محطة فوردو لتخصيب الوقود

Coordinates: 34°53′04″N 50°59′53″E / 34.8845°N 50.9981°E / 34.8845; 50.9981

محطة فوردو لتخصيب الوقود (فارسية: تأسیسات هسته‌ای فردو، إنگليزية: Fordow Fuel Enrichment Plant، اختصاراً FFEP)، هي منشأة تخصيب يورانيوم إيرانية تحت الأرض تقع على بعد 30 كيلومتر من مدينة قم الإيرانية،[1] في قاعدة تابعة لجيش حراس الثورة الإسلامية.[2][3] الموقع تحت إدارة هيئة الطاقة الذرية الإيرانية.[4] وهو ثاني منشأة إيرانية لتخصيب اليورانيوم، بعد منشأة نطنز النووية. حسب معهد العلوم والأمن الدولي، فمن المحتمل أن المرفق يقع على إحداثيات: 34°53′05″N 50°59′45″E / 34.88459°N 50.99596°E / 34.88459; 50.99596[5]

الكشف عنها

كشفت إيران عن وجود محطة التخصيب التي لم تكن انتهت حينئذ للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 21 سبتمبر 2009،[6] ولم يأت ذلك إلا بعد أن عرفت وكالات الاستخبارات الدولية بموقع المحطة، وادانت الحكومات الغربية إيران بشدة لعدم كشفها عن الموقع مبكرًا؛ وقال رئيس الولايات المتحدة في ذلك الوقت باراك أوباما أن فوردو كانت تحت مراقبة الولايات المتحدة.[7] وقالت إيران أن هذا الكشف جاء متسقًا مع إلتزامتها القانونية بموجب إتفاقية سفگارد مع الوكالة الجولية للطاقة الذرية، والتي تدعي إيران أن الإتفاقية تلزمها بالإعلان عن المنشأت الجديدة قبل 180 يوم من تسلمها المواد النووية.[8] بينما تقول الوكالة أن إيران ملزمة بموجد إتفاقية 2003 بالإعلان عن المنشأة فور البدء في إنشائها.[9]

القدرة

ريف فوردو في الصيف.


في أول إعلان لها، قالت إيران أن هدف المنشأة هو إنتاج سادس فلوريد اليورانيوم (UF6) المخصب بنسبة تصل إلى 5% يورانيوم-235، وأن المنشأة سوف تستوعب 16 سلسلة، بإجمالي 3000 جهاز طرد مركزي تقريباً. لاحقاً في سبتمبر 2011، قالت إيران أنها ستنقل إنتاج 20% اليورانيوم منخفض التخصيب من نطنز إلى فوردو.[10]

وبدأ التخصيب في ديسمبر 2011.[11] وأعلنت وكالة الطاقة الدولية في يناير 2012 أن إيران بدأت في إنتاج اليورانيم المخصب بنسبة 20% لإهداف طبية وأن المواد "مازالت تحت إشراف ورقابة الوكالة".[12]

بموجب الاتفاقية الشاملة حول البرنامج النووي الإيراني التي وافقت عليها إيران في أبريل 2015، توجب إعادة بناء المنشأة من أجل استخدام خاص بأبحاث أقل كثافة، كما توجب أيضًا تحويلها إلى مركز للفيزياء النووية والتكنولوجيا. وستبقى لمدة 15 عاماً، ولن تحتفظ بأكثر من 1044 جهاز طرد مركزي بالأشعة تحت الحمراء-1 في ست سلاسل تعاقبية في جناح واحد، و"ستدور أثنين من السلاسل الستة بدون يورانيوم وسيتم نقلهم، بما في ذلك تعديل البنية التحتية المناسبة،" لإنتاج نويدة مشعة من أجل الاستخدام الطبي والزراعي والصناعي والعلمي. أما الأربع سلاسل المتبقين ببناهم التحتية فسيبقون معطلين"، ويحذر على إيران إداخل أي مادة انشطارية إلى فوردو.[13][14][15]

بموجب شروط الإتفاقية النووية مع إيران، أُزيل ثلثي أجهزة الطرد المركزية داخل فوردو في الشهور اأولى بالإضافة إلى إزالة المواد النووية، ومنع المنشأة من أي عمل نووي وتم تحولت إلى مرفق لاستخدمات أخرى، التخلض من التهديد الذي أدى إلى خطة الهجوم، لمدة خمسة عشر سنة على الأقل

