الطاقة في الجزائر

إجمالي إمدادات الطاقة في الجزائر لعام 2021[1]

  الفحم (0.45%)
  النفط (33.54%)
  الوقود الحيوي والنفايات (0.0038%)
  الغاز الطبيعي (65.96%)
  الرياح، الطاقة الشمسية، وغيرها (0.087%)
  الطاقة الكهرومائية (0.0015%)
انتاج الجزائر من النفط الخام في الفترة 2001-2019.[2]
انتاج الجزائر من الغاز الطبيعي، 2007 - 2018.[3]

يشمل قطاع الطاقة في الجزائر إنتاج واستهلاك واستيراد الطاقة. اعتباراً من عام 2009، بلغ استهلاك الطاقة الأولية في الجزائر 462 تيراواط/ساعة، بمعدل استهلاك 13 تيراواط/ساعة للفرد.[4] الجزائر هي منتج ومصدر بارز للنفط والغاز وهي عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوپك) منذ عام 1969.[5] كما تشارك الجزائر في اتفاقية أوپك+، متعاونةً مع دول منتجة للنفط من خارج أوپك. تاريخياً، اعتمدت الجزائر اعتماداً كبيراً على الوقود الأحفوري، وهو مدعوم بشكل كبير ويشكل غالبية استهلاكها من الطاقة. واستجابة للتوجهات العالمية للطاقة، حدّثت الجزائر خطتها لتطوير الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة عام 2015، بهدف تحقيق تقدم كبير بحلول عام 2030. وتشجع هذه الخطة على نشر تقنيات الطاقة المتجددة واسعة النطاق، مثل أنظمة الطاقة الكهروضوئية ومحطات طاقة الرياح البرية، مدعومةً بتدابير تحفيزية متنوعة.

وتتمتع الجزائر بمخزون كبير من الثروات معدنية مهمة ومتنوعة أهمها: الغاز الطبيعي والنفط، والحديد والرصاص، والزنك والنحاس والزئبق. ويسهم هذا القطاع بنحو 22.9% من الناتج الوطني الإجمالي، ويعمل به 1% من إجمالي العاملين. [6] تعتبر شركة سوناطراك الحكومية هي المنتج الرئيس للطاقة في الجزائر العضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوپك). وتصدر الجزائر نحو 20% من حاجة أوروپا من الغاز.

في خطوة استراتيجية لتطوير قطاع الطاقة بشكل أكبر، عام 2023 أعلنت الحكومة الجزائرية عن خطط لتقديم ما لا يقل عن 10 بلوكات تنقيب في أول جولة مزايدات لها منذ عام 2014، مما يشير إلى نهج استباقي لتوسيع جهودها في التنقيب عن النفط والغاز.[7][5] استكمالاً لهذه المبادرة، كثّفت الجزائر جهودها التنقيبية، محققةً ثمانية اكتشافات هامة هذا العام وحده. وتسعى البلاد إلى زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي من 137 بليون متر مكعب حالياً إلى 200 بليون متر مكعب سنوياً على المدى القصير والمتوسط.[8] اعتباراً من عام 2024، كانت الجزائر تنتج حوالي 900.000 برميل نفط يومياً، بما يتماشى مع هدفها الإنتاجي في أوپك+. وفي ظل المراجعات المستمرة لطاقات إنتاج النفط الخام التي تُجريها أوپك+، تتوقع الجزائر بثقة أن تصل طاقتها الإنتاجية إلى 1.155 مليون برميل يومياً بحلول عام 2025.[9]


نظرة عامة

الطاقة في الجزائر [10]
للفرج الطاقة الأولية الإنتاج الصادرات الطاقة الكهربائية انبعاثات CO2-
مليون ت.و./س ت.و./س ت.و./س ت.و./س م.ط.
2004 32.4 383 1.927 1.539 26.3 77.8
2007 33.9 429 1.911 1.482 30.6 85.7
2008 34.4 431 1.885 1.439 32.9 88.1
2009 23.5 462 1.771 1.299 44.6 92.5
2010 35.47 470 1.751 1.268 36.4 98.6
2012 35.98 487 1.696 1.201 41.2 103,9
2012R 38.48 539 1.672 1.131 46.3 114.4
2013 39.21 553 1.601 1.037 48.8 113.9
Change 2004-10 9.6% 22.7% -9.2% -17.6% 38.5% 26.6%
Mtoe = 11.63 ت.و./س

2012R = تم تغيير معايير حساب ثاني أكسيد الكربون، وتحديث الأرقام

الغاز الطبيعي

عام 2023، بلغ إجمالي الاحتياطيات المحققة من الغاز الطبيعي في الجزائر 159 تريليون قدم مكعب. وبين عامي 2012 و2021، بلغ متوسط إنتاج الغاز الطبيعي الجاف السنوي 3.2 تريليون قدم مكعب، بينما بلغ متوسط الاستهلاك 1.5 تريليون قدم مكعب. على الرغم من انخفاض الإنتاج عام 2020 بسبب تأثير جائحة كوڤيد-19 على الأنشطة الاقتصادية، فقد انتعش الإنتاج إلى مستوى قياسي بلغ 3.6 تريليون قدم مكعب عام 2021. ووفقاً لمسح اقتصادي للشرق الأوسط، كان هذا الارتفاع مدفوعاً باستثمارات المنبع التي أدت إلى بدء مشاريع جديدة وتوسعات، ولا سيما في حقل حاسي الرمل. بالإضافة إلى ذلك، سمح انخفاض الحاجة إلى إعادة حقن الغاز في حقول النفط بتوفر المزيد من الغاز الطبيعي للاستخدام المحلي والتصدير.[11]

"إنتاج الغاز الطبيعي في الجزائر 1970-2021"[12]
السنة الإنتاج السنة الإنتاج السنة الإنتاج
1970 2.533 1994 54.01 2018 93.8
1971 2.67 1995 61.49 2019 87.0
1972 3.383 1996 65.25 2020 81.5
1973 4.49 1997 74.86B 2021 100.8
1974 5.191 1998 80.16
1975 6.392 1999 90.11
1976 8.051 2000 91.89
1977 7.706 2001 86.47
1978 11.95 2002 88.94
1979 19.59 2003 93.86
1980 14.72 2004 92.05
1981 17.07 2005 84.91
1982 22.27 2006 81.30
1983 31.89 2007 81.65
1984 32.46 2008 82.60
1985 35.67 2009 76.57
1986 36.49 2010 77.40
1987 41.18 2011 79.60
1988 43.05 2012 78.44
1989 46.42 2013 79.34
1990 49.35 2014 80.17
1991 53.22 2015 81.41
1992 55.41 2016 91.39
1993 58.75 2017 91.24

تاريخياً، كانت الجزائر لاعباً رئيسياً في سوق الغاز الطبيعي العالمي. عام 2009، كانت الجزائر خامس أكبر مُصدّر للغاز الطبيعي، بصادرات صافية بلغت 55 بليون متر مكعب، متأخرةً عن روسيا (169 بليون م³)، النرويج (100 بليون م³)، كندا (76 بليون م³)، وقطر (67 بليون م³). في ذلك العام، صُنّفت الجزائر أيضاً سابع أكبر مُنتج للغاز الطبيعي عالمياً، بإنتاج 81 بليون م³، وكانت الولايات المتحدة (594 بليون م³)، وروسيا (589 بليون م³)، وكندا (159 بليون م³) من أكبر المُنتجين.[13]

الإنتاج السنوي للكهرباء في الجزائر.

عام 2017 كانت انتاج الجزائر من الغاز الطبيعي 91.24 بليون م³، بعد أن كان 91.39 بليون م³ عام 2016، بنسبة انخفاض -0.16%. في ديسمبر 2014، كشفت الحكومة المغربية عن نواياها في عدم تجديد اتفاق الغاز الذي يربطها بالجزائر معلنة إنجاز أكبر ميناء غازي في شمال أفريقيا على سواحل المحيط الأطلسي لاستقبال شحنات الغاز من موردين آخرين في خطوة استباقية تبتغي من ورائها الرباط هدم آخر الروابط الإقتصادية الرسمية التي تجمع البلدين تحت صرح منظمة المغرب العربي رغم أن الجزائر تمون جارتها الغربية بغاز مميع مجانا مقابل حق المرور على أراضيها. [14]

بحلول عام 2021، استمر نمو دور الجزائر في قطاع الغاز الطبيعي. وبلغ إنتاجها المحلي من الغاز الطبيعي 3.734.001 تيراجول، بزيادة قدرها 28% عن السنوات السابقة. وقد ساهم هذا الارتفاع في الإنتاج في وضع الجزائر كثاني أكبر مورد للغاز الطبيعي في أفريقيا، بإجمالي إمدادات بلغ 1.775.215 تيراجول، بعد مصر. ولا يقتصر هذا الإنتاج القوي على تلبية احتياجات الطاقة المحلية فحسب، بل يعزز أيضاً الاستقرار الاقتصادي من خلال الصادرات وتوفير المواد الخام للصناعات الرئيسية مثل الكيماويات واللدائن.[15]

محطة جيجل للطاقة.

