عشيرة الغانم

الغانم، هي عشيرة عربية تنتشر في السعودية، الإمارات، الكويت، عُمان وسوريا. يرجع أصول العشيرة إلى قبيلة بني ياس الطائية.

 التاريخ

تمتد أصول عشيرة الغانم إلى قبيلة بني ياس الطائية المنسوبة إلى ملك الحيرة إياس بن قبيصة الطائي في عهد الامبراطورية الفارسية، والتي انتشرت في منطقة الخليج العربي وخاصة عُمان وأبو ظبي والعين والحمر وغيرها. هاجر الفرع الياسي إلى بلاد الشام في أواخر القرن السابع عشر عندما بدأ الجد الأول لهذه العشيرة هجرته إلى هناك برفقة التاجر الشامي المعروف في زمنه محمد سليم عزيز خان قادماً من بلاد اليمن (حضرموت جامع الوعل)، برفقة بعض الأشخاص وهم سرحان عمرو أحمد حسين فضة من حضرموت، ثم عمل لمدة من الزمن مع التاجر محمد سليم في نقل البضائع إلى البلاد العربية والإسلامية حتى حط به الرحال في حوران. فتزوج هناك من امراة تدعى هدبة بنت عبد لله من قبيلة بني صخر العربية، وأنجب منها ولد اسماه عثمان، وهو جد آل غانم في درعا يمثلهم حالياً السيد جابر إبراهيم الغانم في بلدة صيدا وابنتين هما فاطمة ومريم.

وكان غانم الجد ترك أولاده الثلاثة عند أخوالهم بني صخر في حوران للتجارة، وفي إحدى المرات وصل بتجارته إلى منابع نهر الخابور (منطقة رأس العين) على الحدود السورية التركية وهناك نزل ضياً على شيخ عشيرة الشرابيين التغلبية الأصل الملقب (هامان تيمناً بفرعون وهامان) وكثرت زيارات غانم لتلك المنطقة الواقعة تحت سيطرة الشرابيين وحكم شيخها هامان حتى ربطت الاثنيين صداقة متينة عندها قرر غانم التزوج من ابنة الشيخ هامان جلوجة وأنجب منها ولديه فنوش وجرو، ومن هؤلاء تشكلت عشيرة الغانم المعاصرة على ضفاف الخابور وأشتهر منهم في القديم مجبل الجرو با لكرم حتى تغنى الشعراء بكرمه وكان ملقى لأبناء القبائل العربية في المنطقة من المحتاجين منهم وخاصة في سنوات الجفاف مدحه الشاعر عبود الغابة من قبيلة البكارة الحسينية قائلاً:

الفيضة تشكي الخلا من قلة العربان تشكي هموم القلب لله ولأبو سفان
طلع يوميلهم مسحوب الردان على رز كثير ولحم خرفان

وهي قصيدة طويلة أخترنا مطلعها قيلت في حق مجبل الجرو كبير الغانم آنذاك عندما عم المحل ديرة الخابور وكن من عادته في موسم الربيع أن ينزل منطقة الفيضة حيث تسكن هناك بعض عشائر البكارة وخاصة البوشيخ منهم فيغدق كرمه على نزلاء الفيضة لذلك خاطبه الشاعر البجاري مستفسراً عن سبب الغياب ناقلاً شكوى عربان الفيضة الجوع بعد أن حل المحل في ديارهم مادحاً إياه. وبرز منهم أيضا حميدي ومحشوش الجرو بالشجاعة والتي يشهد بها من عاصروهم فقد نشب بينهم وبين شيوخ عشائر الجبور الزبيدية (جميل المسلط) خلاف حول ملكية بعض الأراضي الزراعية في قرية الميلبية انتهت في المحاكم المختصة لصالح آل جرو حيث لا زالت أملاكهم هناك وفي حادثة أخرى أنه في أحدى المرات أراد شخص من عشيرة الشرابيين (العبيد) يدعى محمد العلي العيسى الانقضاض على مشيخة العشيرة التي كانت للشيخ (سعيد العبيد)وكان ذلك في أوائل القرن التاسع عشر واستولى محمد العلي على المشيخة من سعيد العبيد والتي كانت زوجته من آل فنوش الغانم وتدعى بركة الفنوش وعندما سمع أبناء الجرو مجبل وحميدي ومحشوش بالحادثة قرروا على الفور أعادة مشيخة العشيرة إلى صهرهم سعيد العبيد وأوكلت المهمة إلى حميدي الجرو وكان الكل يعرف عنه الشجاعة ويلقب (أبو كردة) وهي سلاح له رأس حاد قاطع كالسيف وصل حميدي إلى مضاف الشيخ الجديد محمد العلي فرحب به الشيخ والحضور ولكنه رفض الجلوس وطالب بإعادة الشيخة إلى سعيد العبيد ولم يلقى مطلبه بالقبول أضطر حينها لاستعمال القوة فسل كردته على الفور وضرب بها محمد العلي حتى لامست شعر رأسه عندها أنفض الناس من حول محمد العلي وعادت الشيخة إلى سعيد العبيد ولا زالت لتاريخه يتذكرها أحفاده بكل الود العرفان بالجميل.

