أخبار:مصرع غنيوة الككلي، رئيس جهاز دعم الاستقرار في طرابلس
- مصرع غنيوة الككلي، رئيس جهاز دعم الاستقرار في طرابلس، ليبيا.
في 12 مايو 2025 لقى غنيوة الككلي مصرعه في تبادل إطلاق نار جنوب العاصمة الليبية طرابلس، إثر تصاعد الاشتباكات بين الجماعات المسلحة داخل المدينة وجهاز دعم الاستقرار الذي كان يتولى الككلي رئاسته.
وأعلنت وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوحدة الوطنية (برئاسة الدبيبة) فرض السيطرة على كامل منطقة أبو سليم جنوب طرابلس، بعد الاشتباكات الدامية، وأضافت الوزارة في بيان، أن العملية العسكرية في العاصمة انتهت بنجاح بعد السيطرة على منطقة أبو سليم التي تضم المقر الرئيسي وأغلب مقار جهاز الدعم والاستقرار، مؤكدة أن قواتها تواصل العمل لضمان استدامة الأمن والاستقرار في العاصمة.[1]
من هو الككلي؟
عبد الغني الككلي، الشهير بغنيوة الككلي، كان قائد مليشيات مسلحة إبان الثورة الليبية، ثم أصبح شخصية مركزية في الجهاز الأمني للبلاد بعد سقوط نظام معمر القذافي. تقلد مناصب أمنية عدة أبرزها رئيس جهاز دعم الاستقرار، ومكنته هذه المناصب من نسج شبكات واسعة من النفوذ في طرابلس، اقتحم بفضلها لاحقاً عالم الأعمال من بوابة التجارة في النفط.
وُلد الككلي في مدينة بنغازي، انتقل وعائلته في سن مبكرة إلى العاصمة الليبية طرابلس، حيث استقر في حي أبو سليم، أحد أكبر أحياء المدينة. انقطع عن الدراسة في سن مبكرة، وعمل في مخبز النصر الواقع في منطقة أبو سليم، قبل انخراطه تدريجياً في أنشطة تجارية غير مشروعة. وبحسب مصادر عدة، تورط الككلي في أنشطة غير قانونية وقضى نحو 14 عاماً في السجن عقب إدانته في جريمة قتل.
ما بعد ثورة 2011
برز الككلي أثناء أحداث الثورة الليبية 2011، بانضمامه إلى صفوف الثوار ضد نظام معمر القذافي في حي أبو سليم، جنوب العاصمة طرابلس، ورغم أنه لم يكن ضابطاً في الجيش الليبي، فإنه تمكن من تشكيل مجموعة مسلحة محلية أسهمت في بسط السيطرة على أجزاء واسعة من المدينة، مستفيداً من الفراغ الأمني والسياسي الذي خلّفه سقوط النظام وانهيار الدولة المركزية.
أسس الكيكلي كتيبة أبو سليم، وهي واحدة من أقوى الكتائب المسلحة في طرابلس، أوكلت لها مهام حفظ الأمن في منطقة أبو سليم ومحيطها. اضطلعت الكتيبة بدور بارز في فرض النظام على المستوى المحلي ومواجهة الجريمة المنظمة، إلا أنها في المقابل وجهت لها اتهامات بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية وسوء معاملة السجناء. لاحقاً، انخرط الككلي في تحالفات مع كتائب أمنية أخرى، كما دخل في صراعات مع مجموعات مسلحة منافسة، وأصبح جزءاً من شبكة معقدة من القوى المسلحة المتنازعة على السلطة في طرابلس.
وفي إطار محاولات الدولة الليبية لاحتواء المليشيات ودمجها داخل مؤسساتها الرسمية، تولى الككلي رئاسة جهاز دعم الاستقرار، الذي أنشأته حكومة الوفاق الوطني في 11 يناير 2021. ورغم أن الجهاز تأسس رسمياً للعمل تحت سلطة الدولة، فإنه واقعياً حافظ على استقلالية كبيرة، ولم يكن إلا امتداداً لنفوذ غنيوة بغطاء رسمي، وفقا لما ذهبت إليه تحليلات عديدة تناولت الوضع الأمني في ليبيا.
علاقته بحكومة الوفاق
بدأت العلاقة بينه وبين حكومة الوفاق الليبية بقيادة فايز السراج عام 2021، فحينها تولى الككلي رئاسة جهاز دعم الاستقرار، وهو جهاز شملت صلاحياته حماية المقرات الرسمية وتأمين الشخصيات العامة والمشاركة في العمليات العسكرية. ونتيجة ولائه للحكومة، تمكن الككلي من توسيع نفوذه خارج طرابلس، وصولاً إلى مدينتي غريان جنوب العاصمة وزليتن شرقها، وارتبط اسمه بعدد من الاشتباكات المسلحة غربي البلاد. لكن نجمه سطع بشكل أكبر بعد وصول عبد الحميد الدبيبة إلى رئاسة حكومة الوحدة الوطنية في مارس 2021، حينها عُقد بين الجانبين تفاهم واضح يسمح للككلي بتثبيت حلفائه في مناصب إستراتيجية، مقابل تقديمه الحماية للعاصمة طرابلس. ومع مرور الوقت، أصبح اسم الككلي وجهازه حاضراً بقوة في دوائر السلطة بطرابلس، وتدخل مرات عدة في تعيين شخصيات نافذة، مما أثار خلافات حادة مع فصائل مسلحة أخرى كانت تسعى للتموضع في مفاصل الدولة. وتقول تقارير إعلامية إن التفاهم بين الدبيبة والككلي أسهم في تعزيز نفوذ الأخير، ومكنه من بسط سيطرته على هيئة أمن المرافق الحكومية، الجهة الوحيدة المكلفة بالإشراف على النقل الآمن للأموال بين البنوك في طرابلس ومصرف ليبيا المركزي.
اشتباكات طرابلس ومقتله
صفحة مفصلة: اشتباكات طرابلس 2025
منذ 12 مايو 2025 شهدت طرابلس أوضاعاً محتقنة تنذر بوقوع اقتتال بين قوة العمليات المشتركة التابعة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة وأجهزة أمنية أخرى من جهة وجهاز دعم الاستقرار التابع مباشرة للمجلس الرئاسي من جهة أخرى. قبل نحو أسبوع قامت قوات تتبع غنيوة باقتحام مسلح لمقر الشركة العامة للاتصالات وسط طرابلس، والقبض على رئيس مجلس إدارتها، ما دفع لتأزم الوضع بين الجهاز وحكومة الدبيبة. وفي مساء 12 مايو أكد مصدر أمني مقتل غنيوة الككلي، داخل مقر اللواء 444 قتال التابع لمنطقة طرابلس العسكرية. وبحسب الروايات فإن غنيوة وبعض مرافقيه وقادة آخرون من قوة العمليات المشتركة واللواء 444 قتلوا في تبادل إطلاق نار وقع بعد فشل مفاوضات كانت قد نظمت بمقر اللواء من أجل الوصول إلى تسوية.[2] بينما تقول أنباء أخرى أنه كان هناك اجتماعاً بالمعسكر ضم قيادات المنطقة الغربية وهم غنيوة الككلي، عبد السلام زوبي، عماد الطرابلسي، عبد الله الطرابلسي الشهير بالفراولة، محمود حمزة، وقيادات من مصراتة. كان الككلي برفقة 10 من حراسه وبادر بالتطاول على المشاركين في الاجتماع، فتحولت إلى مشاجرة بالأسلحة. قُتل غنيوة ومعه 3 من حراسات قيادات مصراتة وأصيب قياديين من مصراتة واللواء 444 قتال، أثناء الاشتباكات، ويقال أنه قُتل برصاصات أطلقها محمود حمزة.[3]
وبعيد انتشار خبر مقتل غنيوة اندلعت اشتباكات استخدمت فيها أسلحة متوسطة وخفيفة في مناطق متفرقة من طرابلس، وخصوصاً أحياء الهضبة وأبو سليم ومشروع الهضبة والدريبي وشارع الزاوية حيث توجد مقرات تتبع دعم الاستقرار. وأكد أحد شهود العيان من مناطق الاشتباك في مشروع الهضبة أن قوات يبدو أنها تتبع اللواء 111 واللواء 444 قد شرعت في اقتحام مقرات جهاز دعم الاستقرار وسط إطلاق نار يسمع في أغلب أرجاء المدينة. من جانبها، طمئنت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية الليبيين في مناطق جنوب وغرب طرابلس بأنها تتابع عن كثب الأوضاع الجارية، وتؤكد أنها تتجه نحو السيطرة، وأن الأجهزة الأمنية تبذل جهودها لضبط الأمن واحتواء الموقف.
انظر أيضاً
مرئيات
مقتل غنيوة الككلي وحراسته في طرابلس، 12 مايو 2025. |
المصادر
- ^ "عبد الغني الككلي أول رئيس لجهاز دعم الاستقرار الليبي". الجزيرة نت. 2025-05-12. Retrieved 2025-05-13.
- ^ "قبل ساعات من مقتل الككلي.. ماذا حدث في طرابلس؟". سكاي نيوز عربية. 2025-05-13. Retrieved 2025-05-13.
- ^ "اغتيال الككلي". طرابلس الآن. 2025-05-13. Retrieved 2025-05-13.