— نيويورك تايمز، فبراير. 16, 2016[16]

عام 2018، نشرت شركة إمدج‌سات الإسرائيلية صور ساتلية تبين إعادة بناء وتطوير محطة فوردو.[17]

في 5 نوفمبر 2019، أعلن علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن إيران سوف تخصب اليورانيم بنسبة 5% في فوردو.[18]

بحلول يناير 2020 كان موقع فوردو يضم 1.044 جهاز طرد مركزي.[19]

في يناير 2021، بدأ موقع فوردو بإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20%.[19]

في مارس 2023، أفادت سي إن إن بالعثور على يورانيوم "يشبه اليورانيوم المستخدم في صنع القنابل" في فوردو. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اكتشاف اليورانيوم-235 بنسبة نقاء 83.7% في فوردو، وأن هذا كان مفاجأة كبيرة للوكالة.[20]

وفي يونيو 2024، أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن إيران قامت ببناء أجهزة طرد مركزي إضافية،[21] في حين علقت واشنطن پوست على الأمر الإيراني بزيادة قدرة أجهزة الطرد المركزي في منشأة فوردو ثلاث مرات.[22] وذكرت تايمز أوف إسرائيل أنه جرى تركيب أربع سلاسل جديدة لكن لم يتم تشغيلها بعد.[23]

التاريخ

منظر خلاب لوادي فوردو.

يمكن رؤية الصور الساتلية من گوگل خرائط لموقع فوردو على إحدثيات 34.885649,50.99669. وتوضح الصور التي يمكن كبيرها لتصل إلى ارتفاع 20 متر من الموقع سور جانبي كبير من الجدار في محيط الموقع مع وجود أبراج كل 25 متر، وهناك ست عشرة بوابة دخول واسعة بجانب المجمع في المنطقة المسورة، بالإضافة إلى عدة مباني يبلغ طول أكبر مبنى منهم 5500 م².

قالت السلطات الإيرانية أن المحطة بنيت في أعماق جبل بسبب تهديدات إسرائيل المتكررة بقصف المنشاءات المماثلة، والتي تعتقد إسرائيل أنها يمكن استخدامها لصنع الأسلحة النووية.[24] وبرغم ذلك فأن المحطة النووية تقع على مقربة من مدينة قم والتي تتعبر شديدة القدسية بالنسبة للشيعة، مما يثر المخاوف من رد المسلمين الشيعة.[25]

في نوفمبر 2013، قام، المئات من الإيرانيين معظمهم من طلاب جامعة شريف التكنولوجية بصحبة رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي وأعضاء مجلس الشورى الإسلامي، بتكوين سلسلة بشرية حول محطة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وذهب الطلبة إلى هناط لإظهاردعمهم للبرنامج النووي الإيراني.[26][27]

عام 2016، نشرت إيران أنظمة صواريخ مضادة للطائرات من طراز إس-300 في الموقع.[28]

في فبراير 2023، أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن محطة فوردو قد تغيرت.[29]

حوادث

في 14 مارس 2022، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن جميع المواقع الإلكترونية الحكومية في إسرائيل تعطلت وتوقفت عن العمل. ذكرت صحيفة جورازليم پوست أن سبب انهيار مواقع الوزارات هو هجوم لمجموعة المتسللين "بلاك شادو" الموالية لإيران، والتي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، وفقاً لوسائل إعلام إيرانية.هذا ولم تصدر السلطات الإسرائيلية حتى الآن بياناً تكشف من خلاله العطل الذي أصاب المواقع الرسمية.[30]

من جهته، زعم موقع "hamal" العبري أن هجوماً إلكترونياً إيرانياً عطل المواقع الحكومية في إسرائيل. وذكر الموقع العبري أن المستخدين يواجهون صعوبة في الوصول إلى المواقع الحكومية. وأشار إلى أن مستخدمي "تويتر" في إيران ذكروا أن المواقع الإسرائيلية تتعرض الآن للهجوم من قبل قراصنة إيرانين.

