الفلسفة الصينية

الفلسفة الصينية
Yin-yang-and-bagua-near-nanning.jpg
رمز يين ويانگ ورموز باگوا paved in a clearing خارج مدينة نانينگ، منطقة گوانگ‌شي، الصين.
الصينية التقليدية中國哲學
الحروف المبسطة中国哲学
النقحرة
المندرينية الفصحى
هان‌يو پن‌ينZhōngguó zhéxué

غالبية 'الفلسفة الصينية التقليدية تنشأ في الربيع والخريف، وفترات الدويلات المتحاربة وكانت تعرف في تلك الفترة "بالمدارس المائة للفكر[1] والتي كانت تتميز بالتطور الفكري والثقافي الملحوظ.[1] بالرغم من أن معظم الفلسفة الصينية قد بدأت في فترة الدويلات المتحاربة، إلا أن عناصر الفلسفة الصينية قد تواجدت قبل ذلك بآلاف السنين؛ بعضها كان موجود في يي جينگ (كتاب التغييرات)، خلاصة العرافة القديمة، والتي ترجع إلى عام 672 ق.م. على الأقل.[2] شهدت فترة الدويلات المتحاربة نشأة أعظم الفلسفات الصينية، الكونفوشيوسية، الموهية، التقنين، والطاوية، إلى جانب الفلسفات التي أحيطت فيما بعد بالغموض، مثل الزراعية، الطبيعية الصينية، والعقلانيون.


الفلسفة القديمة

التاريخ

لم يلعب الدين دوراً كلي الأهمية في حياة الشعب الصيني، ذلك بأن الفلسفة، وبخاصة فلسفة الأخلاق الكونفوشيوسية، ووردت الحضارة الصينية بالأسس الروحية والأخلاقية التي تعتبر هبة الأديان لبني الإنسان، ومن هنا كانت الفلسفة في الحضارة الصينية صِنْواً للدين ـ في الحضارات الأخرى ـ أو قُلْ بديلاً عنه، وتاريخ الفلسفة الصينية يُقسم عادة إلى مراحل خمس: المرحلة العتيقة المبكرة (من أقدم العصور إلى حوالى عام 200 ق.م.)، والمرحلة العتيقة المتأخرة من حوالى (عام 200 ق.م. إلى حوالى عام 400م)، والمرحلة الوسطية (من حوالى عام 400 إلى حوالى عام 1000 م)، والمرحلة الحديثة المبكرة (من حوالى عام 1000 إلى حوالى عام 1800م)، والمرحلة المعاصرة (من عام 1800 إلى اليوم)، وليس من شك في أن أبرز فلاسفة الصين في المرحلة العتيقة المبكرة، بل في تاريخ الفلسفة الصينية كلها، كونفوشيوس الذي نادى بالمحبة والفضيلة في المقام الأول، والذي تركت تعاليمه وتعاليم تلامذته الكُثُر أثرها العميق في مختلف الفلسفات التي عرفتها الصين من أقدم عهود تاريخها إلى ما قبل عهد الثورة الشيوعية، وهو العهد الذي اتسم بالتوجه نحو الفكر الماركسي، وإذا كان لنا أن نجمل بكلمات قليلة سمات الفلسفة الصينية لقلنا، مع الموسوعة البريطانية، إن الهموم الأخلاقية والسياسية حَجَبت ـ في هذه الفلسفة ـ المسائل الماروائية أو الميتافيزيقية، وإن الطابع الإنساني، بمعنى التركيز على الإنسان والمجتمع، قد غلب على الفكر الصيني عبر تاريخه الطويل كله.[3]

الاعتقادات المبكرة

المدارس المائة للفكر

مدارس الفكر

الكونفوشيوسية

كونغ فوزي (لاتيني: كونفوشيوس)

الكونفوشيوسية هي مدرسة فلسفية تطورت من تعاليم كونفوشيوس التي جُمعت ودُوّنت على يد تلاميذه بعد وفاته في المقولات، ثم في فترة الممالك المتحاربة على يد منسيوس في كتاب منسيوس، وشونزي في كتاب شونزي. وهي نظام من الفكر الأخلاقي، الاجتماعي، السياسي، والديني، كان له تأثير بالغ في تاريخ الصين وفكرها وثقافتها حتى القرن العشرين. وقد اعتبر بعض الغربيين أنها كانت "دين الدولة" في الصين الإمبراطورية بسبب تأثيرها المستمر في الثقافة الآسيوية. كما انتشر تأثيرها إلى كوريا واليابان وڤيتنام وغيرها من البلدان الآسيوية.[بحاجة لمصدر]