عشيرة الغانم امتزجت مع عشيرة العبيد الشرابيين وكانت الدرع الحصين لها واليد الطولى في العشيرة وكان ذلك عندما قرر غانم الموئسس للعشيرة الاتجاه شرقاً بأمواله وأولاده بعد أن دب الجفاف في منطقة سكناه في الخابور الأعلى حتى وصل إلى منطقة كوكب ووجد هناك عرب يقال لهم شرابيو العبيد أحبهم وأحبوه وكان ذلك في زمن الشيخ داهود العبيد الجد الأقدم لعشيرة العبيد فأنسب نفسه وأولاده لهذا الشيخ الجليل لما وجده من كرم وطيب ومسكن آمن وعرف الغانم لهذا اليوم بأنهم من شرابيين العبيد وأن غانم أبن داهود العبيد الجد المؤسس لعشيرة العبيد الحالية ولكي لا يضيع غانم الجد نسب أولاده الحقيقي ترك وصية مكتوبة بخط اليد وأخبر أولاده فنوش وجرو بمضمون الوصية وبأنهم من قبيلة بني ياس المعروفة النسب وان ديار أهله ضبيان والحمر وسهول ومريجب والعين وهم كبار الديرة هناك وأنه هاجر إلى هذه الديرة على آثر قيام والده ذياب بن عيسى بتطليق أمه فاطمة بنت محمد فلاح مما أضطره للعيش عند خاله زايد وعندما زادت حدة الخلافات بينه وبين أخيه من أبيه قرر الهجرة إلى بلاد اليمن ومن ثم إلى بلاد الشام حتى أنتهى به المطاف في بلاد النهرين وعلى نهر الخابور بين عشيرة ة الشرابيين وعرف أولاده فنوش وجرو بأنهم من قبيلة بني ياس وطلب عدم نشر هذه الوصية والتعريف بنسبهم الحقيقي حتى لا يطمع بهم الآخرين حيث لا توجد لهم قبيلة في هذه الديرة أن يبقوا مع عشيرة الشرابيين كأنهم منهم وأحتفظ أولاده بهذا السر والوصية ولكنهم أطلعوا أولادهم فيما بعد على تلك المعلومات وطلبوا أليهم أيضا عدم الإفصاح عنها ولكنها عرفت مؤخرا بعد أن تم التواصل مابين أبناء عثمان الغانم في درعا وأبناء فنوش وجرو الغانم في الحسكة وتمتلك العشيرة حاليا مشجرة نسب للغانم في محافظتي الحسكة ودرعا أتى بها حمزة بن محمود بن عثمان بن غانم يوم ذهابه إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج سنة 1941 نقلا عن المشجرة الأصلية المحفوظة في مكة المكرمة منذ سنة 1903 على جلد غزال وممهورة بخاتم كل من:

1- عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود ملك السعودية
2- الأمير زايد بن خليفة آل نهيان حاكم أبو ظبي
3- شخبوط بن سلطان آل نهيان، ولم يكن لديه ختم حينها كما هو مذكور في المشجرة
4- درغام بن علي من شيوخ الرولة قبيلة عنزة
5- ولد محسن قبيلة بني تميم الصالحية
6- جناع بن هديب من عنزة
7- عبد لله بن حسين الجراح من شيوخ العقيدات

تم ذلك بحضور شيخ أبو ظبي وأمير الحاج في مكة المكرمة سنة 1903، وقد صادق على وصية النسب والتي جددت سنتي 1958 و1973 كل من أمير زبيد العارف بأنساب العرب حمد جلود الصليبي بحضور حمزة محمد الفارس من الجحيش صلوح الشبيب من الجبور (الشويخ) حمد الحمدي الجبور (المحاسن) أحمد المحمود الحلبي ولكل منهم توقيع على النسخة المحفوظة لدى العشيرة. وفي سنة 2005-2006 جددت المشجرة مرة أخرى.

 القرن 21

انطلاق عشيرة الغانم من العاصمة السعودية الرياض إلى مدينة السويداء السورية، 17 يوليو 2025. الڤيديو غير موثق، حيث تقول بعض المصادر أنه بتاريخ قديم احتفالاً باليوم الوطني في السعودية.

في يوليو 2025، وبعد أيام من اندلاع المواجهات في مدينة السويداء السورية، بين الدروز والحكومة السورية، والتوغل الإسرائيلي في المنطقة، أعلنت مجموعات من أبناء عشيرة الغانم السعودية، النفير العام ووقوفها إلى جانب العشائر العربية في السويداء وبدأ خروجها من العاصمة السعودية الرياض إلى السويداء.