خطوط أنابيب الغاز

تعتبر الجزائر لاعباً رئيسياً في سوق تصدير الغاز الطبيعي، حيث تخدم أوروپا بشكل رئيسي من خلال ثلاثة خطوط أنابيب استراتيجية: خط الأنابيب عبر المتوسط (ترانسميد)، وخط أنابيب ميدگاز، وخط أنابيب المغرب العربي-أوروپا (ميگ). وقد حسّنت زيادة سعة خط أنابيب ميدگاز بنهاية عام 2021 من قدرته على توصيل الغاز إلى إسپانيا بشكل ملحوظ. ورغم الانقطاعات المؤقتة التي شهدها خط أنابيب ميگ عام 2021 بسبب التوترات السياسية، استؤنفت العمليات بشكل طبيعي عام 2022 مع انعكاس غير تقليدي، مما مكّن إسپانيا من تصدير الغاز إلى المغرب.[16] في أعقاب التحولات الجيوسياسية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، زادت الجزائر من دورها كمورد أساسي للغاز الطبيعي إلى أوروپا، حيث تمثل الآن حوالي 14% من إجمالي واردات الاتحاد الأوروپي من الغاز عبر خطوط الأنابيب والغاز المسال.[8] بالإضافة إلى ذلك، تدرس الجزائر بنشاط مشاريع خطوط الأنابيب المستقبلية مثل خط أنابيب الغاز العابر للصحراء، الذي يهدف إلى ربط نيجيريا بالأسواق الأوروپية عبر الجزائر، وخط أنابيب گالسي، والذي يمكن استخدامه لنقل الهيدروجين الأخضر إلى إيطاليا.[16]

يرتبط المغرب والجزائر باتفاق لنقل 20 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً منذ عام 1993، من منطقة عين بني مطهر على الحدود الجزائرية المغربية إلى جبل طارق ثم إسپانيا على مسافة 600 كم حيث يمتد العقد إلى سنة 2021، ويستعمل المغرب جزءاً من هذا الغاز مجانا لأغراض محلية مقابل حقوق المرور، وعوض ذلك يسعى المغرب إلى عدم تجديد العقد الذي سيتفاوض الجانبان عليه 2015، مفضلا الحصول على رسوم مالية مقابل مرور أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي على أراضيه وتمويل استيراد شحنات الغاز من دول أخرى. وفي هذا السياق يستعد المغرب لإطلاق عروض دولية لاختيار شركات عالمية بغية بناء ميناء للغاز الطبيعي في منطقة الجرف الأصفر الصناعية جنوب الدار البيضاء، يربط في وقت لاحق بأنبوب يمتد 400 كيلومتر لشحن الغاز المستورد من الخارج نحو محطة طنجة التي يمر عليها حالياً أنبوب الغاز القادم من الجزائر نحو أوروبا. وأوضح وزير الطاقة والمعادن المغربي عبد القادر عمارة أن كلفة المشروع تقدر ب 4.6 بليون دولار وسيتولى المغرب استيراد الغاز الطبيعي المميع بحراً عبر الميناء الجديد، ثم إعادة معالجته ليصير صالحاً للاستخدام كمصدر للطاقة، ثم ضخه في أنبوب سيربط بين عدد من المحطات في كل من المحمدية والقنيطرة وظهر الدوم على الشريط الأطلسي، وصولاً إلى طنجة على البحر الأبيض المتوسط.

في 30 يناير 2015 أعلن سعيد سحنون رئيس سوناطراك الجزائرية، تأجيل القرار النهائي بشأن بناء خط أنابيب گالسي للغاز، إلى شهر أبريل 2015.[17]

خريطة توضح انخفاض تدفقات الغاز الطبيعي الجزائري إلى إسپانيا في الأسبوع في الفترة من فبراير لأول مارس 2019.

في 14 يناير 2019 صرح الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك، عبد المؤمن ولد قدور، أن الجزائر ستستكمل صفقتها مع إكسون موبيل وستؤسس مشروعاً تجارياً مشتركاً مع شركة عالمية خلال النصف الأول من 2019. وقال ولد قدور بحسب رويترز: “نحن متفائلون جدا، والأمور تسير في الاتجاه الصحيح، لذا سنستكمل (الصفقة) مع إكسون وسيكون لدينا مشروع تجاري مشترك“.[18]

ولم يكشف ولد قدور عن مزيد من التفاصيل. وكانت سوناطراك قالت من قبل إنها ترغب في التعاون بمجال الغاز الصخري مع الشركة الأمريكية العملاقة. وكانت سوناطراك ذكرت في السابق أيضاً أنها تجري محادثات مع 14 شركة عالمية (شل) بخصوص مشروع مشترك لتجارة منتجات النفط والغاز بعد الاتفاق على شراء أولى مصافيها في الخارج. في 5 مارس 2019، حدث انخفاض حاد في تدفق الغاز الجزائري إلى أوروپا، حيث انخفض الغاز المتدفق عبر أنبوب ميدگاز (بني صاف-المرية، إسپانيا) بنسبة 18% عن الأسبوع السابق، و28.1% عن نفس الأسبوع في العام السابق، 2018. كما انخفض الغاز المتدفق عبر السيل الأخضر الليبي إلى إيطاليا بنسبة 9.7%، و43.6% منذ 2018.[19] في 24 نوفمبر 2019، كشفت وكالة بلومبرگ الأمريكية عن تراجع صادرات الغاز الطبيعي الجزائري إلى أوروپا، بسبب الإمدادات الروسية الأرخص ووفرة الوقود السائل.[20]

ونقلت الوكالة في التقرير الذي نشرته على موقعها الإلكتروني عن أحمد الهاشمي المسئول التسويقي في شركة سوناطرك الجزائرية إن: العملاء الأوروبيين للشركة المملوكة للدولة قللوا الطلب بشكل كبير على الغاز التقليدي من الجزائر، ما تسبب في تراجع مستوى المبيعات عن المتوقع هذا العام بنسبة 25%. وأوضح الهاشمي أنه: "في 2019 تراجع الإقبال بشكل كامل بسبب الشتاء الدافئ في أوروبا.. وفي 2020 من المتوقع أن يكون عاما صعبا أيضا إذا كان لدينا شتاء دافئ أيضاً". واعتبرت الوكالة أن تراجع صادرات الجزائر، وهي ثالث أكبر مورد للغاز إلى أوروبا، دليل على أن إمدادات الغاز المسال القادمة من الولايات المتحدة وروسيا تغمر السوق وتقود الأسعار إلى الانخفاض. وفقاً للاستشاري الطاقة وود ماكينز فإن هذا الوضع قلل من القدرة التنافسية لعقود غاز الدولة الأفريقية والمرتبطة بأسعار النفط، ولتعويض هذا حولت الشركة الكثير من إنتاجها إلى الغاز المسال. وقبل أيام، عين عبد القادر بن صالح، رئيس الدولة المؤقت، شيخي كمال الدين، رئيساً مديراً عاماً لمجمع سوناطراك خلفا لحشيشي رشيد، الذي أنهيت مهامه بهذه الصفة، دون أن تذكر أسباب الإقالة. وجاءت إقالة حشيشي عقب ساعات من تبنى البرلمان مشروع قانون المحروقات المثير للجدل والذي يهدف إلى إضفاء مرونة وبساطة على النظام القانوني والضريبي لقطاع المحروقات لجذب مستثمرين أجانب.

الغاز الصخري

بحلول عام 2020، كان لدى الجزائر سبعة أحواض من الغاز الصخري غير المُطوّر، بإجمالي 3.419 تريليون قدم مكعب. من هذه الكمية، يُمكن استخراج حوالي 707 تريليون قدم مكعب من الغاز الصخري باستخدام التقنيات الحالية، مما يضع الجزائر في المرتبة الثالثة عالمياً من حيث احتياطيات الغاز الصخري القابلة للاستخراج، بعد الصين والأرجنتين.[21][22]

النفط

صورة لحقل المركز النفطي بالجزائر
صورة لحقل المركز النفطي بالجزائر.

الجزائر عضو في منظمة أوپك، وكانت سابع أكبر مُصدّر للمنتجات النفطية عام 2008، حيث مثّلت أقل من 11% من الصادرات العالمية للنفط.[13] في ذلك العام، بلغ إجمالي الصادرات العالمية 1.952 مليون طن من النفط الخام و411 مليون طن من المنتجات النفطية. من أبرز حقول النفط في الجزائر: حقل حاسي مسعود، حقل أورهود، وحقل رورد الباقل. اعتباراً من عام 2022، بلغ إنتاج البلاد حوالي مليون برميل من النفط الخام يومياً.

إنتاج النفط في الجزائر 2011-2021 (kb/d)[23](p. 15)
2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017 2018 2019 2020 2021
1642 1537 1485 1589 1558 1577 1540 1511 1487 1330 1353

برغم أن قطاع الطاقة كان، منذ استقلال الجزائر، قاطرة الصناعة الوطنية - وسُرِّع في ظل تأميمات 1971 - فقد شهد منذ ذلك الحين خمسة تغييرات قانونية رئيسية، تهدف إلى جعله أكثر جاذبية للشركات الأجنبية. أثّر المنعطف الليبرالي في عام 1980 على تماسك الخيارات الاستراتيجية التي راهنت على قطاع الطاقة عاملاً رئيساً في التنمية. ودخل هذا القطاع في مرحلة من الخلل الهيكلي المزمن الذي سرعان ما اتّضحت آثاره الضارة ومفاعيله السلبية. خلال 20 عاماً، تناوب على إدارة سوناطراك 12 مديراً تنفيذياً، من بينهم اثنان خضعا لتدابير جزائية، وآخران أُقيلا بشكل غير رسمي، وسبعة وزراء من الأمناء، كان أحدهم مستهدفاً بمذكرة اعتقال دولية أُلغيَت. وأضيفَ إلى جدول أعراض أزمة إدارة قطاع الطاقة، تَقلُّص الاحتياطات والإنتاج والصادرات. عام 1995، حلّت الجزائر في المرتبة الأولى عالمياً من حيث الاكتشافات في حقول الطاقة، ما أدّى إلى عودة الاحتياطات إلى المستوى الذي كانت عليه في 1971. ولكن اعتباراً من الألفية الثانية، لم تستعض الجزائر عن النفط والغاز الذي تنتجه، إلا بشكل جزئي، إذ إن جهودها في إطار البحث والتنقيب كانت متواضعة. مؤشرٌ آخر هو ضعف الأداء في مجال إنتاج الهيدروكربونات وتصديره. فالحجم الإجمالي للإنتاج شهد ركوداً منذ أكثر من عقد، قبل أن يرتفع - إنتاج الغاز حصراً - بنحو ملحوظ في عام 2016. وانخفض إنتاج النفط الخام من 1.99 مليون ب/يومياً في 2005 إلى نحو .مليون ب/يومياً في 2007. وبينما تتقادم حقول النفط مع الوقت، يرتفع الاستهلاك الداخلي بقوة»، بحسب الاقتصادي الجزائري. وفي حين أن ثقل قطاع النفط والغاز هو الغالب في هيكلية الجزائر الاقتصادية (يشكل نحو 97% من العائدات بالعملة الصعبة، و77% من عائدات الضرائب)، إلا أنه يواجه أزمة منافسة في الأسواق الخارجية، وتراجعاً لمركزية دوره على المستويات الاقتصادية والاجتماعية. في سياقٍ كهذا، يكتسب تحدي الحفاظ على سيادة الجزائر على مواردها الهيدروكربونية، وعلى القرارات المتعلّقة بالقطاع، أهمية كبرى.[24]

تُقدّر الاحتياطيات المحققة من النفط الخام في البلاد بنحو 12.2 بليون برميل اعتباراً من أوائل عام 2023، وتُنتج خامات عالية الجودة، النفط الخام الخفيف والحلو، ذات محتوى كبريت منخفض للغاية، وخاصةً مزيج الصحراء من حاسي مسعود. ورغم هذه الاحتياطيات عالية الجودة، تواجه الجزائر تحديات في جذب استثمارات جديدة إلى حقولها النفطية القديمة، مما يُصعّب الحفاظ على مستويات الإنتاج.[25]

استجابةً لذلك، أصدرت الحكومة الجزائرية قانوناً للمحروقات في ديسمبر 2019 لجذب الاستثمارات الدولية من خلال خفض الضرائب وتبسيط الإطار القانوني لأنشطة المنبع. إضافةً إلى ذلك، تُشغّل شركة سوناطراك، المملوكة للدولة، جميع المصافي الوطنية، وقد بدأت في بناء ثلاث مصافي جديدة - حاسي مسعود، وبسكرة، وتيارت - ومن المتوقع أن تبدأ عملياتها خلال السنوات الخمس المقبلة.[25]

في 26 مايو 2019، أصدر وزير الطاقة الجزائري، محمد عرقاب، أوامر بمنع انتقال الامتيازات الجزائرية (التي تنتج 260 ألف برميل نفط يومياً، أي ربع انتاج الجزائر) لشركة أناداركو إلى شركة توتال الفرنسية، ضمن صفقة الأخيرة لشراء أصول الأولى من شركة أوكسيدنتال للنفط بمبلغ 8.8 مليار دولار. وكانت توتال قد أعلنت في أكتوبر 2018 أنها ستستثمر 400 مليون دولار مع سوناطراك في تطوير حقل غاز إرگ إساوان.[26]

كانت الشركة قد أعلنت في مارس 2019، رغبتها في تجديد عقود الإنتاج وتعزيز نشاطها في الجزائر. هذه المجموعة النفطية التي تستخدم، بالشراكة مع سوناطراك، حقل المرك في إليزي، طالبت بتمديد كل عقود إنتاجها للهيدروكربونات (العقد الأول الذي يتعلق بالمخزون النفطي الموجود في حوض حاسي بيركين سينتهي العمل به عام 2023). الواضح أن أناداركو تريد الخروج من الجزائر، وإكسون أو شيڤرون أو أوكسيدانتال لا تُظهِر اهتماماً بقطاع الطاقة هناك. في البداية، كان هناك إعلان الشراء من قبل شيڤرون الأميركية لكل الأسهم المتداولة من قبل مجموعة أناداركو مقابل 33 مليار دولار، أي 65 دولاراً للسهم الواحد. بعدها، امتنعت شيڤرون عن تقديم عرض مضاد لشراء أناداركو، ما أدى إلى فوز منافستها أوكسيدانتال پتروليوم. لكن توتال سرعان ما أعلنت توقيع اتفاق مع الأخيرة بهدف الاستحواذ على ممتلكات أناداركو في إفريقيا، ومن ضمنها الجزائر. وهكذا، فإن أصول أناداركو الجزائرية، تظهر في سلّة الاتفاق الموقَّع في بداية مايو بين توتال وأوكسيدانتال پتروليوم. أي إن شريكاً رئيسياً لسوناطراك باع أصوله من دون أن تكون الشركة على علم مسبق بذلك، كما ينص عليه بوضوح العقد بينهما. لكن من الناحية القانونية، لا شيء يمكن أن يمنع النقل الكامل لأيٍّ من الأصول، مع العلم بأن السلطات الجزائرية تتمتع بحرية الموافقة أو عدمها على الجهة التي ستسيطر على «أناداركو» (في شأن الجزء المتعلّق بأصولها).