بلغت الكونفوشيوسية ذروة تأثيرها خلال أسرة تانغ وأسرة سونغ تحت مسمى مُعاد صياغته هو الكونفوشيوسية الجديدة. وقد وسّع كونفوشيوس الأفكار الدينية والثقافية الصينية القائمة ليعكس فترة الفوضى السياسية أثناء فترة الممالك المتحاربة. وبما أنّ كونفوشيوس أدمج الثقافة الصينية بعمق في فلسفته، فقد استطاعت أن تلقى صدى لدى الشعب الصيني. ومع ذلك، فإن العلاقة بين الكونفوشيوسية والمجتمع الصيني المعاصر تتغير باستمرار، لتعكس المشهد الثقافي والسياسي والاجتماعي المتحوّل في الصين الحديثة.[4]

تشمل المفاهيم الكونفوشيوسية الأساسية بر الوالدين، الولاء (; zhōngلي (الطقوس)، رن (الإنسانية أو النزعة الإنسانية)، تصحيح الأسماء (أي ضمان أن يكون كل شيء مطابقًا لما يقتضيه اسمه).[5] وقد علّم كونفوشيوس نسختين إيجابية وسلبية من القاعدة الذهبية. كما يُمثل يين ويانغ قوتين متضادتين في صراع دائم، يقودان إلى التناقض المستمر والتغير. وفكرة كونفوشيوس «التخلي عن الطرفين، والأخذ بالوسط» هي مكافئ صيني لفكرة «الطرح، النقيض، والتركيب» التي غالبًا ما تُنسب إلى هيجل، وهي طريقة للتوفيق بين الأضداد، والوصول إلى وسط يجمع أفضل ما فيهما.[بحاجة لمصدر]

وقد شدّد كونفوشيوس بشكل كبير على فكرة المجتمعات المصغرة في المجتمع (مثل الأسرة والمجتمع المحلي) باعتبار أن نجاحها يشكّل الأساس لنجاح الدولة أو الأمة. كما آمن باستخدام التعليم لتعزيز معرفة الناس بالأخلاق، والسلوك الاجتماعي، والاحترام المتبادل بين البشر. ومن خلال الجمع بين التعليم والأسرة الناجحة وتعاليمه الأخلاقية، اعتقد كونفوشيوس أنّه قادر على قيادة مجتمع صيني راسخ ومنظم.[بحاجة لمصدر]

الطاوية

تمثال خزفي مزجج لإله طاوي من سلالة مينغ، القرن السادس عشر
باغوا: تايجي تو الحديثة مع الرموز الثمانية من آي تشينغ

نشأت الطاوية كفلسفة ثم تطورت لاحقًا إلى دين مستندة إلى نصوص مثل تاو تي تشينغ (المنسوب إلى لاو تسي) وتشوانغ تسي (المنسوب جزئيًا إلى تشوانغ تشو). وكلمة تاو (؛ وتُنقل أيضًا إلى داو) تعني حرفيًا "الطريق" أو "السبيل". غير أنّها في الطاوية تشير غالبًا إلى قوة ما-ورائية تشمل الكون كله ولكن لا يمكن وصفها أو الإحساس بها.

لقد تناولت جميع المدارس الفلسفية الصينية الكبرى مسألة "الطريق الصحيح" لعيش حياة أخلاقية، غير أنّ الطاوية أعطت المفهوم أكثر المعاني تجريدًا، مما جعل المدرسة تُسمى على اسمه. وهي تدعو إلى مبدأ وو وي (اللافعل)، وقوة اللين، والعفوية، والنسبية. وعلى الرغم من أنها كانت تُعتبر منافسًا للكونفوشيوسية (مدرسة الأخلاق العملية)، فإن هذا التنافس خُفف بإضفاء منظور آخر يتمثل في المثل القائل: "مارس الكونفوشيوسية في العلن، والطاوية في الباطن".