وفي اليوم نفسه، كان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن عن إحباط مخطط إسرائيلي لاستهداف مفاعل فوردو النووي بالقرب من طهران، مشيرا إلى القبض على أعضاء الخلية المسؤولة عن المحاولة. وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية-إرنا، بأن "جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني اعتقل خلية عملاء كانت تخطط للقيام بعمل تخريبي في موقع فوردو النووي بالقرب من طهران، وتم اعتقال جميع أعضاء الخلية".[31]

وأضافت أن الموساد الإسرائيلي تواصل مع أحد موظفي مفاعل فوردو النووي عبر أصدقائه وعبر تقديم رشاوي نقدية تتضمن عملات رقمية، وذلك للحصول على معلومات عن الموقع وضربه فيما بعد". وذكرت الوكالة الإيرانية الرسمية، أن "إسرائيل كانت تسعى منذ زمن بعيد إلى ضرب مفاعل فوردو، بما أنه أهم مفاعل نووي في الجمهورية الإسلامية، ولم تنجح في ذلك".

يأتي ذلك غداة تعرض مدينة أربيل العراقية، لهجوم بـ12 صاروخا باليستيا أطلقت من خارج البلاد من جهة الشرق، واستهدف حيا قرب القنصلية الأمريكية بالقرب من مناطق مأهولة بالسكان، ما ألحق أضراراً مادية بعدد من المنازل والمباني، دون سقوط خسائر بشرية.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني، اليوم السابق، استهداف ما قال إنه "المركز الاستراتيجي للتآمر والأعمال الخبیثة الصهیونية بصواريخ بالغة الدقة". وأضاف في بيان، أن "قصف أربيل جاء على خلفية الجرائم الأخيرة للکیان الصهيوني المزيف والإعلان السابق عن أن الجرائم والأعمال الخبیثة لهذا الکیان لن تمر دون رد".

في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، اليوم الاثنين، إن طهران حذرت السلطات العراقية عدة مرات من أنه لا ينبغي استخدام أراضيها من قبل أطراف ثالثة لشن هجمات على إيران. وقوبل الهجوم بإدانات عربية ودولية واسعة، سبقتها إدانات من المسؤولين والسياسيين في العراق، فيما استدعت بغداد السفير الإيراني لديها وأبلغته احتجاجها رسميا على استهداف أربيل بالصواريخ.

الغارات الإسرائيلية 2025

في 13 يونيو 2025، هاجمت إسرائيل المحطة كجزء من الضربات الإسرائيلية على إيران، وأعلنت القوات الإيرانية أنها أسقطت مسيرة إسرائيلية.[32] ولم يتضح بعد مدى الأضرار التي لحقت بمنشأة فوردو النووية، فهي مثل منشأة نطنز، فهي مدفونة على عمق كبير تحت الأرض.[32][33] وتشير الصور الساتلية والتقارير إلى أن بعض المواقع فوق الأرض في فوردو ونطنز تعرضت لأضرار، لكن المنشآت تحت الأرض التي تضم أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم المخصب لم تتعرض للاختراق.[33] وفي 14 يونيو 2025، أعلنت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أن الأضرار التي لحقت بالموقع نتيجة للضربات كانت محدودة.[34][35]

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "Russia 'regrets' reported Iran nuclear activity in Qom facility". Haaretz. January 10, 2012.
  2. ^ Weisman, Jonathan (2009-09-25). "Iran Denounced Over Secret Nuclear Plant". The Wall Street Journal. Retrieved 2009-09-25.
  3. ^ "Underground Facilities: Intelligence and Targeting Issues". National Security Archive. March 23, 2012. Retrieved March 27, 2012.
  4. ^ Iran ready to co-operate on nuclear programme, says Ahmadinejad. The Guardian. 29 October 2009.
  5. ^ "Satellite Imagery of Qom Enrichment Facility in Iran" (PDF). Institute for Science and International Security. 2009-09-25. Retrieved 2009-09-26.
  6. ^ GOV/2009/74 Implementation of the NPT Safeguards Agreement and relevant provisions of Security Council resolutions 1737 (2006), 1747 (2007), 1803 (2008) and 1835 (2008) in the Islamic Republic of Iran
  7. ^ Sanger, David E.; Cooper, Helene (2009-09-25). "Iran Confirms Existence of Nuclear Plant". The New York Times. Retrieved 2009-09-25.
  8. ^ Daniel Joyner (5 March 2010). "The Qom Enrichment Facility: Was Iran Legally Bound to Disclose?". JURIST. University of Pittsburgh School of Law. Retrieved 1 March 2012.
  9. ^ "Implementation of the NPT Safeguards Agreement and relevant provisions of Security Council resolutions 1737 (2006), 1747 (2007), 1803 (2008) and 1835 (2008) in the Islamic Republic of Iran" (PDF). GOV/2009/74. International Atomic Energy Agency. 16 November 2009. Retrieved 25 May 2012.
  10. ^ "| IAEA" (PDF).
  11. ^ "Iran enriching uranium at Fordo plant near Qom". BBC. 10 January 2012. Retrieved 1 March 2012.
  12. ^ "Iran enriching uranium at Fordo plant near Qom". BBC. 10 January 2012. Retrieved 1 March 2012.
  13. ^ "Iran's key nuclear sites", BBC News (14 July 2015).
  14. ^ Eric Bradner, "What's in the Iran nuclear deal? 7 key points", CNN (2 April 2015).
  15. ^ "Key Excerpts of the Joint Comprehensive Plan of Action (JCPOA)", Office of the Press Secretary (14 July 2015).
  16. ^ DAVID E. SANGER and MARK MAZZETTI: U.S. Had Cyberattack Plan if Iran Nuclear Dispute Led to Conflict
  17. ^ Unusual activity in Iranian uranium enrichment plant captured by Israeli satellite
  18. ^ Iran will enrich uranium to 5% at Fordow nuclear site -official
  19. ^ أ ب "Fordow Fuel Enrichment Plant". Retrieved 2024-09-04.
  20. ^ "Near bomb-grade level uranium found in Iranian nuclear plant, says IAEA report". March 2023.
  21. ^ "IAEA report: Iran installs more centrifuges at Fordow enrichment plant". Retrieved 2024-09-04.
  22. ^ "Iran signals a major boost in nuclear enrichment at key site". Retrieved 2024-09-04.
  23. ^ "Iran installs half of planned new centrifuges at Fordow, IAEA report says". Retrieved 2024-09-04.
  24. ^ Azmat Khan (January 13, 2012). "Did Santorum Suggest Iran Wants Nukes to Bring Back Messiah?". Public Broadcasting Service.
  25. ^ Akluf Benn (September 3, 2009). "Cries of 'hold me back' may lead Israel to strike Iran". Haaretz.com.
  26. ^ "Iranian university students form human chain around Fordo nuclear facility". irna.ir. Retrieved 11 September 2015.
  27. ^ "Farsnews". farsnews.com. Retrieved 11 September 2015.
  28. ^ YAAKOV LAPPIN (30 August 2016). "Iran's rapid deployment of S-300 to Fordow reveals importance of site". Jerusalem Post.
  29. ^ Francois Murphy (2023-02-01). "IAEA chides Iran for undeclared change to Fordow uranium enrichment setup". Reuters. Retrieved 2024-09-04.
  30. ^ "هجوم سيبراني إيراني يعطل جميع المواقع الإلكترونية الحكومية في إسرائيل". الإمارات اليوم. 2022-03-14. Retrieved 2022-03-14.
  31. ^ "الحرس الثوري الإيراني يعلن إحباط "مخطط إسرائيلي" استهدف مفاعل فوردو النووي". سپوتنيك نيوز. 2022-03-14. Retrieved 2022-03-14.
  32. ^ أ ب David Brunnstrom and Michael Martina, Damage to Iranian nuclear sites so far appears limited, experts say, Reuters (June 13, 2025).
  33. ^ أ ب Karen DeYoung, Nilo Tabrizy, Evan Hill & Warren P. Strobel, Iran's nuclear facilities damaged but not destroyed, experts say, Washington Post (June 13, 2025).
  34. ^ "Iranian official confirms limited damage at Fordow nuclear site". Al Jazeera. 14 June 2025. Retrieved 14 June 2025.
  35. ^ "Iran confirms limited damage at Iran's Fordo nuclear site". www.timesofisrael.com (in الإنجليزية الأمريكية). Reuters. 14 June 2025. Retrieved 14 June 2025.

وصلات خارجية

34°53′04″N 50°59′53″E / 34.8845°N 50.9981°E / 34.8845; 50.9981