ويخضع تغيير السيطرة لمادة من قانوننا مرتبطة بحق النقل (1% من قيمة النقل)، يجري دفع رسوم النقل وفقها من قبل أناداركو. في حال اعتبرت الدولة هذه الصفقة غير ممكنة بالنسبة إلى أصول الجزائر، وأن سوناطراك لا تمارس حقها في الاستباق، فإن «أوكسي» لا يمكنها شراء أصول الجزائر. يجب على أناداركو بالتالي البحث عن شارٍ آخر أو حلّ آخر»، بنظر رباح الذي يشدّد على أنه في حال الموافقة وعدم ممارسة سوناطراك حقّها في الاستباق، يجب أن يجري تعديل على عقد الشراكة، يسمح باستبدال آي آي سي بأوكسي، والحصول على موافقة مجلس الوزراء على هذه العملية. تعظيم توتال لمصالحها في الجزائر يجب أن يحظى بموافقة السلطات الجزائرية. إذا كان ردّها سلبياً، فإن أوكسي تبحث عن شركة أخرى تحل محل توتال، أو تحافظ على الأصول في جيبها. ومهما كان الأمر، فليس على الجزائر أن تبرر قرارها، يشدّد رباح. ويقول إن هذه القضية التي لها ارتداداتها على توتال، تهمّ بالدرجة الأولى شريك سوناطراك، أناداركو، التي طُلب منها رسمياً تقديم تفسيرات، من دون أن يلقى ذلك ردّاً حتى اليوم.

كما يجدر الإشارة إلى أن أصول أناداركو تتكوّن من ثلاثة حقول نفطية أساساً، وأحياناً غازية في الوقت ذاته: بيركين، وأورهود والمرك، الواقعة في جنوب شرق البلاد والتي تمثّل أكبر حقول نفطية مستخدمة، بالشراكة، في الجزائر. وفقاً لخبراء القطاع، فإن الاثنين الأوّلَين اللذين ينتجان منذ نحو 20 عاماً، تخطّيا ذروة الإنتاج، ولا توجد فرصة ليشهد إنتاجهما ارتفاعاً. عام 2018، كان إنتاج هذه الحقول 320 ألف ب/يومياً. في الوقت الحالي، إن إنتاج الجزائر من الخام يبلغ نحو 62% من قبل سوناطراك، و38% بالشراكة. شراء توتال لأناداركو سمح للشركة الفرنسية بزيادة أصولها النفطية في الجزائر من 12.5% إلى 36.75%. بعض الآراء المشكِّكة في الحفاظ على سيادة الجزائر على مواردها من الهيدروكربونات، تحذّر من الخطر المتصاعد لإلغاء التأميم، وتؤكد الحاجة إلى ضمان تشتيت الشراكة بطريقة تؤدي إلى تجنّب الاحتكارات الكبرى، وذلك من طريق تفضيل الشراكة المقسّمة من أجل مزيد من الأمن والسيادة الوطنية. ويشير هؤلاء إلى أن الجانب الجزائري لديه كل المزايا لمصلحته من أجل استعادة الأصول بنسبة 100% من أناداركو لسبب بسيط، هو أن تُشغَّل كل المنشآت في هذه الشراكة بواسطة موظفين من سوناطراك. خلال 30 شهراً، من الآن وحتى عام 2022، فإن مجموع المنشآت تعود إلى سوناطراك، يختم رباح.


"إنتاج وصادرات النفط والغاز الطبيعي في الجزائر 2017"[27]
قيمة صادرات النفط 22.353 مليون دولار
احتياطيات النفط المحققة 12.200 مليون برميل
احتياطيات الغاز المحققة 4.504.0 بليون م³
إنتاج النفط الخام 1.058.7 برميل/يومياً
الإنتاج المسوق من الغاز الطبيعي 94.788.4 مليون م³
قدرة المصافي 651.000 برميل/يومياً
ناتج منتجات النفط 629.000 برميل/يومياً
الطلب عل النفط 421.500.0 برميل/يومياً
صادرات النفط الخام 632.600.0 برميل/يومياً
صادرات الغاز الطبيعي 53.890.6 م³

في 6 ديسمبر 2020، أكّدت دراسة بحثية أمريكية، أنّ الجزائر تُراكِم عجزًا ماليًا ضخمًا من المتوقّع أن يصل إلى 16.5% من الناتج المحلّي الإجمالي في عام 2020 و14.8 % في عام 2021، بسبب تراجع العائدات من صادرات النفط والغاز. وقالت الدراسة التي أنجزها معهد بروكنگز،إنّه "في الشهرَين الأوّلين من عام 2020، انخفضت أحجام صادرات النفط الخام والمواد المكثّفة بنسبة 27% على أساس سنوي". وأوضح المعهد أنّه "فيما تراجعت أحجام صادرات الغاز بنسبة 26%، علاوة على ذلك، أثّر ڤيروس كورونا المستجد بشدّة في بعض أهمّ الدول التي تشتري الغاز من الجزائر، فحتّى أبريل 2020، تراجعت صادرات الغاز بالأنابيب إلى إسبانيا بنسبة 44% ". وأكّدت الدراسة أنّ الوضع تفاقم بسبب تراجع أسعار النفط التي انخفضت إلى سعر قياسي وصل إلى 16-17 دولاراً للبرميل في أبريل 2020 ومن المتوقّع أن تبقى ما دون 45 دولارا طوال سنة 2021. علاوة على ذلك، من المتوقّع أن يؤدّي تراجع الطلب على صادرات الوقود مقرونا بانخفاض الأسعار إلى استنفاد احتياطي الجزائر من العملات الأجنبية أكثر فأكثر، تضيف. وتوقع المعهد أن يبلغ هذا الاحتياطي 44 مليار دولار بحلول نهاية عام 2020، متابعًا بذلك المنحى الانحداري الذي اتّخذه منذ عام 2014 عندما بلغ 195 مليار دولار، وتبعًا لأحدث توقّعات صندوق النقد الدولي، من المتوقّع أن يتقلّص الاقتصاد بنسبة 5.5%.[28]

ولتغطية النفقات الحكومية وتمويل المشاريع الوطنية، لا خيار للدولة، حسب ذات التقرير، سوى الحدّ من النفقات ومراكمة دينٍ داخلي أكبر بتمويل من مصرفها المركزي. وأكّد ذات المصدر أنّه مع اقتران هذا الأمر بالأزمة السياسية الجارية، "سيؤجّج على الأرجح المزيد من الاضطراب السياسي" وخلصت الدراسة إلى القول أنّه تبعًا لصندوق النقد الدولي، "ستستنفد الجزائر احتياطها الحالي من النفط والغاز بحلول أواسط ثلاثينيات هذا القرن وخمسينياته على التوالي". وكان ينبغي على الجزائر أن تتحضّر لخطّة تنويع اقتصادي ضخمة منذ عقدَين إلى أربعة عقود على غرار الدول الأخرى الغنية بالموارد مثل إندونيسيا وماليزيا.

عام 2021، بلغ إجمالي إمدادات النفط في الجزائر، شاملاً النفط الخام والمنتجات المكررة، 902.997 تيراجول (ت.ج.)، مسجلاً زيادة قدرها 125% عن عام 2000. ويشمل هذا الإجمالي إنتاج النفط الخام والواردات، بالإضافة إلى تعديلات الصادرات والتخزين. وشكّل الإنتاج المحلي من النفط الخام وحده 151.7% من إجمالي إمدادات النفط الخام عام 2021، بزيادة قدرها 10% عن نفس الفترة. كما شكّل صافي صادرات النفط الخام 34.4% من إجمالي إنتاج الجزائر من النفط الخام عام 2021، حيث بلغت حصة تصدير النفط الخام 25% من إجمالي صادرات الطاقة.[29]

حقل أحنيت

في 17 يناير 2010، وقعت شركة سوناطراك الحكومية الجزائرية وتحالفا تقوده شركة توتال الفرنسية عقد لمجموعة استثمارات تصل قيمتها إلى بليوني دولار لتطوير واستغلال حقل كبير أحنيت للغاز الواقع في جنوب غرب الجزائر.وقال جيلالي تخريست المسؤول بوزارة الطاقة الجزائرية بعيد حفل توقيع العقود مع توتال وشركات أخرى تتصدرها ريبسول الإسبانية وسينوك الصينية إن عقد تطوير واستغلال حقل أحنيت -الذي تفوق مساحته 17 ألف كيلومتر مربع- سيستمر إلى 2014. [30] وقدرت قيمة الاستثمار الذي ستتولاه توتال وشريكاتها في الجزء الخاص بها من حقل أحنيت بما بين 1.5 مليار دولار وملياري دولار. ويعد عقد أحنيت، الذي فاز به التحالف الذي تقوده توتال, الأهم الذي أفضت إليه جولة عطاءات طرحت نهاية عام 2009.

وقال الرئيس التنفيذي لتوتال كريستوف دو مارجري في حفل التوقيع إن شركته تأمل في تحويل الترخيص إلى قصة نجاح, وأشار إلى وجود احتياطيات كبيرة من الغاز في أحنيت. وتقول وزارة الطاقة الجزائرية إن أعمال التنقيب في المنطقة تنبئ باحتياطيات كبيرة من الغاز الجاف. والتزمت سوناطراك, التي ستحوز حصة أغلبية في المشروع, ببناء خط أنابيب من أحنيت إلى مركز الطاقة الرئيس في البلاد في حاسي مسعود مع بدء إنتاج الغاز المتوقع أن يبدأ في 2014.

حقلي إليزي وحاسي بير ركايز

وأشار إلى أن ريبسول وسينوك ستستثمران ما يزيد عن 150 مليون دولار في حقلي جنوب شرق ولاية إليزي (وهي ولاية تقع على مسافة 2000 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي من الجزائر العاصمة قرب الحدود مع ليبياوحاسي بير ركايز. وتبلغ مساحة منطقة الاستغلال إليزي 15 ألف كيلومتر مربعة بينما تبلغ مساحة حاسي بير ركايز 20 ألفا.

استكشاف حقول جديدة

في يونيو 2025 فازت شركات أوروبية وصينية وعربية بتراخيص استكشاف وتطوير 5 حقول غاز في الجزائر يتوقع أن يبلغ حجم إنتاجها 20 مليار متر مكعب سنوياً. وطرحت الجزائر في المناقصة التي أُعلن عنها العام الماضي، 6 مواقع استكشافية تشمل 5 حقول غاز تبلغ مساحتها الإجمالية 139978 كيلومتراً مربعاً، وحقلاً نفطياً واحداً تبلغ مساحته 12759 كيلومتراً مربعاً. ويبلغ إنتاج الجزائر من الغاز الأولي نحو 137 مليار متر مكعب سنوياً وتستهدف الدولة زيادة إنتاجها إلى 200 مليار متر مكعب سنوياً خلال السنوات الخمس المقبلة، وهو ما يعني ارتفاعاً بـ46% بحسب ما صرح به محمد عرقاب وزير الطاقة الجزائري في مايو من العام الماضي. وحصل تحالف "توتال إنرجي" الفرنسية و"قطر للطاقة" على ترخيص بمنطقة "أهرا"، وتحالف "إيني" الإيطالية والشركة الحكومية التايلاندية "بي تي تي إي بي" (PTTEP) بمنطقة "رقان II". بينما فازت شركة "ZPEC" الصينية بمنطقة "زرافة II"، بينما آلت منطقة "توال II" لتحالف يضم شركتي "زنكاز" (ZANGAS) النمساوية و"فيلادا" (FILADA) السويسرية، فيما فازت شركة "سينوبيك" (SINOPEC) بترخيص منطقة "قيرن القصة II".

تمتلك الدولة العضو في "أوبك" احتياطيات كبيرة من النفط والغاز التقليديين، حيث تقدر احتياطيات النفط بـ15.4 مليار برميل، و141 تريليون قدم مكعب من الغاز. بالإضافة إلى ذلك، هناك 247 اكتشافاً بحاجة للتطوير، بحسب بيانات للوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات.[31]

وقال مراد بلجهم، رئيس الوكالة الجزائرية لتثمين موارد المحروقات، إن المناقصة أسفرت عن دخول 3 شركات جديدة لقطاع المحروقات في البلاد من الصين وقطر والنمسا. تُمثل المحروقات، وهي القطاع الرئيسي في الاقتصاد الجزائري، حصة تناهز 18.9% من الناتج المحلي الإجمالي، بحسب أرقام رسمية حكومية وردت ضمن موازنة العام الحالي، كما تمثل المحروقات حوالي 85% من إجمالي صادرات البلاد. وأضاف بلجهم أن عمليات التطوير ستستغرق ما بين 5 إلى 10 سنوات، وذلك بشراكة مع الشركة الجزائرية للمحروقات "سوناطراك". تُعد مناقصة الجزائر لعام 2024 (Algeria Bid Round) خطوة أولى ضمن سلسلة مناقصات دولية تعتزم البلاد طرحها على مدى 5 سنوات وذلك بعد عشر سنوات من آخر مناقصة أطلقتها. وتستهدف البلاد من خلال المناقصات الدولية الجديدة جذب استثمارات جديدة في قطاع المحروقات بهدف الحفاظ على مستويات مقبولة من عائدات المحروقات مستقبلاً.

الكهرباء

الاستهلاك النهائي للكهرباء حسب القطاع، 2021[32]

  الصناعة (33.98%)
  النقل (2.88%)
  الاستهلاك التجاري والخدمات العامة (6.01%)
  غير محدد (14.02%)

تعتمد الجزائر بشكل أساسي على الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة، حيث تُستمد ما يقرب من 97% من قدرتها الكهربائية من هذه المصادر. وقد شهدت البلاد نمواً ملحوظاً في قدرتها على توليد الكهرباء، حيث تضاعفت تقريباً بين عامي 2011 و2020، ويعود ذلك أساساً إلى إضافة محطات توربينية غازية أكثر كفاءة تعمل بالغاز الطبيعي والدورة المركبة. ومع ذلك، تهدف الجزائر أيضاً إلى زيادة قدرتها من الطاقة المتجددة إلى 15 گيگاواط بحلول عام 2035، بدءًا من طرح مناقصة لتركيب 1 گيگاواط من الطاقة الكهروضوئية مقسمة على 11 مشروعاً. وتُعد هذه الخطوة جزءاً من استراتيجية الحكومة لتنويع مصادر الطاقة وجذب الاستثمارات الأجنبية في مشاريع الطاقة المتجددة.[33] كان الغاز الطبيعي المصدر الرئيسي لتوليد الكهرباء، حيث مثّل 99% من إجمالي إنتاج الكهرباء الذي بلغ 85,390 گيگاواط/ساعة. وينعكس هذا الاعتماد الكبير على الغاز الطبيعي في نمو إنتاج الكهرباء، الذي شهد زيادة بنسبة 236% بين عامي 2000 و2021.


توليد الكهرباء 2011–2021 (ت.و./س)[23](p. 50)
2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017 2018 2019 2020 2021
53.1 57.4 59.9 64.2 68.8 71.0 76.0 76.7 81.5 79.2 84.3

على الرغم من هذا الاعتماد الكبير على الوقود الأحفوري، لا تزال تجارة الكهرباء في الجزائر محدودة، حيث لم تشكل صادرات الكهرباء الصافية سوى 1.3% من إجمالي الإنتاج عام 2021، على الرغم من أن هذه الصادرات قد زادت بنسبة 379% منذ عام 2000. يُعد قطاع الكهرباء مساهماً رئيسياً في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، حيث يمثل 30% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة في البلاد. على أساس نصيب الفرد، بلغ استهلاك الكهرباء في الجزائر 1.704 م.و./س عام 2021، مما يُظهر زيادة بنسبة 147% عن عام 2000، مما يعكس النمو الاقتصادي والسكاني المستمر. بالإضافة إلى ذلك، كان القطاع السكني أكبر مستهلك للكهرباء، حيث استحوذ على 39% من الاستهلاك النهائي للكهرباء، يليه القطاع الصناعي بنسبة 34%.[34]

الربط الكهربائي

نجحت الجزائر والمغرب بداية اكتوبر 2009 في ربط شبكتيهما الكهربائيتين بقوة 400 كيلو فولط، ما يسمح للبلدين بتبادل الفائض من الكهرباء على الشبكتين، كما تمكن العملية الجزائر من تصدير حوالي 1000 ميغاواط نحو الشبكة الاسبانية وخاصة خلال ساعات النهار التي يكثر فيها الطلب على الطاقة في الأسواق الأوروبية.[35]

على العكس من الجزائر التي يبلغ فيها الطلب على الكهرباء ذروته في الفترة بين السابعة والحادية عشرة ليلا فقط، ثم يعود إلى طبيعته خلال بقية أوقات اليوم مما يسمح لها بتصدير كميات معتبرة نحو الأسواق التي يكثر فيها الطلب على الطاقة في حوض المتوسط. وتتوقع وزارة الطاقة والمناجم أن يرتفع إجمالي إنتاج الكهرباء بالجزائر من حوالي 9500 ميغاوات في نهاية سنة 2009 إلى 12771 ميغاوات في آفاق سنة 2012.