تركز الطاوية في جوهرها على فكرة أن محاولات الإنسان لتحسين العالم تجعل العالم في الواقع أسوأ. لذلك من الأفضل السعي لتحقيق الانسجام عبر تقليل التدخلات الضارة المحتملة في الطبيعة أو في شؤون البشر.[6]

التقنين

الطبيعيون

إنَّ مدرسة الطبيعيين أو مدرسة الين واليانغ (الصينية: 陰陽家; پن‌ين: Yīnyángjiā; Wade–Giles: Yin-yang-chia; lit. 'School of Yin-Yang') هي فلسفة تعود إلى حقبة الممالك المتحاربة قامت بدمج مفهومي ين ويانغ ووو شينغ. ويُعتبر زو يان مؤسس هذه المدرسة.[7]

سعت نظريته إلى تفسير الكون استنادًا إلى القوى الأساسية في الطبيعة: القوى المتكاملة لليِن (الظلام، البرودة، الأنثى، السلبية) واليَانغ (النور، الحرارة، الذكر، الإيجابية)، وإلى عناصر أو مراحل الخمسة: ماء، نار، خشب، معدن، وأرض.

في بداياتها، ارتبطت هذه النظرية بشكل وثيق بدولتي يان وتشي. وفي الفترات اللاحقة، اكتسبت هذه النظريات المعرفية أهمية في الفلسفة والمعتقد الشعبي معًا. وقد استُوعبت هذه المدرسة في الأبعاد الكيميائية والسحرية للطاوية، كما اندمجت في الإطار الطبي الصيني. وتُعد أقدم التسجيلات الباقية لها تلك الموجودة في نصوص ماوانغدوي وهوانغدي نيجينغ.

الموهية

إنَّ الموهية (أو المويزم)، التي أسسها موتسي، تدعو إلى المحبة الشاملة بهدف تحقيق المنفعة المتبادلة. إذ يجب على الجميع أن يحبوا بعضهم البعض بشكل متساوٍ وغير متحيز لتجنب النزاعات والحروب. وقد كان موتسي معارضًا بشدة للطقوس الكونفوشيوسية، مفضلًا التركيز على البراجماتية في البقاء من خلال الزراعة، التحصين، والحُكم.

ترى الموهية أن التقاليد غير ثابتة، وأن البشر بحاجة إلى مرجع خارج هذه التقاليد لتمييز أيّها مقبول. وعلى هذا الأساس يجب أن يشجع الدليل الأخلاقي السلوكيات الاجتماعية التي تعظم المنفعة العامة. واستند موتسي في تحفيز نظريته إلى «إرادة السماء»، غير أن فلسفته كانت أقرب إلى النفعية منها إلى الطابع الديني.

العقلانيون

الزراعيون

كانت الزراعية فلسفة اجتماعية وسياسية زراعية مبكرة تدعو إلى يوتوبية فلاحية قائمة على المساواة.[8] تقوم هذه الفلسفة على فكرة أن المجتمع البشري ينشأ مع تطور الزراعة، وأن المجتمعات قائمة على "الميول الطبيعية للناس نحو الفلاحة".[9]

كان الزراعيون يعتقدون أن الحكومة المثالية، المقتبسة من حكم شينونغ شبه الأسطوري، يقودها ملك فاضل يعمل مع الشعب في حراثة الحقول. ولا يتقاضى الملك الزراعي راتبًا من خزائن الدولة، بل يعيش من الأرباح التي يجنيها من عمله في الحقول، لا من منصبه القيادي.[10]

وعلى عكس الكونفوشيوسيين، لم يؤمن الزراعيون بمبدأ تقسيم العمل، بل رأوا أن السياسات الاقتصادية للدولة يجب أن تُبنى على الاكتفاء الذاتي المتساوي. كما دعموا تثبيت الأسعار، حيث تُباع جميع السلع المتماثلة بالسعر نفسه دون اعتبار للفروق في الجودة أو الطلب.[10]

فلسفة الفترة الامبراطورية المبكرة

التاريخ

أسرات چين وهان

هان الغربية (202 ق.م – 9 م) لوحة جدارية تُصوّر كونفوشيوس (ولاو تسي) من مقبرة في مقاطعة دونغبينغ، شاندونغ – الصين

شهدت أسرة چين، التي اعتمدت القانونية كفلسفة رسمية، قمعًا لمدارس المحبة الشاملة والكونفوشيوسية. وقد بقيت القانونية مؤثرة خلال بدايات سلالة هان تحت أيديولوجيا هوانغ-لاو (الطاووية-الواقعية) إلى أن جعل الإمبراطور وو من هان الكونفوشيوسية العقيدة الرسمية للدولة. ومنذ ذلك الحين أصبحت الكونفوشيوسية والطاوية القوتين الأساسيتين في الفكر الصيني حتى دخول البوذية.

