ماريا ماتشادو تفوز بجائزة نوبل للسلام

في 10 أكتوبر 2025 فازت السياسية والناشطة الڤنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام 2025، من أجل "عملها الدؤوب في تعزيز الحقوق الديمقراطية للشعب الڤنزويلي، ونضالها من أجل تحقيق انتقال عادل وسلمي من الدكتاتورية إلى الديمقراطية"[1]

ماريا كورينا ماتشادو

وُلدت ماريا كورينا ماتشادو في 7 أكتوبر 1967 في العاصمة الڤنزويلية كاراكاس، لعائلة ميسورة الحال وتعد من أبرز العائلات العاملة في قطاع الصلب. نشأت ماتشادو في بيئة مرفهة أتاحت لها التعليم في مؤسسات خاصة مرموقة، وتخرّجت مهندسة صناعية من جامعة أندريس بلو الكاثوليكية عام 1989، قبل أن تتخصّص في المالية بمعهد الدراسات المتقدمة.[2]

قبل دخولها الحياة السياسية، بنت ماريا كورينا ماتشادو مسيرتها مهنية في مجال الأعمال، إذ أسهمت خلفيتها التقنية وخبرتها في القطاع الخاص في بلورة رؤيتها الليبرالية للاقتصاد ودفاعها عن مبادئ السوق الحرة، التي شكّلت لاحقاً جوهر خطابها السياسي.

تزوّجت ماريا كورينا ماتشادو من رجل الأعمال ريكاردو سوسا برانجر بين عامي 1990 و2001، وأنجبا ثلاثة أبناء: آنا كورينا، ريكاردو، وهينريكه. ومنذ نحو عشر سنوات، تربطها علاقة مستقرة بالمحامي جيراردو فرنانديز، إلا أنّها حرصت على إبقاء حياتها الخاصة بعيدة عن الأضواء، مفضّلة التركيز على نشاطها السياسي. يعيش أبناؤها الثلاثة حاليًا خارج ڤنزويلا لأسباب أمنية، في انعكاس للتوترات السياسية والمخاطر التي تتعرض لها العائلة نتيجة نشاطها المعارض. ورغم المسافة، تؤكد ماتشادو في تصريحاتها العلنية على متانة الروابط التي تجمعها بأبنائها.

نشاطها السياسي

شكّل عام 2002 محطة مفصلية في مسيرة ماريا كورينا ماتشادو، في ظل الأزمة السياسية الحادة التي عاشتها ڤنزويلا تحت حكم هوگو تشاڤيز. في تلك الفترة أسست منظمة سوماتِى (Súmate)، وهي مبادرة مدنية سرعان ما تحولت إلى فاعل رئيسي في الدفاع عن حق التصويت وتعزيز المشاركة المدنية، خصوصاً في ما يتعلق بالاستفتاء على سحب الثقة. نظّمت "سوماتِى" حملة لجمع التواقيع تمهيداً للاستفتاء على سحب الثقة من تشاڤيز عام 2004، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً ودفعت ماتشادو إلى واجهة المشهد السياسي الوطني. وقد اتهمتها حكومة تشاڤيز آنذاك بتلقّي تمويل خارجي والتآمر ضد الدولة، وهي اتهامات نفتها باستمرار. تلك التجربة جعلت منها شخصية مثيرة للجدل وبارزة في صفوف المعارضة.

الانضمام لصفوف المعارضة

في سبتمبر 2010، انتُخبت ماريا كورينا ماتشادو نائبة في الجمعية الوطنية بعد أن حصدت أعلى عدد من الأصوات بهامش فوز غير مسبوق مقارنة بأي مرشح آخر في تلك الانتخابات. تميّز أداؤها البرلماني بخطابات حادة ومواجهات مباشرة مع ممثلي تشافيز، ما جعلها من بين أبرز رموز المعارضة. وخلال ولايتها النيابية، دأبت على التنديد بانتهاكات حقوق الإنسان والفساد المستشري وتراجع المؤسسات الديمقراطية. وقد جعل أسلوبها التصادمي ورفضها لأي شكل من أشكال التفاوض مع الحكومة منها شخصية مختلفة عن قادة المعارضة الأكثر اعتدالاً.

معارضة مادورو

عام 2013، أسست ماريا كورينا ماتشادو حزب هيا ڤنزويلا، وهو تنظيم سياسي ليبرالي أصبح منصتها الأساسية في العمل السياسي. ومنذ ذلك الحين، عززت حضورها كإحدى أبرز قيادات المعارضة الڤنزويلية، خصوصًا في صفوف التيارات الأكثر تشدداً التي ترفض أي حوار مع نظام نيكولاس مادورو. تستند قيادتها إلى خطاب واضح ومبادئ راسخة تقوم على الدفاع عن الحرية الاقتصادية والسياسية، ورفض مطلق للنموذج الاشتراكي، وهو نهج جعلها تحظى بإعجاب واسع وكذلك انتقادات حادة بسبب صلابتها.

