محمد الحجوي الثعالبي
محمد بن الحسن الحجوي | |
---|---|
وُلِدَ | محمد بن الحسن بن العربي بن محمد بن أبي يعزى بن عبد السلام ابن الحجوي الثعالبي الجعفري الفاسي 1874 |
توفي | 1956 |
المثوى | فاس |
القومية | مغربي |
المهنة | عالم مسلم |
عـُرِف بـ | محمد الحجوي الثعالبي |
العمل البارز | الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي |
الديانة | الإسلام |
محمد بن الحسن الحجوي (و.1874 - ت.1956) هو فقيه وعالم، جمع بين العمل في الوظائف المخزنية والنشاط التجاري، وتقلد خلال مسيرته عدداً من المناصب البارزة؛ من بينها منصب أمين ديوانة وجدة على الحدود المغربية الجزائرية، ومفتش الجيش في المنطقة الشرقية للمغرب، كما شغل منصب نائب عن وزارتي المالية والحربية، ثم تولى رئاسة مجلس الشريعة الأعلى عام 1920.[1]
نشأته وتعليمه
ولد محمد بن الحسن الحجوي بفاس، وينحدر نسبه من جعفر بن أبي طالب شهيد مؤتة الملقب بالطيّار، ومن زينب بنت علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء، زوجة عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
نشأ الحجوي وترعرع في حضن جدته وكانت فقيهة جليلة، والتي حرصت على أن يشب حفيدها على أحسن وجه، وذلك من خلال بث روح النشاط المؤدي إلى الإقبال على العلم والتحصيل، حتى إنه يقول عنها: “مرآة أخلاقها وأعمالها في الحقيقة أول مدرسة ثقفت عواطفي، ونفثت في أفكاري روح الدين والفضيلة، فلم أشعر إلا وأنا عاشق مغرم بالجد والنشاط، تارك لسفاسف الصبيان، متعود على حفظ الوقت..”.
تلقى منذ صغره تكوينًا شاملاً في حفظ القرآن والتجويد وعلوم اللغة والحساب والعقيدة، ثم واصل دراسته بجامع القرويين حيث تتلمذ على يد عدد من كبار العلماء، من أبرزهم والده أبو علي الحسن الحجوي وأبو عبد الله محمد بن التهامي الوزاني ومحمد بن عبد السلام كنون ومحمد القادري وأحمد بن الخياط وأحمد بن سودة وعبد السلام الهواري والكامل الأمراني.
ولما أتم الحجوي تحصيله أجيز للتدريس وشرع في إلقاء الدروس بجامع القرويين، فشاع في الناس ذكره وفضله.
مؤلفاته
لم يكتف الحجوي بالتدريس فحسب، بل ترك خلفه آثاراً علمية جمّةً ناهزت المائة بين مطول، ومختصر، ورسالة، ومحاضرة، ومقالة وقد طبع الكثير منها. وللعلامة محمد الحجوي الثعالبي أزيد من 95 مؤلفا، حيث له كتب مطبوعة، وفي مقدمتها كتابه المشهور (الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي) أربعة أجزاء، و (ثلاث رسائل في الدين) و(المحاضرة الرباطية في إصلاح تعليم الفتيات في الديار المغربية) أحدث ضجة، وأتى بفائدة، و (التعاضد المتين بين العقل والعلم والدين) محاضرة، ومثلها (مستقبل تجارة المغرب) و(الفتح العربيّ لإفريقيا الشمالية) ألقاها في الخلدونية بتونس، و (مختصر العروة الوثقى) ذكر فيه شيوخه ومن اتصل بهم، كما لديه عدة كتب أخرى في الفقه والتفسير وغير، نذكر منها:
- تفسير الآيات العشر الأولى من سورة قد أفلح
- تفسير سورة الإخلاص
- حكم ترجمة القرآن
- النظام في الإسلام
- الرحلة الأوروبية عام 1919
أفكاره الدعوية وإصلاحاته النهضوية
من أهم الأفكار والإصلاحات التي نادى بها الفقيه والأستاذ محمد الحجوي، والتي لها علاقة بقضية النهضة الفقهية، مايلي:
تجديد الفتوى: كان في زمن الحجوي فقهاء معروفين بالتقليد، ولا يوجد من بينهم في المغرب آنذاك من يدعون إلى الاجتهاد، لذلك كان الفقيه الحجوي يواجه المتاعب ويتحمل المعاناة في سبيل اقناع التيارات التقليدية المتحجرة المعادية للتطور التحريري، فكانت وسائل الإقناع عنده مبنية على القياس كأساس للبحث عن كيفيات قولبة الأحكام الشرعية على نوازل العصر.
وكان الفقيه الحجوي يربط الاجتهاد بالتحديث باعتبارهما ديناميتين تؤثر احدهما على الأخرى، فيرى بأنه كلما تقدمت مظاهر التحديث، برزت معالم الاجتهاد وظهر فقهاء الاجتهاد، كما أن استمرارية الاجتهاد لا تخلو من أثار النزوع إلى التطور والتحديث، لذا يقول: “ويظهر لي أن ندرة المجتهدين أو عدمهم هو من الفتور الذي أصاب عموم الأمة في العلوم وغيرها، فإذا استيقظت من سباتها وانجلى عنها كابوس الخمول، وتقدمت في مظاهر حياتها التي اجلها العلوم، وظهر فيها فطاحل علماء الدنيا من طبيعيات ورياضيات وفلسفة، وظهر المخترعون والمكتشفون والمبتكرون كالأمم الأوربية والأمريكية الحية، عند ذلك يتنافس علماء الدين مع علماء الدنيا فيظهر المجتهدون”.
