أخبار:المجري لاسلو كراسناهوركاي يفوز بجائزة نوبل في الأدب
- الأديب المجري لاسلو كراسناهوركاي يفوز بجائزة نوبل في الأدب 2025.
في 9 أكتوبر 2025، منحت الأكاديمية السويدية جائزة نوبل في الأدب 2025 للروائي المجري لاسلو كراسناهوركاي "عن إنجازه الأدبي الآسر والرؤيوي الذي يؤكد، في خضمّ رعبٍ ينذر بنهاية العالم، قوّة الفن". ووصفت الأكاديمية السويدية كراسناهوركاي بأنه "كاتب ملحمي عظيم يندرج في تقليد وسط أوروپا الممتد من فرانز كافكا إلى توماس برنهارد، ويتمّيز بالعبثية والمغالاة الهزلية". وتابعت "لكن ثمة أكثر من وجه لنتاجه، وهو يتطلع أيضاً إلى الشرق باعتماده نبرة أكثر تأملاً وأكثر رهافة في تعابيره".[1]
لاسلو كراسناهوركاي

وُلد كراسناهوركاي عام 1954 في بلدة جيولا الصغيرة جنوبي شرق المجر قرب الحدود الرومانية، ونشأ في أسرة يهودية من الطبقة الوسطى، واستلهم كثيراً من تجاربه في ظل الحكم الشيوعي، ومن أسفاره بعد مغادرته المجر للمرة الأولى عام 1986 إلى برلين الغربية آنذاك. وتستقطب كتبه قراء خصوصاً في ألمانيا حيث عاش على مدى سنوات، وفي المجر حيث يعتبر من أعظم كتاب البلاد الأحياء.
بدأ كراسناهوركاي مسيرته الأدبية عام 1985 بروايته الأولى تانگو الخراب (Satantango)، التي صوّرت مجموعة من القرويين الفقراء في مزرعة مهجورة قبيل سقوط الشيوعية. حققت الرواية نجاحاً واسعاً في المجر، ووصفت بأنها من أبرز الأعمال الأدبية في شرق أوروپا، ثم تحولت إلى فيلم صور بالأبيض والأسود عام 1994 أخرجه بيلا تار.
كراسناهوركاي هو ثاني كاتب مجري يفوز بجائزة نوبل في الأدب بعد إمره كرتيس الذي نالها عام 2002. نال كراسناهوركاي جائزة مان بوكر الدولية عام 2015، كما فازت روايته تانگو الخراب بجائزة أفضل كتاب مترجم في فئة الرواية عام 2013. ترسخت مكانته كأحد أبرز كتّاب الأدب الحديث في أوروپا، مع روايات مثل كآبة المقاومة (1989) التي وصفتها الناقدة الأمريكية سوزان سونتاگ بأنها "رواية نهاية العالم"، والحرب والحرب (1999) التي تتناول رحلة أمين أرشيف بسيط من بوداپشت إلى نيويورك في محاولة لنشر ملحمة قديمة. أما روايته بارون وينكهايم يعود إلى الديار (2016)، فتركز على حكاية نبيل عجوز يعود من المنفى إلى بلده مدفوعاً بحب قديم، وتعد من أكثر أعماله طرافة وسخرية.

ويمتد تأثير كراسناهوركاي أيضاً إلى الشرق الأقصى، إذ ألهمته رحلاته إلى الصين واليابان كتابة أعمال مثل "جبل شمالاً، بحيرة جنوباً، طرق غرباً، نهر شرقاً" (2003)، و"سيوبو هناك في الأسفل" (2008)، وهي مجموعة من القصص المستوحاة من الأسطورة اليابانية حول "سيوبو"، حارسة الحديقة التي تثمر كل ثلاثة آلاف عام فاكهة الخلود. وقال الكاتب نفسه عن أسلوبه الصعب والمتطلب بأنه يعكس "التمعن في الواقع إلى حد الجنون"، كما وُصف "بالهوسيّ" بسبب ميله إلى كتابة جمل طويلة وفقرات قلما تنتهي.
روايته الصادرة عام 2021 بعنوان هيرشت 07769 وصفت بأنها من أبرز الروايات المعاصرة، لما قدمته من تصوير دقيق للاضطرابات الاجتماعية في ألمانيا قبيل جائحة كوڤيد-19. وتدور أحداثها في بلدة صغيرة بولاية تورنگيا الألمانية، تعصف بها الفوضى والعنف والحرائق المتعمدة. وجاء في وصف دار النشر البريطانية "ذا سيربنتز تايل" لأحداث الرواية: "فلوريان هيرشت، عملاق طيب القلب، يتيم تبناه نازي جديد ودربه على تنظيف الشعارات الجدارية. أما رئيسه، المولع بموسيقى باخ، فيغضب لأن مجهولين يرشون رموز الذئب على النصب التذكارية للمؤلف الموسيقي في مدينتهم شرق ألمانيا". وفي أحدث رواياته الساخرة زشيمله أودافان، يعود كراسنهاوركاي إلى المجر من خلال شخصية العم جوزي كادا، البالغ من العمر 91 عاماً، الذي يخفي سراً يجعله صاحب حق في العرش، لكنه اختار أن يختفي عن العالم.
انظر أيضاً
المصادر
- ^ "الكاتب المجري لاسلو كراسناهوركاي يفوز بجائزة نوبل للآداب". بي بي سي. 2025-10-09. Retrieved 2025-10-09.