بلغت الكونفوشيوسية ذروتها خلال عهد الهان، وكان أبرز مفكريها دونغ تشونغشو، الذي دمجها مع أفكار مدرسة تشونغشو ونظرية العناصر الخمسة. كما كان من أبرز المروجين لمدرسة "النصوص الجديدة"، التي اعتبرت كونفوشيوس شخصية إلهية وحاكمًا روحيًا للصين، ورأت فيه نبيًا استشرف مسيرة العالم نحو "السلام الكوني".

في المقابل، ظهرت مدرسة "النصوص القديمة"، التي تمسكت باستخدام النصوص الكونفوشيوسية المكتوبة باللغة القديمة، معتبرةً أنها أكثر موثوقية. وقد رفضت هذه المدرسة فكرة تأليه كونفوشيوس، ورأت فيه أعظم حكيم، لكنه إنسان فانٍ لا أكثر.

الأسرات الستة

مدارس الفكر

التعلم الغامض


زن

The Sakyamuni Buddha, by artist Zhang Shengwen, 1173-1176 CE, Song Dynasty.

فلسفة الفترة الامبرطورية الوسطى والمتأخرة

التاريخ

مدارس الفكر

الكونفوشيوسية الجديدة

الفترة الحديثة


الكونفوشيوسية الجديدة


الشاي والفلسفة

الرموز الفلسفية العظيمة

  • كونفوشيوس، ينظر إليه على أنه السيد العظيم لكن يسخر منه الطاويون في بعض الأحيان.
  • Lao Zi, the chief of Taoist school.
    • Zhuangzi, said to be the author of the Zhuangzi.
    • Liezi, said to be the author of the Liezi.
  • Mozi, the founder of Mohist school.
  • Shang Yang, Legalist founder and pivotal Qin reformer
  • Han Fei, one of the most notable theoreticians of Legalism
  • Li Si, major proponent and practitioner of Legalism
  • Huineng, The 6th buddhist patriarch of the Chan (Zen) School in China, he established the concept of "no mind".

مفاهيم الفلسفة الصينية

من أشهر مفاهيم الفلسفة الصينية:

  • داو (طريقة أو عقيدة الشخص)
  • دي (الفضيلة، السلطة)
  • لي (المبدأ)
  • چي (الطاقة الحيوية أو القوة المادية)
  • تاي‌جي (المحور السماوي الأعظم)


انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ أ ب Ebrey, Patricia (2010). The Cambridge Illustrated History of China. Cambridge University Press. p. 42.
  2. ^ page 60, Great Thinkers of the Eastern World, edited Ian McGreal Harper Collins 1995, ISBN 0-06-270085-5
  3. ^ الفلسفة الصينية، الموسوعة المعرفية الشاملة
  4. ^ Lai, Chen (2018-11-21). Confucius and the Modern World (in الإنجليزية) (1 ed.). New York : Routledge, 2019. | Series: Routledge studies in contemporary Chinese philosophy: Routledge. doi:10.4324/9781351268929. ISBN 978-1-351-26892-9.{{cite book}}: CS1 maint: location (link)
  5. ^ Steinkraus, Warren (1980). "Socrates, Confucius, and the Rectification of Names". Philosophy East and West. 30 (2): 261–64. doi:10.2307/1398850. JSTOR 1398850.
  6. ^ A Source Book in Chinese Philosophy. Translated by Wing-tsit Chan. Princeton University Press. 2008. p. 137. ISBN 9781400820030.
  7. ^ "Zou Yan". Encyclopædia Britannica. Archived from the original on 26 April 2015. Retrieved 1 March 2011.
  8. ^ Deutsch, Eliot; Ronald Bontekoei (1999). A companion to world philosophies. Wiley Blackwell. p. 183.
  9. ^ Sellmann, James Daryl (2010). Timing and rulership in Master Lü's Spring and Autumn annals. SUNY Press. p. 76.
  10. ^ أ ب Denecke, Wiebke (2011). The Dynamics of Masters Literature: Early Chinese Thought from Confucius to Han Feizi. Harvard University Press. p. 38.

قراءات إضافية

وصلات خارجية

الكلمات الدالة: