أخبار:مقاتلات إف-16 تايلندية تغير على كمبوديا، في نزاع على معبد

جنود كمبوديون أثناء القصف التايلندي على كمبوديا، 24 يوليو 2025.


في 24 يوليو 2025 أرسلت تايلند مقاتلات من طراز إف-16 لقصف أهداف في كمبوديا بعد أن أسفرت قصف مدفعي من الجانبين عن مقتل 11 مدنياً على الأقل، فيما تصاعد التوتر الحدودي إلى صراع مسلح نادر بين بلدي جنوب شرق آسيا. وتبادل الجانبان الاتهامات بشأن بدء اشتباك صباحي في منطقة متنازع عليها على الحدود، والذي تطور بسرعة من إطلاق نار من أسلحة صغيرة إلى قصف عنيف في ستة مواقع على الأقل تبعد 209 كم عن بعضها البعض على امتداد الحدود حيث كان هناك نزاعاً على السيادة لأكثر من قرن. نشرت تايلند ست مقاتلات إف-16 في عملية قتالية غير معتادة، وتم تعبئة واحدة منها لضرب هدف عسكري كمبودي، من بين الإجراءات التي وصفتها وزارة الخارجية الكمبودية بأنها "عدوان عسكري متهور ووحشي". وصرح الجيش التايلاندي إن استخدام القوة الجوية كان بهدف توجيه ضربات دقيقة.[1]

اندلعت أسوأ معارك بين البلدين منذ 13 عاماً بعد أن استدعت تايلاند، في 23 يوليو، سفيرها في پنوم پن وطردت مبعوث كمبوديا رداً على فقدان جندي تايلاندي ثاني أحد أطرافه بسبب لغم أرضي زعمت بانكوك أنه زُرع مؤخراً من قبل قوات متنافسة. ويستعد البلدان للصراع منذ مقتل جندي كمبودي في أواخر مايو خلال مناوشة قصيرة، مع تعزيز القوات على جانبي الحدود وسط أزمة دبلوماسية كاملة النطاق دفعت الحكومة الائتلافية الهشة في تايلند إلى حافة الانهيار.

أعلنت تايلند عن مقتل 12 شخصاً في ثلاث محافظات تايلندية، بينهم 11 مدنياً، منهم طفل في الثامنة من عمره. وأفادت السلطات بإصابة 31 شخصاً في اشتباكات 24 يوليو. ولم يتضح عدد الضحايا الكمبوديين. وصرح رئيس الوزراء التايلندي بالإنابة پومتام وتشاياتشاي للصحفيين "نحن ندين هذا - استخدام الأسلحة الثقيلة دون هدف واضح، خارج مناطق الصراع... استخدام القوة وعدم الالتزام بالقانون الدولي". وأضاف: "نحن ملتزمون بالوسائل السلمية ويجب أن تكون هناك مناقشات، ولكن ما حدث كان استفزازاً وكان علينا الدفاع عن أنفسنا". بينما وزير الصحة التايلندي سومساك تـِپسوتين للصحفيين إن مستشفى تعرض لقصف في محافظة سورين، وهو الهجوم الذي قال أنه يجب اعتباره "جريمة حرب". ولم يعط مسؤولون من الحكومة الكمبودية ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية في مؤتمر صحفي أي إشارة إلى عدد القتلى أو أي تقدير لعدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم.

وفي رسالة إلى پاكستان، حث رئيس مجلس الأمن الدولي الحالي، رئيس وزراء كمبوديا هون مانت، المجلس على عقد اجتماع لوقف ما أسماه "العدوان العسكري غير المبرر والمتعمد" من قبل تايلاند في انتهاك للقانون الدولي. ومع امتداد الاشتباكات إلى مناطق حدودية مختلفة، فر القرويون التايلنديون، بمن فيهم الأطفال وكبار السن، إلى ملاجئ خرسانية محصنة بأكياس الرمل وإطارات السيارات.

وأظهرت لقطات ڤيديو عموداً من الدخان الأسود الكثيف يتصاعد من محطة وقود في محافظة سيساكت المجاورة، في الوقت الذي هرع فيه رجال الإطفاء لإخماد الحريق. أجلت تايلاند أكثر من 40.000 شخص من المناطق الحدودية، ونقلت كثيرين منهم إلى ملاجئ مؤقتة، حيث تجمع كبار السن والأطفال الصغار على حصائر أرضية بينما أعدت السلطات وجبات الطعام وتفريغ الطعام والمياه المعبأة من الشاحنات.

يؤكد استخدام تايلند لطائرة مقاتلة تفوقها العسكري على كمبوديا من حيث الحجم ونطاق المعدات الدفاعية. وقد تسببت الاشتباكات في حالة من التوتر في المنطقة، حيث دعت الفلپين وڤيتنام إلى ضبط النفس، وأعربت الصين عن استعدادها للعب دور في تعزيز خفض التصعيد. وقال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، رئيس رابطة دول جنوب شرق آسيا التي تضم تايلند وكمبوديا كأعضاء، أنه سيتحدث إلى زعماء البلدين. وقال أنور "أقل ما يمكننا أن نتوقعه منهم هو التراجع عن موقفهم ومحاولة الدخول في مفاوضات".

اندلعت الاشتباكات بعد ساعات من خفض العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أعقاب سلسلة من الإصابات الناجمة عن الألغام الأرضية للجنود التايلنديين الذين يقومون بدوريات في المناطق الحدودية. اتهمت تايلند كمبوديا مؤخراً بزراعة الألغام، وهو ما نفته كمبوديا ووصفه بأنه لا أساس له. وتقدر جماعات إزالة الألغام أن ما بين 4 و6 ملايين لغم أرضي لا يزال موجوداً في كمبوديا بعد سنوات من الحرب الأهلية.


عقود من النزاعات

تتنازع تايلند وكمبوديا منذ عقود بشأن اختصاص نقاط غير محددة على طول حدودهما البرية الممتدة لمسافة 817 كم، حيث تشكل ملكية المعبدين الهندوسيين القديمين تا موان توم وپرياه ڤيهيار الذي يعود تاريخه إلى القرن الحادي عشر محور النزاعات. مُ،ح معبد پرياه ڤيهير لكمبوديا من قبل محكمة العدل الدولية عام 1962، لكن التوترات تصاعدت عام 2008 بعد أن حاولت كمبوديا إدراجه ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وأدى ذلك إلى مناوشات استمرت لعدة سنوات وأسفرت عن مقتل العشرات. في يونيو 2025 أعلنت كمبوديا أنها طلبت من محكمة العدل الدولية حل نزاعاتها مع تايلند، التي تقول أنها لم تعترف قط باختصاص المحكمة وتفضل النهج الثنائي.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "thai fighter jet bombs cambodian targets border battle escalates". رويترز. 2025-07-24. Retrieved 2025-07-24.