الدعوة إلى التفكير التحرري: وذلك من خلال مجموعة من مؤلفاته المطبوعة، ومذكراته المحفوظة بالخزانة العامة والتي تناولت بكثير من الدقة مسالة التوفيق بين التصورات الحداثية وأحكام الشريعة.
ومفهوم الحرية الفكرية عند الفقيه الحجوي هي: ممارسة علماء الأمم ومثقفيها للاجتهاد ممارسة مستمرة لا تتوقف ولا تعجز إمام أي ظاهرة من ظواهر التطور الحضاري والفكري، ذلك ان الاستبداد – يرى الحجوي في نفس السياق – ماح أو مضاد للاجتهاد ولحرية الفكر، إذ هي – أي الحرية- من دواعي الاجتهاد، ولا شك أن الأمم الإسلامية لا تشغل مقاما ساميا بين الأمم مادامت ناقصة في هذا الميادين، وهي محتاجة لمجتهدين بإطلاق، عارفين بعلوم الاجتماع والحقوق، يكون منهم أساطين لسن قوانين دنيوية طبق الشريعة المطهرة تناسب روح العصر، وتنطبق على الأحوال المتجددة والترقي العصري كما يوجد عند سائر الأمم لجان من الفطاحل المشرعين في مجالس النواب والشيوخ لهذا الغرض…ولا عبرة بأمة لم تعرف حقوقها فتحفظها ولم تؤمن عامتها شر خاصيتها فذهبت حقوقها وضاعت ثروتها بين المرتشين والمداهنين.
إن الإطلاع الموسوعي للحجوي على التراث الفقهي والسياسي والقانوني والتاريخي الإسلامي ومقارنته بمعطيات الحضارة الغربية في عصره بلور لديه رؤية إصلاحية مستنيرة من أهم سماتها الشمولية ، وهو خلاف الكثير من معاصريه لم يقده الانبهار بمنجزات الغرب إلى الدعوة إلى الانسلاخ عن قيم أمته وثوابتها بل كان لا يرى لأمته مستقبلا خارج هذه الثوابت .
دعا الحجوي إلى إصلاح التعليم لأنه أصل التغيير ومنشؤه فاضطلع بمهمة إنشاء المدارس وتحديثها أثناء تقلده لمنصب مندوب المعارف في عهد الحماية الفرنسية وعمل على تغيير مناهج التعليم وتطويرها ودعا إلى تدريس اللغات الأجنبية والاطلاع على منجزات الحضارة الغربية، والتخلص من ربقة التقليد والجمود.
وما دامت النساء شقائق الرجال في الأحكام فالحجوي يرى أن تعليمهن من أولى أولويات الإصلاح وكان لدعوته هذه أثر أي أثر في إقبال نساء المغرب على طلب العلم وقد ذكر العلامة عبد القادر المغربي عضو المجمع العلمي العربي بدمشق أن محاضرة الحجوي المسماة “المحاضرة الرباطية في إصلاح تعليم الفتيات في الديار المغربية ” أدت إلى تقدم مدهش على مستوى إقبال النساء على التعليم داخل المغرب وخارجه.
ويختزل الفقيه الحجوي توجيهاته النهضوية الإصلاحية في مجموعة من الصيحات والنداءات التي حفلت بها مؤلفاته ومحاضراته ومقالاته:
- فكرة النظام والتنظيم في ميادين الحياة.
- الدعوة إلى إصلاح التعليم وتعميمه على البنات، ومحاربة الأمية.
- نقد نظام جامعة القرويين وإعداد برنامج إصلاحي لها.
- تجديد الكتب المدرسية.
ثناء العلماء عليه
- اعتراف بمكانته العلمية وأثنى عليه العلامة عبد السلام بن سودة بقوله: "العالم المشارك المدرِّس المؤلف".
- حلاه الأستاذ عبد الله الجراري، بقوله: "من العلماء المتحررين كما يتجلى ذلك من خلال كتبه وتآليفه … يُعد في علية علماء المغرب الذين تفتخر بهم معلمته الثرية والغنية بالعلوم والفنون".
- قال محمد الطاهر بن عاشور: «و من أبهر الكواكب التي أسفر عنها أفقنا الغربي في العصر الحاضر، وكان مصداق قول المثل: «كم ترك الأول للآخر» الأستاذ الجليل، والعلامة النبيل، وصاحب الرأي الأصيل، الشيخ محمد الحجوي المستشار الوزيري للعلوم الإسلامية بالدولة المغربية، فلقد مد للعلم بيض الأيادي بتآليفه التي سار ذكرها في كل نادي..»
- وقال عبد الفتاح أبو غدة: «العلامة النابه البارع، الإمام فقيه المغرب الأقصى، الأصولي المتفنن الشيخ محمد بن الحسن الحجوي المغربي».
انظر أيضا
مصادر
مراجع
- ^ "الفقيه الحَجْوي صاحب الفكر السامي https://islamonline.net/38342". islamonline. Retrieved 2025-09-05.
{{cite web}}
: External link in
(help); line feed character in|title=
|title=
at position 34 (help)
- الأعلام للزركلي ص (6/96)
- مختصر العروة الوثقى (ص/21).