عام 2023، أقدم نظام نيكولاس مادورو على إقصاء ماريا كورينا ماتشادو سياسياً، مانعاً إياها من الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 2024. ورغم هذا الحظر، حققت فوزاً كاسحاً في الانتخابات التمهيدية للمعارضة، ما رسّخ مكانتها كشخصية محورية في الحركة المناهضة لتشاڤيز. وأمام استحالة ترشحها رسمياً، أعلنت دعمها للمرشح إدموندو گونزاليس أوروتيا، محافظة على موقعها كزعيمة معنوية واستراتيجية لحملة المعارضة. وقد عكست قدرتها على حشد ملايين الڤنزويليين، في الداخل وفي صفوف الجاليات بالخارج، حجم تأثيرها السياسي الذي يتجاوز حدود المناصب الرسمية.

نقد

تُعدّ ماريا كورينا ماتشادو من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في ڤنزويلا. فبالنسبة لمؤيديها، تجسّد رمزاً للمقاومة في وجه الدكتاتورية وقائدة شجاعة مستعدة للتضحية بكل شيء من أجل الديمقراطية، بينما يرى منتقدوها أنها تمثل صوت النخبة الاقتصادية البعيدة عن هموم الشعب، ويتهمونها بتبنّي مواقف سياسية متشددة. ومع ذلك، لا يمكن إنكار قدرتها على إبقاء شعلة المعارضة حيّة في أحلك المراحل، وصلابتها في مواجهة الاضطهاد الحكومي. وجاءت جائزة نوبل للسلام لعام 2025 اعترافاً بمسيرتها في النضال السلمي من أجل الديمقراطية وسط ظروف قاسية.

تأييدها لترمپ وإسرائيل

تعتبر ماتشادو من المؤيدين للرئيس الأمريكي دونالد ترمپ، الذي وصفته عام 2025 بأنه "رجل ذو رؤية" فيما يتعلق بمعارضته لنظام مادورو في ڤنزويلا.[3][4] صرح أحد مستشاريها لصحيفة نيويورك تايمز بأنها نسقت مع بإدارة ترمپ|إدارة ترامب الثانية]] وأنها لديها خطة لأول مائة ساعة بعد إدلائه بشهادته.[5] وفيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أعربت ماتشادو عن تضامنها مع إسرائيل في أعقاب هجمات 7 أكتوبر.[6] وشكرت إسرائيل على دعمها لإدموندو گونزالس كرئيس منتخب،[7] ودعمها السابق لگوايدو كرئيس بالنيابة.[8] كان ماتشادو تخطط لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، والتي قطعتها ڤنزويلا عام 2009 بسبب حرب غزة 2008-2009.[8]

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "Announcement, Nobel Peace Prize 2025". NobelPrize.org (Press release). مؤسسة نوبل. 10 October 2025. Retrieved 10 October 2025.
  2. ^ "المرأة التي واجهت إرث تشافيز ومادورو.. من هي ماريا كورينا ماتشادو الفائزة بجائزة نوبل للسلام؟". يورونيوز. 2025-10-09. Retrieved 2025-10-11.
  3. ^ "Nobel Peace Prize winner hailed Trump as 'visionary' just days before her victory". The Independent (in الإنجليزية). 10 October 2025. Retrieved 10 October 2025.
  4. ^ Phillips, Tom (10 October 2025). "Venezuelan politician María Corina Machado wins Nobel peace prize". The Guardian (in الإنجليزية البريطانية). ISSN 0261-3077. Retrieved 10 October 2025.
  5. ^ Turkewitz, Julie; Loureiro Fernandez, Adriana (28 September 2025). "Fear and Hope in Venezuela as U.S. Warships Lurk". The New York Times (in الإنجليزية). ProQuest ID 3255092122. Retrieved 10 October 2025.
  6. ^ Tovar, Fran (7 October 2023). "María Corina Machado expresó su solidaridad con Israel tras el ataque sorpresivo del Hamas". Emisora Costa del Sol 93.1 FM (in الإسبانية). Retrieved 10 October 2025.
  7. ^ "María Corina Machado al canciller de Israel: Valoramos inmensamente su apoyo al pueblo de Venezuela #30Ene". El Impulso. 30 January 2025. Retrieved 10 October 2025.
  8. ^ أ ب Silkoff, Shira; Fabian, Emanuel; Yohanan, Nurit (29 January 2019). "Top Venezuelan opposition figure asks Jewish expats to return". The Times of Israel. Retrieved 10 October 2025.