وأعلنت المديرية العامة للشركة الوطنية للكهرباء والغاز (سونلغاز)، إن الربط التقليدي بين الجزائر والمملكة المغربية بقوة 200 كيلوفولط الذي شرع في العمل به سنة 1979 أي قبل 30 سنة، لم يكن يوفر الحماية الكافية للشبكتين فضلا عن محدودية الكميات التي كانت تعبر الشبكة في الاتجاهين لسد الحاجات المستعجلة في الاتجاهين أو بشأن الكميات الفائضة التي يمكن تصديرها نحو الأسواق الأوروبية عبر الشبكة الاسبانية. وقالت سونلغاز إن النجاح الذي حققته بالتعاون مع "الديوان المغربي للكهرباء" في هذه العملية بداية شهر أكتوبر الجاري سيوفر للشبكة الكهربائية المغاربية (الجزائر والمغرب وتونس) حماية قياسية، كما يسمح بتفعيل سوق مغاربية حقيقية للكهرباء بعد ما أنهت بلدان المغرب العربي الأربعة من ربط شبكاتها الكهربائية بقوة 400 كيلوفولط، كما أصبح ممكنا ربط هذه الشبكة الممتدة من ليبيا إلى المغرب بالشبكة الأوروبية عبر الشبكة الإسبانية بقوة 400 كيلوفولط، مما يسمح بميلاد سوق أوروـ مغاربية للكهرباء بعد الانتهاء من ربط الدائرة المتوسطية من خلال ربط شبكات الكهرباء لجميع البلدان المتوسطية. واستطاعت اللجنة المغاربية للكهرباء تحديد الجوانب الفنية التنظيمية والتجارية التي تضبط قواعد تسيير الشبكة المغاربية للكهرباء واللجوء المتبادل للاستخدام الطارئ للكهرباء في الاتجاهين عند الحاجة، وكذا شروط وقواعد تصدير الكهرباء من الشبكة الجزائرية نحو الشبكة الاسبانية عبر الشبكة المغربية، وهو ما يسمح بالشروع في تنفيذ بنود الاتفاق الموقع في العاصمة الجزائر في 3 جويلية 2008 بمناسبة انعقاد الدورة الثامنة لمجلس وزراء الطاقة لبلدان المغرب العربي.

ونجحت الجزائر بين جويلية 2005 ويوليو 2008 من ربط الحدود التونسية بالحدود المغربية بقوة 400 كيلوفولط، بطول 1200 كيلومتر يسمح بنقل كميات كبيرة جدا من الكهرباء بفضل خطوط التوتر العالي جدا التي تربط الشبكة الوطنية بنظيراتها في البلدان المغاربية وهو ما يوفر للشبكة الجزائرية والشبكتين التونسية والمغربية حماية قصوى.

الطاقة المتجددة

تُركز الجزائر على زيادة إنتاجها من الطاقة المتجددة إلى 27% بحلول عام 2035، وذلك بالأساس من خلال الطاقة الشمسية، مستفيدةً من إشعاعها الشمسي العالي وسرعات رياحها القوية. وفي إطار جهودها للحفاظ على احتياطياتها من النفط والغاز ومواردها الهيدروكربونية للتصدير، أقامت الحكومة شراكات مع دول مثل الصين، ألمانيا، والولايات المتحدة، تُركز على تعزيز قدراتها في مجالات الهندسة وتخزين الطاقة وتكنولوجيا الطاقة الشمسية. وتشمل المشاريع الرئيسية مبادرة للطاقة الشمسية بقدرة جيجاواط واحد، واستخدام سوناطراك للطاقة الشمسية في عملياتها عن بُعد. ويشهد هذا القطاع، الذي تُديره في الغالب كيانات مملوكة للدولة مثل سوناطراك وسونلگاز والشركة الجزائرية للطاقة، مشاركةً كبيرةً من الشركات الدولية، مما يُعزز البنية التحتية المحلية للطاقة المتجددة من خلال الاستثمارات والاتفاقيات الحكومية التعاونية.[36]

إجمالي قدرة الطاقة المتجددة 2014–2024 (م.و.)[37](p. 2)[38](p. 2)
2014 2015 2016 2017 2018 2019 2020 2021 2022 2023 2024
266 300 500 593 605 605 585 506 590 601 601

اعتبارًا من عام 2020، لم تُمثل مصادر الطاقة المتجددة الحديثة سوى 0.14% من الاستهلاك النهائي للطاقة في الجزائر، على الرغم من الزيادة الكبيرة في استخدامها بنسبة 52% بين عامي 2000 و2020. يُبرز هذا النمو جهود الجزائر للتحول نحو مصادر طاقة أنظف للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد. تُستخدم مصادر الطاقة المتجددة الحديثة في الجزائر بشكل أساسي لتوليد الكهرباء، ولها تطبيقات محتملة في التدفئة والوقود الحيوي المتجدد للنقل. ومع ذلك، لا تزال البلاد تواجه تحديات في التخلص التدريجي من استخدامات الكتلة الحيوية التقليدية، والتي تؤثر سلباً على الصحة والبيئة.[39]

أدت الإصلاحات الجوهرية في قوانين المحروقات والاستثمار منذ عام 2020 إلى تحسين بيئة الاستثمار في الجزائر، مما مكّنها من جذب صفقات مع شركات طاقة عالمية مثل إكوِي‌نور وإيني واوكسيدنتال للنفط. وتعكس هذه الإصلاحات، المصممة لتعزيز الاستثمار المحلي والأجنبي، استراتيجية الجزائر الأوسع نطاقاً لتنويع محفظة الطاقة والحفاظ على نموها الاقتصادي من خلال الاستفادة من مواردها من الطاقة بكفاءة ومسؤولية أكبر.[8]


الطاقة الشمسية

تتمتع الجزائر بأعلى الإمكانات التقنية والاقتصادية لاستغلال الطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع إمكانية تبلغ حوالي 170 ت.و./س سنوياً.[40]

تم البدء في أول مشروع للطاقة الحرارية الشمسية على نطاق صناعي من خلال افتتاح محطة حاسي مسعود للطاق عام 2011. تجمع محطة الطاقة الهجينة الجديدة هذه بين مجموعة من الطاقة الشمسية المركزة بقدرة 25 م.و. بالاشتراك مع محطة توربينات غازية ذات دورة مركبة بقدرة 130 م.و.

بالإضافة إلى ذلك، أطلقت الجزائر عام 2011 برنامجاً وطنياً لتطوير الطاقة المتجددة القائمة على الطاقة الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة وطاقة الرياح، وتعزيز كفاءة الطاقة. يتضمن البرنامج تركيب ما يصل إلى 12 گ.و. من قدرة توليد الطاقة من مصادر متجددة لتلبية الطلب المحلي على الكهرباء بحلول عام 2030.[41]

قدرة الطاقة الشمسية 2014–2024 (م.و.)[37](p. 21)[38](p. 21)
2014 2015 2016 2017 2018 2019 2020 2021 2022 2023 2024
28 62 262 355 367 367 367 367 451 462 462

عام 2023، أطلقت الجزائر مناقصة لبناء 15 محطة للطاقة الشمسية في جميع أنحاء البلاد، كل منها بقدرة توليد تتراوح بين 80 و220 م.و، وبسعة إجمالية تبلغ 2000 م.و. لكامل المشروع، على أن يبدأ البناء عام 2024.[42][43]

أكبر محطات الطاقة الكهروضوئية في الجزائر[44]
المحطة القدرة
م.و. p
ملاحظات
أدرار الشرقية 90 اكتملت عام 2016، بنتها صينوهيدرو كورپ (الصين للطاقة)، يين‌گلي للطاقة الخضراء القابضة، وهيدروتشاينا، تملكها سونلگاز[44]
أدرار الوسطى 90 اكتملت عام 2016، بنتها صينوهيدرو كورپ (الصين للطاقة)، يين‌گلي للطاقة الخضراء القابضة، وهيدروتشاينا، تملكها سونلگاز[44]

انبعاثات غاز الدفيئة

عام 2021، ساهمت الجزائر بنسبة 0.4% من الانبعاثات العالمية لثاني أكسيد الكربون من الوقود القابل للاحتراق، وذلك استناداً إلى بيانات ركزت حصرياً على انبعاثات احتراق الوقود في قطاع الطاقة. وبلغ إجمالي الانبعاثات حوالي 143.249 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يمثل زيادة ملحوظة بنسبة 133% مقارنة بالأرقام السابقة. وكان المصدر الرئيسي لهذه الانبعاثات هو احتراق الغاز الطبيعي، الذي شكّل 62% من إجمالي انبعاثات الجزائر من ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن احتراق الوقود.[45]

انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الطاقة 2011-2021 (MtCO2)[23](p. 12)
2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017 2018 2019 2020 2021
100.6 108.9 115.4 123.6 129.0 127.7 130.7 137.7 142.5 133.3 139.7

يُظهر تحليل الانبعاثات حسب القطاع أن إنتاج الكهرباء والتدفئة، إلى جانب قطاع النقل، كانا المصدرين الرئيسيين لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة في الجزائر، حيث ساهم كل منهما بنسبة 30% من الإجمالي. تُبرز هذه الأرقام الاعتماد الكبير على الوقود النفطي في كل من قطاعي توليد الطاقة والنقل، على الرغم من تزايد استخدام المركبات الكهربائية. في الوقت نفسه، يُساهم القطاع الصناعي، الذي يشمل حرق الوقود الأحفوري في عمليات مثل إنتاج الورق أو الفولاذ، بشكل ملحوظ في الانبعاثات، ولكن بدرجة أقل. والجدير بالذكر أن الانبعاثات من عمليات صناعية محددة، مثل إنتاج الأسمنت، غير مُدرجة في هذه الأرقام، على الرغم من أهميتها المحتملة.[45]

الطاقة النووية

لضمان تنويع مصادر الطاقة في الجزائر استعداداً لمرحلة ما بعد النفط، تعتبر الطاقة النووية المصدر الوحيد للطاقة الذي يمكن أن يحل محل النفط والغاز، حيث أن المواد الخام متوفرة بكثرة في البلاد ولا تحتاج إلا إلى استغلالها.[46]

منذ عام 1995، تُشغّل الجزائر مفاعلات بحثية في درارية وعين وسارة. وقّعت الجزائرة اتفاقيات تعاون نووي مع روسيا في يناير 2007، ومع الولايات المتحدة في يونيو 2007، ومع الصين في مارس 2008.[47][48] كما ناقشت الجزائر التعاون النووي مع فرنسا.

استثمرت الجزائر لسنوات عديدة في التكنولوجيا النووية. ولديها مفاعلان نوويان: مفاعل درارية النووي على مرتفعات الجزائر العاصمة، بقدرة 3 ميگاواط، بناه الأرجنتينيون عام 1984، ومفاعل عين وسارة، الواقع على بُعد 250 كم جنوب الجزائر العاصمة، بناه الصينيون بقدرة 15 ميگاواط. يخضع هذان المفاعلان لتفتيش دوري من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والجزائر عضو فيها.[49]

تشريعات

قانون المحروقات الجديد 2019

كشفت دعوة سوناطراك، في مطلع أكتوبر 2019، للسلطات العمومية (حكومة بن صالح المؤقتة) التعجيل في اعتماد قانون جديد للمحروقات، مدى الحاجة الملحة لنص تشريعي جديد لأهم قطاع اقتصادي في البلاد، في ظل محدودية النص القديم الذي اعتمده نظام الرئيس المخلوع وأثبت محدوديته، بدليل أنه طبق في 2006 لكن إنتاج البلاد من المحروقات بدأ مرحلة تراجع لم تتوقف بعد اعتبارا من العام 2007.[50]

وحملت وثيقة لسوناطراك نشرت قبل أيام دعوة مستعجلة للسلطات للإسراع في اعتماد قانون جديد للمحروقات لجلب وتحفيز الشراكة الأجنبية وتفادي تراجع الإنتاج، والتخلي عن القانون الحالي الذي لا يحفز على النهوض بالقطاع.

وبالنظر إلى كمية الإنتاج الوطني من المحروقات من حيث الكمية (طن مكافئ نفط) فقد عرفت تراجعا منذ 2007، واستمر التقلص إلى غاية 2019، والمفارقة أن تراجع الإنتاج بدأ بعد عام فقط من بداية تطبيق قانون المحروقات الساري المفعول (قانون حقبة بوتفليقة).

ووفق مشروع القانون الجديد للمحروقات الذي تحوز “الشروق” نسخة منه، فإن المسودة ركزت على محاور أساسية تتعلق خصوصا بالإعفاءات الضريبية والجمركية لعديد الأنشطة وتدابير نقل حصص الشركات الأجنبية في حال تم الاستحواذ عليها من طرف شركات أخرى، إضافة لما تعلق بنشاط المناولة والتوظيف وتقاسم الإنتاج والمخاطر.

وقدمت الوثيقة تحفيزات في المجال الضريبي والجبائي، حيث أعفي نشاط المنبع (البحث والاستكشاف والتنقيب) من الرسم على القيم المضافة ((TVA، على علاقة باستيراد السلع والخدمات المرتبطة مباشرة بهذا النشاط.

كما أعفي هذا النشاط من الرسم على النشاط المهني (TAP)، إضافة لإعفاءات من الرسوم والضرائب والحقوق الجمركية على واردات السلع والتجهيزات، والمواد والمنتجات المستخدمة في أنشطة استكشاف و/أو استغلال حقول المحروقات، كما ألغت الوثيقة الرسوم على التوطين البنكي المتعلقة باستيراد خدمات موجهة لأنشطة المنبع (الاستكشاف التنقيب والإنتاج).

وتضمن المشروع الجديد إلغاء الضرائب أو الرسوم أو رسوم أخرى غير مشار إليها في هذا العنوان (نشاط المنبع)، تم إنشاؤها لصالح الدولة والجماعات المحلية وأي شخص معنوي في القانون العام.

كما أعفي نشاط نقل المحروقات بالأنابيب (نفط وغاز) من الرسم على القيمة المضافة على علاقة بسلع وخدمات مرتبطة بهذه الأنشطة، وكذلك تم إعفاؤها من الحقوق والرسوم والإتاوات الجمركية في حال استيراد مواد ومنتجات موجهة لتلك الأنشطة.

وتطرق النص الجديد لما يعرف بحق الشفعة الذي تمارسه الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك، لمنع تحويل حصص شركات أجنبية في حقول نفطية وغازية إلى شركات أخرى، حيث إنه يمنح حق الشفعة لسوناطراك التي يمكن لها ممارستها خلال فترة لا تتجاوز 60 يوما من تاريخ إخطارها من طرف وكالة تثمين موارد المحروقات “ALNAFT” بطلب تحويل الأصول.

وتضمن المشروع الإبقاء على قاعدة 51/49 الخاصة بالشراكة مع الأجانب في المشاريع النقطية والغازية، وهو نفس النهج الذي سار عليه قانون المالية 2019، الذي رفع هذه القاعدة لكنه أبقاها في القطاعات الاستراتيجية والمحروقات أحدها، مع إمكانية منح صفقات بالتراضي البسيط (gré à gré).

ومددت آجال تراخيص البحث والاستكشاف من 2 إلى 7 سنوات يمكن تمديدها لسنتين إضافيتين، وستكون المدة القصوى لاستغلال حقول نفطية وغازية 32 سنة.

ومدد قانون المحروقات الجديد آجال تراخيص الاستكشاف الغازي والنفطي من سنتيم (02) في القانون الحالي إلى 7 سنوات قابلة للتمديد لسنتين إضافيتين، بسبب عمليات محتملة لتطوير حقول الغاز الصخري، في حين أن المدة الأقصى لاستغلال الحقول بما فيها مرحلة الاستكشاف ستكون بـ 35 سنة. وحث القانون على حل الخلافات مع الشركاء الأجانب في إطار الخيارات الودية قبل اللجوء على التحكيم الدولي. وبخصوص الوقود فقد ورد في مشروع القانون الذي بحوزتنا تتوجا صريحا للدولة نحو تقليص دعم الوقود بأنواعه إضافة للكهرباء والغاز، وأخذ عدة تكاليف تدخل في نشاط تكرير وإنتاج الوقود والكهرباء والغاز بعين الاعتبار، بما فيها سعر البترول الخام لدى دخوله المصفاة النفطية لتكريره، بما يضمن سعرا تعويضيا عادلا لتسويق هذه المواد، إيذانا بزيادات مرتقبة في أسعار تسويق هذه المنتجات الطاقوية.

ومنح المشروع الأفضلية للشركات الوطنية (المحلية) يما يخص أنشطة المناولة المرتبطة بمشاريع النفط والغاز التي يجري تنفيذها بشراكة بين سوناطراك وأجانب، إضافة لمنح الأولوية للتوظيف للكفاءات الجزائرية فيما يتعلق بحاجياتها لليد العالمة لنشاطات المنبع (التنقيب والبحث والاستكشاف والإنتاج).

انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ "Algeria - Countries & Regions". IEA (in الإنجليزية البريطانية). Retrieved 2024-05-21.
  2. ^ "Algeria Crude Oil Production". TradingEconomics.
  3. ^ "Algeria Natural Gas Production: OPEC: Marketed Production". ceicdata.com.
  4. ^ IEA Key energy statistics 2011 Archived 2011-10-27 at the Wayback Machine Page: Country specific indicator numbers from page 48
  5. ^ أ ب "International - U.S. Energy Information Administration (EIA)". www.eia.gov. Retrieved 2024-05-20.
  6. ^ الموسوعة المعرفية الشاملة
  7. ^ "Algeria - Countries & Regions". IEA (in الإنجليزية البريطانية). Retrieved 2024-05-20.
  8. ^ أ ب ت "Algeria nears Chevron, ExxonMobil deals as country aims to boost oil and gas production, exploration". worldoil.com (in الإنجليزية). 2024-05-30. Retrieved 2024-06-02.
  9. ^ "Algeria Confident of Hitting Oil Capacity Target". Energy Intelligence (in الإنجليزية). 2024-05-17. Retrieved 2024-05-25.
  10. ^ IEA Key World Energy Statistics Statistics 2015 Archived 2016-03-04 at the Wayback Machine, 2014 (2012R as in November 2015 Archived 2015-04-05 at the Wayback Machine + 2012 as in March 2014 is comparable to previous years statistical calculation criteria, 2013 Archived 2014-09-02 at the Wayback Machine, 2012 Archived 2013-03-09 at the Wayback Machine, 2011 Archived 2011-10-27 at the Wayback Machine, 2010 Archived 2010-10-11 at the Wayback Machine, 2009 Archived 2013-10-07 at the Wayback Machine, 2006 Archived 2009-10-12 at the Wayback Machine IEA October, crude oil p.11, coal p. 13 gas p. 15
  11. ^ "International - U.S. Energy Information Administration (EIA)". www.eia.gov. Retrieved 2024-05-20.
  12. ^ "Algeria Natural Gas Production". ycharts.com. Retrieved 2019-03-15.
  13. ^ أ ب "IEA Key energy statistics 2010" (PDF). Archived from the original (PDF) on 2010-10-11. Retrieved 2011-05-18.
  14. ^ "المغرب يلجأ إلى "اتفاق الغاز" لابتزاز الجزائر". جزايرس. 2014-12-21. Retrieved 2015-02-12.
  15. ^ "Algeria - Countries & Regions". IEA (in الإنجليزية البريطانية). Retrieved 2024-05-20.
  16. ^ أ ب "International - U.S. Energy Information Administration (EIA)". www.eia.gov. Retrieved 2024-05-21.
  17. ^ "الجزائر تقرر تأجيل البت في مشروع للغاز يربطها بإيطاليا". إش صار. 2014-01-30. Retrieved 2015-02-12.
  18. ^ "الجزائر تجري صفقة مع إكسون ومشروع تجاري مشترك خلال 2019". تي إس تي عربي. 2019-01-14. Retrieved 2019-01-14.
  19. ^ "Spanish pipeline imports from Algeria drop sharply". interfaxenergy.com. 2019-03-05. Retrieved 2019-03-08.
  20. ^ "تراجع "مخيف" لصادرات الغاز الجزائري إلى أوروبا والسبب روسيا". بي بي سي. 2019-11-26. Retrieved 2019-11-26.
  21. ^ "Algeria's Shale Gas Potential Draws US Majors". Energy Intelligence (in الإنجليزية). 2024-06-13. Retrieved 2024-06-17.
  22. ^ "Algeria: potential and recoverable shale gas 2020". Statista (in الإنجليزية). Retrieved 2024-06-17.
  23. ^ أ ب ت خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة :122
  24. ^ "الجزائر تحت رحمة عمالقة النفط: السيادة على الموارد الهيدروكربونية تتقلّص". جريدة الأخبار اللبنانية. 2019-07-03. Retrieved 2019-07-05.
  25. ^ أ ب "International - U.S. Energy Information Administration (EIA)". www.eia.gov. Retrieved 2024-05-21.
  26. ^ "Algeria to block Total from buying Anadarko's Algerian assets: minister". رويترز. 2019-05-26. Retrieved 2019-05-28.
  27. ^ "المصدر: النشرة الإحصائية السنوية، اوپك، 2018". اوپك. 2018-12-31. Retrieved 2019-03-15.
  28. ^ "تقرير أمريكي: الجزائر ستستنفد احتياطاتها من النفط والغاز في 2050". ألترا جزائر. 2020-12-06. Retrieved 2020-12-06.
  29. ^ "Algeria - Countries & Regions". IEA (in الإنجليزية البريطانية). Retrieved 2024-05-21.
  30. ^ الجزيرة نت
  31. ^ "شركات عالمية وعربية تفوز برخص لتطوير 5 حقول غاز في الجزائر". asharqbusiness. 2025-06-17. Retrieved 2025-07-02.
  32. ^ "Algeria - Countries & Regions". IEA (in الإنجليزية البريطانية). Retrieved 2024-05-23.
  33. ^ "International - U.S. Energy Information Administration (EIA)". www.eia.gov. Retrieved 2024-05-23.
  34. ^ "Algeria - Countries & Regions". IEA (in الإنجليزية البريطانية). Retrieved 2024-05-23.
  35. ^ عبد الوهاب بوكروح (2009-10-02). "الجزائر تربط شبكتها الكهربائية مع المغرب بقوة 400 كيلوفولط - العملية تسمح بتصدير 1000 ميغاوات نحو السوق الإسبانية". جريدة الشروق الجزائرية. Retrieved 2009-10-07.
  36. ^ "Algeria - Renewable Energy". www.trade.gov (in الإنجليزية). 2023-01-31. Retrieved 2024-05-22.
  37. ^ أ ب IRENA, International Renewable Energy Agency (2024). "RENEWABLE CAPACITY STATISTICS 2024" (PDF). www.irena.org. Retrieved 22 May 2024.
  38. ^ أ ب IRENA, International Renewable Energy Agency (2025). "RENEWABLE CAPACITY STATISTICS 2024" (PDF). www.irena.org. Retrieved 29 March 2025.
  39. ^ "Algeria - Countries & Regions". IEA (in الإنجليزية البريطانية). Retrieved 2024-05-22.
  40. ^ Zhao, Liang; Wang, Wei; Zhu, Lingzhi; Liu, Yang; Dubios, Andreas (2018). "Economic analysis of solar energy development in North Africa". Global Energy Interconnection. 1 (1): 53–62. doi:10.14171/j.2096-5117.gei.2018.01.007. ISSN 2096-5117.
  41. ^ "Dii - Turning Desert Power into reality: Étude Algérie". Archived from the original on 2014-11-30. Retrieved 2014-11-28.
  42. ^ Nadim Kawach (2023-09-28). "Algeria opens 73 bids for 15 solar power projects". zawya.com. Retrieved 2023-11-24.
  43. ^ "Projet 2000 MW : la phase de construction débutera durant le 1er trimestre 2024" [2000 MW project: construction phase to begin in Q1 2024]. algerie-eco.com (in الفرنسية). 2023-11-23. Retrieved 2023-11-24.
  44. ^ أ ب ت Making Solar Bankable
  45. ^ أ ب "Algeria - Countries & Regions". IEA (in الإنجليزية البريطانية). Retrieved 2024-05-28.
  46. ^ Le nucléaire algérien et le bavardage de Chakib Khelil (1re partie), Par Y. Merabet, Journal Le Matin, le 4 août 2009
  47. ^ "Emerging Nuclear Energy Countries". World Nuclear Association. April 2009. Archived from the original on 2019-10-29. Retrieved 2009-04-22.
  48. ^ "Middle Eastern nations do nuclear diplomacy". World Nuclear News. 2008-03-25. Retrieved 2008-05-18.
  49. ^ Algérie • Une centrale nucléaire tous les cinq ans à partir de 2020, D’après l’AP, Maghreb Info, le 25 février 2009
  50. ^ حسان حويشة (2019-10-03). "هذه أهم محاور مشروع قانون المحروقات الجديد". صحيفة الشروق الجزائرية.